الرئيسيةبحث

الروح/المسألة التاسعة عشرة/فصل12

فصل

قولكم في الوجه العشرين: أن خاصة الجسم أن يقبل التجزي وأن الجزء الصغير منه ليس كالكبير فلو قبلت التجزي فكل جزء منها إن كان نفسا لزم أن يكون للإنسان نفوس كثيرة وإن لم يكن المجموع نفسا.
جوابه: إن أردتم أن كل جسم يقبل التجزي في الخارج فكذب ظاهر فإن الشمس والقمر والكواكب لا تقبل ذلك ولا يلزم أن كل جسم يصح عليه التجزي والتبعيض في الخارج، أما على قول نفاة الجوهر الفرد فظاهر وأما على قول مثبتيه فإنه عدهم جوهر متحيز لا يصح عليه قبول الانقسام، سلمنا أنها تقبل الانقسام فأي شيء يلزم من ذلك؟
قولكم: إن كل جزء من تلك الأجزاء نفسا لزم اجتماع نفوس كثيرة في الإنسان.
قلنا: إنما يلزم ذلك لو انقسمت النفس بالفعل إلى نفوس كثيرة وهذا محال.
قولكم: وإن لم يكن كل جزء نفسا لم يكن المجموع نفسا. مقدمة كاذبة منتقضة فكم ماهية ثبت لها حكم عند اجتماع أجزائها فإن ذلك الحكم كماهية البيت والإنسان والعشرة وغيرها.

هامش