جزء من سلسلة تاريخ الإسلام |
العقائد و العبادات |
قائمة الشخصيات الإسلامية |
نصوص و تشريعات |
فرق إسلامية |
مذاهب إسلامية |
الحنفية · المالكية · الشافعية · الحنابلة · |
علم الكلام و الفلسفة |
حضارة الإسلام |
الفن · العمارة |
مساجد |
مدن إسلامية |
انظر أيضا |
مصطلحات إسلامية |
أهل السنة و الجماعة أو "معتقد أهل السنة" هو معتقد السواد الأعظم من المسلمين. يتبعون القرآن وسنة نبي الإسلام محمد نصاً قولاً و فعلاً. ويقرون بالخلافة الراشدة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي.
فهرس |
أهل السنة والجماعة مصطلح واسع يستخدم بشكل خاص للدلالة على المذهب السني الذي يعتمد على تمييز أنفسهم عن باقي الطوائف الاخرى : كالباطنية مثل الشيعة أو الفرق الظاهرية أو الخوارج .مفهوم سياسي يتبدى من خلال تأكيد فقهاء هذه الجماعة دوما على وحدة الجماعة و منع الفتنة، وهو موقف بدأت بوادره في موقف الكثير من الصحابة عندما اعتزلوا الفتنة (الصراع بين معاوية وعلي) من ثم قبلوا بحكم معاوية بعد أن استتب له الأمر خوفا من الفتنة.
لا يعرف تاريخ محدد لنشأة هذه التسمية. و لكن يُعتقد نشأت في العصر العباسي [بحاجة لمصدر]، حين ولي أمر المسلمين بعض الخلفاء الذين تأثروا بعقائد المعتزلة و أهل الكلام، وجعلوها العقائد الرسمية لدولة الخلافة، وإمتحنوا الناس فيها. ولم يثبت على العقيدة الصحيحة حينها إلا علماء الحديث والأثر، وكان إمامهم في ذلك العصر الإمام أحمد بن حنبل. ولذلك سميت هذه العقيدة بإسم "عقيدة أهل الحديث" أو "أهل الأثر" أو "أهل السنة". فصارت هذه تسمية لتلك الفرقة.
و لما انقشعت الفتنة في زمن الخليفة "المتوكل"، وزالت دولة المعتزلة وأهل الكلام، وإجتمعت كلمة الناس على تلك العقيدة مرة أخرى، فأضيفت لها كلمة "الجماعة". للدلالة على أنها عقيدة جماعة المسلمين الصحيحة، التي توارثوها من سلفهم الصالح.
تعود نشأة المذاهب الفقهية السنية إلى بداية الإسلام، و خاصة بعد وفاة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه و سلم، حيث اجتهد صحابته و أتباعه و المسلمين عامة في تطبيق أقواله و أفعاله.
مع انتشار الإسلام و توسعه و تعرضه للكثير من القضايا الجديدة الدينية و التشريعية كانت هناك حاجة ملحة للخروج باجتهادات لهذه القضايا الفقهية المستجدة و تلبية حاجات الناس و الإجابة عن تساؤلاتهم و من هنا نشأت جماعة من المتفقهين (العالمين) في الدين تعلم الناس في كل إقليم شؤون دينهم و دنياهم .
إن التوسع الجغرافي للإسلام و تنوع البيئات التي انتشر بها ، و أيضا قابلية الكثير من النصوص الشرعية الإسلامية للاجتهاد فيها حسب الظروف و الحالات أديا إلى نشوء مدارس فقهية منتشرة في الأمصار الإسلامية ، و أصبح لكل عالم فقيه أتباع يعملون على نشر فتاواه و حتى العمل ضمن القواعد التي يضعها لإصدار فتاوى جديدة .
المذاهب الفقهية الأربع التي انتشرت بشكل و اسع عند اهل السنة و أصبحت رسمية في معظم كتبهم هي حسب ظهورها:
|
وهذه المذاهب ما هي إلا مدارس فقهية، إتفقت في الأصول، و إختلفت في الفروع. ولا يوجد بينها اختلاف في العقيدة، كما أن هناك مذاهب فقهية أخرى غير هذه الأربعة لكنها لم تنتشر ويحصل لها الاشتهار مثل هذه المذاهب الأربعة. و منها على سبيل المثال: المذهب الظاهري و مذهب الأوزاعي و مذهب الليث بن سعد و غيرهم.
|
|
أركان الإسلام | |
الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله |
|
أركان الإيمان | |
الإيمان بالله - توحيد |
|
أصول الدين | |
التوحيد |
|
أصول الدين (الإيمان) | |
التوحيد:الإيمان بالله - توحيد |
أصول الفقه لأهل السنة تقوم علي القرآن الكريم والسنة النبوية (حديث نبوي) والاجماع والقياس. السنة النبوية مجموعة في كتب السنة العشرة ومنها صحيحي البخاري ومسلم وكتب السنن الأربعة كسنن أبي داود وسنن النسائي والمسانيد كمسند أحمد بن حنبل وغيرها كمصدر للاعتقاد والتشريع. لذلك فإن كل ما ورد في القرآن هو شرع للمسلمين وكل ما صَحَّ من سنة محمد، وتختلف السلفية مع الكلابية هنا في الأخذ بالآحاد وإن كانت الكلابية تأخذ بها في مسائل السمعيات أو فيما لا يعارض القانون العقلي. وبعض أئمة الصوفية كالغزالي، تقديم الكشف والذوق على النص، وتأويل النص ليوافقه، أو ما يسمونه "العلم اللدني". [1] [2]
مأخوذة من حديث أبي هريرة، وهي الركائز التي يبنى عليها الإسلام، وبفعلها يعتبر الإنسان مسلماً. وأركان الإسلام الخمس كما ذكرت في الحديث هي:
يعتقد أهل السنة أن بعض الأفكار والعادات التي استحدثتها الطوائف الأخرى المنتسبة للإسلام هي بدع مخالفة اللقرآن والسنة. من أمثلتها الغلو في الأشخاص مثل غلو الشيعة في علي بن أبي طالب باعتباره الإمام ووصفه بصفات تقربه للألوهية، وغلو الخوارج في تفسير آيات الوعيد حتى كفروا كل من يرتكب إثماً. كذلك رؤى القدرية والجهمية حول القدر تعد من البدع في نظر أهل السنة؛ فهذة البدع لم تكن في عهد الرسول أو السلف الصالح وينسبونها إلى تأثر المسلمين بثقافات البلاد التي يفتحوها.
الجدول التالي يعرض وجهة النظر السنية من ناحية أن أهل السنة والجماعة هم أهل الوسطية في المعتقدات.
أقصى اليمين | أهل السنة والجماعة | أقصى اليسار | |
---|---|---|---|
القضاء والقدر | الجبرية :غلوا في إثبات القدر ، فنفوا فعل العبد أصلا ، وجعلوا الإنسان مقسورا ومجبورا وليس له اختيارات أبدا. | أهل السنة والجماعة : فتوسطوا وجعلوا له اختيارا، ولكن اختياره مربوط بمشيئة الله: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وقالوا: إن العباد فاعلون والله خالقهم وخالق أفعالهم، كما ذكر القرآن: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ . فهذا توسطهم في باب القضاء والقدر. | القدرية : فرطوا في القضاء والقدر ، وقالوا إن الإنسان هو الذي يخلق أفعاله وليس لله قدرة على هداية العبد أو على إضلاله. |
مسالة الإيمان والدين | الحرورية والمعتزلة : فالحرورية يسمون مرتكب الكبيرة كافرا ويستحلون دمه وماله ، وأما المعتزلة فقالوا: إن مرتكب الكبيرة خرج من الإيمان ولم يدخل في الكفر فهو بمنزلة بين المنزلتين. | أهل السنة والجماعة : جعلوا الإنسان مستحقا اسم الإيمان واسم الإسلام ، ولو كان معه شيء من الذنوب وشيء من المعاصي ، فمرتكب الكبيرة عندهم ناقص الإيمان ، قد نقص إيمانه بقدر ما ارتكب من معصيته ، فلا ينفون عنه الإيمان أصلا ولا يخرجونه من الإسلام بالكلية ، ولم يجعلوا المذنب كامل الإيمان بل جعلوه مؤمنا ناقص الإيمان. | المرجئة والجهمية : فالمرجئة قالوا: أن مرتكب الكبيرة مؤمن كامل الإيمان ولا يستحق دخول النار ، وقالوا لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، فعندهم أن من صدّق بقلبه ولو لم يعمل فهو مؤمن كامل الإيمان. |
علي بن أبي طالب | النواصب والخوارج : النواصب قالوا : بفسق علي بن أبي طالب ، والخوارج قالوا : بكفر علي بن أبي طالب. | أهل السنة والجماعة : قالوا أن علي بن أبي طالب خليفة راشد وأنه أفضل من عشرات الألوف من الصحابة إلا ثلاثة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وكلهم ذوي فضل ، ولكنه ليس معصوما كعصمة الأنبياء. | الشيعة : فالإثناعشرية قالوا : بأنه معصوم كعصمة الأنبياء وأنه أفضل من كل الأنبياء إلا النبي محمد ص ، والنصيرية قالت : بألوهيته. |
الديمغرافيا هو فرع من علم الاجتماع يدرس الخصائص السكانية البشرية مثل الكثافة السكانية والتوزع السكاني الجغرافي. ويلاحظ أنه من بين كل عشرة أشخاص من المسلمين فإنك ستجد تقريبا تسعة من أهل السنة والجماعة بينما ستجد شخص واحد من الطوائف الأخرى المنتسبة للإسلام، فهذا أدى إلى أنه لأول وهلة حينما تسمع بأن هذا شخص هو مسلم فإنك ستتعامل معه على أنه سني. فأهل السنة والجماعة هم موجودين في كل دول العالم الإسلامي و هم الأغلبية باستثناء بعض الدول الإسلامية القليلة ، وهذه الإستثناءات تعود في أغلب الأحيان لأسباب سياسية أو قبلية أو اجتماعية ، فأهل السنة والجماعة هم جماعة المسلمين ، بل إن البعض يصور أهل السنة والجماعة على أنهم يشكلون البحر السني و أن بقية الطوائف هي بمثابة جزر في هذا البحر.
يعد المذهب السني أكثر المذاهب الإسلامية أتباعا وسعة انتشار، حيث يبلغ عدد متبعيه حوالي 90% من مسلمي العالم [3]. كما يعد المذهب الرسمي لمعظم الدول الإسلامية اليوم وقديما كان المذهب الرسمي للعديد من دول الإسلام السابقة شرقا وغربا، فعلى سبيل المثال اعتمدت الدولة العثمانية المذهب الماتريدي السني كمذهب رسمي كما اعتمدت المدرسة الحنفية كمصدر لأحكام وتشريعات الدولة، مع االاعتراف بالمذاهب الأخرى وتعيين قضاة ومدرسين لها.
وأهل السنة والجماعة يمتدون على مساحات شاسعة من العالم ، ولا تنحصر طائفة أهل السنة و الجماعة في منطقة معينة أو عرق معين أو دولة معينة كما يحصل مع الطوائف الأخرى المنتسبة للإسلام ، فهم في اقليم سينجيانج في الصين وعند حوض الفولجا في روسيا وفي القارة الهندية و أندونيسسيا و صحراء أفريقيا و غابات نيجيريا والجزيرة العربية وفي منطقة البلقان في أوروبا ...الخ ، فلا مجال لتعداد أماكن تواجدهم. و يمكن القول أن أهل السنة و الجماعة هم الغالبية الساحقة في دول العالم الإسلامي والتي هي خمسين دولة باستثناء إيران و أذربيجان فيما تتقارب نسبتهم مع الشيعة الإثنا عشرية في البحرين و العراق. أهل السنة والجماعة عددهم وفق موسوعة ويكيبيديا الحرة باللغة الإنجليزية يصل إلى ما يقارب مليار وربع المليار نسمة.
وتعتبر طائفة أهل السنة والجماعة هي أكبر طائفة في العالم من حيث عدد السكان، ويمكن القول أن هناك طائفتين في العالم هما أكثر من مليار نسمة وهما الكاثوليكية وأهل السنة والجماعة، بينما أكبر طائفة في الهندوس هي تقريبا نصف مليار وتسمى Vaishnavites، وأكبر طائفة في البوذيين هي ربع مليار وتسمى الماهايانا. قال المونسنيور فيتوريو فورمينتي الذي اعد كتاب الاحصائيات السنوي لعام 2008 لصحيفة الفاتيكان (لوزرفاتوري رومانو) في مقابلة "للمرة الاولى في التاريخ لم نعد في القمة.. المسلمون تجاوزونا" موضحا ان هذه البيانات تعود إلى عام 2006. وذكر ان المسلمين يشكلون 19.2% من سكان العالم مقابل 17.4% للكاثوليك. ومثال آخر على تقديرات أخرى لأهل السنة والجماعة، فحسب "الموسوعة المسيحية العالمية" للمؤلف "دايفد باريت": فإن عدد أهل السنة في عام 2000 ميلادية يقدر بتقريبا 1,002,000,000 نسمة، بينما عدد طائفة الرومان الكاثوليك (الطائفة الكاثوليكية) عام 2000 ميلادية بما يقارب 1,057,000,000 نسمة ، وبالتالي حسب هذه الموسوعة فإن الفرق بين طائفة أهل السنة و الجماعة و الطائفة الكاثوليكية هو 55 مليون نسمة. وكذلك أيضا حسب "الموسوعة المسيحية العالمية" للمؤلف "دايفد باريت" : فإن عدد جميع الطوائف التي تنسب نفسها للإسلام عام 2000 ميلادية هو تقريبا 1,188,000,000 نسمة ، بحيث يشكل أهل السنة والجماعة الغالبية حيث عددهم بما يقارب 1,002,000,000 نسمة (أي ما يعادل84.34 بالمئة)، بينما تشكل الطوائف الأخرى غير أهل السنة والجماعة ما يقارب من 186,000,000 نسمة (أي ما يعادل 15.65 بالمئة)،و تقول هذه الموسوعة أن الطوائف الأخرى غير أهل السنة والجماعة والتي تنسب نفسها للإسلام هم مثل الإثناعشرية و الإسماعيلية و الزيدية و النصيرية(المعروفين بالعلويين) و الأحمدية(المعروفة بالقديانية) و الدروز و الخوارج(والموسوعة تقصد بهم الإباضية) و اليزيدية (وهي الطائفة المعروفة خاصة في العراق)، وتتوقع "الموسوعة المسيحية العالمية" للمؤلف "دايفد باريت" : بأن عدد طائفة أهل السنة والجماعة عام 2025 ميلادية سيكون تقريبا 1.5 مليار نسمة. وتضيف "الموسوعة المسيحية العالمية" للمؤلف " دايفد باريت": بأنه يولد يوميا ما يقارب من 340 ألف شخص منهم 68 ألف مسلم ، أي بالتالي يولد 60 ألف سني يوميا. وتلخيص ما ورد حسب "الموسوعة المسيحية العالمية" للمؤلف "دايفد باريت" لتقديرات عام 2000 ميلادية:
الخـلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم، والخلافة وهي الإمامة الكبرى وسمّيت خلافة لأن الذي يتولاها ويكون الحاكم الأعظم للمسلمين يخلف النبيَّ في إدارة شؤونهم وتسمّى الإمامة لأن الخليفة كان يسمى إماماً ولأن طاعته واجبة ولأن الناس كانوا يسيرون وراءه كما يصلون وراء من يؤمهم في الصلاة [4].
كما أن الخلافة الإسلامية هو مفهوم دارج بين المسلمين أيضا للدلالة على حكم المسلمين للأرض لفترة زمنية طويلة، كانت بدايتها على عهد الخلفاء الراشدين، أما نهايتها حسب ما يرى المؤرخون عام 1924 حينما قام مصطفى كمال أتاتورك بإلغائها واستبدالها بالعلمانية الغربية. [5].
وتظهر أهمية الخلافة في حياة المسلمين إذا علمنا أنه لا قيام للدين وأحكامه على الوجه الأكمل إلا به ، ولا أمن ولا أمان للمسلمين ولديارهم من أعدائهم إلا به، ولا رادع للظالمين وقاطعي الطريق إلا بها، لذا فقد أُثر عن محمد أنه قال: "إن الله ليزع - أي ليردع - بالسلطان مالا يزع بالقرآن" [6]، فالقرآن لا بد له من قوة وسلطان يحميه ويفرضه على الناس ، ويرعاه ويتعاهد أحكامه وشرائعه ، فالقرآن وسيف السلطان يسيران جنباً إلى جنب يؤيد بعضهما البعض ، وأيهما يتخلف عن الآخر فإن مسيرة الإسلام - لا محالة - سيعتريها الضعف والنكبات والانتكاسات ، وقد قال محمد بن عبد الله" إنما الإمام جُنَّةً يُقاتَلُ من ورائه، ويُتقى به"[7].
في العصر الحديث ظهرت جماعات تطالب بعودة الخلافة الإسلامية وإقامة الدولة على أسس الدين الإسلامي، منها حركة الموحدين السلفية بقيادة محمد بن عبدالوهاب التي نجحت في إنشاء دولة إسلامية في السعودية على أسس سلفية، وإن وجهت لها العديد من الإنتقادات والاتهامات بالتشدد والتحالف مع آل سعود الأسرة الحاكمة في السعودية. كذلك تنظيم القاعدة وحركة طالبان الذان تحالفا للوصول إلى الحكم في أفغانستان وكونا دولة إسلامية سلفية وصفت أيضاً بالتشدد والتطرف وانتهاك حقوق الإنسان من قبل العديد من المنظمات الحقوقية والحكومة الأمريكية وانتهى الحكم الإسلامي في أفغانستان بعد الغزو الأمريكي لها. من ناحية أخرى توجد جماعات أخرى لازالت تطالب بعودة الخلافة أهمها جماعة الإخوان المسلمين في مصر وغيرها، ولكنها تعاني من القمع والضغط والانتقادات من قبل الحكومات العربية التي تنادي بالعلمانية وتعتبر أن سيطرة ديانة ما على الدولة يخل بموازين العدالة والحرية والديموقراطية مستشهدين بما يعتبروه الفكر الوهابي والحكم الإسلامي المتطرف في أفغانستان والسعودية. [8]
ابتداء من سنة 2005 برز حزب التحرير في وسائل الاعلام كأبرز جماعة تعمل لاعادة الخلافة، حيث قام بجمع الالاف من انصاره في بلدان كثيرة عبر العالم بتاريخ الثامن والعشرين من رجب في كل سنة، كان ابرزها تجمع 100,000 في استاد في اندونيسيا للمطالبة باعادة الخلافة. [9]
تفترق الطائفة الشيعية عن أهل السنة والجماعة في أنها لاتقر بأحقية خلافة الخلفاء الراشدين الثلاث الأوائل: أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان. و يرى متبعي هذه الطائفة (الشيعة) أن الإمامة منصوص عليها ومحددة من قبل الله، بينما يرى أهل السنة أن الإمامة لم يتم تحديدها من قبل الله.و الإمامة فضل من الله يتفضل به على من يشاء من عباده وليست خاصة لأحد ورد ذلك في القرآن وخاصة في أواخر سورة الفرقان.
تعود جذور الخلاف الرئيسي بين السنة والشيعة إلى أكبر و أول أزمة مر بها التاريخ الإسلامي ألا وهي الفتنة التي أدت إلى مقتل عثمان بن عفان، هذه الفتنة وما خلفته وراءها من نزاعات عنيفة سيما بين معاوية وعلي بن أبي طالب الخليفة الراشد الرابع كانت السبب الرئيسي وراء تفتت المسلمين. فالانقسام بدا أنه سياسي تطور ليتعمق عقائدياً وفقهياً.
الموقف الأساسي لمعظم الصحابة الذي شكل أساس الفكر السني فيما بعد هو محاولة اعتزال هذه الفتنة ومحاولة أخذ موقف حيادي من النزاع ولعل أكبر ممثل لهذا الاتجاه عبد الله بن عمر الذي صرح بهذا الموقف مرات عديدة. هذه الحيادية وإن كانت تميل في الكثير من الأحيان لإعطاء الأحقية في النزاع لعلي دون معاوية إلا أنها في النهاية تنحو نحو تعديل كافة الصحابة وعدم الخوض في تفسيق أحد أخذا بالقول أن المجتهد إذا أخطأ فله اجر و إذا أصاب فله أجران.
وعلى مدار التاريخ حدثت العديد من الصدامات بين الشيعة والسنة تبادل فيها كلا الطرفين الإتهامات فيرى الشيعة اضطهاد سني للأقليات الشيعية في العالم العربي بل وفي التاريخ خصوصا في العصر العباسي، وفي مقابل هذا الإضطهاد قامت ثورات شيعية أشهرها ثورة القرامطة الذين قتلوا ألوف المسلمين عند الكعبة وسرقوا الحجر الأسود [10]، وثورة النفس الزكية، وتعاون ابن العلقمي ونصير الطوسي مع هولاكو والتتار لقتل أهل بغداد من السنة، وكذلك تعاون الدولة الفاطمية الشيعية مع الصلبيين ضد صلاح الدين الأيوبي [بحاجة لمصدر].
وقد كانت هناك فتاوى متبادلة من الطريفين في تكفير الآخر، فبعض علماء المدرسة السلفية يكفرون شخصيات باررزة في الطائفة الإثنا عشرية والبعض الآخر يكفر كل الطائفة ، وبالمقابل فإن بعض علماء الإثنا عشرية يصف كل من لم يكن إثنا عشريا بالكفر [11] والخلود في النار [12].
وفي العصر الحديث قامت العديد من العلماء من الطرفين بمحاولة إقامة تقريب بين المذاهب بدأها محمد عبده و جمال الدين الأفغاني وتبلورت بتأسيس جمعية التقريب بين المذاهب، وشجع العديد من علماء السنة والشيعة هذا الإتجاه مثل محمود شلتوت وسليم البشري وعبد الحسين شرف الدين وغيرهم.
وأصدر الأزهر فتواه الشهيرة بصحة التعبد بالمذهب الشيعي الإثناعشري والزيدي وأصدرت إيران قرارها بمنع طباعة ثلاثة أجزاء من بحار الانوار يتناولوا التعرض للخلفاء الثلاثة، ولكن إلى الآن ترفض جميع المراجع الدينية الشيعية في قم والنجف وغيرها اعتبار المذاهب السنية مذاهب يجوز التعبد بها.
وهناك من أهل السنة من يعارض التقارب ويراه ضربا من المستحيل، والسبب في ذلك أن أكابر علماء وأئمة أهل السنة يرفضون المعتقد الإثنا عشري كالإمام البخاري [13] والإمام مالك [14] والقرطبي [15] والامام أحمد بن حنبل [16] وابن كثير [17] ، وكذك أئمة الصوفية كأبوحامد الغزالي [18] وعبد القادر الجيلاني [19] ، وكذلك أئمة الأشاعرة كأبو الحسن الأشعري [20] والإسفراييني [21].
و في العصر الحاضر أخذت المواجهة بين السنة والشيعة تتراوح بين صراع فكري يتمثل في محاولة استقطاب الفريقين لأكبر كم من الأتباع من الفريق الآخر، إلى الصراع السياسي والمواجهات المسلحة. على سبيل المثال يعزي المحللين التفجيرات في المدن العراقية نتيجة صراع بين الجماعات السنية مثل تنظيم القاعدة وغيرها وبين التيار الشيعي الصدري، وسبب هذا الصراع رغبة كل جماعة نشر مذهبها في أوسع نطاق ممكن من العراق كما يراه المحللون. كذلك يرجعون بعض الصراعات السياسية إلى هذا الخلاف مثل الصراع الإماراتي الإيراني على الجزر الثلاث في مضيق هرمز، والصراع على تسمية الخليج ما بين إيران وشبه الجزيرة العربية والتخوفات العربية من البرنامج النووي الإيراني، كذلك اتهام اللبنانيون السنة للحكومة السورية العلوية بالتحالف مع حزب الله الإثنا عشري لفرض السيطرة الشيعية على لبنان.
وبالرغم من هذا فهناك بعض الدول يتعايش الشيعة والسنة فيها بشكل قد يخلو تقريبا من الحدة أو النزاع المسلح تماما وخصوصا في الكويت والبحرين والإمارات وعمان واليمن.
ينقسم أهل السنة والجماعة في تحقيق العقيدة إلى ثلاثة مدارس فكرية هى :
وتعتقد المدرستان (الأشعرية والماتريدية)، أن الإمامان (أبى الحسن الأشعرى وأبى المنصور الماتريدى) أثبتا عقيدة أهل السنة و الجماعة بطريقة أهل الكلام.
يكثر التداخل بين الصوفية و الكلابية -خصوصاً في العصور المتأخرة-. فقد ينتسب أتباع الكلابية إلى أي من الطرق الصوفية، أو العكس . وبالجملة فهذه الطرق الصوفية تعد مبتدعة في الإسلام ، ولم تكن معروفة في القرون الثلاثة المفضلة ؛ كما أن الخرافة والشركيات قد أصبحت سمة لهذه الطرق .
يعتقد السلفيون أنهم متبعين لعقيدة السلف الصالح، و هم القرون الثلاثة الأولى من الأمة الإسلامية (الصحابة و التابعون و تابعو التابعين)، وأن الأشاعرة والماتريدية ضلوا عن طريق الحق بإتباعهم الطرق الكلامية والفلاسفة التى لم تكن في عهد رسول الله ولا صحابته ولا الأئمة الأربعة.
ويعتقد الأشاعرة والماتريدية أنهم متبعون الأئمة الأربعة وأن ما نقل عن الإمام أحمد وإبنه مما نسب إلى التشبيه والتجسيم هو قول مدسوس ، وأن السلفية تبنى عقيدتها على منهج غير سليم بالأخذ بظواهر النصوص وبالأخذ بآحاد الأحاديث.