الرئيسيةبحث

الروح/المسألة التاسعة عشرة/فصل9

فصل

قولكم في السابع عشر: لو كانت النفس جسما لكانت على صفات سائر الأجسام التي لا تخلو منها من الخفة والثقل والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والنعومة والخشونة. إلى آخره. شبهة فاسدة وحجة داحضة فإنه لا يجب اشتراك الأجسام في جميع الكيفيات والصفات وقد فاوت اللّه سبحانه بين صفاتها وكيفياتها وطبائعها فمنها ما يرى بالبصر ويلمس باليد، ومنها ما لا يرى ولا يلمس، ومنها ما له لون ومنها ما لا لون له، ومنها ما لا يقبل الحرارة والبرودة، ومنها ما لا يقبله، على أن النفس من الكيفيات المختصة بها ما لا يشاركها فيها البدن ولها خفة وثقل وحرارة وبرودة ويبس ولين يحبسها وأنت تجد الإنسان في غاية الثقالة وبدنه نحيل جدا وتجده في غاية الخفة وبدنه ثقيل وتجد نفسا لينة وادعة ونفسا يابسة قاسية، ومن له حس سليم يشم رائحة بعض النفوس كالجيفة المنتنة ورائحة بعضها أطيب من ريح المسك وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا مر في طريق بقي أثر رائحته في الطريق ويعرف أنه مر بها وتلك رائحة نفسه وقلبه، وكانت رائحة عرقه من أطيب شيء وذلك تابع لطيب نفسه وبدنه وأخبر وهو أصدق البشر أن الروح عند المفارقة يوجد لها رائحة كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض أو كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، ولو لا الزكام الغالب لشم الحاضرون ذلك على أن كثيرا من الناس يجسد ذلك وقد أخبر به غير واحد ويكفي فيه خبر الصادق المصدوق، وكذلك أخبر بأن أرواح المؤمنين مشرقة وأرواح الكفار سود.
و بالجملة فكيفيات النفوس أظهر من أن ينكرها إلا من هو من أجل الناس بها.

هامش