نجد هي هضبة تقع في وسط شبه الجزيرة العربية وترتفع مابين 700 إلى 1500 متر فوق سطح البحر وتشمل المناطق الواقعة مابين جبال السروات في الحجاز غرباً إلى صحراء الدهناء شرقاً، وتعني نجد في اللغة الأرض المرتفعة
و قد كانت نجد الموطن القديم للكثير من القبائل العربية الكبيرة، كما كانت موطن الكثير من كبار شعراء العصر الجاهلي و فترة صدر الإسلام. و شهدت نجد أيضاً مولد الحركة الوهابية التي قامت على أساسها الدولة السعودية بمراحلها الثلاث. و يقع معظم ما يعرف بنجد حالياً ضمن حدود المملكة العربية السعودية، وتقع بها العاصمة السعودية الرياض.
فهرس |
النجد في اللغة هو المكان المرتفع، و يقابله لدى الجغرافيين مصطلح "الغور"، و هو المنخفض. و قد أطلق الجغرافيون المسلمون على عدة مواقع في الجزيرة العربية مسمى "نجد" مثل نجد اليمن، إلا أن المصطلح اشتهر بشكل أساسي كاسم للمنطقة الوسطى من الجزيرة العربية. و قد سميت تلك المنطقة نجداً لارتفاعها عن سهل تهامة المنخفض المحاذي لساحل البحر الأحمر. و يفصل بين تهامة المنخفضة و نجد المرتفعة القسم الشمالي من سلسلة جبال السروات، و لذلك سميت تلك الجبال بالحجاز، أي الحاجز بين نجد و تهامة.
و تنخفض نجد تدريجياً من الغرب إلى الشرق، و لذلك سمّي الجزء الغربي المرتفع و المحاذي لجبال الحجاز باسم "نجد العالية" أو "عالية نجد"، بينما سميت الأرجاء الشرقية و الشمالية منه بـ"نجد السفلى" أو "سافلة نجد".
وتعد نجد اكبر هضاب الجزيرة العربية ولاتضاهيها في الكبر إلا هضبة حضرموت
نجد عبارة عن هضبة يترواح ارتفاعها ما بين 762 و 1524 م فوق سطح البحر، مع انخفاض تدريجي من الغرب نحو الشرق. وهضبة نجد من رمال صحراء الحجارة و صحراء النفود الكبير شمالاً، و الدهناء شرقاً، و حدود الربع الخالي جنوباً، بينما يحدها من الغرب جبال الحجاز و من الجنوب الغربي مرتفعات عسير ، وفي كتاب مختار الصحاح وكتب اللغة معنى نجد المكان المستوي المرتفع عن سطح البحر وهي مكان معين عند العرب وهي أرض تبدأ من جبال الحجاز إلى سور كسرى عند نهر الفرات الذي بناه للحماية من هجمات القبائل العربية عند المدائن .
و تتسم معظم أرجاء نجد بالجفاف و الوعورة إلا أنها صالحة بشكل كبير للرعي فسكنتها قبائل البدو الرحّل على مر التاريخ، إلا أن الجانب الشرقي من الهضبة يتميز بوجود عدد كبير من الواحات و الأودية التي تحتفظ بالماء فنشأت فيها القرى و المزارع منذ القدم.
و أهم المعالم الجغرافية في نجد جبل طويق، و هو عبارة عن هضبة جيرية ضيقة في شرق نجد، و يخترق نجد من الشمال إلى الجنوب لمسافة تقارب 800 كم، و ينحدر جانبه الشرقي بشكل تدريجي إلى أن يغوص في رمال الدهناء، بينما ينقطع جانبه الغربي بشكل مفاجئ. و قد تركزت عليه و على جانبيه معظم حواضر نجد تاريخياً.
و تشق نجد العديد من الأودية التي تحتفظ بالماء بعد نزول الأمطار في فصل الربيع مما يسمح بقيام مستوى بسيط من الزراعة. و تقع معظم بلدان نجد على جوانب هذه الأودية التي أشهرها وادي حنيفة الذي يخترق مدينة الرياض من الشمال إلى الجنوب، و وادي الرمة في القصيم الذي يغوص في رمال صحراء الدهناء ليظهر على الجانب الآخر باسم وادي الباطن، حيث توجد بعض أكبر المراعي في الجزيرة العربية في فصل الربيع ، و وادي سدير (الفقيء قديماً) في شرق نجد، و وادي الخرج جنوب شرق الرياض، و وادي برك الذي تقع عليه حوطة بني تميم، و وادي نعام (المجازة قديماً) الذي تقع عليه بلدة الحريق، و وادي الدواسر في أقصى جنوب نجد، و أودية كثيرة أخرى مثل وادي نساح و وادي لحا و وادي ماوان، ينحدر أغلبها على جوانب جبل طويق.
و تنتشر في غرب و شمال هضبة نجد الكثير من الجبال الجرانيتية و البازلتية السوداء الصلبة، مثل جبل العرض الذي تقع عنده بلدة القويعية. إلا أن أشهر هذه الجبال هما الجبلان أجا و سلمى عند مدينة حائل التي تقع في شمال غربي نجد تقريبا، و هما أعلى نقطتين في نجد، إذ يصل ارتفاع جبل أجا نحو 1560 م و ارتفاع سلمى إلى أكثر من 1200 م.
و من المعالم المهمة الأخرى في نجد النفود الرملية مثل نفود الثويرات بين الزلفي و القصيم، و نفود السر في وسط نجد إلى الغرب من جبل طويق، و كذلك عيون و برك الماء كما في منطقتي الأفلاج و الخرج، و إن كانت غالبية هذه البرك قد جفت خلال القرن الماضي.
مناخ نجد قاري و يتسم بالحرارة الشديدة في الصيف، مع طقس معتدل يميل إلى البرودة لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في الشتاء، و يلاحظ فارق كبير في درجة الحرارة بين الليل و النهار معظم السنة. أما موسم الأمطار فيكون عادة بين ديسمبر و مارس من كل عام، مع تفاوت ملحوظ بين العام و الآخر، و كثيراً ما تسيل أودية المنطقة في هذه الفترة، لذلك يوجد على أكثرها سدود لاستغلال السيول. و قد ينزل البرد في النصف الشمالي من الهضبة بشكل قليل في فصل الشتاء، إلا أن ذلك لا يحصل لأكثر من مرة في كل عدة أعوام. أما الثلج، فينزل قليل منه بين العام و الآخر في منطقة جبل شمر والمناطق الشمالية من نجد .
تتميز الجهات الغربية والشمالية بأراضيها الواسعة الصالحة للرعي، ولذلك كانت مدار صراع و تنافس بين القبائل البدوية على مر التاريخ. ومن أهم المراعي في نجد عالية نجد الواقعة بين الحجاز وجبل طويق، ومناطق الصمان والدبدبة المتاخمة للعراق والتي يخترقها وادي الباطن، أحد أطول أودية الجزيرة العربية. إلا أن تلك الأماكن لا تمتلك الخصوبة ولا الأودية العميقة الصالحة للزراعة والاستقرار، ولذلك تركز التحضر في نجد على جبل طويق (عارض اليمامة أو العارض قديماً). وتنقسم حواضر نجد إلى عدة أقاليم أهمها:[1]
كان سكان نجد ينقسمون بشكل أساسي إلى بدو رحل منتشرين في كافة أرجاء المنطقة، و حضر يسكنون المدن و القرى و يتركز معظمهم في شرق نجد على جبل العارض وما حوله (إقليم اليمامة القديم). أما عدد سكان نجد في فترة ما قبل 1932، فالأرجح أنه كان لا يزيد عن المليون على أكثر تقدير، ربما مناصفة بين البدو و الحضر.[3] وقد تحضّر الغالبية العظمى من بادية نجد في المدن والقرى السعودية، و خصوصاً في الرياض والقصيم، أو في الهجر التي أنشئت لتوطينهم والمنتشرة في كافة أنحاء البلاد.