منظمة الوحدة الإفريقية ( Organization of African Unity (OAU) )

منظمة الوحدة الإفريقية هيئة دولية تضم 52 بلدًا إفريقيًا. وتعمل على تعزيز الوحدة بين الشعوب الإفريقية، وتقوية الروابط الثقافية والاقتصادية والعسكرية والعلمية والاجتماعية فيما بينها. كما تُساعد المنظمة الدول الأعضاء التي تُبتلى بالكوارث الطبيعية.

تُناهض منظمة الوحدة الإفريقية الاستعمار، وتؤمن بتحرر القارة الإفريقية كلها من أي حكم غير إفريقي. وساندت المنظمة حكم الأغلبية في جنوب إفريقيا، حيث يشكل السود الأغلبية السكانية، ولكن البيض كانوا هم الذين يُسيطرون على الحكومة قبل أن يحكم نلسون مانديلا أخيرًا. كما دعت منظمة الوحدة الإفريقية حكومة جنوب إفريقيا إلى إنهاء نظام الفصل العنصري المتصلب. ومع أن سياسة المنظمة هي دعم حكم الأغلبية في البلدان الأخرى، فإن من المفارقة أن تخضع معظم الدول الأعضاء للدكتاتورية العسكرية، أو دكتاتورية الحزب الواحد.

تأسست منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963م في أديس أبابا، العاصمة الإثيوبية، وكان عدد أعضائها المؤسسين 32 عضوًا. وخلال السنوات الماضية تعاظم نفوذها في القضايا الإفريقية والعالمية. وأقامت صندوقًا خاصًا لمساعدة حركات الاستقلال ضد الحكم الاستعماري في إفريقيا، وتلك الحركات ساعدت على وضع نهاية للحكم الاستعماري البرتغالي هناك. ★ تَصَفح: البرتغال. كما ساندت منظمة الوحدة الإفريقية الحركة الناجحة للسود في زمبابوي (روديسيا سابقًا) للوصول إلى الحكم في بلادهم. وكان السود يشكلون غالبية السكان في البلاد، ولكن البيض هم الذين كانوا يتولون شؤون الحكم. ★ تَصَفح: زمبابوي. وقد منعت المنظمة الدول الأعضاء من التجارة مع جنوب إفريقيا كما حاولت هذه الدول طرد جنوب إفريقيا من الأمم المتحدة لانتهاجها سياسة الفصل العنصري مع السّود. وقد توقفت المنظمة عن محاولاتها بعد أن وصلت الأغلبية السوداء إلى سدة الحكم بزعامة مانديلا عام 1994م.

لم يكن لدى المنظمة سلطة إلزام أعضائها على انتهاج سياساتها. فقد قامت بعض الدول الأعضاء، على سبيل المثال، بالتبادل التجاري مع جنوب إفريقيا، رغم حظر المنظمة لمثل هذا العمل. وبالإضافة إلى ذلك، فكثيرًا ما انتهجت بعض الدول الأعضاء سياسات تُخالف سياسات دول أعضاء أخرى. نذكر منها على سبيل المثال: أن بعض أعضاء المنظمة كانوا يريدون إقامة علاقات وثيقة مع الأقطار الشيوعية، في حين فضل أعضاء آخرون إقامة علاقات وثيقة مع الأقطار غير الشيوعية.

وللمنظمة ثلاث هيئات إدارية هي: مجلس رؤساء الدول والحكومات، ومجلس الوزراء، والأمانة العامة التي يرأسها أمين عام. ويعقد المجلس الأول اجتماعًا سنويًا يحضره رئيس كل دولة عضو. ويُصوِّتُ الرؤساء على السياسات التي يُوصي بها مجلس وزراء المنظمة، والذي يتألف من وزراء الخارجية، أو أي ممثلين رسميين تعينهم حكوماتهم. ويجتمع هذا المجلس مرتين في العام على الأقل. أما الأمانة العامة فهي هيئة دائمة مقرها أديس أبابا، ومهمتها التأكد من تنفيذ سياسات المنظمة. بالإضافة إلى هذه الهيئات، فهناك عدد من الوكالات المتخصصة.

واجهت منظمة الوحدة الإفريقية عدة مشكلات. ومن هذه المشكلات نزاعات حول عضوية الدول، ونقص الموارد، وتكاليف معالجة الكوارث الطبيعية، وكذلك نزاعات حول تعيين الأمين العام ومهامه.

وفي الأول من مارس 2001م، تم الإعلان عن قيام الاتحاد الإفريقي بعد أن وقعت 51 دولة على وثيقة الاتحاد الإفريقي التي تمخضت عن القمة الإفريقية الاستثنائية التي عقدت في سرت بليبيا بدعوة من الرئيسي الليبي معمر القذافي. وفي 26 مايو 2001م، بدأ العمل، بصفة رسمية، بالاتحاد الإفريقي لدول الساحل والصحراء بديلاً لمنظمة الوحدة الإفريقية بعد أن وقعت 53 دولة إفريقية على النظام الأساسي للاتحاد في قمة لومي عاصمة توجو التي عقدت في يوليو 2000م.