الإوزة ( Goose )
الإوز يربى في كثير من المزارع. ويشمل سلالتي الأيمبدن (يسار)، والتولوس (أعلى). وتُعْرف الإوزة الصينية(أسفل اليمين) بالعقدة اللحمية على منقارها. |
ورغم أن الإوز سباح قدير ـ بسبب أقدامه المكففة ـ إلا أنه يقضي أوقاتًا متساوية تقريبًا على اليابسة وفي الماء.
وتُعتبر الإوزة من الطيور المهاجرة حيث تطير في الخريف جنوبًا وفي الربيع شمالاً. وهي رشيقة في طيرانها وذات قدرة على الثبات والاحتمال في الجو، إذ تستطيع بعض أنواع الإوز الطيران لأكثر من 1,600كم دون توقف أو راحة.
يوجد أكثر من 40 نوعًا من الإوز البري وبخاصة في آسيا وأوروبا وشمال أمريكا. ويعتقد أن الإوز المنزلي ينحدر من نوعين بريين هما الإوزة الرمادية والإوزة التم.
وقد تم استئناس الإوز ـ لأول مرة ـ في آسيا منذ آلاف السنين، حيث يربيه الناس للحمه الشهي الغني وزغبه (ريش ناعم) الذي يستخدم بكثرة في حشو الوسائد والمراتب، ويُستخدم أيضًا كمادة عازلة خفيفة الوزن في أكياس النوم وبعض الأغطية خارج المنازل.
جسم الإوزة:
يتراوح وزن الإوزة اليافعة تقر يبًا بين 1,5 و 4كجم. ويغطي الريش معظم جسم الإوزة ما عدا الأرجل والأقدام، ويوجد الريش الكبير (ريش طويل قوي للطيران) في الجناحين والذيل. يكسو الإوزة طبقة كثيفة من الزغب تحت الر يش العادي. بينما تُغطي الحراشف أرجل الإوز وتتصل الأصابع الأربعة ذات المخالب في كل قدم بغشاء مروحي الشكل.وللإوزة عين على كل جانب من رأسها، ولكي ترى بوضوح فعليها تحريك رأسها في اتجاه الأشياء. والسطح الداخلي لمنقار الإوزة حساس للغاية مما يساعدها على إيجاد طعامها بسرعة عن طريق اللمس والرؤية. وللإوزة مريء طويل (أنبوبة عضلية تؤدي للمعدة)، أما باقي الأعضاء الداخلية فهي مثل سائر أنواع الطيور. تفرز الغدة الذيلية ـ الموجودة عند قاعدة الذيل ـ مادة زيتية تستخدمها الإوزة في عزل وتسوية الريش وجعله غير قابل للبلل.
الإوز البري يشمل الإوزة البرانت (أعلى) والإوزة الثلجية (في الوسط)، والإوزة الكندية (أسفل). |
أنواع الإوز:
للإوز أنواع متعددة منها: الإوزة الرمادية ذات ريش رمادي مخلوط باللون البني، ومنقار برتقالي، ورجلين وقدمين حمراوين قرنفليتين ويصنع هذا النوع من الإوز أعشاشه في أيسلندا وسائر شمالي أوروبا وشمالي آسيا، وعبر جنوبي أوروبا وجنوبي آسيا، وتُعتبر الإوزة الكندية من أكثر أنواع الإوز البري شيوعًا في شمال أمريكا، وقد انتشر في أوروبا ونيوزيلندا. ويميل لون جسمه إلى البنيّ، بينما تُأخذ الأجزاء السفلى من الجسم اللون الرمادي، ويُغطي اللون الأسود الرأس والمنقار والرقبة. الإوزة البرانت نوعٌ صغير داكن اللون. يقضي معظم وقته بجوار مصبات الأنهار في المناطق المعتدلة حيث يتغذى بديدان الحشائش. الإوزة الثلجية طير أبيض يتكاثر في منطقة القطب الشمالي. الإوزة البرنقيل تتكاثر في المناطق الشمالية على حواف الشواطئ الصخرية العالية وبجوار البحيرات والأنهار وتتميز بريش أسود وأبيض ووجه ناصع البياض. الإوزة حمراء الصدر نوع يتكاثر في سيبريا لها ريش متعدد الألوان كالبني المحمر، والأسود والأبيض. تتخذ الإوزة التم شمال شرقي آسيا موطنًا للأعشاش. وتمتد مناطق المعيشة جنوبًا إلى كوريا واليابان والصين. والإوزة التم لونها بني، ومنقارها أسود، وأرجلها برتقالية اللون. قام مربو الإوز بتنمية أنواع منزلية، مثل إوزة الإيمبدن، وهي بيضاء، رشيقة ذات صدر عريض. والتولوس وهو طائر رمادي الجسم مع لون برتقالي للمنقار والأقدام واللغد (زائدة لحمية مُتهدلة تحت فك الطائر). والإوزة الصينية والإفريقية، لكلتيهما عقدة صغيرة مستديرة على المنقار. والسيباستوبول وهو سلالة ذات مظهر استعراضي، لها ريش يفتل بعيدًا عن الجسم فيعطيه مظهرًا منتفخًا. أما الأنواع المنزلية الأخرى فتشمل البف والبلجريم والرماني.حياة الإوزة البرية:
يتغذى الإوز البري على النباتات المائية والحشائش والذرة والقمح، ويتغذى أثناء الهجرة ـ في الخريف ـ بما يتبقى من الزرع بعد الحصاد. يطير الإوز المهاجر في مجموعات كبيرة على شكل الرقم 7، ويَعتقد بعض علماء الحياة الطبيعية أن الإوز يستخدم هذا التشكيل ليحدث تيارًا هوائيًا بوساطة الطيور الموجودة في المقدمة، مما يجعل الطيران أسهل لبقية الطيور، ويعتقد آخرون أن شكل الرقم 7 يمكّن الإوز من اتباع قائد واحد ويساعدها على البقاء معًا.يصل الإوز إلى مناطقه الشمالية ليصنع الأعشاش في بداية الربيع، وتختار كل إوزة مكتملة النمو من الطيور الصغيرة الذكر في ذلك الوقت لتقضي معه بقية حياتها. وتقوم الطيور المتزاوجة باختيار أماكن أعشاشها بعيدًا عن بقية السرب. ثم تقوم الأنثى بعد ذلك بإعداد العش من الأغصان والحشائش والأعشاب والطحالب وتبطنه بالريش. تضع الأنثى عددًا من البيض، بمعدل بيضة واحدة يوميًا على الأكثر وتبقى الأنثى في العش مُعظم الوقت لتحريك البيض من وقت إلى آخر بمنقارها. وبينما تعتني الأنثى بالبيض يقوم الذكر بالدفاع عن موقع العش.
يفقس البيض في أغلب الأحيان بعد 28 إلى 32 يومًا ويُغطي فراخ الإوز الصغيرة ريشٌ صغيٌر مجعد، وهي قادرة على التقاط غذائها بمجرد فقسها من البيض. ولكن يجب حمايتها من الجو البارد على الأقل في الأيام الأولى من حياتها. تتعلم فراخ الإوز الصغيرة السباحة في الأيام القليلة الأولى بعد الفقس. ويكبر الإوز الصغير بسرعة في فصل الصيف، ثم ينمو له ريش ليبدأ الطيران بعد شهرين. ويظل الإوز الصغير مع أبويه سنة على الأقل. وعند حلول فصل الخريف يبدأ ذكر الإوز في تبديل ريشه بريش جديد. يتجمع الإوز والصغار في مجموعات لتغذية وتسمين أنفسها استعدادًا للهجرة لمناطق تغذية أكثر دفئًا.
وللإوز أعداء في الطبيعة مثل الثعالب والذئاب، كما تسرق الحيوانات الثديية الصغيرة وبعض الطيور البحرية بيض الإوز وتهاجم الصغار. ويدافع الإوز عن نفسه بالهسهسة والنقر والضرب بالأجنحة. يعيش الإوز حياة طويلة تصل أحيانًا إلى 30 سنة من العمر.
تربية الإوز:
تربية الإوز شائعة في أوروبا وآسيا، وغالبًا ما يُربّى خارج المنازل في أقفاصٍ خاصة، أو في الحقول حيث يلتقط غذاءه.ويستخدم مربو الإوز غذاء الدجاج لزيادة أو لتعويض الغذاء الطبيعي للإوز، والعمل على زيادة نموه. يتكون الغذاء -عادة-من مكونات عدة مثل الذرة وحبوب أخرى، ووجبات فول الصويا، ومنتجات اللحوم، والفيتامينات، والأملاح المعدنية. يُذبح الإوز للحصول على لحمه عندما يبلغ عمره بضعة شهور، وفي أوروبا تُصنع فطائر شهيرة ذات رائحة شهية تسمى باتيه دي فواجراس من أكباد إوز عالية الدهن بدرجة كبيرة، نتيجة إجبار الإوز على التهام كمية أكبر من طاقته الغذائية.
الإوز بين الحقيقة والخيال:
قام المصريون بتربية الإوز منذ نحو 4000 عام. ثم تبعهم الرومان فربوا الإوز أيضًا. كان الإوز الثرثار يُصْدر تنبيهًا عندما يتسلق جنود الأعداء أسوار المدينة.وقدكتب يعسوب قصة خرافية عن الإوزة التي وضعت بيضاً من الذهب. ★ تَصَفح: حكايات يعسوب. وفي الغرب تعتبر الإوزة الأم مادة لأناشيد الأطفال وتمثيلياتهم، ومن أهم الكتابات في هذا الجانب، الإوزة الثلجية، لباول جاليكو ومغامرات نلز المدهشة، لسيلما لاجيرلوف.
★ تَصَفح أيضًا: الطائر ؛ الإوز الكندي ؛ الريشة ؛ التم.