الرئيسيةبحث

الروح/المسألة التاسعة عشرة/فصل4

فصل

قولكم في الحادي عشر: إنا إذا حكمنا بأن السواد مضاد البياض وجب أن يحصل في الذهن ماهية السواد والبياض معا والبداهة حاكمة بأن اجتماعهما في الجسم محال.
جوابه: أن هذا مبني على أن من أدرك شيئا فقد حصل في ذات المدرك صورة مساوية للمدرك، وهذا باطل، واستدلالكم على صحته بانطباع الصورة في المرآة باطل، فإن المرآة لم ينطبع فيها شي ء البتة كما يقوله جمهور العقلاء من الفلاسفة والمتكلمين وغيرهم، والقول بالانطباع باطل من وجوه كثيرة ثم تقول إذا كنتم قد قلتم إن المنطبع في النفس عند إدراك السواد والبياض رسومهما ومثالهما لا حقيقتهما فلم لا يجوز حصول رسوم هذه الأشياء في المادة الجسمانية؟

هامش