الرئيسيةبحث

حمام الزاجل ( Homing pigeon )



حمام الزاجل يحمل رسائل تُثبت بمشبك بالرّجل أو الظهر، إنه قادر على أن يقطع حتى 97كم طيران في الساعة.
حَمَام الزاجل سلالة خاصة من الحَمَام الذي يُربَّى للسباق ولحمل الرسائل. ويُطلق أحيانًا على هذا الحَمَام اسم هومرز. ويمكن تدريبه على العودة إلى مسكنه بأخذه إلى مسافة بعيدة عنه، ثم إطلاق سراحه. وقد أمكن زيادة كفاءته في العودة إلى مسكنه بعملية انتقاء للسلالة. وينحدر حَمَام الزاجل من الحَمَام الصخري الذي يعيش برّياً في أوروبا وآسيا وإفريقيا.

قدرة حَمَام الزاجل:

لا يستطيع أحد أن يؤكد كيف يتبيّن الحَمَام والطيور الأخرى طريقها وسط الأراضي الغريبة لتصل إلى موطنها. وقد عُرف عن حَمَام الزاجل أنه يستطيع الطيران أكثر من 1,600كم في اليومين. وهذا لا يمنحه وقتاً للبحث العشوائي، لذلك، فهو يتبنى بشكل أو بآخر الاتجاه الصحيح الذي يتعين أن يأخذه. ويعتقد البعض أن تلك الطيور تملك قوة غريبة توجهها إلى المجال المغنطيسي للأرض، إلا أنه ليس هناك ما يؤكد ذلك، والبعض الآخر يعتقد أن وضع الشمس هو الذي يرشدها ولم تتضح كيفية ذلك، ويُمكن أن تضل الطيور طريقها في الجو المصحوب بالغيوم والضباب. إن حَمَام الزاجل له قدرة فائقة لتذكر العلامات المرئية، ولكن ذلك لا يُفسّر قدرة التحليق فوق بلاد غير مألوفة.

سباق حَمَام الزاجل:

يعشق كثير من الناس سباق حَمَام الزاجل وكثيراً ما ينظمون سباقات تمتد 1,000كم وبالرغم من أن حَمَام الزاجل يُقتنى لقدرته على السفر إلا أن التدريب الإضافي للطيور الفردية مهم، ويقوم المدرّبون أولاً بتدريب صغار الحَمَام على التعرّف على المنطقة، ثم يأخذون الحَمَام إلى مسافة تتراوح بين 10 و15كم بعيدًا عن مسكنه ثم يطلقونه. ويجري بعد ذلك زيادة المسافة التي يطيرها الحَمَام ليصل إلى مسكنه.

وإذا أريد للطيور الدخول في السباق يقوم صاحبها بتدريبها في المنطقة التي يجري فيها السباق. ولا يدخل السباق إلا أكثر الحَمَام نجاحًا. ويختار المدرّب أفضل الحَمَام جسماً وشكلاً، ويُراعى أن يكون ريشه الذي يستخدمه في الطيران كاملاً وسليماً، وبعض الحَمَام يطير حوالي 1,000كم في اليوم بدون توقف للشرب أو الأكل. والحَمَام البالغ من العمر عاماً أو عامين هو أسرع متسابق. أما الحَمَام الأكبر عمرًا، فهو أفضل في الطقس السيئ. والطيور التي تترك صغارها في العش هي أكثرها حرصاً على العودة إلى موطنها، إذ إن قلقها على صغارها يدفعها إلى العودة.

توجد ساعة خاصة في السباق الرسمي لتسجيل الوقت الذي يصل فيه الطائر إلى مسكنه. فعند وصول الطائر إلى موطنه يدخل فوراً إلى الحجرة أعلى مسكنه حتى يقوم صاحبه بنزع الرباط وتسجيل الوقت.

حمام الزاجل عند العرب:

اعتنى العرب بحمام الزاجل لنقل رسائلهم، البريدية، وجعلوا لها إدارات تشرف على الحمام في أنحاء الدولة الإسلامية، وعمال يراقبون وصول الحمام في الأبراج وسفره. وكان أول استخدام لحمام الزاجل في الموصل بالعراق، ثم مصر في عهد الفاطميين ثم العباسيين.

كيفية التراسل كان العرب يشدون الرسالة تحت جناح الحمامة أو إلى ذيلها، وكانوا يحتاطون عند إرسالهم للرسائل المهمة بكتابة صورتين من الرسالة ترسلان مع حمامتين تطلق الثانية عقب الأولى بساعتين، حتى إذا ضلت إحداهما أو قتلت أمكن الاعتماد على الأخرى، وكانوا لا يطلقون الحمام في الجو الممطر، ولا يطلق إلا بعد أن يغذى الغذاء الكافي. أما إذا كانت الرسالة مضمنة أخبارًا عسكرية فكانوا يضعون الرسالة في غلاف صغير من الورق المزيت أو بكيس من الجلد الرقيق، ويعلقونها في عنق الحمامة أو في جوف ريشه يربطونها بالريشة المتوسطة من ذنب الحمامة، إلا أن الرسالة في هذه الحالة تكون صغيرة وقصيرة جدًا.

وكان الإيجاز أهم مميزات رسائل حمام الزاجل ؛ فقد كان يستغنى فيها عن البسملة، والمقدمة واللقب، ويكتفى بذكر التاريخ والساعة وموضوع الرسالة باختصار شديد.

أهم خطوط سير حمام الزاجل نظمت خطوط كثيرة بين عواصم ومدن البلدان العربية والإسلامية لنقل البريد المستعجل، وأهم هذه الخطوط ذلك الذي أقيم بين مصر والشام في عهد نور الدين محمود (1146م)، وأعد له مطارات (محطات) ذات أبراج في كل 13 ميلاً (21كم تقريبًا) وكانت هناك خطوط ثانوية تتفرع عن الخطوط الرئيسية منها: خط القاهرة ـ دمشق عن طريق غزة والقدس، ثم غزة وكرك على البحر الميت. ودمشق وبعلبك وغيرها. وفي الرسائل السلطانية، كان ينقش اسم السلطان على منقار الحمام، وتوضع أرقام خاصة على رجله، وكان لا يستخدم للرسائل السلطانية إلا الحمام الأزرق اللون، كما كان هناك البريد المباشر السريع الذي لا يتوقف بالمطارات الفرعية. وكان ذلك بين عاصمة الدولة وعواصم الولايات ؛ فإذا أراد السلطان مثلاً أن يبعث رسالة من القاهرة إلى دمشق، أطلق من أبراجه حمامة من حمام دمشق فتصل إليها الرسالة دون توقف.

نبذة تاريخية:

كان حَمَام الزاجل يحمل الرسائل لقدماء المصريين والفرس (الإيرانيون حالياً) منذ 3000عام. وفي اليونان كان الحَمَام يحمل أخبار انتصارات الألعاب الأوليمبية إلى مُختلف الدول. واستخدم الرومان الحَمَام لإرسال الرسائل العسكرية. وقد استخدم الفرنسيون حَمَام الزاجل في الحرب الفرنسية ـ البروسية، كما قام الألمان بتدريب الصقور على الإمساك بها. وقد قام حَمَام الزاجل بخدمة سلاح الإشارة الأمريكي في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي الحرب الكورية. وقد سجلت الحرب العالمية الأولى قصصًا مُذهلة عن قيام حَمَام الزاجل بتوصيل الرسائل أثناء القتال. فقد حَملت حمامة رسالة من على بعد 40كم في 25 دقيقة، ووصلت مقطوعة الرِّجل وجريحة الصدر إثر رصاصة.

★ تَصَفح أيضًا: الحمام ؛ الحمام الهادي .

المصدر: الموسوعة العربية العالمية