المدينة هي مستوطنة حضرية ذات كثافة سكانية كبيرة ولها أهمية معينة تميزها عن المستوطنات الأخرى. يختلف تعريف المدينة من مكان إلى آخر ومن وجهة نظر إلى أخرى. في العصر الحديث قامت العديد من الدول بوضع شروط معينة لتحديد ما إذا كانت المستوطنة مدينة أم لا.
فهرس |
لم يتفق العلماء أو المؤرخون على مستوطنة محددة لتعتبر أول مدينة في التاريخ، بل لم يتفقوا على تسمية المستوطنات مدنا أو قرى، إلا أن أقدم المدن التي إكتشفت آثارها موجودة في المنطقة العربية في العراق و الشام و مصر القديمة .
بالرغم من وجود آثار مستوطنات في المنطقة تعود إلى العصر الحجري قبل أكثر من 12,000 سنة، إلا أنها كانت مجرد قرى صغيرة ولم تصبح مدنا حتى الألفية الخامسة قبل الميلاد. بحلول منتصف الألفية الرابعة قبل الميلاد ظهرت مدن أخرى في حضارة وادي السند وفي الصين. المدن الأغريقية بدأ ظهورها في الألفية الثانية قبل الميلاد.
ليس هنال تعريف متفق عليه، إلا أن هنال مميزات غالبا ما تكون موجود إما كلها أو معظمها في المدينة:
للمدينة حكومة أو نظام إداري للحكم فيها، هذه الصفة شرط من شروط المدينة ولا تخلو منها أي مدينة. النظام الإداري فيها يعتمد على أجهزة حكم على عكس القرى والبلدات الصغيرة التي يعتمد النظام الإداري فيها على أنظمة اجتماعية مثل النظام العشائري أو الإتفاق بين سكان القرية.
مدينة الوركاء في العراق من أوائل الأمثلة على ذلك، ما أن تطور نظام حكم وظهر ملك فيها حتى أصبحت مدينة كاملة، وذلك في العام 5200 ق.م..
بصورة عامة، تعتبر أقل كثافة سكانية في المدن هي 2000 نسمة/كم2، ما دون ذلك تعتبر هذه الكثافة أقل من كثافة المدن. لا تؤثر المساحة كثيرا بالرغم من كون المدن غالبا كبيرة إلا أن كثرة السكان فيها يجعل كثافتها عالية.
بخلاف القرى التي يعمل معظم سكانها في نفس المهنة أو في مهن لها علاقة (مثلا، الزراعة وما يتعلق بها من رعي وتجارة المواشي، الطحن والخبز، تصنيع أدوات الزراعة، تصنيع السماد...الخ)، يعتمد سكان المدن على نشاطات مختلفة في معاشهم وتكثر فيها التجارة والخدمات. بعض المدن قد تعتمد على مصدر وحيد أو أساسي للإقتصاد كالنفط مثلا، إلا أن السكان غالبا ما يمارسون مختلف النشاطات الإقتصادية كالتجارة والصناعة والحرف والبناء والمهن المتخصصة.
المدينة لها على الأقل مركز واضح واحد يسمى حي الأعمال المركزي أو مركز المدينة أو وسط البلد أو غيرها من التعبيرات حسب الدولة؛ بعض المدن لها أكثر من مركز مثل بغداد التي لها أربعة مراكز تاريخية. غالبا ما يكون مركز المدينة في وسطها، إلا أنه في بعض الأحيان يكون المركز في أحد الأطراف أو الجوانب وغالبا ما يكون ذلك في المدن التي تقع على أرض لها ميزات جغرافية محددة كأن تكون ميناءا فيقع المركز قرب الميناء أو أن تكون على حافة جبل فيمنع الجبل توسعها من إحدى الجهات.
حي الأعمال المركزي غالبا ما يكون أكثر مناطق المدينة كثافة وتتركز فيه الأعمال المهمة والتجارة وأسواق الجملة. غالبا ما يكون ايضا أكثر أحياء المدينة قدما إلا أن ذلك ليس شرطا إذ أن حي الأعمال قد يغير موقعه خلال الزمن بتغير الإقتصاد والسياسة.
بالرغم من كون المدن مركزا جاذبا للناس إلا أن كثرة الكثافة تأتي بتحديات كبيرة قد لا تواجهها القرى والنواحي. تصف جين جايكوبز المدينة بأنها تجمع للغرباء، وهذه تخلق إختلافات بين البنية الإجتماعية للمدينة عن تلك للقرية. أهم المشاكل التي عانت منها المدن منذ القدم هي الأمن والطبقات الاجتماعية والإختلافات الاقتصادية الواضحة بين الناس والخلافات السياسية حول السلطة والحكم.
في العصر الحديث يمكن إضافة مجموعة أخرى من المشاكل والتحديات تشمل الزحام المروري والتلوث البيئي وظهور العشوائيات.