الرئيسيةبحث

الروح/المسألة التاسعة عشرة/فصل14

فصل

قولكم في الثاني والعشرين: لو كانت جسما لكان اتصالها بالبدن إن كان على سبيل المداخلة لزم تداخل الأجسام وإن كان على سبيل الملاصقة والمجاورة للإنسان الواحد جسمان متلاصقان أحدهما يرى والآخر لا يرى.
جوابه من وجوه:
أحدها: أن تداخل الأجسام المحال أن يتداخل جسمان كثيفان إحداهما في الآخر بحيث يكون حيزهما واحدا وأما أن يدخل جسم لطيف في كثيف يسري فيه فهذا ليس بمحال.
الثاني: أن هذا باطل بصور كثيرة منها دخول الماء في العود والسحاب ودخول النار في الحديد ودخول الغذاء في جميع أجزاء البدن ودخول الجن في المصروع فالروح للطافتها لا يمتنع عليها مشابكة البدن والدخول في جميع أجزائه.
الثالث: أن حيز النفس البدن وحيزه مكانه المفصل عنه وهذا ليس بتداخل ممتنع فإذا فارقته صار لها حيز آخر غير حيزه وحينئذ فلا يتداخلان بل يصير لكل منهما حيز يخصه، وبالجملة فدخول الروح في البدن ألطف من دخول الماء في الثرى والدهن في البدن، فهذه الشبهة الفاسدة لا يعارض بها ما دل عليها نصوص الوحي والأدلة العقلية. وباللّه التوفيق.

هامش