الرئيسيةبحث

الجمهورية التونسية ( Tunisia )



تونس العاصمة بمبانيها المتسقة وميادينها الخضراء.
تونس دولة عربية من دول شمال إفريقيا، تبلغ مساحتها 164,150كم²، وقُدِّر عدد سكانها سنة 1998م بنحو 9,380,000 نسمة. أطلق الجغرافيون العرب عليها اسم إفريقية وهي واحدة من أقطار المغرب العربي الكبير ذي الأقطار الخمسة، بينما تشغل الجزائر أوسطه، وتمثل المملكة المغربية وموريتانيا حده الغربي. ولتونس واجهتان بحريتان إحداهما شمالية والأخرى شرقية، وتشرف على ممر بنتلاريا الذي يفصلها عن جزيرة صقلية، وهذا الممر هو همزة الوصل بين حوضي البحر المتوسط الشرقي والغربي. يصل مجموع أطوال سواحل تونس إلى 1,300كم، وهي بذلك تزيد على أطول سواحل الجزائر، على الرغم من أن مساحة الجزائر تعادل أكثر من أربعة عشر مثلاً لمساحتها التي تغطي الصحاري ما يقرب من 39% من جملتها.

مدينة سوسة إحدى المنتجعات السياحية، حيث المياه الصافية والرمال الذهبية والفنادق المريحة.
عُرفت تونس قديمًا باسم ترشيش، فلما أحدث فيها المسلمون البنيان واستحدثوا البساتين سميت تونس ؛ وهي كلمة بربرية ومعناها البرزخ. وكانت قرية إلى جانب قرطاج الفينيقية منذ تأسيس هذه الأخيرة. وقد توالت على الأراضي التونسية حضارات متعددة بربرية وفينيقية ورومانية وعربية إسلامية، ومازالت لهذه الحضارات بقايا عمرانية وبصمات ثقافية.

كانت تونس أولى دول المغرب العربي التي دخلها الإسلام، ولهذا أصبحت عربية منذ وقت مبكر. ولا توجد الجماعات التي تتحدث البربرية إلا في بعض المناطق الجنوبية.


نظام الحكم

منظر عام لشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية.
أُلغي النظام الملكي وتم إعلان النظام الجمهوري في 25 يوليو سنة 1957م، وفي يونيو سنة 1959م تم إصدار دستور جديد يُعدّ دستورًا ديمقراطيًا، يعترف بحرية الرأي والتعبير والصحافة والنشر والاجتماع والتجمع.

النظام الجمهوري التونسي نظام رئاسي، حيث يتولى رئيس الجمهورية منصب رئيس الوزراء أيضًا، ويتم انتخابه لمدة خمس سنوات بالاستفتاء العام ويمكن أن يعاد انتخابه ثلاث مرات متتالية.

إحدى المباني ذات التصميم المعماري المتميز في تونس العاصمة.
ترأس الجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة من سنة 1959م إلى 1987م، ثم تولى الوزير الأول زين العابدين ابن علي رئاسة الجمهورية يوم 7 نوفمبر 1987م بناء على الفصل 57 من الدستور التونسي الذي ينص على أن يتولى الوزير الأول رئاسة الجمهورية في حالة عجز أو وفاة رئيس الجمهورية، وذلك لأن الرئيس بورقيبة أصبح آنذاك غير قادر على تولي شؤون البلاد. وقد اتسم الحكم مدة رئاسة الرئيس بورقيبة بحكم الحزب الواحد وهو الحزب الدستوري الذي قاد الحركة الوطنية حتى استقلال البلاد سنة 1956م، على الرغم من وجود بعض المنظمات القومية كالمنظمة العمالية والاتحاد العام التونسي للشغل.

وفي سنة 1989م نُظمت أول انتخابات شاركت فيها كل الأحزاب المعترف بها ومنها الحزب الشيوعي التونسي، وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين، وحزب الوحدة الشعبية، والحزب الاجتماعي للتقدم، والاتحاد الديمقراطي الوحدوي، وأسفرت هذه الانتخابات عن فوز الحزب الحاكم وهو التجمع الدستوري الديمقراطي.

وفي مارس سنة 1994م تم اختيار الرئيس زين العابدين بن علي لفترة رئاسية ثانية لمدة خمس سنوات. ومن المؤسسات السياسية التونسية، مجلس النواب الذي يضم 141 عضوًا يتم انتخابهم انتخابًا عامًا مباشرًا كل خمس سنوات، ومجلس الدولة، ويتكون من هيئتين هما المحكمة الإدارية ودائرة المحاسبات. وهناك المجلس الاقتصادي والاجتماعي وهو هيئة استشارية تسهم في الحوار والتشاور بين مختلف أجهزة الدولة حول سياسة الحكومة الاقتصادية والاجتماعية، أما المجلس الدستوري فيبدي الرأي حول مدى مطابقة مشروعات القوانين لأحكام الدستور. وينظر المجلس الإسلامي الأعلى في المسائل المتعلقة بالدين والنواحي الفقهية والاجتماعية.

السكان

تونس العاصمة أكبر مدن الجمهورية التونسية، والمركز السياسي والثقافي للبلاد. منظر عام لساحة القصبة.
بلغ عدد سكان جمهورية تونس وفقًا لتعداد مارس 1984م 6,966,173 نسمة، وقدر عدد السكان سنة 1994م بأكثر من 8,5 مليون نسمة وسنة 1998م 9,380,000 نسمة. وقد بلغت نسبة سكان الحضر سنة 1984م 52,8% مقابل 47,5% سنة 1975م وبلغت هذه النسبة 61% سنة 1996م. ويرجع هذا التطور إلى هجرات بعض سكان الأرياف إلى المدن وإلى إنشاء بلديات جديدة وتوسع النطاق العمراني لبعض المدن. وتوالي نسبة سكان الحضر زيادتها، وقد قدرت سنة 1989م بنحو 60%. ويتضح من تتبع توزيع السكان حسب الولايات أن إقليم تونس الكبرى الذي يضم ولاية تونس مع ولايتي أريانة وبن عروس، يحتل المرتبة الأولى من حيث الكثافة السكانية. ويضم هذا الإقليم أكثر من 20% من مجموع سكان البلاد وفقًا لتعداد سنة 1994م، ويصل معدل الزيادة السنوية للسكان في هذا الإقليم إلى 3,2% وهو يمثل بذلك أعلى نسب الزيادة في البلاد ويصل معدلها إلى 2,5%.

في إطار خطط التنمية التونسية فإن السياسة السكانية في إطار المخطط السابع (1987-1991م) رسمت الخطوط العريضة الهادفة إلى تحقيق انخفاض في معدل النمو السنوي للزيادة السكانية بحيث يصبح هذا المعدل 1,5% سنة 2016م و 1,1% سنة 2021م. وعلى أساس هذه الزيادة فإن عدد السكان يُُتوقع تطوره على النحو التالي:

عدد السكان سنة 1998م 9,380,000 نسمة

تقدير سنة 2001م 9,929,000 نسمة

تقدير سنة 2021م 14,183,000 نسمة

وتؤكد الدراسات السكانية أن هناك انخفاضًا ملموسًا في معدّل الزيادة السكانية، الأمر الذي يشير إلى تحول في الديموجرافية التونسية ؛ إذ تراجعت معدلات الوفيات بدرجة كبيرة فأصبحت في مستوى البلاد المتقدمة، كما انخفضت معدلات المواليد باستمرار وذلك باتباع أساليب التنظيم الأسري. ونتيجة لذلك وصلت نسبة النمو السكاني إلى أقل نسبة في القارة الإفريقية وهي 1,9% عام 1993م بينما كانت 2,3% عام 1987م و3,2% عام 1960م. بهذا النسق من التزايد فإنه من المحتمل أن يصل عدد سكان تونس إلى 11,209,000 مليون نسمة عام 2010م. ونتيجة هذا النمو هيمنت الفئات العمرية الشابة، إذ تمثل فئة ما دون العشرين سنة أكثر من نصف السكان، وبرغم هذا فهي في تراجع مستمر.

الخريطة السياسية لتونس
إن التوزيع الجغرافي للسكان بتونس، كما تمت الإشارة من قبل، يتميز بالتفاوت بين المناطق الساحلية الشرقية التي توجد بها كثافة سكانية مرتفعة في ولايتي تونس العاصمة وبن عروس 562نسمة/كم²، والمناطق الداخلية والجنوبية التي تبدو شبه خالية5,3 نسمة/كم² في ولايتي قبلي وتطاوين. ولكن متوسط الكثافة السكانية هو 57,1 نسمة/كم².

ومما لا ريب فيه أن هذا التباين يستجيب لظروف طبيعية، وتاريخية وبشرية وكذلك إلى أولوية تركيز الاستثمارات الاقتصادية بالأقاليم الساحلية. ويشهد المجال التونسي نشاطًا في الهجرة الداخلية والنزوح الريفي، مما أدّى إلى تراجع نسبة السكان بالأرياف وارتفاع نسبة الحضر. وشهدت المراكز الحضرية ـ والساحلية خاصة ـ نموًا سريعًا وتوسعًا عمرانيًا كبيرًا. وتهيمن المجموعة الحضرية لتونس العاصمة على ما لا يقل عن خُمس مجموع سكان البلاد. وتتجمع أهم المدن الأخرى على الواجهة الساحلية الشرقية وهي صفاقس، وسوسة، وبنزرت، والمنستير، وقابس.

تسبب هذا الانفجار الحضري في بروز مشاكل السكن والبطالة وظهور الأحياء الكوخية والسكن العشوائي والزحف العمراني على الأرض الزراعية.

الولاياتالمساحةعدد سكان مقر الولاية(1994م)عدد السكان
أريانة1,558152,700569,300
باجة3,55853,200303,900
بنزرت3,68598,900483,100
بن عروس76167,200371,700
تطاوين38,88950,300135,700
توزر4,71929,00089,100
تونس346674,000887,700
جندوبة3,10239,700404,800
زغوان2,76813,600143,000
سليانة4,63121,300244,900
سوسة2,621125,500433,700
سيدي بوزيد6,99434,300377,100
صفاقس7,545230,900733,700
قابس7,17598,900311,700
قبلي22,08416,800131,900
القصرين8,06668,300386,900
قفصة8,99071,100307,500
القيروان6,712102,600532,700
الكاف4,96542,400272,400
مدنين8,58840,500386,200
المنستير1,01950,700363,900
المهدية2,96637,400335,700
نابل2,78849,500578,600
164,150* 2,168,400 8,785,400
* توجد مساحة قدرها 9620 كم غير موزعة على الولايات.

التعليم:

تولي الجمهورية التونسية التعليم أهمية كبيرة وينعكس ذلك على ازدياد عدد التلاميذ. فعلى سبيل المثال، كان عدد التلاميذ في المرحلة الابتدائية في العام الدراسي 1957ـ 1958م، 266,288 تلميذًا وأصبح هذا العدد في العام الدراسي 1994 ـ 1995م 1,472,844 تلميذًا، وكان عدد المدارس الابتدائية عام 1957ـ 1958م، 820 مدرسة وأصبح عدد المدارس عام 1994 ـ 1995م 4,286 مدرسة. وكان عدد الطلاب في المرحلة الثانوية عام 1957ـ 1958م،32,149 طالبًا في 63 معهدًا ثانويًا، أصبح عددهم عام 1994ـ 1995م 662,222 طالبًا في 712 معهدًا ثانويًا. أما بالنسبة للتعليم الجامعي ففي تونس ست جامعات، أربع منها بالعاصمة، وواحدة بالوسط، وأخرى بالجنوب. وتضم هذه الجامعات 86 مؤسسة للتعليم العالي يعمل بها نحو 5,500 مدرس، وقد بلغ عدد طلاب التعليم العالي عام 1994-1995م 96,101 طالب.

قربص بعيونها الحارة العديدة، وجبل الوسط، وحمام بورقيبة من الأماكن التي يؤمها الناس للعلاج والترويح.

قطاع الصحة:

اهتمت الدولة بقطاع الصحة منذ الاستقلال فطورت التجهيزات الصحية في المستشفيات وضاعفت الجهود في مجالات تدريب الأطباء والصيادلة، وقد بلغ عدد الأطباء عام 1994م، 5,344 طبيبًا، وبلغ عدد الصيادلة عام 1992م، 1,570 صيدليًا، وبلغ عدد الأسِرَّة في المستشفيات العامة فقط عام 1994م 15,759 سريرًا، وتصل كثافة الأطباء إلى طبيب لكل 1,640 نسمة، وطبيب أسنان لكل 8,685 نسمة، وصيدلي لكل 5,906 نسمة، وسرير لكل 556 نسمة. وتولي تونس التعليم الطبي اهتمامًا كبيرًا، حيث توجد كلية للطب بالعاصمة تونس، وثلاث في كل من سوسة وصفاقس والمنستير، وتوجد كذلك كلية للصيدلة وكلية لطب الأسنان، وهناك مدارس الصحة العمومية، التي تخرِّج سنويًا مئات الممرضين والقابلات وفنيي المعامل والمختبرات.


السطح

النواتئ الصخرية بطَبَرْقَة.
يوصف سطح تونس عمومًا بأنه متوسط الارتفاع حيث لا تزيد نسبة المناطق المرتفعة أكثر من 1,000م على 1%، أما المناطق التي يتراوح ارتفاعها بين 400 و1,000م فتمثل نحو 33% من سطح تونس، أما النسبة الباقية 66% فهي سهول منخفضة يقل ارتفاع معظمها عن 200م فوق مستوى سطح البحر.

يمكن تقسيم تونس وفق الخصائص الجغرافية إلى ثلاثة أقاليم على النحو التالي:


منظر طبيعي من تونس للجبال والماء.

الشمال أو التل::

يشمل هذا الإقليم مجموعة من السلاسل الجبلية التي تبدو كأنها امتداد لسلسلة جبال التل الجزائري الكبرى، وتمتد السلاسل الجبلية من الجنوب الغربي صوب الشمال الشرقي. ومن أشهر السلاسل الجبلية جبال خمير ومقعد وهذيل. ويمر وادي نهر مجردة الأعلى والأوسط جنوبي هذه المجموعة الجبلية، وهناك مجموعة جبلية أخرى تُعدّ فرعًا من جبال أطلس الصحراء، يطلق عليها اسم الظهرية ؛ حيث توجد بها أعلى قمة جبلية في تونس، وتتمثل في جبل الشعانبي الذي يصل ارتفاعه إلى 1,544م، أما الجزء الشرقي الممتد بين الجبال والساحل فهو سهول فسيحة مثل تلك التي تحيط بخليج تونس وتتصل بسهول الوطن القبلي (الرأس الطيب).

طبَرْقَــة من المناطق السياحية الهامة في تونس.

تونس الوسط:

تقع جنوبي سلسلة الظهرية، وتشمل السباسب العليا في الغرب والسباسب السفلى الممتدة بمحاذاة الساحل الشرقي، وتوجد بعض المرتفعات غربي تونس الوسطى، أما الجزء الشرقي فهو سهول توجد بها بعض المنخفضات والسِّباخ، وتحيط بهذه السباخ أراضٍ مالحة تعرف بالشُّطوط يزرع بعضها شعيرًا كما في سهل القيروان.

تونس الجنوبية:

تقع جنوبي تونس الوسطى وهي في مجملها هضبة أو ظهر ينحدر تدريجيًا صوب الغرب، لكنه أشبه بجدار جبلي من جهة الشرق. وتضم تونس الجنوبية سهل الجفارة وهو مساحات سهلية منبسطة تمتد من جبال القصور غربًا حتى الساحل شرقًا، وتونس الجنوبية أغلبها صحراء تمتد فيها الكثبان الرملية لمسافات كبيرة.

المناخ

شمال تونس وزُمُرُّد الغاب الكثيف.
يتأثر مناخ تونس بموقعها الجغرافي من ناحية وتضاريسها من ناحية أخرى، فالأجزاء الشمالية من تونس يسودها مناخ البحر الأبيض المتوسط، أما الأجزاء الجنوبية فتتأثر بالمناخ الصحراوي، والمنطقة الوسطى منطقة انتقال بين هذين النظامين المناخيين.

تختلف الظروف المناخية من حيث درجة الحرارة والرياح والأمطار باختلاف فصول السنة وباختلاف المناطق. وتتعرض تونس للرياح الشمالية الغربية المطيرة في فصل الشتاء، كما تتعرض كذلك للرياح الشمالية الشرقية، في فصل الصيف، وتهب في الربيع رياح القبلي، وهي رياح ساخنة تهب من الجنوب وتؤدي أحيانًا إلى ارتفاع درجة الحرارة لتصل إلى 40°م، وتصل درجة الحرارة في فصل الشتاء في الأجزاء الشمالية إلى 5,2°م كما في بنزرت التي تقع على ارتفاع مترين فوق مستوى سطح البحر، بينما تنخفض إلى أقل من درجتين مئويتين في الأجزاء الداخلية الجنوبية البعيدة عن تأثير البحر، وتصل في قفصة إلى 3,9°م. وفي فصل الصيف ترتفع درجات الحرارة إلى 30°م في معظم أنحاء تونس فتبلغ في قفصة 38°م، وتتعدى 40°م في قبلي في الجنوب، بينما تقل في الشمال بسبب تأثير البحر فتبلغ في بنزرت وسوسة31°م، ويتأثر المدى الحراري حسب القرب أو البعد عن البحر، فهو في الشمال لا يزيد كثيرًا على 20°م كما في بنزرت وسوسة ويزيد حتى يقترب من 40°م في الأجزاء الجنوبية كما في قبلي.

الخيول العربية تجد العناية والرعاية لأنها تمثل جانبًا مهمًا من الحضارة العربية في تونس.
أما بالنسبة للأمطار فإنها غزيرة جدًا في القسم الشمالي من إقليم التل الذي يحده نهر المجردة جنوبًا، وتزيد كمية الأمطار على 500ملم§ كما في عين داهم التي تقع على ارتفاع 7,034م فوق سطح البحر، ويسقط على طبرقة في الشمال 1,025ملم§، وعلى بنزرت 636ملم§. وإلى الجنوب من نهر المجردة تتراوح كمية الأمطار ما بين 400ملم§ و 600ملم§ كما هي في بلدة الكاف التي تقع على ارتفاع 674م ويسقط عليها نحو 504ملم§. وإلى الجنوب من الظهرية تقل كمية الأمطار وتتراوح ما بين 200ملم§ و400ملم§ كما في سوسة 319ملم§ وصفاقس 200ملم§. وتقل الأمطار كلما اتجهنا جنوبًا لتصل إلى 150ملم§ في قفصة وإلى 98ملم§ في قبلي حيث يسود المناخ الصحراوي. ومن الجدير بالذكر أن كميات الأمطار تتذبذب من عام إلى آخر لكنها عمومًا تتركز بصفة كبيرة في فصلي الشتاء والخريف كما تسقط أمطار لا بأس بها في فصل الربيع، والصيف أقل فصول السنة أمطارًا وهو فصل الجفاف.

التربة والنبات:

هناك أنواع متباينة من التربات في تونس، بعضها تربات طينية في مناطق الأودية كمافي وادي مجردة ووادي سجنان ووادي جومين وغيرها، وتربات رملية في المناطق الصحراوية. وهناك تربات تُعرف بالحمري لأن لونها أحمر وهي تربات خفيفة، كما توجد التربات الملحية في أراضي السباخ والشطوط، وتنتمي هذه التربات إلى ما اصطلح على تسميته بتربات السلونشاك. وتختلف النباتات الطبيعية في تونس باختلاف كميات الأمطار ؛ ففي الأجزاء الشمالية المطيرة كما في إقليم التل توجد غابات من أشجار البلوط والفلين، وتوجد أشجار الزيتون البري في السهول وقد حُوِّّلت هذه السهول إلى مزارع قمح وكروم وخضراوات. وفي المناطق التي تقل فيها الأمطار فإن الغطاء النباتي يعكس ذلك بوضوح حيث توجد أشجار أقل حجمًا وتظهر الحلفا. تنتشر الحشائش في معظم أجزاء تونس الوسطى بعد سقوط الأمطار وتُعرف باسم السباسب، وهي تقابل كلمة الإستبس الروسية والبراري في أمريكا، وترعى الأغنام والمعز والإبل في السباسب. وفي مناطق الشطوط ذات التربات الملحية تنمو الحشائش والنباتات المحبة للأملاح مثل القطاف والرمث.

الاقتصاد


التجارة الخارجية

المـــــوادالقيمة مليون دينار
منتجات الصيد البحري82,6
الخضراوات2,8
التمور56,8
زيت الزيتون305,9
الفوسفات32,9
النفط الخام360,8
الحامض الفسفوري170,2
عجين الورق7
المنسوجات53,6
الزرابي8
الملابس1,866,7
المواد الفخارية23,6
سعت تونس منذ استقلالها إلى بذل جهود متواصلة لتحقيق مستوى طيب من التنمية الاقتصادية وذلك بإنشاء صناعات أساسية قادرة على استغلال الثروات الوطنية الاستغلال الأمثل وتنويع الموارد الاقتصادية وإحداث المزيد من فرص العمل.

تطورت نسبة النمو الاقتصادي إلى 3% سنة 1993م، وتطور الناتج المحلي في قطاع الزراعة والصيد البحري بنسبة 16%، وفي قطاع الصناعة بنسبة 30% وفي قطاع الخدمات بنسبة 30%. أما فيما يتعلق بمتوسط دخل الفرد السنوي، فقد تضاعف متوسط الدخل الفردي في العشرين سنة الماضية من 250 دولارًا سنة 1970م إلى 1,740 دولارًا سنة 1994م، وقد تطورت الاستثمارات من 1,684 مليون دينار سنة 1990م إلى 3,214 مليون دينار سنة 1993م.

تتنوع مجالات النشاط الاقتصادي في تونس على النحو التالي:

الزراعة:

بحكم موقعها الجغرافي تعتبر تونس دولة زراعية مهمة، وتتميز بإنتاج زراعي متنوع: حبوب، وأشجار مثمرة وخضراوات بجانب تربية الماشية والصيد البحري. وتنتشر زراعة الحبوب في كل الأقاليم وتمتد على مساحة 1,5 مليون هكتار، يتركز نصفها في شمالي البلاد خاصة بسهول التل الشرقي ومجردة الوسطى والتل العالي.

يتصف الإنتاج بالتذبذب وعدم الانتظام تبعًا للمناخ السائد. فيكون ضعيفًا في السنوات الجافة (250 ألف طن في 1988م) وكبيرًا في السنوات الرطبة (300 ألف طن في 1991م).

إن إنتاج الحبوب بتونس غير كاف لسد حاجات الاستهلاك الداخلي إذ يفي بنصف الطلب فقط. وتسعى الدولة لتنمية قطاع الحبوب لتضمن الأمن الغذائي للبلاد وذلك بتحديث طرق الإنتاج وتحسين وسائل الري.

تشهد المحصولات الشجرية امتدادًا مستمرًا منذ الاستقلال ؛ إذ تغطي ما يقرب من 1,7 مليون هكتار، وتشارك بثلث القيمة الإجمالية للإنتاج الزراعي، و بـ 60% من قيمة الصادرات الزراعية.

ثمار البرتقال في بساتين الموالح.
وتتكون الأشجار المثمرة من أشجار الزيتون والحمضيات والنخيل. يمثل الزيتون أهم الأشجار المثمرة، وتغطي حقوله 1,3 مليون هكتار، ويتصدر محصوله جميع الصادرات بنسبة 30%. ثم تليها الحمضيات والنخيل. وتنتج تونس نوع دقلة النور (30 ألف طن سنويًا)، وتعتبر تونس من أهم البلدان المصدرة للتمور.

تغطي الخضراوات مساحة تقدر بـ 120 ألف هكتار وقد عرفت نموًا كبيرًا تمثَّل في توسع المناطق المروية وتحسين وسائل الإنتاج باستعمال البيوت المحمية.

إن تحسن مستوى المعيشة ونمو السكان زاد من الطلب على المواد الغذائية النباتية والحيوانية. ويشهد قطاع تربية الماشية والصيد البحري نموًا كبيرًا ومستمرًا، رغم أنه لا يفي بحاجيات الاستهلاك المحلي. وقد نما قطاع الدواجن بسرعة كبيرة في السنوات الماضية، فانتشرت الحاضنات الصناعية الحديثة في عدة مناطق، وأدّى ذلك إلى تحسين وسائل التغذية بتوفير اللحوم والبيض والألبان.

إن الثروة السمكية كبيرة ومتنوعة على طول السواحل التونسية. وقد ارتفع الإنتاج السمكي في السنوات الأخيرة إلى أقصى معدلاته حيث بلغ حوالي 87 ألف طن عام 1994م، وأصبحت منتجات الصيد البحري تضاهي زيت الزيتون من حيث قيمة الصادرات.

رغم النمو المطرد للإنتاج الزراعي، فإن الميزان التجاري الزراعي في تونس ما زال يشهد بعضًا من العجز يرتفع مع الجفاف.


بعض أهم الواردات التونسية عام 1994م

المـــــوادالقيمة مليون دينار
حيوانات حية7,4
حليب وقهوة وشاي75,7
قمح101,2
سكر93,7
مواد كيميائية وصيدلية329,1
مواد بلاستيكية210,5
أقمشة ومصنوعات نسيجية1302,2
سيارات وشاحنات وجرارات316,5
قطن خام36,5
حديد وقضبان149,3
خشب ومطاط177,1

المعادن والطاقة:

تنتج تونس كميات قليلة من النفط. ويوجد أكبر حقل في أقصى الجنوب، وهو حقل البرمة الذي دخل طور الإنتاج عام 1966م. وتمتلك البلاد حقولاً أخرى في عرض البحر وفي اليابسة، لكنها محدودة الإنتاج. ويشهد الإنتاج تراجعًا مستمرًا لضعف المدخرات، ولا يزال التنقيب عن النفط متواصلاً. ويُستخرج الغاز الطبيعي من بعض الحقول أهمها حقل البرمة وعشترت وعليسة وغيرها. كما تنتفع تونس بكميات كبيرة من الغاز الطبيعي الجزائري الذي يصل إلى إيطاليا عبر الأراضي التونسية. وقد شُرِع في استثمار حقل مسكار الموجود في خليج قابس ويقدر مخزونه من الغاز بـ 35 -40 مليار متر3.

وتتولى الشركة التونسية للكهرباء والغاز إنتاج الكهرباء الحرارية والمائية، ويصل الإنتاج إلى 6,7 مليون ك واط/ ساعة.

تمتلك تونس مخزونًا كبيرًا من الفوسفات الذي أصبح، منذ السبعينيات، يؤدي دورًا اقتصاديًا مهمًا، تمثل في تحويل الفوسفات إلى عدة مواد نصف جاهزة تُستعمل في الصناعة الكيميائية في المجمَّع الصناعي الكيميائي بقابس. وتوجد أهم المناجم الفوسفاتية بحوض قفصة في الجنوب الغربي وبالقلعة الخصبة في التل العالي، واكتُشفت حقول أخرى بصحراء ورتان ومكناسي، وتحتوي على احتياطيات كبيرة.

وتنتج المدن التونسية بعض المعادن كالحديد والزنك والرصاص، لكن لا يزيد الإنتاج من الحديد على 290 ألف طن تستخرج من جريصة. ويستخرج الملح البحري من ملاحات مقرين والساحلين وصفاقس، وتصدَّر نسبة كبيرة من الإنتاج.

الصناعة:

تعتبر الصناعة في تونس إحدى دعائم الاقتصاد المحركة للتنمية منذ الاستقلال. وقد أُقيمت المشاريع الصناعية بفضل استثمارات مهمة اعتمدت على رأس المال الخاص الوطني والأجنبي. وترمي السياسة التصنيعية اليوم إلى تحرير القطاع الصناعي لينسجم مع الاقتصاد العالمي.

تطورت الصناعة التونسية وتضاعف عدد الوظائف في الصناعة التحويلية ثماني مرات بين عامي 1962م و1987م ؛ أي من 40,000 وظيفة إلى 320,000. وتتميز الصناعات بالتنوع:

الصناعات الآلية والكهربائية. وتشمل أنشطة متنوعة الإنتاج مثل السبائك والفولاذ بمنزل بورقيبة الذي تشرف عليه الشركة التونسية لصناعة الحديد. ومثل قطاع السيارات والحافلات والشاحنات بسوسة والقيروان ومنزل بورقيبة.

أساور من الذهب وعليها نقوش فنية دقيقة.
صناعة مواد البناء والخزف والبلور. شهدت هذه الصناعة نموًا كبيرًا فارتفع إنتاج الإسمنت والجير والكلس وأصبحت تونس تصدرها إلى الخارج. وتوجد أهم المعامل بجبل الجلود وبنزرت والنفيضة وقابس.

الصناعات الكيميائية. وهي ترتكز على تحويل الفوسفات لإنتاج الحامض الفوسفوري وثالث الفوسفات الرفيع. أهم المراكز الكيميائية: قابس، صفاقس، الصخيرة.

صناعات النسيج والملابس الجاهزة والجلدوالأحذية. يُعدّ هذا القطاع من أهم الصناعات في تونس إذ يعمل فيه قرابة 200,000 عامل. وقد تطورت هذه الصناعات منذ عام 1972م بالتركيز على الصناعات التصديرية. وتوجد أهم المراكز الصناعية في: تونس العاصمة، بنزرت، الوطن القبلي، الساحل، صفاقس. ويساهم قطاع النسيج بنسبة 40% من الصادرات الصناعية.

الصناعات الغذائية الزراعية. وهي من أقدم الصناعات بتونس. وتوجد بصفة خاصة على السواحل الشرقية والعاصمة وأهمها معاصر الزيتون، وصوامع الغلال والخضراوات والسمك والحليب. وتتميز الصناعة في تونس بكثرة المؤسسات الصغيرة التي تمثل 70% من المجموع لكنها لا توظف إلا 20% من جملة العمالة الصناعية. يتسم المجال الصناعي التونسي بالتباين وعدم التوازن بين الأقاليم الساحلية الشرقية التي تتجمع بها أهم المنشآت الصناعية والأقاليم الداخلية الغربية والجنوبية التي تفتقر إلى الصناعة باستثناء الصناعات الاستراتيجية والمنجمية. وينتظم المجال الصناعي التونسي أساسًا بالساحل الشرقي من بنزرت شمالاً إلى قابس جنوبًا.

منطقة العاصمة. يوجد بتونس الكبرى 40% من العمالة الصناعية و35% من المؤسسات الصناعية التي تتوزع بين وسط المدينة والضواحي، وتوجد المصانع الكبرى في الجنوب (جبل جلود، بن عروس) وفي المنطقة الصناعية بالشرقية.

صناعة الحديد والفولاذ من الصناعات المهمة بمدينة منزل بورقيبة في الجمهورية التونسية.
صناعة الحديد والفولاذ
منطقة بنزرت ومنزل بورقيبة. تحتوي هذه المنطقة على وحدات صناعية ثقيلة (الصلب وتكرير النفط)، وتنوعت الصناعة في كل من بنزرت ومنزل بورقيبة ومراكز أخرى مثل ماطر، ورأس الجبل، ورفراف، ومنزل جميل.

منطقة الوطن القبلي. تعتمد الصناعة في هذه المنطقة القريبة من العاصمة على توافر أيدٍ عاملة ماهرة وعلى نخبة من الممولين المحليين. لذا نمت الصناعات الخفيفة والمؤسسات الصغيرة في قطاعات متنوعة مثل النسيج والجلد والخشب. وانتشرت المعامل في مدن متوسطة وقرى عامة بالساحل: قليبية، وتازركة، ودار شعبان، ونابل والحمامات، وفي الوسط والغرب: قرنبالية، وسليمان، وبوعرقوب.

منطقة الساحل. شهدت الصناعة بها نموًا متواصلاً منذ الاستقلال حيث اعتمد على التمويلات الحكومية ورؤوس الأموال الخاصة الوطنية والأجنبية.

انتشرت الصناعات التحويلية الخفيفة خاصة النسيج في المدن والريف مع تجمع هام على المناطق الساحلية بين سوسة وقصر هلال، أي في ولايتي سوسة والمنستير.

وقد أنشئت بالساحل أكثر من 60 مؤسسة صناعية تصديرية أجنبية يعمل بها نحو 10,000 شخص.

منطقة صفاقس. تُعدّ ثاني مركز صناعي في تونس بعد العاصمة (أكثر من 18,000 عامل و200 مؤسسة).

بدأت الصناعة في صفاقس منذ الفترة الاستعمارية بمعاصر الزيتون وبوحدتين لتحويل الفوسفات. ونشطت الصناعة منذ الاستقلال بفضل التمويلات الخاصة المحلية، واعتمدت على المؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة من نسيج وجلد وغيرهما. وصفاقس أول مركز لصنع زيت الزيتون (35% من القدرة التحويلية)، وتمثل الصناعة الكيميائية قطاعًا مهمًا رغم منافسة قابس ومراكز أخرى. وتتمركز المؤسسات الصناعية في وسط المدينة وجنوبها وشمالها على طول الساحل.

صناعة الفخار من الفنون اليدوية التونسية.
منطقة قابس. أصبحت مدينة قابس مركزًا كيميائيًا منذ بداية السبعينيات من القرن العشرين إذ تحول مصانعها 60% من الإنتاج الوطني (الفوسفات) إلى حامض فوسفوري، وحامض كبريتي، وأسمدة فوسفاتية وأزوتية. وأنشئت أيضًا مصانع للأسمنت والكلس. ورغم أهمية هذا المركز بالنسبة للحياة الاقتصادية الوطنية والمحلية فهو لا يخلو من الجوانب السلبية التي تمثلت في تراجع الأنشطة التقليدية مثل الزراعة، والصيد البحري والصناعة التقليدية، وكذلك في تلوث البيئة.

الصناعة التقليدية. شهدت الصناعة التقليدية بتونس تطورًا جديدًا بفضل نمو السياحة. وتوجد الصناعات التقليدية في عدة مدن وقرى.

فتوجد صناعة نسيج الزرابي (السجاد) والمرقوم (السجاد اليدوي للزينة) بالقيروان وبنزرت، وأغطية صوفية مزخرفة بجربة وقفصة ووذرف، وأقمشة حريرية بالعاصمة، وملابس تقليدية وأقمشة قطنية بالساحل وخاصة بقصر هلال وقصيبة المديوني. وتوجد صناعة الجلد والخضب والنحاس بتونس العاصمة والقيروان وصفاقس، وصناعة الخزف بنابل وجربة، وصناعة الحلي بتونس ومكنين وجربة.

تقوم الصناعات التقليدية بدور اقتصادي واجتماعي متميز، إذ يعمل بها نحو 150,000 عامل ؛ أي 7% من القوة العاملة، وتساهم بـ 2% من الناتج الوطني الإجمالي، وتساهم بـ 100 مليون دينار في الصادرات ؛ أي أكثر من زيت الزيتون.

الحمامات مدينة تجذب كثيرًا من السياح.
مرسى القنطاوي في سوسة.
المنستير إحدى المناطق السياحية في تونس.
السواحل الممتدة في كل نواحي تونس.
أحد القصور المقامة على السفوح.
ساحل بنزرت وموائد المرجان وعلى امتداد مئات الأميال تنبسط الشواطئ الخلابة.

السياحة:

منذ بداية الستينيات أصبحت السياحة تؤدي دورًا رئيسيًا في الاقتصاد التونسي. استضافت المدن التونسية 3,855,000 مليون سائح عام 1994م، وتعد بذلك من أهم دول حوض البحر الأبيض المتوسط السياحية وأولى الدول الإفريقية.

إن المعطيات الطبيعية (مناخ مشمس، امتداد شواطئ رملية)، والتاريخية (آثار عديدة) من جهة والقرب من أوروبا من جهة أخرى والتي تمثل أهم سوق للسياحة التونسية، بالإضافة إلى تنوع مصادر السياح (مغاربية، عربية شرقية، أوروبية، أمريكية) كل هذه الظروف تفسر تطور السياحة في تونس.

وقد شجعت الدولة منذ البداية الاستثمار السياحي بفضل الشركة الوطنية للنقل والسياحة التي أنجزت المؤسسات السياحية الأولى. ثم أفسحت المجال للممولين من القطاع الخاص في تونس وفي الخارج وخاصة الممولين العرب السعوديين والكويتيين الذين أقاموا منشآت مهمة في عدة مناطق سياحية تونسية. كما دعمت الدولة البنية التحتية ببناء المطارات الدولية بالعاصمة، والمنستير، وجربة، وتوزر، وطبرقة.

تشارك السياحة في النمو الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. فهي تساهم في توفير العملة الصعبة التي بلغت 1,325 مليون دينار سنة 1995م، وهو أعلى دخل. أما مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي فكانت 9,5% سنة 1977م، و 6,7% سنة 1988م، وبذلك تعوض العائدات السياحية تقريبًا نصف العجز التجاري الخارجي التونسي.

يعمل في النشاط السياحي عدد كبير من المواطنين بصفة دائمة وغير دائمة. وتنشط القطاعات الأخرى كالتجارة والصناعة التقليدية والنقل والمواصلات والخدمات وغيرها.

وتُعدّ السياحة التونسية أساسًا سياحة ساحلية واستحمامية. لذا توجد أهم التجهيزات السياحية بالواجهة الساحلية الشمالية والشرقية: العاصمة وضواحيها، والحمامات، ونابل، وسوسة، والمنستير، وجربة، وجرجيس، وبنزرت وطبرقة. وقد استحوذت هذه المناطق على 95% من التجهيزات السياحية و90% من الاستثمارات السياحية التي تحققت منذ أكثر من ثلاثين سنة.

تحاول الدولة تنويع وتحسين الخدمة السياحية بالتركيز على السياحة الصحراوية وتنمية مناطق سياحية صحراوية كتوزر، ونفطة ودوز، وتشجيع السياحة الرياضية بإنشاء ملاعب الصولجان في أهم المراكز السياحية والسياحة الأثرية والحضارية.

والتخصص الساحلي متواصل بحكم متطلبات السوق السياحية، ويظهر ذلك في أهم المشاريع المستقبلية الموجودة على الواجهة الساحلية (طبرقة، غار الملح، قربص، قليبية، حمامات الجنوبية).

التجارة الخارجية:

إن مقارنة قيمة الصادرات بقيمة الواردات توضح بعضًا من العجز في ميزان التجارة التونسية الذي ارتفع إلى 1,439مليون دينار عام1990م. بينما بلغت الواردات عام 1996م 7,542 مليون دينار، وبلغت الصادرات 5,372 مليون دينار بعجز مقداره 2170 مليون دينار وتراوحت نسبة التغطية بين 60 و70%.

يوضح التوزيع الجغرافي للمبادلات التجارية التونسية أن البلدان الأوروبية تعتبر أكبر مصدّر وأكبر مستورد من تونس ؛ إذ تستقبل 81% من الصادرات التونسية وتقدم لها 80% من وارداتها، بينما لا تمثل أقطار المغرب والمشرق العربي سوى 7% من الواردات و10% من الصادرات.

النقل والمواصلات:

سواء على مستوى النقل البري أو البحري أو الجوي تشهد المدن التونسية نشاطًا مهمًا يرجع إلى حيوية الأنشطة الاقتصادية والمبادلات مع الخارج.

تملك تونس شبكة خطوط حديدية تتكون من خط ساحلي شرقي يربط العاصمة بقابس، وتربط بعض الخطوط العرضية القادمة من الغرب المناطق التعدينية الداخلية بالموانئ. وقد تدعمت الشبكة ببعض الخطوط الجديدة، وخاصة الخط الرابط بين قفصة وقابس الذي يؤدي دورًا رئيسيًا في نقل الفوسفات من مناجم منطقة قفصة إلى المعامل التحويلية بقابس.

ويوجد أيضًا المترو الخفيف الذي أنشئ منذ أواخر الثمانينيات بالعاصمة. وتمتد شبكة الطرق على مساحة 30,000كم منها20,000 طريق معبدة. وتتميز بكثافتها النسبية خاصة في المناطق الاقتصادية المهمة. وتقوم الدولة بمجهودات كبيرة لتحسين هذه الشبكة بمد طرق جديدة وبناء جسور ومحولات داخل المدن الرئيسية وبين المدن لتدعيم حركة المواصلات الاقتصادية والسياحية. وقد تم إنشاء طريق سريع يربط تونس العاصمة بالحمامات ومساكن في الساحل.

تملك تونس أيضًا خطوط أنابيب طولها 1530كم، تربط بعض حقول النفط الصحراوية التونسية والجزائرية بميناء السخيرة الذي يصله أنبوب آخر قادم من الوسط الغربي التونسي. ويوجد أنبوب آخر مشترك تونسي جزائري يربط بين حقل حاسي الرمل وإيطاليا وينقل الغاز الطبيعي عبر تونس ومضيق صقلية. وتنشط من جهة أخرى أنشطة الملاحة البحرية والجوية بتونس مواكبة الحركة المهمة والمتواصلة للمبادلات التجارية مع الخارج.

تملك تونس عدة موانئ مهمة مثل موانئ تونس وحلق الوادي وصفاقس وسوسة وبنزرت، تدعمت في السنوات الماضية بموانئ جديدة تم إنشاؤها كموانئ: رادس، وقابس وغنوش، والصخيرة وجرجيس.

يصدّر أكثر من 90% من حجم المبادلات التونسية مع الخارج عن طريق هذه الموانئ. وقد ارتفع حجم هذه السلع إلى 16 مليون طن عام 1990م. كما تختص الملاحة البحرية بنقل المسافرين كذلك، ويأتي ميناء تونس وحلق الوادي في مقدمة الموانئ التونسية التي تقل المسافرين، حيث تم عبور أكثر من 350,000 مسافر وأكثر من 100,000 سيارة عن طريق هذين الميناءين سنة 1990م. أما بقية الموانئ التونسية الأخرى (بنزرت، سوسة، صفاقس، قابس، ميناء رادس الجديد) فهي موانئ تستقبل البضائع والمواد الكيميائية والمعادن.

أما بالنسبة للنقل الجوي فهناك ستة مطارات هي: تونس ـ قرطاج وهو منتظم الخدمات، سقانص-المنستير، خدمات سياحية، جربة-جرجيس، خدمات سياحية، صفاقس ـ المعو، خدمات منتظمة، توزر-نفطة، خدمات سياحية، ومطار طبرقة الدولي. وقد بلغ عدد المسافرين جوًا سنة 1994م، 6,978,200 مسافر، وبلغ وزن البضائع المنقولة جوًا عام 1992م، 28 ألف طن.

نبذة تاريخية

إحدى القلاع الأثرية في الجنوب التونسيالقصر الروماني بالجم
الأثار الرومانية بقرطاجالقصر الروماني بالجم
يرجع تاريخ تونس إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة، ففي عام 814ق.م تأسست مدينة قرطاج وازدهر اقتصاد البلاد، ونشأ نوع من المنافسة بين قرطاج وروما على السيادة في البحر المتوسط، وأخذت هذه المنافسة طابعًا حربيًا تمثل في الحروب البونية التي امتدت من سنة 264 ق.م إلى 146 ق.م وانتهت بتدمير قرطاج وخضوع تونس للحكم الروماني. ★ تَصَفح: الحروب البونية. وفي القرنين الخامس والسادس بعد الميلاد تعرضت تونس لحملات الوندال والبيزنطيين. وفي منتصف القرن السابع الميلادي دخل الإسلام تونس وأسس عقبة بن نافع مدينة القيروان عام 650م وجعلها عاصمة لإفريقية وهو اسم قديم للمنطقة التي تمثل موقع تونس الحالية وقد أطلقه عليها أول مرة الرومان منذ القرن الثاني الميلادي. وفي عام 184هـ، 800 م أسس إبراهيم بن الأغلب دولة الأغالبة التي استمر حكمها لمدة قرنين، ازدهرت أثناءها البلاد اقتصاديًا وثقافيًا، وبنيت المساجد الكبيرة ومنها جامع القيروان وجامع الزيتونة بتونس، وفي سنة 306هـ، 918م تأسست الدولة الفاطمية على يد عبدالله المهدي الذي بنى مدينة المهدية واتخذها عاصمة له. وفي القرن الثالث عشر الميلادي، تأسست الدولة الحفصية التي شهدت البلاد في عهدها نهضة عمرانية لا مثيل لها، وسطع في سمائها علماء أجلاء منهم ابن خلدون صاحب المقدمة ومؤسس علم الاجتماع الحديث. وفي سنة 982هـ، 1574م خضعت تونس لحكم العثمانيين، وفي سنة 1117هـ، 1705م استقل حسين بن علي عن الدولة العثمانية، وأطلق على نفسه لقب باي تونس، وأنشأ دولة وراثية هي الدولة الحسينية، وقد تعرضت البلاد في أواسط القرن التاسع عشر لأزمة مالية تتابعت أحداثها حتى اكتسحت فرنسا البلاد سنة 1299هـ، 1881م وفرضت الحماية على تونس في ظل معاهدة باردو سنة 1299هـ، 1881م.

جانب من جامع الزيتونة المعمور.
وشهدت الحركة الوطنية التونسية مرحلتين مهمتين هما: المرحلة الأولى (1325- 1348هـ، 1907- 1929م) تمثلت في حركة الشبان التونسيين مثل حركة تونس الفتاة، وفي سنة 1339هـ، 1920م أسس عبد العزيز الثعالبي حزب الدستور. المرحلة الثانية (1934- 1956م) تميزت هذه المرحلة بظهور شخصية الحبيب بورقيبة الذي أدخل حيوية جديدة على الحركة الوطنية هو ومحمود الماطري والبحري قيقة، وقد تم تأسيس الحزب الدستوري التونسي الحر وأشرف بورقيبة على قيادة الحركة الوطنية. وفي سنة 1368هـ، 1948م أسس فرحات حشاد المنظمة النقابية التي أسهمت في تقوية النشاط الوطني، وقد قاوم التونسيون الاستعمار الفرنسي مقاومة مسلحة (1371- 1376هـ، 1952- 1955م) أرغمت الحكومة الفرنسية على الدخول في مفاوضات تُوجت باعتراف فرنسا باستقلال تونس في 20 مارس سنة 1375هـ، 1956م. وانتخب الحبيب بورقيبة رئيسا للبلاد عام 1957م، وأعيد انتخابه بعد ذلك عدة مرات. ثم تولى زين العابدين بن علي رئاسة الجمهورية في 7 نوفمبر 1987م، بناء على الفصل 57 من الدستور، وأعيد انتخابه في مارس 1994م. توفي بورقيبة عام 1999م.



إختبر معلوماتك :

  1. ما أهمية موقع تونس؟
  2. ما دلالة اسم تونس؟
  3. اشرح أهم المعالم التضاريسية لتونس.
  4. كيف يتأثر مناخ تونس بموقعها وتضاريسها؟
  5. ماذا يقصد بالسباسب، الشطوط، الحمري؟
  6. لماذا تتزايد نسبة سكان الحضر في تونس باستمرار؟
  7. لماذا تسعى تونس إلى تحقيق انخفاض في معدل النمو السكاني؟
  8. ما الجهود التي بذلت في تونس للنهوض بالتعليم والقطاع الصحي؟
  9. اذكر أهم الحاصلات الزراعية والمعدنية في تونس.
  10. ما أهم الصناعات التونسية؟
  11. للقيروان أهمية تاريخية إسلامية. وضح ذلك.
  12. ما دلالة الأسماء الآتية: صفاقس، المنستير، القيروان؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية