صفاقس ( Safaqis )
أحد حقول الزيتون المنتشرة في صفاقس. |
وقد ثبت تاريخياً أن هذه الأعمدة قد تم جلبها من المواقع الأثرية القديمة القريبة مثل طينة ولحم وتابرورة وغيرها. أما عن أصل تسمية صفاقس فمن المرجح أنها كلمة ليبية بربرية هي سيفاكس وتعني المحمية أو المحروسة، وربما يكون سبب التسمية أن الأرض التي بنيت عليها المدينة كانت كثيرة الحصون والقلاع والقصور. وهناك تفسيرات أخرى لأصل التسمية منها أنها نسبة للأمير سيفاكس الذي بنى قصر صفاقس، أو نسبة للأمير سيفاكس البربري الذي حارب قرطاج خلال القرن الثالث قبل الميلاد وانتصر انتصارًا كبيرًا.
تقع صفاقس على الساحل الشرقي شمالي خليج قابس وذلك إلى الجنوب من سوسة بنحو 120كم وتحيط بها مزارع الزيتون الفسيحة.
وتعد صفاقس ثاني مركز حضري في تونس حيث قدر عدد سكانها عام 1994م بنحو 230,900 نسمة أي نحو 31% تقريباً من مجموع سكان ولاية صفاقس التي تحيط بها ولايات سوسة من الشمال وقابس من الجنوب وقفصة من الغرب.
وقد جذبت صفاقس كثيراً من السكان من القرى المجاورة مثل قرية شرف وقلوس واللوزة وغيرها، كما جذبت عائلات معروفة من سوسة والقيروان والمهدية ومن خارج تونس من كل من الجزائر والمغرب وليبيا.
وهناك صناعات حديثة مختلفة، بعضها صناعات صغيرة أشبه ماتكون بالورش مثل إصلاح السيارات والأجهزة الكهربائية والدراجات العادية والنارية. وهناك صناعات عصرية كبيرة تضع صفاقس في المرتبة الثانية بعد مدينة تونس من حيث الصناعات العصرية، فبعد أن دُمرّ معمل السوبرفوسفات في الحرب العالمية الثانية عام 1942م بسبب القصف الجوي، أقيم معمل آخر ضخم بدأ إنتاجه عام 1952م، كما أن معاصر الزيتون، وهي تقدر بالمئات، قد تطورت كثيراً منذ الخمسينيات، وأصبحت ماتضمه صفاقس من معاصر الزيتون يقدر بنحو ثلث معاصر الجمهورية التونسية.
ومما لاريب فيه أن مد خط قفصة الحديدي (بدأ تنفيذه عام 1899م وتم عام 1910م) الذي يصل إلى صفاقس قد أدى إلى توسيع مزارع الزيتون التي تعرف بالزياتين. وأصبحت المدينة كما وصفها أحد الجغرافيين المعاصرين مدينة الزيوت، وقد خدم هذا الخط الحديدي مدينة صفاقس، ومعروف أن هذا الخط قد أقيم من أجل تصدير الفوسفات.
أما قطاع الخدمات فإن نسبة العاملين فيه تقدر بنحو 45% من مجموع الأيدي العاملة، ونسبة كبيرة من هذه الأيدي تعمل في الوظائف الإدارية وأنشطة الميناء. ومعروف أن ميناء صفاقس افتتح عام 1884م وكان ميناءً متواضعاً يصدر منه نبات الحلفا، وبعد أن تم اكتشاف الفوسفات زادت أهميته.
يتميز سكان مدينة صفاقس بنشاطهم حتى إن منطقة صفاقس لتدين بازدهارها للمدينة، كما أن منطقة صفاقس تعتمد على الزراعة بصورة كبيرة حتى أنه ليقدر أن أكثر من ثلاثة أرباع السكان يمتلكون مزارع زيتون. وكثير من سكان مدينة صفاقس لهم بيوت ريفية في بساتين الزيتون. ومما تجدر الإشارة إليه أن أن صفاقس اشتهرت منذ قرون عديدة بزراعة الزيتون راستخراج زيته. وقد أشار إلى ذلك كثير من الرحالة والجغرافيين المسلمين من أمثال الإدريسي في القرن السادس الهجري الذي وصف صفاقس ¸بأن جل غلاتها الزيتون والزيت ولها منه ما ليس يوجد بغيرها مثله· .وكرر ذلك في القرن السابع الهجري ياقوت الحموي حيث قال ¸إن جل غلات صفاقس من الزيتون·.
تتميز صفاقس بأهمية النشاط الصناعي التقليدي مثل صناعة النسيج وصناعة الصابون والصباغة. لكن هذه الصناعات آخذة في التدهور على الرغم من أن ثلث القوى العاملة تنخرط في هذا النشاط ومايرتبط به حيث تتوافر فرص عمل أكثر من الصناعات العصرية، وتشمل هذه الصناعات التقليدية صناعات الجلد وصناعة الأحذية الجاهزة والأثاثات المنزلية والحلي والحدادة ومعاصر الزيوت.
تم تطوير ميناء صفاقس. وقد خُرِب الميناء في الحرب العالمية الثانية، وبعد انتهاء الحرب تم توسيعه وتعميقه. ويتميز هذا الميناء بأن حركة المد والجزر تساعد على دخول وخروج السفن.
تتكون مدينة صفاقس من المدينة القديمة الموجودة داخل الأسوار التي تتميز بكثافة سكانية عالية، وتتميز بأزقتها الضيقة والبيوت ذات الطابق الواحد.
أما المباني العصرية فقد شيدت بين المدينة القديمة والبحر وهي تتسم بتركيز النشاطات الخدمية فيها.
وهناك أحياء شعبية تجذب الوافدين من الأرياف كحي السلطانية وحي حبيب وحي صفاقس 2000 وهو حي جديد.
وجدير بالذكر أن السكن المتفرق الموسمي على أطراف المدينة قد تحول إلى سكن دائم كما هي الحال في ضاحية الربض ذات البيوت المبعثرة على مسافات تصل إلى بضعة كيلومترات. وتشهد مدينة صفاقس بعض المشكلات مثل التنقل بين أطراف المدينة وداخلها ومشكلة المياه الصالحة للشرب، والتلوث نتيجة النشاط الصناعي. وعلى الرغم من هذه المشكلات فإن حركة التحضر بمنطقة الساحل تتزايد سنوياً بمعدل يتراوح مابين 4% و 6% بسبب النشاط الصناعي ونمو الحركة السياحية.
★ تَصَفح أيضًا: الجمهورية التونسية.