الرئيسيةبحث

الزيتونة، جامع ( Zaytunah Mosque )



جامع الزيتونة في تونس
الزيتونة، جامع. جامع الزيتونة مسجد تاريخي شهير ومركز علمي في تونس تدرس فيه الدراسات الإسلامية، وعلوم الطب والهندسة والرياضيات. يهدف إلى الحفاظ على تعاليم الإسلام، ونشر التعليم. كانت العادة إذا فتح العرب المسلمون أرضًا اختاروا فيها الموقع المناسب لإنشاء مدينة لهم، وأول ما يختطونه من الأبنية هو المسجد الجامع، وعلى هذا يكون جامع الزيتونة قد أُنشئ في مدينة تونس بالذات حين تأسيس المدينة نفسها، أيام قائد فتح هذه البلاد ومؤسس تونس، حسان بن النعمان، نحو سنة 80هـ، 699م. وكان تأسيسه في غاية البساطة على ما جرت به العادة في ذلك الزمان. ثم شرع في إعادة بنائه بأحسن من ذي قبل القائد الأموي الآخر عبيد الله بن الحبحاب في سنة 116هـ، 734م، وتمت عمارته سنة 141هـ، 758م، بعد انتهاء ولاية ابن الحبحاب على تونس ولذا جنح بعض المؤرخين إلى القول بأن أول من بناه ابن الحبحاب.

مئذنة جامع الزيتونة

مئذنته:

وأول ما عرف من هذا الجامع مئذنته أو صومعته اشهيرة ـ وأهل تونس خاصة والمغرب عامة يطلقون على كل مئذنة عندهم صومعة ـ عرف مكانها من قبل دخول العرب المسلمين إلى إفريقية (تونس). تقول الروايات إن العرب المسلمين كانوا ينزلون بإزاء صومعة (ترشيس)، ويستأنسون براهب كان يتعبد بها، حتى كانوا يقولون: هذه البقعة تؤنس. وكان الراهب قد جعل بمحل المحراب سياجًا. لما اتخذ المكان مسجدًا إسلاميًا جعلت الصومعة محل الآذان للصلاة. وكان عرض جدرانها نحو 4م، وزاد في علوها الأمير محمد باي المرادي، في أواسط القرن الحادي عشر الهجري (1063هـ، 1652م)، فأصبح ارتفاعها 30م، وتداعت للسقوط نحو سنة 1309هـ، 1892م، فنقضت وجدّدت على الحالة التي هي عليها الآن، وزيد في ارتفاعها لتبلغ 43م، وتم الفراغ من ذلك سنة 1312هـ، 1895م.

أصل تسميته:

الراجح نسبة هذا الجامع إلى شجرة الزيتون التي كانت بجانبه عند إنشائه، وهو قول أبناء تونس بالذات. وهناك من قال إن نسبته إلى القديسة زيتونة التي عاشت زمن الواندال ؛ وقيل إن المسلمين اختاروا هذا الاسم ليجعلوا من زيتونتهم هذه زيتًا يضيء الشمال الإفريقي بنور الإيمان تيمنًا بقوله تعالى: ﴿ الله نور السموات والأرض مَثَل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دُرّيٌّ يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم﴾ النور: 35: .

التجديدات والتوسعات التي أٌجريت فيه عبر العصور:

طرأت زيادات في هذا المسجد بعد تلك التي أحدثها ابن الحبحاب. فمن ذلك أن زيادة الله بن الأغلب بنى فيه أبنية ضخمة سنة 250هـ، 865م. وقد كساه وحسنه أمير المؤمنين يحيى بن المنتصر الحفصي سنة 676هـ، 1278م. وأمر السلطان زكريا الحفصي بعمل عوارض وأبواب من خشب لبيت الصلاة سنة 716هـ، 1317م. وأنشأ فيه السلطان أبو عبد الله الحفصي المقصورة التي بابها مما يلي صحن الجنائز، وبنى السبيل الذي تحتها على رأس المائة العاشرة الهجرية (المائة السادسة عشرة الميلادية). وبنى إمام الجامع الشيخ محمد تاج العارفين البكري المجنبة الشرقية بصحن الجامع. ووقع الترميم والإصلاح مرارًا، آخرها على عهد الدولة الصادقية في الجانب الغربي من صحنه الرحيب، وعلى عهد الدولة العلوية بمدخل صحن الجنائز.

جاء ذكر هذا الجامع عرضًا في كتابات أغلب المؤرخين الذين تكلموا عن تونس قبل العهد الحفصي، ولم يقفوا عند أنشطته المختلفة، ولهذا، فإن المعلومات الأساسية عن أنشطته تبدأ بالعهد الحفصي.

إمامة الصلاة في جامع الزيتونة:

كان حُكّام تونس على اختلاف بيوتهم على مر الدهور يدققون فيمن ينتخبونه من العلماء والأشراف والصالحين للخطابة وإمامة الصلاة فيه، لما له من مكانة في قلوب أهل البلاد. فالإمام به إمام الأئمة وقدوة الأمة، لا يعتلي محرابه إلا بإذن من السلطان. واقتضت التراتيب الإدارية به أن يكون به ثلاثة أئمة، أولهم لخطبة الجمعة والعيدين وما ييسره الله له من الصلوات الخمس، والثاني لإمامة الناس في الصلوات الخمس، ويسكن في دار قرب الجامع، والثالث للإنابة عن الإمامين السابقين في حالة الغياب. وعزز الجامع بإمام رابع لإمامة الناس في صلاة التراويح، وزود بإمام خامس احتياطي، وكلهم من بيت رسول ص، وأولهم كبير أهل الشورى بالمذهب المالكي ونقيب السادة الأشراف. ولا يفعل شيء مهم بالجامع إلا بعد مشورة الإمام الأعظم.

الإفتاء بجامع الزيتونة:

كان المفتي يجلس بالجامع بعد صلاة الجمعة أو العصر ويعرض عليه الناس مشاكلهم الفقهية فيجيب عنها. ولم تأخذ خطة الإفتاء صبغتها الرسمية ولم يعظم نفوذها إلا في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري (النصف الثاني من القرن الرابع عشر الميلادي) عندما ساد المذهب المالكي وعظم شأنه. وبحلول العهد التركي فَقَدَ منصب الإفتاء ما كان يتميز به في العهد الحفصي من استقلال وإفادة للعامة، وأصبح المفتي عضوًا في مجلس القضاء، يساعد القاضي في البحث عن الحكم الشرعي، ولا يتمتع بأي سلطة قضائية. ويعقد مجلس القضاء الذي كان المفتي عضوًا فيه ـ بدار الباشا، ويتكون من الباشا أو خليفته والقاضي والمفتين ونقيب الأشراف. وبذلك أصبحت مهمة المفتي استشارية فقط.

التعليم بجامع الزيتونة:

لا يوجد بين أيدينا مصادر تاريخية تؤكد بدايات التعليم في جامع الزيتونة، ولذلك فإن مَنْ ذكر أسماء أوائل المدرسين في هذا الجامع إنما ذهب إلى الترجيح، وأقدم أثر يشير إلى التعليم بالزيتونة، يرجع إلى أوائل القرن الثالث للهجرة في ترجمة أبي البشر زيد بن بشر الأزدي.

كان تعليم العلم وتلقيه يتمان على الطريقة التقليدية، حيث يجلس الشيخ عند أحد سواري المسجد، ويجتمع إليه الراغبون في الأخذ عنه، دون أن يكون هناك نظام يضبط حالة العلماء والمتعلمين، ولا يتقيدون بمادة علمية محددة ولا بكتاب معين. وتبدل الحال في العهد الحفصي، وأصبح للجامع نظام متطور يلتزم به المدرسون والدارسون فقد سنت الدولة الحفصية، قوانين جديدة له وجعلت له أوقافًا وقفت على أغراضه الإنشائية والعلمية. وأصبح منذ ذلك العهد المركز العلمي الذي تدرّس فيه الدراسات الإسلامية وكذلك علوم الطب والهندسة والرياضيات. وعمد المشير أحمد باشا في العهد التركي ـ إلى ترتيب قانون يلتزم به العاملون في هذا الجامع من علماء وطلاب وإداريين. وأمر بانتخاب 15 عالمًا من الأحناف ومثل عددهم من المالكية، يقوم كل واحد منهم بإعطاء درسين مما يطلب منه من العلوم، وخصص لكل واحد منهم راتبًا شهريًا قدره 60 ريالاً تؤخذ من فواضل بيت المال، على أن من يتخلف عن التدريس بغير عذر شرعي يحرم من هذا الراتب، إلا يومي الخميس والجمعة وشهر رمضان وأيام العيدين. وقَلّد النظر في ذلك لشيخي الإسلام الحنفي والمالكي، ومرتب كل واحد منهما على النظر مائة ريال في الشهر، وأعانهما على النظر في ذلك بالقاضيين الحنفي والمالكي، وجعل لكل واحد منهما ثلاثة ريالات في اليوم. وكان ذلك في عام 1258هـ، 1842م. وأعاد الباي محمد صادق باشا ترتيب الجامع وفق المعطيات الجديدة المتطورة، فصدر قانون في عهد وزيره خير الدين باشا التونسي (سنة 1292هـ، 1875م) قضى بتأليف لجنة برئاسته، وكان من إنجازاتها تحديد العلوم التي يجب تدريسها فيه، مع تعيين الكتب التي تتضمن هذه العلوم.

وصدر قانون عام 1309هـ، 1891م، أيام الباي علي باشا، نص على أنه لا يمكن الحصول على وظيفة مدرس في هذا الجامع إلا بعد امتحان علني يستوي فيه كل طلاب العلم وصدر قانون عام 1316هـ، 1898م، أيام الباي المذكور، عمل على تنظيم طريقة الامتحانات في الجامع والعلوم المقررة في هذه الإمتحانات، وأن الناجح يُمنح شهادة التطويع. وكان يتلى بالجامع كتاب الله تعالى بالتجويد على كرسي الختمة قبل صلاة الصبح وقبل صلاة الظهر، وقبل صلاة العصر. وهي سنة استنها أبو عثمان بن عبد العزيز، من ملوك بني حفص، حين أهدي إليه من بلاد الأندلس مصحف نفيس، فآثر به جامع الزيتونة، ووقف على المجوّد الأوقاف الطائلة، وقلّده في ذلك أهل البلاد، بحيث أصبح وقف الختمة من أوفر الأوقاف دخلاً في زماننا هذا. ومن ذلك الحزب المعروف بحزب الأسبوع الذي يقرأ بعد صلاة الصبح بالمحراب، ويختم به القرآن في كل جمعة، ويحضره الجمع الغفير من أهل تونس، ويتنافسون في الانتظام بسلكه. وقد استن هذا الحزب أبو العباس أحمد بن أبي بكر الحفصي. ومن ذلك قراءة الترغيب والترهيب بعد صلاة العصر، ورواية الصحيح بين الظهرين، وهي منقبة ابتدأها أبو فارس عبد العزيز الحفصي. وصفتها الجارية الآن أن يجلس الأئمة الثلاثة، الأول بباب الشفاء فيبتدئ الإمام الأكبر برواية صحيح البخاري فترة من الوقت، ثم يتلوه الإمام الثاني برواية صحيح مسلم، ثم يعقبه الإمام الثالث برواية كتاب الشفا للقاضي عياض إلى وقت إقامة صلاة العصر. وتحضر هذا المجلس جماعة غفيرة من مختلف الطبقات المهنية، كما يوجد بالجامع أحزاب أخرى لقراءة القرآن في أوقات مختلفة، وهي زهاء خمسين حلقة، يربو عدد قرائها على ثلاثمائة قارئ، يصرف عليهم من ريع أوقاف أهل الخير.

المقررات الدراسية بجامع الزيتونة:

كان العلم زاخرًا بالزيتونة ومعاهد تونس الأخرى يتلقاه علماء عن علماء إلى أن تعاظم شأنه في دولة بني حفص، واشتهر من علمائه ابن عصفور والقاضي ابن عبد السلام وابن هارون وابن الحبحاب وابن عرفة وابن خلدون والفبريني، وغيرهم ممن برزوا في كل فن، وظهرت علومهم في سائر الأقطار الإسلامية. ويتضح لنا من القانون الذي صدر عام 1292هـ، 1875م لترتيب أمور هذا الجامع أن العلوم التي تقرر تدريسها به، هي: القرآن، والتفسير، والحديث، والكلام، والمصطلح، الفقه الحنفي والمالكي، والفرائض، والتصوف، والميقات، والنحو والصرف، والمعاني والبيان والبديع، واللغة العربية والآداب، والسير والتاريخ، والرسم والخط، والعروض والقوافي، والمنطق وآداب البحث، والحساب والهندسة والمساحة والهيئة.

وأما الكتب التي تدرس فهي ثلاث مراتب: عليا، ووسطى، ودونهما. فأما كتب المرتبة العليا فمنها: تفسير الجلالين، والموطأ، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، والشفاء للقاضي عياض، والمواهب اللدنية، ومختصر بن الحاجب، ومختصر خليل بن إسحاق، وإحياء علوم الدين للغزالي، والمزهر للسيوطي، وفقه اللغة للثعالبي والسيرة النبوية للكلاعي، وكتاب العِبَر لابن خلدون، ومقالات إقليدس.

وأما كتب المرتبة الوسطى فمنها: الأربعون النووية، والشمائل للترمذي، والشاطبية، وألفية العراقي، وألفية ابن مالك، ومقامات الحريري والعمدة لابن رشيق، وقصيدة كعب، وبردة البوصيري.

وأما كتب المرتبة الثالثة، فمنها: رسالة ابن أبي زيد القيرواني، والعشماوية، والأجرومية، وقطر الندى.

ويتم تدريس هذه المواد تحت مراقبة المشايخ النظار كما نصّ على ذلك القانون. وتخرج من عهد هذا القانون إلى الآن جمع من المتخصصين الذين عملوا في الخطط العالية الشرعية والسياسية والإدارية.

مكتبة جامع الزيتونة:

ظهر الاهتمام جليًا بتخصيص مكتبة ملحقة بهذا الجامع في العهد الحفصي، فلقد حبس السلطان أبو فارس عبد العزيز بن أحمد الحفصي وحده ما ينيف على الثلاثين ألف مجلد، ووضعها في خزائن زُيّن بها صدر الجامع سنة 796هـ، 1396م، ووقفها على العلماء والمتعلمين، وحبس عليها ما يقوم بأمرها. ثم تلاه السلطان عثمان بن محمد المنصور، فجمع سنة 839هـ، 1435م خزانة أخرى تقارب خزائن أبي فارس، وبنى لها مقصورة متسعة وملأها بالخزائن، وفرق تلك الكتب في تلك الخزائن، وتعرف إلى يومنا هذا بمقصورة الكتب. وبنى السلطان الحفصي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد المسعود المقصورة التي توجد بصحن الجنائز من الجامع، المعروفة الآن بالعبدلية ـ نسبة إلى كنيته ـ وأوقف فيها كتبًا في فنون شتى، وجعل لها نظارًا تيسيرًا للمنتفع، وذلك سنة 899هـ، 1493م.

وعندما دخل الأسبانيون البلاد التونسية عبثوا بهذه الخزائن، فخلت الجوامع والمدارس من كتب العلم إلى آخر دولة الأتراك. ثم اعتنى أمراء الدولة الحسينية بإحياء معالمها، فاعتنى الأمير أبو العباس أحمد باشا بمكتبة جامع الزيتونة بصفة خاصة، فحوّل إليه كتب جامع بيت الباشا ـ التي جلبها الباشا علي بن محمد، ثاني أمراء الدولة الحسينية ـ وأضاف إليها ما اشتراه من كتب الوزير حسين خوجة، ثم ما اشتراه من كتب بعض العلماء الأعلام بعد وفاتهم، وعمّر صدر الجامع بعشرين خزانة منها. وكان ذلك سنة 1256هـ، 1840م. ورتب للخزانة وكيلين، يأتي كل واحد منهما لمناولة الطلبة ما يحتاجون من كتب، ثم أعين الوكيلين بثالث، ثم أقيمت خطة أخرى ـ الآن ـ لتفقد خزائن الكتب بمأمور خصوصي من طرف الدولة. وأضاف الوزير خبير الدين باشا التونسي ست خزائن أخرى إلى خزائن هذا الجامع، سنة 1291هـ، 1874م، وتلاها بمجموعات أخرى أثرى بها هذه المكتبة. وظلت الكتب في ازدياد، ومن أمثلة ذلك أن إبراهيم عباس الدريدي الرزقي، أحد العمال على عهد الدولة الصادقية، أمر بجلب عدد غير قليل من الكتب النفيسة، وضمها إلى كتب الجامع، وكذلك فعل مصطفى بن إسماعيل والوزير المنعم محمد خزندار والشيخ المختار بن عمر، حتى بلغت المكتبة 11,447 مجلدًا، غالبها منسوخ باليد. وأضيفت إليها مكتبة المدرسة الخلدونية في هذا الزمان.

الأوقاف المحبوسة على جامع الزيتونة:

قام الشعب التونسي مع أمرائه وأعيانه بمبادرات خيرية كثيرة للإنفاق على الأنشطة المختلفة لهذا الجامع، ولهم في ذلك المنازع الغريبة، فمنهم من يوقف على الإمام، ومنهم من يوقف على القارئ، أو المؤذن، أو الحمام الوحشي ـ أي البري ـ الذي يأوي إليه، ومنهم من يبني ميضاة للوضوء، مثلما فعل الحاكم التونسي عثمان بن المنصور الحفصي (ت 893هـ، 1488م، عرفت باسم ميضاة السلطان. ويذكر أن من حسنات أبي العباس أحمد بن أبي بكر الحفصي (ت 796هـ، 1394م) إقامة القراءة للقرآن في كل أسبوع بجامع الزيتونة، عرف بحزب السبع، وأوقف على هذا أوقافًا.

دور جامع الزيتونة:

قام هذا الجامع بدور مماثل لدور الأزهر والقرويين، ★ تَصَفح: جامعة الأزهر ؛ جامعة القرويين . في الحفاظ على الفكر الإسلامي الأصيل. وتولى علماء هذا الجامع مكافحة العقائد المخالفة حتى غطى هذا المفهوم سائر التراب التونسي بكامله، مع الأخذ باجتهاد الإمام مالك. وأمد المجتمع التونسي بفيض من الحكام والعلماء الصالحين. فالزيتوني هو كاتب عدل القرية الذي يبرم العقود ويحل مشاكل الناس، وهو إمام القرية ومدرسها ومرشدها وواعظها ومفتيها وأديبها، وهو قمة الهرم التعليمي في البلاد.

في عام 1959م ألغى الحبيب بورقيبة التعليم الزيتوني، ومن ثم اقتصر دور الجامع على إقامة الشعائر الدينية فقط.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية