مدينة البكيرية احدى مدن منطقة القصيم تقع في نجد وسط المملكة العربية السعودية ويتبع لها العديد من المراكز مثل: الهلالية والفويلق والشحية وغيرها.
بسم الله الرحمن الرحيم نبذة عن نشأة البكيرية ومن سكنها
موقع مدينة البكيرية وتسميتها بهذا الاسم: تقع البكيرية في قلب منطقة القصيم غرب مدينة بريدة عاصمة المنطقة وغرب مطار القصيم بحوالي خمسة عشر كيلو متراً وتبعد عنها عنيزة بحوالي ثلاثين كيلو متراً شرقاً وجنوباً الهلالية، ومن ورائها البدائع بحوالي خمسة عشر كيلو مترا، ومن الغرب الخبراء ومن ورائها رياض الخبراء، ومن الشمال الشيحية ومن ورائها عيون الجواء بحوالي خمسة وعشرين كيلو مترا عن البكيرية وفي الشمال الغربي الفويلق ودونه جبل ساق . وتعتبر هذه البلدان من جيران البكيرية. والقصيم كله بلد واحدة في لهجتهم وعاداتهم وتقاليدهم ومجتمعهم البالغ عدد بلدانه الصغيرة والكبيرة أكثر من مائتي بلد حسب إحصاءات الشيخ صالح العمري رحمه الله حين كان بإدارة التعليم في منطقة القصيم سنة 1371هـ. تسمية البكيرية بهذا الاسم: سميت بالبكيرية نسبة إلى الرجل الذي اشتريت منه، يدعى البكيري من رجال أميز عنيزة حصل عليها عن طريق الإقطاع قبل عام 1181هـ ألف ومائة وواحد وثمانون هجري: من قبل أمير عنيزة، ومساحة هذه الروضة ثلاثة آلاف متر من الشمال إلى الجنوب وآلف متر من الشرق إلى الغرب يحدها شمالاً ملك على ابن فايز من رجال أمير بريدة حيث الموقع تابع أمارة بريدة. ويحدها من الجنوب بلدة الهلالية وهي تابعة لإمارة عنيزة وقتها. وسنأتي إلى حدود البكيرية بعد نشأتها من قبل ولاة الأمر إن شاء الله. نشأة البكيرية: لما غارت مياه الضلفعة الواقعة شمال غرب منطقة المليداء بعد منتصف القرن الثاني عشر الهجري تفرق أهلها وغالبهم من العرينات من قبيلة سبيع منهم اللحيدان والربيعان. وتركوا أملاكهم ومساكنهم ما عدا القليل منهم ممن كان في آبارهم ما يكفي ما قرب من البئر من نخل أو خضرة وهم الذين كانت آبارهم في منخفض من الأرض في شمال شرق روضة الضلفعة في الموقع المعروف بالرجيمية. ومن ضمنهم عثمان بن عمران العريني السبيعي وهو جد ( ال دخيل الله ، ال خضير ، ال عمير ) الموجودين الآن في مدينة البكيرية الذين اشتروها كما سبق ذكره وعمروها واستوطنوها. كان لعثمان رحمه الله من الأولاد الذين عاشوا ثلاثة ذكور، علي بن عثمان وشقيقه محمد بن عثمان، وأمهما بنت الونان من بني خالد صاحب ملك في ضواحي بريدة، والثالث سالم وقد صغر اسمه والده سويلم بن عثمان وكان وقت ذاك لا يزال طفلاً مع والدته الأخيرة. لما رأى علي وشقيقه محمد أن الناس قد نزحوا من الضلفعة وليس فيها مطلب رزق لقلة الماء فيها رغبوا في البحث عن جهة يستوطنونها يكون فيها من الماء ما يوجب البقاء فيها. فطلبوا من أمير بريدة المحل المعروف بروضة الصعيبية الواقعة في آخر جنوب غرب المليداء تحت النفود المعروف بمرقب الصعيبية من جهة الشمال وبدؤوا بحفر بئر فيها حتى فيض الله لهم رجلاً يدعى ناصر الهويريني من أهالي العوشزية من بني تميم يبحث عن إبل ضالة له وكان يعرف تلك المنطقة جيداً. وقال لهم: يا أبنائي إن هذه المنطقة لا تصلح للزراعة لشدة ملوحة مائها وقد سبق أن جربها غيركم وأشار عليهم بأرض البكيري ووصفها لهم ورغبهم فيها وأن صاحبها يرغب ببيعها ووعدهم أن يتوسط لهم بشرائها من البكيري، فاشتروها بثمن معلوم وهو صاع مشبوش أي مخلوط من العملة والمصاغات والحلي مما تتحلى به النساء من القلائد كالخرز والخصور والخواتم، وقد ساعدهم على دفع هذا الثمن ما لدى والدتهم حيث كانت الوريثة الوحيدة لوالدها المعروف بالونان من بني خالد صاحب ملك في ضواحي بريدة وذلك في عام 1181هـ ألف ومائة وواحد وثمانون هجري تقريبا. وهذه الوثيقة موجودة لدى أبناء عمومتنا مع حدود البكيرية التي أقرها وأثبتها أولياء الأمور في وقتها وهي كما يلي: من الشمال الغربي ابتداءً من جبل ساق متجهاً شرقاً إلى قارة الأسلاف فصلاصل حتى تنعطف نحو الجنوب الشرقي إلى العصودة غرب بلدة العيون، وجنوباً الهلالية ووادي الرمة من الجنوب الشرقي، ومن الغرب ابتداء من روضة ساق متجهاً جنوباً ثم قارة حصاني إلى الحزم المعروف باسم العبيد وهو الحد الفاصل بين الخبراء والبكيرية ومثبت بنفس وثيقة الحدود وأهالي الخبراء يعرفون ذلك. والحدود من الشرق ابتداءً من الجنوب بمرقب الصعيبية في أقصى الجنوب الشرقي من غميس البكيرية تتجه شمالاً على امتداد عرق بن عميرة الذي في وسطه قليب الراجحي المعروفة، وهو يحد منطقة المليدا جميعها من الغرب ويمتد الحد الشرقي شمالاً حتى يصل إلى حصان ضلفع المعروف الآن بحمار الضلفعة. ثم يتجه شمالاً حتى غرب عيون الجواء. والتحديد هذا قبل أن تكون بلدة الشيحية بلدا بذاته. وبعون من الله وتكاتف أهالي البكيرية وتعاونهم صارت البكيرية في زمن قياسي من أكبر البلدان المحيطة بها رغم حداثة نشأتها فقد كثرت مبانيها وغراس نخيلها وكثرة مزارعها القريبة والبعيدة شرقاً وشمالاً والبالغ عددها أكثر من ثلثمائة مزرعة في أقل من خمسين سنة من نشأتها ومعها أملاك بن فائز التي دخلت ضمن أملاك البكيرية. وقد صادف خراص التمور في أحد السنين أن البكيرية عادلت ثلث خراص تمور القصيم والقصيم ثلث خراص تمور نجد (نجد المنطقة الوسطى حالياً) وخراص نجد ثلث خراص الأحساء. وخراص الأحساء ثلث خراص تمور العراق وهذه المصادقة موجودة في مالية بريدة ومالية الرياض وذلك في سنة واحدة. ومن أسباب سرعة نمو البكيرية أن أهلها الذين اشتروها واستمرارها في أيديهم كانوا يتألفون الجيران من حمائل نجد من أهل الرأي والحكمة ويساعدونهم في حفر الآبار وبناء المساكن كما أن الوافدين إليها زادهم رغبة توفر وعذوبة مياهها وخصوبة أرضها. فمن نشأتها لم يسمع من مزارعيها أنه شح الماء على واحد منهم. ويتضح من حسن نية مؤسسي البكيرية( ال دخيل الله ، ال خضير ، ال عمير) تجمع حمائل فيها من أهل نجد أهل علم وخير وبركة كثر فيهم العلماء والفقهاء والأدباء ممن واكبوا الحكم السعودي في نهضته المباركة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود تغمده الله برحمته مثل الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد رجل العلم والسياسة حيث تولى القضاء في البكيرية والرس ثم مستشاراً للملك عبد العزيز ونائباً في بعض المهمات ومقابلة الوفود، وبعده أخوه الشيخ حمد البليهد كما تولى بعدهم الشيخ العلامة محمد بن مقبل، ثم تولى القضاء بعده الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن سبيل. وقد تخرج على يدي هذين العالمين عدد كبير من العلماء والفقهاء الذين وزعتهم الدولة على كثير من مناطق المملكة قبل وجود المعاهد والكليات ومنهم الشيخ العلامة محمد بن عثمان الشاوي الذي واكب فتوحات الملك عبد العزيز خاصة في الحجاز. وتولى القضاء في مكة المكرمة ورد على قصيدة فتى البطحاء المجهول بقصيدة عصماء مشهورة. ومنهم سماحة رئيس محاكم عسير الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل، وبعده سماحة الشيخ إبراهيم بن راشد الحديثي رئيساً لمحاكم عسير وبعده ابنه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم الحديثي رئيساً لمحاكم عسير. ومنهم فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن خزيم الذي تولى القضاء في مدينة الرس سنين طويلة ثم تولى القضاء في مدينة عنيزة. ومنهم فضيلة الشيخ سليمان بن صالح بن خزيم الذي تولى القضاء في عدد من البلدان آخرها مدينة القويعية ومنهم الشيخ عبد الرحمن ابن محمد المقوشي ومنهم إمام الحرم المكي فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الخليفي ومنهم الشيخ العلامة عبد الله بن صالح الخليفي الذي قضى أكثر حياته قاضياً لمدينة حائل ثم معلماً في دار التوحيد في الطائف وفضيلة الشيخ صالح بن محمد الشاوي والد فضيلة الشيخ محمد بن صالح الشاوي كاتب عدل الرياض لسنين عديدة بعد توليه القضاء وفضيلة الشيخ الفقيه عبد الله بن عبد العزيز الخضيري تولى القضاء ثم التدريس في المعاهد ثم في الجامعة الإسلامية. وسماحة الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز الخضيري تولى القضاء في عدد من البلدان آخرها رئاسة محاكم القصيم. ومنهم سماحة الشيخ محمد بن عبد الله بن سبيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وعضو هيئة كبار العلماء (وإمام وخطيب المسجد الحرام). والشيخ عبد الله بن حمد العمر الراجحي الذي أمضى أكثر من ثلاثين عاماً في القضاء، والشيخ عبد الله بن سليمان السديس قاضي عفيف والشيخ علي بن عبد الله السديس رئيس محاكم حائل. ولا ننسى الشيخ عبد الرحمن بن سالم الكريديس المربي الكبير الذي تخرج على يديه الكثير من طلاب العلم من البكيرية ومن البلدان المجاورة خاصة في حفظ القرآن والخط مع مبادئ العلوم الأخرى. ومن العلماء والقضاة في الوقت الحاضر العدد الكبير الذين يصعب حصرهم ومنهم سماحة رئيس المجلس الأعلى للقضاء وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح بن محمد بن لحيدان، والشيخ صالح بن سعد بن لحيدان، والشيخ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الراجحي، والشيخ الدكتور صالح بن ناصر الخزيم، والشيخ سليمان بن علي الدخيل قاضي التمييز، والشيخ عبد الرحمن البراك، وفضيلة الدكتور الشيخ عمر بن محمد السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام، وفضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إمام وخطيب الحرم، وفضيلة الشيخ يوسف بن منصور اليوسف قاضي محكمة الدمام والشيخ إبراهيم بن عبد الله الحمد اللحيدان، والشيخ صالح بن حمود اللحيدان، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز الراجحي، وغيرهم الكثير ممن لا أذكر أعمالهم ولا يتسع الوقت لحضرهم. والقصد هو معرفة بركة هذه المدينة على أهل العلم والمعرفة وقد أثنى الملك عبد العزيز يرحمه الله في أحد مجالسه على البكيرية بأنها معدن علم حين وجد فيها عدداً من طلبة العلم المؤهلين للقضاء. (كما يوجد الكثير من القادة العسكريين من أبناء هذا البلد). منهم الفريق أول منصور بن علي الشعيبي قائد المنطقة الغربية، والفريق صالح بن محمد المحمود، واللواء عبد الله بن سليمان السويلم، واللواء الشيخ محمد بن سليمان النملة رئيس الحرس الملكي في عهد الملك سعود، والفريق أول محمد بن عبد الله العمرو في الحرس الوطني، ومعالي الفريق أول عبد الله بن راشد البصيلي رئيس الحرس الملكي في عهد الملك فيصل، والملك خالد والملك فهد، وخلفه الفريق أول رئيس الحرس الملكي الحالي عبد الله بن علي النملة ووكيله صالح بن عبد الله السديس وغيرهم الكثير من الرتب العسكرية الكبيرة مما لا يمكن حصرهم. وممن تولوا مراكز حساسة قبل وجود الوزارات الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخليفي في الشؤون المالية في الرياض، وكذلك الشيخ صالح بن عبد الله الخليفي مدير عام مصلحة الهاتف في المنطقة الوسطى بسببهم انتفع الكثير من المحتاجين للوظائف من جماعتهم وغيرهم من الشباب، كما يوجد في الوقت الحاضر ممن تولوا مراكز حساسة في أجهزة الدولة، منهم معالي الدكتور صالح بن عبد العزيز العمير بن سويلم، ووكيل إمارة مكة المكرمة حمد بن الشيخ محمد الشاوي، وأخوه الشيخ محمد رئيس مكتب سمو وزير الداخلية، ووكيل إمارة منطقة عسير محمد بن سليمان بن سويلم، وسعادة الوكيل بإمارة منطقة القصيم الأستاذ علي بن سليمان السويلم، والأستاذ عبد الله بن ماضر الربيعان وكيل إمارة الطائف، وهناك الكثير من الأطباء والدكاترة ممن لا أحصي عددهم وقد عد علي في مجلس واحد أكثر من ثلاثين دكتوراه في شتى العلوم، نرجو من الله التوفيق لعموم أبناء المسلمين. (الذين لم يبخلوا بما آتاهم الله من فضله) هم عدد من الشخصيات البارزة من أهالي البكيرية الذين بذلوا الكثير من أموالهم بسخاء وأقاموا المشاريع الخيرية العامة بما يقدر بالملايين. ومنهم المحسن الكبير، معالي الفريق أول عبد الله بن راشد البصيلي، وسعادة اللواء الشيخ محمد بن سليمان النملة، والشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي وإخوانه، والشيخ ناصر بن عبد الله الناصر، والشيخ محمد بن عبدالعزيز العمير، والشيخ عبد الرحمن بن محمد العواد، والشيخ حمود بن إبراهيم الذياب، والشيخ محمد بن علي السويلم، والشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم الحديثي وإخوانه، والشيخ عبدالرحمن بن محمد المحمود، وغيرهم العدد الكثير ممن أنشؤوا المساجد والمرافق العامة كل ذلك في بلدهم البكيرية ومنهم من أسس أعمال خير كثيرة في غير البكيرية ولم أذكر هذه الأسماء إلا حرصاً مني أن يدعو كل مسلم يقرأ هذه الكلمات لهؤلاء المحسنين بما يستحقونه لقاء كرمهم وشهامتهم وما يعم المسلمين من النفع بسببهم، وأن يحذوا حذوهم كل صاحب نعمة محباً للخير ولبلده وللمسلمين. (ومن الأحداث في التاريخ ما صل في البكيرية) البكيرية معروفة لدى الجميع من أهل القصيم وغيرهم لما حصل فيها من المعارك الطاحنة بين جيش بن سعود وجيش بن رشيد سنة 1322هـ ألف وثلاثمائة واثنين وعشرين هجري. والتي ذهب فيها الكثير من القتلى من الفريقين، وكانت رحى الحرب تدور بين جدران البكيرية وفوق رؤوسهم، وفيما يلي رسم يوضح المعركة ومواقع الجيوش وحجم البكيرية وقت المعركة سنة 1322هـ.
عدد أمراء البكيرية وأسماؤهم من نشأتها إلى وقتنا هذا في عام 1419هـ: عدد أمراء البكيرية خمسة عشر (15) وأول أمير عيّن فيها إمارة رسمية من قبل ولاة الأمر هو دخيل الله بن محمد بن عثمان بن عمران العريني السبيعي حوالي سنة ألف ومائتين وعشرة (1210)هـ. ومن نشأتها إلى إمارة دخيل الله وأمر البلد في يد عمه علي بن عثمان آل سويلم ووالده محمد بتعميد من أمير القصيم. وبعد وفاتهم توجه وفد من أهالي البكيرية إلى الرياض بخطاب من أمير القصيم لطلب تعيين دخيل الله، واستمر أميراً في البكيرية قرابة أربعين سنة. ولم يقاربه في المدة إلا أحد أحفاده 37 سنة. وهذا عددهم وأسماؤهم: 1- دخيل الله بن محمد بن عثمان بن عمران العريني السبيعي . 2- عبد الله بن سويلم بن عثمان بن عمران العريني السبيعي. 3- عمير بن خضير بن محمد بن عثمان بن عمران العريني السبيعي. 4- عبد الله بن عمير بن خضير بن عثمان بن عمران العريني السبيعي 5- سليمان بن محمد بن سويلم بن عثمان بن عمران العريني السبيعي. 6- عبد الله بن عمير بن خضير بن عثمان بن عمران العريني السبيعي مرة اخرى. 7- أخوه محمد بن عمير بن خضير بن عثمان بن عمران العريني السبيعي . 8- عمير بن عبد الله بن عمير بن عثمان بن عمران العريني السبيعي . 9- عمه محمد بن عمير بن عثمان بن عمران العريني السبيعي مرة ثانية. 10- محمد بن علي بن محمد بن سويلم بن عثمان بن عمران العريني السبيعي . 11- سليمان بن سويلم بن دخيل الله بن محمد بن عثمان بن عمران العريني السبيعي (سبع وثلاثون سنة). 12- عبد الله بن محمد علي بن سويلم بن عثمان بن عمران العريني السبيعي . 13- محمد بن يوسف بن دخيل الله بن عثمان بن عمران العريني السبيعي . 14- علي بن سليمان بن محمد العلي بن سويلم بن عثمان بن عمران العريني السبيعي . 15- سليمان بن صالح بن إبراهيم بن خضير بن عثمان بن عمران العريني السبيعي . وقد حصل في السنين الأخيرة أمراء من غير أهلها مدداً قصيرة بسبب بعض الخلافات بين الأهالي. نزوح عمران بن العريني السبيعي وابنه عثمان جد ( محمد مؤسس البكيريه واخوه على ) واخوهم ( ال سويلم ) سكان البكيرية: قدم عمران العريني السبيعي وابنه عثمان إلى منطقة القصيم من الجهة التي سبق ذكرها من الدرعية والعيينة قبل منتصف القرن الثاني عشر الهجري حوالي (1120هـ) وطلب من أمير القصيم أرضاً شمال غرب بريدة شمال الحمر المعروف الآن بالجرية أو جرية العمران، لم تعجبهم أرضها حيث إن أرضها تمسك الماء ولا تشربه لرداءتها ورغبوا في النزوح إلى الضلفعة لطيب أرضها وتوفر مائها، ومن الأسباب التي عجلت بنزوح عمران وابنه إلى الضلفعة أنه كان قرب مزرعتهم عائلة من البادية، وكان لهم صبي يتردد إلى مزرعة عمران، وحصل أنه كان مرة مشغولاً عنه عمران وابنه ويوجد نخلة مثمرة فوق راقود البركة (الراقود حجر عرضه حوالي متر وسمكه حوالي عشر سنتيمتر يدفن نصفه في باطن الأرض ويخرق النصف الآخر من أسفله لخروج الماء من البركة مجمع الماء المنزوح من البيئر ويسد الخرق بلفافة من القماش حتى تمتلئ البركة). كانت النخلة المذكورة لا يزيد ارتفاعها من قامة الرجل وكان عمران يعطي الصبي منها كلما جاءه، إلا أنه كان مرة مشغولاً عنه فقال للصبي أرق النخلة وخذلك منها، تسلق الصبي النخلة فسقط على الراقود الحجر المذكور وانكسر ظهره نقل عمران وابنه عثمان الصبي إلى أهله مغمىً عليه وتوفي فقام أهل الصبي بمطالبة عمران بالدية لقصور الصبي وكون عمران أمر الصبي بتسلق النخلة فادعى عمران أنه لا يملك شيئاً يدفعه للدية غير هذا الملك الجرية فوفق القاضي بينهم وقبل البدو بالمزرعة دية لولدهم، ومن ذلك الوقت أصبحت لا تعرف إلا بجرية العمران سميت الجرية لأن أرضها لا تشرب الماء وبمجرد شق قناة في الأرض يجري معها الماء لرداءة أرضها، وقصة عمران في الجرية مع البدو وصبيهم مشهورة حتى الآن وقد حدثني عنها أمير الحمر بن شتيوي بكامل القصة ثم انتقل عمران وابنه عثمان بعوائلهم إلى الضلفعة وحفروا فيها آبارهم وزرعوها. (ملاحظة مرحلة السويلميات شمال غرب الخبوب لم تذكر) توفي عمران رحمه الله بعد ذلك بزمن قليل وبقي الملك لعثمان وأولاده، وبعد سنة ألف ومائة وخمس وسبعون (1175هـ) غارت ميا الضلفعة ويبست آبارها وتفرق عنها أهلها ولم يبق منهم إلا القليل في منخفض من الأرض لا يكفي ماؤها إلا لما قرب من البئر من نخل وخضرة شمال روضة الضلفعة قرب الموقع المعروف بالرجيمية في شرقيها وآبار ال سويلم (((( بسبب ان والدهم ورث ابنه سويلم فقط لانه لم يكن راضي بخروج ابناءه محمد وعلى من الضلفعه ولهذا سميت السويلميات )))))) وآثار أملاكهم وموجودة حتى الآن وتعرف بالسويلميات، وممن بقي في الضلفعة عثمان بن عمران مع زوجته الأخيرة وطفلها سويلم. ونزح مع من نزح علي العثمان وأخوه محمد ووالدتهم، وطلبوا من أمير القصيم روضة الصعيبية ثم اشتروا البكيرية كما سبق ذكره وأنهم حفروا آخر روضة البكيري من الجنوب بئراً وفي آخرها من الشمال بئراً ثم حفروا آبارهم التي استمروا عليها في وسط الروضة والبئر الشمالية هي المعروفة الآن بملاح الدخيل التي صارت ضمن نصيب أخيهم سويلم العثمان الذي هلك من الجوع بعد وفات والده عثمان ولحق باخويه محمد وعلى وآلت إلى الدخيل عن طريق الإرث من والدتهم فاطمة بنت سويلم العثمان. وأول بئر استثمرها علي العثمان وأخوه محمد العثمان مع والدتهم هي القليب المعروفة بقليب العلي في آخر غربي حيالة العلي قرب مقصورة السويلم. وسعتها خمسة أمتار في ثلاثة أمتار، ولم تدفن إلا بعد سنة 1415هـ وأثرها باق حتى الآن مع العلم أن ماءها لم يتغير على طول السنين بعد فلاحها عبد الله اليوسف الدخيل الله الذي توفي بعد سنة البكيرية( علما بان البئر المدفونه بزاوية المقصورة هي بئر الدخيل الله الله ودفنت حتى لاتثبت ملكية المقصورة لانها تعود إلى دخيل الله والذى اعطاها لعمه سويلم . بعدما كثر أبناء علي ومحمد حفروا لمحمد البئر المعروفة بالبعرصية، ثم البئر المعروفة بملاح العمير ومن هذين البئرين يمتد ملك محمد جنوباً إلى الحزيم آخر أملاك اللحيدان الآن كان جميعه يسمى ملكا لمحمد. وهب محمد نصفه الجنوبي لسعد ومسعود اللحيدان، ونصفه الشمالي بين أبنائه الثلاثة، يوسف شمالية وخضير الذي آل الآن لابنه عمير في الوسط وجنوبيه لدخيل الله، عمير الخضير ترأس سرية أهالي البكيرية إلى بقعا في حائل حين كان أميراً للبكيرية ولم يعد هو ومن معه رحم الله الجميع وغفر لهم. لعلي العثمان من الأبناء المعروفين ثلاثةبنات ولم يكن له ذرية من الابناء: فاطمة زوجة ناصر الراجحي والدة سليمان الناصر الراجحي والد ناصر السليمان جد كل من منصور العبد العزيز وعبد العزيز الصالح والد الشيخ صالح العبد العزيز عميد الأسرة والشيخ سليمان العبد العزيز وإخوانهم. ولمحمد بن عثمان بن عمران من الأولاد المعروفين ثلاثة: خضير المحمد جد الخضير والعمير، ودخيل الله المحمد جد الدخيل الله اليوسف والحجاجا والكحالا والسويلم أبناء سويلم الدخيل الله، وكذلك يوسف المحمد لم يخلف سوى بنت والدة اليوسف الميدان ومن بنات محمد ميثا اشتهرت بوصاياها القيمة على مواريثها من أزواجها توفو عنها وأرثها من أبيها محمد في أوقاف على الأئمة والمؤذنين والمدرسين والمساجد والمحتاج من ذرية آل دخيل الله وكذلك أختها سلمى المحمد زوجة سليمان الناصر الراجحي والدة محمد ومنصور السليمان يرحم الله الجميع، أما سويلم بن عثمان عاش له من الأبناء عبد الله لم يخلف ومحمد ذريته الموجودين الآن ذرية ابنه علي المحمد السويلم العثمان، وشقيقه سليمان المحمد آخر ذريته سليمان الصالح يرحمه الله. قصة ما حصل لآل سويلم عند بدئهم بعمارة روضة البكيري: وهي أن جيرانهم لم يرضوا بإحياء هذه الروضة بحجة أنها مراع لمواشيهم، فجعلوا يتسللون إذا انتصف الليل إلى آبار آل دخيل الله وال خضير وال عمير ويرمون عدة الري من الغروب والحبال والدراج في قعر البئر، ومع هذا لم يشكهم آل سويلم ولم ينازعوهم بل يعيدون عدتهم في الصباح ويسقون زرعهم، وجعلوا يتألفون الجيران من بني عمهم من اللحيدان، والعقل، والربيعان، وصديقهم الهويريني حتى كثروا وصاروا يكمنون لهم في الطريق بين أشجار الغضى في المحل المعروف بقويع المهاش. وهو محل مزرعة محمد بن حسين الآن حتى استطاعوا منعهم. وقد سمعنا من بعض شيوخنا أن جيرانهم لو لم ينازعوهم ورحبوا بهم وتعاونوا معهم لعم اسم بلدهم جميع المنطقة ولم يكن للبكيرية اسم، ولله في ذلك شؤون، ولم يمض خمسة عشر سنة حتى أحاط بهم الجيران من كل جانب، وبعد ذلك صاروا جماعة وفيها مسجد جامع وعين لهم إمام ومدرس لأبنائهم بن جربوع من بريدة، ونأتي إلى أول من جاورهم. أول من جاور آل دخيل الله وال خضير وال عمران في البكيرية: أول من جاورهم صديقهم الهويريني في الموقع الكائن شرق شمال حيالة العلي ويبتدئ من السوق المعروف الآن بسوق البراك شمالاً إلى المقبرة الشرقية ومبدع شايع العقل جنوباً، وآخره حابوط الهويريني الذي أصبح الآن يعرف بشريعة ابن حبيب الذي اشتراه من الهوارين بعد سنة البكيرية، ثم جاورهم بعده عقل العريني وأبناؤه السبعة ويبدأ ملك عقل وأبنائه من ملك الهويريني يفصلهم السوق الداخل للبلد ويتجه جنوباً حتى سوق اللحيدان المعروف بسوق المساعيد وآخره ملك النمال المشترى منهم، ويحد ملك عقل من الغرب ملك خضير المحمد الذي آل لابنه عمير ثم ملك دخيل الله المحمد إلى سوق اللحيدان. ثم جاء من بعدهم السداسا وعيال عمهم الحضافا ويمتد ملكهم من سوق البراك جنوباً إلى الفيضة ملك بن فايز وأتى بعدهم أبناء عمهم الجفارا. أما الأملاك التي غرب الحضافا والسداسا وغرب البراك وما كان غرباً منها فهي من ملك سويلم العثمان الذي كان محجوزاً له من صغره حين كان مع أمه ووالده في الضلفعة، والأملاك الغربية قد أقطعها سويلم بعد مجيئه من الضلفعة، أما وسطه كمحلات الدخيل والثويني والرخيمية والمانعي وما حولهم فقد تفرق بالمواريث أو بالبيع والرهن خاصة في وقت إمارة عبد الله بن سويلم العثمان بعد دخيل الله حين تنازل له عن الإمارة أبناء عمه دخيل الله لما تميز به من الشهامة والكرم ويكبرهم سناً وكان ملك والده سويلم جميعه في يده، والإمارة في ذلك الوقت تأتي على ما لدى الأمير من مال وعقار مثل أملاك دخيل الله ذهبت جميعها بسبب الإمارة، ولم يبق من ملك سويلم الموجود الا البئر المعروفة بملاح الدخيل في أقصى شمال ملك سويلم رحمه الله. أما اللحيدان فقد أعطاهم محمد العثمان نصف نصيبه من هذه الروضة أو أكثر وهو يمتد من ملك دخيل الله حتى ينتهي جنبواً بالحزيم وهو محل مرتفع فيه صخور بادية فوق وجه الأرض والذي عليه الآن ملك حمد العمر الراجحي وما كان جنوباً عنه فهو لعلي العثمان وأولاده بما فيه محلات ماضي والحديثيات، حيث إن علي العثمان ليس له في وسط البلد إلا حيالة العلي المعروفة. كان ملك اللحيدان أنصافاً بين سعد ومسعود، وذرية مسعود هم المهاريس، والمسعود، والمساعيد، والسبعين. أما ذرية سعد فكل من خرج عن هؤلاء من اللحيدان فهم ذرية سعد ويدعون السعد والدخيل والضيف الله، وكان حد السعد من الشمال السوق المعروف بسوق السعد والبعض يعرفه بسوق اللحيدان ينحدر من المنازل غرباً حتى يصل النفود الشرقي عدال مع سوق المساعيد، والزيادة التي دخلت على أملاك السعد من جهة الشمال هي من ملك دخيل الله حيث ألغي دخيل الله السوق الأول العدال وحرفه عنهم شمالاً ثم اتجه شرقاً حتى استكمل ملك دخيل الله ثم عطفه جنوباً حتى اتصل بالسوق الأول مع سوق السبعين والمساعيد، كما أعطى دخيل الله لإبراهيم السعد البرحة الواقعة جنوب غرب ملك دخيل الله وهي الموجود فيها الآن ملك راجح بين ميدان فصار جزءاً كبيراً من ملك دخيل الله لسعد بن لحيدان وذريته لما حصل بينهم من الصداقة والرحم حيث تزوج يوسف بن دخيل الله بنت سعد اللحيدان ولا يزال نصيبها نورة السعد وقفاً لذريتها من يوسف الدخيل الله في أملاك السعد. والبرحة التي فيها الآن ملك راجح بن ميدان، مشتراه من براهم السعد اللحيدان مع البئر العذبة المسماة باسم إبراهيم والمشرع الذي يرتوي منه غالب سكان البكيرية المعروف بحابوط البراهيم على اسم صاحبه براهيم المحمد السعد اللحيدان يرحمه الله. مدة بقاء عثمان بن عمران وابنه سويلم العثمان في الضلفعة بعد تفرق أهلها: استمر الجد عثمان وابنه سويلم مع والدته في الضلفعة ستة عشر سنة قبل مجيئهم إلى البكيرية واجتماعهم بعلي العثمان ومحمد وكان علي وأخوه محمد يترددون على والدهم وأخيهم طوال هذه المدة ويرغبونهم في المجيء إليهم في البكيرية ويصفون لهم طيب أرضها ووفرة مائها وكثرة سكانها إلا أن والدهم لم تسمح نفسه أن يترك أملاكه في الضلفعة وفيها ما يسد حاجته من الماء، فلما كبر وضعف بصره ورغب سويلم بالمجيء عند إخوانه فحضروا للبكيرية وقد كف بصر والدهم وليس له حاجة بشيء من الدنيا رحمه الله. وقد استلم سويلم العثمان الجزء المحجوز له وهو أكثر من ثلث روضة البكيرية يحده من الشمال الروضة ملك بن فايز ومن الجنوب ملك علي العثمان حيالة العلي يفرقهم السوق النازل من البلد وسط محلات الفريح متجهاً شرقاً إلى النفود الشرقي ابتدأ سويلم العثمان بإحياء الأرض من البئر التي في شمال ملكه، إلا أنه صار بعيداً عن المسجد فأعطاه إخوته جزءاً من شمال ملكهم المحيا وفيه مقطر نخل مثمر، وجعلوا له غرباً على الجوبة شمال البئر يسقى منه هذا المقطر والأرض المحياة فيما يحفر سويلم بئره الموجودة بين مساكن السويلم والمعروفة بملاح السويلم، والغرب الذي أحدث لسويلم رأيت لزاه الذي يصب فيه ماء الغرب موجود حتى دفنت القليب حديثاً ومن صغري وأنا أعرف القليب كما رأيت نخلة طويلة جنوب ملك سويلم تسمى شقراء الضراريب التي تخرف للعمال الذين يضربون في بئر سويلم بالعتل والهيم. وقد اشترى سويلم وأولاده ملكاً صغيراً شمال غرب ملكه فحرفوا عنه السوق ليتجه شمالاً ثم شرقاً وحفروا في هذه الوصلة التي اشتروها البئر المعروفة المسماة بديع السويلم ولم يبق من ملك سويلم إلا هذا المثلث الكبير الذي اشتهر بكثافة نخله وجودتها حيث كان يسمى غبية السويلم. نعود إلى الحمائل التي وفدت إلى البكيرية بعد من سبق: منهم الميدان من آل جبرين من بني زيد، وآل سلمي من بني تميم، منهم المحمود، والعبيد، والفريح، والرباعا والرشود، كما حضر وقتهم الجربوع منهم المطاوعة والبصالا، قدموا من بريدة ناصر الجربوع أمام ومدرس، الميدان هم، الناصر والشملان، والراجح، واليوسف. اليوسف: ذرية عبد الله بن ميدان أخو راجح بن ميدان، جاءهم اسم اليوسف من جدهم لأمهم يوسف بن محمد العثمان بن سويلم الذي قتله خرشت كما تقدم وهو في ريعان شبابه ولم يخلف إلا بنتاً تكفلها عمها دخيل الله وورثت نصف ملك أبيها يوسف الذي بين ملك خضير المحمد الذي أصبح لابنه عمير من جهة الجنوب إلى ملك علي العثمان من جهة الشمال يفرقهم الشارع العام، لما بلغت بنت يوسف زوَّجها عمها دخيل الله لعبد الله بن ميدان، ولم يحابي دخيل الله أحد أبنائه الخمسة بتزويجها لأحدهم ليضم نصيبها إلى النصف الثاني الذي ورثه دخيل الله عصباً من أخيه يوسف. بل زوجها رجلاً بعيداً عنهم رضي دينه وأمانته بعيداً عن الطمع والمحاباة، فسمت نورة اليوسف أول أبناءها يوسف بن عبد الله بن ميدان فدرس وتعلم وأجاد الخط فصار من كتاب البكيرية المشهورين وله خطوط حسنة موجود حتى الآن واستمر الملك باسمه على مسماه السابق ملك اليوسف واسم العائلة على اسم يوسف بن ميدان. أما نصف ملك يوسف المحمد الثاني الذي ورثه دخيل الله، فقد أعطاه دخيل الله لسلطان بن عمرو بصبرة ضئيلة لمعرفته بمكارم أخلاق بن عمرو. والصبرة قليل من التمر والعيش لإمام ومؤذن وسراج الجامع القديم فقط. وهو الجزء الشمالي من ملك يوسف كانت قليبة البئر التي على حفاف الشارع العام المعروفة بالبعرصية. وكان سلطان بن عمرو رحمه الله شديد الحساسية أغضبه بعض الأهالي فترك البكيرية وعاد إلى الخبراء، فلم يهن أمره على الأمير دخيل الله لمحبته له ومكارم أخلاقه وشهامته ورغبة دخيل الله في أن يكون في جماعته مثل هذا الرجل. فما كان من دخيل الله إلا أن ذهب إلى الخبراء واسترضى بن عمرو وعده بأن له ما له وعليه ما عليه. وأن لا يتعرض له أحد من أهل البلد بسوء، فلما اطمأن به عمرو إلى كلام دخيل الله استجاب إلى العودة للبكيرية واشترط بن عمرو على دخيل الله أن يحفر بن عمرو قليباً تسقي هذا الملك في وسط البلد لأن القليب البعصرية لم تعجبه لأن مسيل البلد عليها حيث إنها في منخفض من الأرض، فلم يجد دخيل الله بداً من تلبية طلب بن عمرو وكان لدخيل الله حوش كبير فأعطاه بن عمر وحفر فيه البئر المعروفة بقليب السلطان. وسد عنه السوق الذي يبتدئ من جنوب البلد حتى ينتهي في شمالها وسط أملاك البكيرية سده من الجهتين بأبواب لابن عمرو وحرف عنه السوق من جهة الجنوب عندما جاوز ملك اليوسف غرباً ثم اتجه شمالاً حتى اتصل بالسوق العام قرب المحل المعروف بسوق الدلالات، واستعار به عمرو من يوسف أو من والده ووالدته مجرى للماء على طرف ملك اليوسف من الشمال حتى يصل الماء إلى الملك المعروف الآن بملك السلطان، وبعد مدة تنازل عنه يوسف الميدان لابن عمرو وغرس عليه ما يسمى بمقطر السلطان. وسلطان بن عمرو هذا هو جد السلطان العمرو الموجودين في البكيرية حرص عليه دخيل الله لما فيه من الخصال الحميدة، وقد قال فيه أحد شيوخ البادية الذين يكتالون التمر من البكيرية وقت صرام النخيل (الِّي يبي التمر وسماح الأمر – يروح لسلطان بن عمرو). ثم حضر بعد من سبق ذكرهم حمائل من قبائل شتى.. منهم ناصر الراجحي من بني زيد كان ساكناً في بلدة الهلالية وأملاكه موجودة فيها حتى الآن ومعروفة باسمه في وسط أملاك الهلالية القديمة، لم يطب له المقام في الهلالية ورغب سكنى البكيرية لما رأى من سماحة أهلها وتعاونهم مع جيرانهم فحضر إلى عميد أسرة آل سويلم علي العثمان بن سويلم وأخيه محمد وبين لهم رغبته في مجاورتهم، فرحبوا به إلا أنهم ذكروا له أن جميع الأراضي وزعت وعمرت ولا يوجد ما يستحق الذكر. فذكر لهم محلاً بين ملك مسعود بن لحيدان وبين ملك علي العثمان وأولاده (قلبان علي) فقالوا له هذا حزم وحجارة وصخور صلبة وأسفله مستنقع سبخه ولا ترك إلا ما فيه خير ولا يتجاوز ثلاثون باعاً وغربيه رمال عالية، فقال أنا قابله على علاته، وكان رحمه الله بعيد النظر ويعرف لين طباع علي وأخيه وأبنائهمن فسلموا الأرض المذكورة لناصر الراجحي فحفر البئر الواسعة المعروفة قديماً بقليب الرواجح لها عدة واجهات من الشمال والجنوب لسعتها حفرها في أسفل الأرض وهو شرقيها فيما زال ناصر يتقرب لعلي العثمان وأولاده حتى رغبوه وأحبوه وتزوج ناصر أحد بنات علي والذي يتضح من الوصايا إنها فاطمة العلي، وزوج ناصر اثنين من أبناء علي من بناته وأصبحت العلاقات متينة والروابط قوية بين الأسرتين وكان إذا ولد لناصر مولود من بنت علي سارع بتبشير علي وطلب منه البشارة أبواعاً من أرض علي التي تليه، وكذلك إذا رزق أحد أبناء علي بمولود من بنات ناصر بشره وطلب البشارة أبواعاص من الأرض حتى صار ملك ناصر الراجحي من أكبر أملاك البكيرية كما أنه قد اشترى جزءاً كبيراً من جيرانه الشرقيين، نظراً لأن ناصر الراجحي لديه من الأخلاق الفاضلة ما جعله محبوباً عند أرحامه لم يعترض أحد منهم على هذه الهبات لا سيما وأن الملك يخصهم والمصاهرة لها روابط متينة وقوية، وقد أنجبت زوجة ناصر بنت علي العثمان بن سويلم أولاداً الذي أعرف منهم سليمان الناصر الذي من ذريته محمد الناصر جد عبد العزيز الصالح والد الشيخ صالح وسليمان وإخوانهم، ومنصور جد منصور العبدالعزيز وأبناءهم عبد العزيز الشاعر سليمان وأخوه الستاد محمد، وكما أن ناصر له أولاد كثيرون أولهم خوالهم الميدان من الهلالية وآخرهم خوالهم الردانا من عيون الجواء، يرحم الله الجميع إن شاء الله ويغفر لهم. وممن حصل حضورهم بعد من سبق من الحمائل: الحداثا، والزبونة، والنمال، والحسون، والموانع، والبراك، والمحسن، والدخيل، والبكارا، والمهابيب الخيلة من آل أبا الخيل، والربيعان، والماضي، والحبيب. وهذه الحمائل كلهم لهم أملاك ومزارع معروفة بأسمائهم، والذي يتضح أنها آلت إليهم إما بالشراء مثل الزبن والنمال والفريح، أو بالإرث كالدخيل واليوسف، أو بالصبرة مثل الماضي الربيعان، والسلطان. كما حضر وقتهم الخلافا ثم الخزيم الجميع أهل علم وفقه وبركة على البلد، والمزانا والسواح، الكريديس أهل حرف وتجارة، ثم حضر الكثير من الحمائل بعدد اقل.
البكيرية بلد قديم اشتق اسمها من رجل يقال له محمد البكيري ويرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر الهجري حيث أنها أنشئت عام 1175 هـ عندما اشتراها ابناء عثمان بن عمران العريني السبيعي من العرينات من الخضران من بني عمر من سبيع ، الذي كان يسكن مع والده وإخوانه في الضلفعة الواقعة شرق الشيحية.وأبناؤه محمد و وعلى و سويلم بن عثمان تنحدر منهم الأسر ( الدخيل الله والخضير والعمير أبناء محمد )( وال سويلم أبناء السويلم )المعروفين بالبكيرية ولقد توارث الأجداد وثيقة الشراء هذه. وبعد أن ملكها قام بحفر بئر ثم غرس النخيل وزرع الأرض وقام ببناء منزل بعد ذلك، ثم نزل بالبكيرية العديد من الأسر و اشهرهم مثل المـحـسـن و الحديثي الفريح والسديس و الراجحي و المحمود وبن سبيل وغيرهم .. وأخذ السكان في الإزدياد وأصبحت مدينة معروفة، وفيها الكثير من العلماء الكبار، ومن أبرز العلماء فيها الشيخ محمد بن علي المحمود مقرئ ومؤذن الجامع الكبير قرابة خمسين عاماً وأسس أول مدرسة في البكيرية - مدرسة المحمود في الكتاتيب - في حدود عام 1330هـ والشيخ القاضي عبد العزيز السبيل وأخوه الشيخ محمد السبيل (إمام الحرم المكي) والشيخ عبد المحسن بن محمد الفريح الذي تولى الإمامة والتدريس في جامع الهلالية زمناً طويلاً، والشيخ عبد الله الخليفي (إمام الحرم المكي) والشيخ عبد الرحمن السديس وهو أيضاً إمام حالي للحرم المكي . و الشيخ عبدالعزيز الراجحي الذي يعتبر أكبر طلاب الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله . و فيها من التجار المعروفين على النطاق العربي و العالمي أمثال : الشيخ صالح الراجحي رائد الصرافة السعودية وأخوه الشيخ سليمان الراجحي أحد كبار التجار في السوق السعودي . و فيها من رجال الدولة أمثال : معالي الوزير علي النملة . وزير العمل سابقا . و معالي الدكتور: علي الحديثي . رئيس ديوان الأمير سلطان ولي العهد السعودي . و الدكتور : عبدالله الحديثي . نائب وزير العدل . و الاستاذ : منصور الخضيري . وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب لشئون الشباب. و فيها من رجال الاعلام و التلفزيون أمثال : علي الحديثي . رئيس مجلس إدارة و المشرف العام على مجموعة قنوات MBC التلفزيونية. ومنهم من نزح إلى المذنب مثل الشيخ محمد بن كريديس - منقول من موقع المذنب - في وقت تعتبر النهضة العلمية التي أحدثها الشيخ عبد الله بن عضيب والتي شملت منطقة القصيم المرحلة الأولى من مراحل التعليم بمدينة المذنب حيث كان الشيخ عبد الله بن عضيب مقيماً فيها ، وقد قام بتأسيس قاعدة علمية ظل يوليها العناية حتى أصبحت قادرة على الاستمرار ، وهذه النهضة تتمثل في التعمق في العلوم الدينية على اختلافها من تفسير وحديث وفقه على مذهب الإمام احمد ومن العلوم العربية من نحو وصرف وبلاغة ونحوها . بعد أن انتقل الشيخ عبد الله بن غضيب من المذنــب إلى عنيزة ســنـة 1110هـ تولى التعليم أخيه عيبان بن عضيب ومحمــد المزيدذ وهو أكبر طلبته وأكثرهم علماً ، وتعتبر تلك الفترة غامضة بالنسبة للباحـث وإن وجد بعض المعلومات عن تلك المرحلة فهي لا تعطي الصورة المطلوبــة التي يمكن لنا من خلالها تحديد معالم نهضتها العلمية وروادها بعد الشيخ عبد الله بن عضيب ( رغم أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد دفعت الحركة العلمية الدينية في منطقة القصيم إلى الأمام وخاصة في مجال دراسة العقيدة و(التوحيد) اضافة إلى استمرار التعمق في الفقه الحنبلي ، وكانت القوة السياسية في الدولتين السعوديتين الأولى والثانية عضداً قوياً لسياسة تلك الدعوة من الناحية الثقافية ، وكذلك في حرصها على إحلال الرابطة الدينية محل الرابطة القومية ولـو بشكل تدريجي سواء فـي الحاضرة او البادية ويمكن القول أن الحياة الثقافية في منطقة القصيم في عهد الدولة السعودية الثانية تمثلت في عدة مظاهر أهمها الكتاتيب ـ حلقات العلم على المشايخ ، الثقافة العامة ـ السفر لطلب العلم ) . وهنالك بعض العلماء الذين حاولوا الحفاظ على النهضة العلمية في تعليم الآخرين عن طريق الكتاتيب وحلقات العلم حسب الإمكانيات المتوفرة لديهم ومن هؤلاء العلماء الشيخ محمد الحميضي وعبد الله الحميضي والشيخ عبد الله بن عبيد وهناك بعض الشخصيات العلمية التي كان لها دور في تعليم الطلبة بعض المواد الأساسية كالقرآن والتوحيد والقراءة والكتابة ومنهم : الشيخ عثمان الشبل ، والشيخ عبد الله بن محمد بن شبل ، والشيخ محمد بن عثمان بن شبل والشيخ سليمان بن حسن الناصري والشيخ على الغيلان ، والشيخ سليمان البحيري ، والشيخ عبد الله العقيلي ، ومحمد المنصور المزيد ، وراجح الدوسري وجميع هذه الاسماء معروفة وكان لها أثر في في نشر العلم بين الناس وكانت دروسهم محدودة على القرآن والقراءة والكتابة ولما قدم الشيخ عبد الله دخيل أضاف إلى هذه الدروس العلوم الشرعية والعربية فكان الطلبة يشدون إليه الرحال ويأتون إليه من بلدان مختلفة للتزود بالعلم والتفقه بالمذهب الحنبلي ، وقد تخرج عليه علماء أفاضل من بينهم علماء من المذنب قاموا بتعليم الطلبة ما تعلموه من شيخهم ومن أبرزهم الشيخ عبد المحسن الخريدلي ، والشيخ محمد الدخيل الشيخ محمد بن كريديس والشيخ غيلان العبد الله ، والشيخ علي المقبل ، والشيخ محمد المقبل ، ولهؤلاء المشايخ أثر في التحصيل العلمي ودور كبير في التدريس والوعظ والإرشاد ومن هنا ندرك أهميه الدور الريادي الذي قام به الشيخ عبد الله بن دخيل والتي تعتبر مرحلته التعليمية 1290 ـ 1323هـ من أهم المراحل وأكثرها فائدة فهي تحتوي على جميع المستويات العلمية ابتداء من الدروس الإلزامية التي من خلالها يتم تعليم النشئ مبادى دينهم وتصحيح بعض المفاهيم لدى العامة بشرح مبدأ العقيدة لهم وهناك مستويات أرفع من هذا المستوى يتعمق من خلالها الطلبة في مسائل فقهية وعلوم العقيدة إضافة إلى الدروس المكثفة بالتوحيد والفقه والحديث والتفسير . كثيراً هم الطلبة الذين تخرجوا من هذه المرحلة وتبوءوا مراكز عالية في سلك القضاء والتعليم يصفون مقر هذه المرحلة بالمجمع العلمي هذا المجمع الذي ابتدأ نشاطه العلمي مع اشراقة أول يوم علم وعمل للشيخ عبد الله بن دخيل بمدينة المذنب ، وبالرغم من أن روحه الطاهرة قد غرب نورها إلا أن شمس علمه ومعرفته ظلت مشرقة بعقول وقلوب أفراد مجتمعه الذين نهلوا من علمه وظلوا يجنون ثمار معينه العذب بعد وفاته رحمه الله فبفضل الله ثم بفضل جهوده وتوجيهاته استمرت المراحل العلمية على أيدي طلابه الذين أصبحوا علماء فيما بعد ، وكان للشيخ محمد بن كريديس فضل كبير بعد الله في تشجيع طلبة العلم على الاستمرار ، وكان ذلك بعد تعيينه قاضياً بمدينة المذنب بعد وفاة شيخه بن دخيل سنة 1323هـ ، وكان الشيخ محمد بن عبد الله بن دخيل خير عون له في تلك المرحلة الجديدة وفد استطاع بن كريديس احتواء الحلقات العلمية ، وساعده في ذلك خبرته الطويلة في هذا المجال والتي اهلته ان يخلف شيخه بن دخيل بالقضاء والتدريس ، ابتدى بن كريديس التدريس بالجامع القديم ، والتفت حوله حلقات العلم وكان من بينها تلك الدفعة المباركة التي درست على الشيخ بن دخيل في تلك الفترة الاخيرة من حياته 1319 ـ 1323هـ . كان الشيخ عبد الله بن دخيل قبل وفاته قد قام ببناء المدرسة الواقعة شمال الجامع القديم وقد خصصها لطلاب المرحلة الابتدائية وكلف بعض تلاميذه لتعليمهم وهم الشيخ محمد الدخيل ، والشيخ على المقبل ، والشيخ غيلان العبد الله ، وكانوا يدُرِّسون القرآن الكريم والتجويد إضافة إلى الكتابة والقراءة ، ولما قدم الشيخ محمد بن كريديس إلى المذنب سنه 1323هـ حرص على استمرار التعليم في هذه المدرسة والتي كانت تخرج الطلبة ليلتحقوا بحلقات العلم بالجامع القديم . وفي عام 1327هـ قدم إلى المذنب الأستاذ إبراهيم بن عبد الله القوبع الذي خلف ابن بليهد في رحلاته العلمية فتولى تعليم الطلبة بدلاً عنهم وقد أضاف إلى دروسهم مادة الحساب وكان يدرس الطلبة في الفترة الصباحية أما المسائية فقد تولى التدريس خلالها عدة أساتذة يعتبرون نواة المعلمين النظاميين الأولى وهم إبراهيم الناصر الحسين وحمود الأحمد ومحمد بن سند. وحمد العويد ومحمد العويد وهؤلاء الأساتذة يتفاوتون بتحصيلهم العلمي وأصبح كل واحد منهم يدرس المادة التي يجيدها وكان الشيخ غيلان العبد الله مشرفاً على هذه المرحلة التطبيقية ، وقد تولى تدريس الطلبة القرآن والتجويد ، أما بقية الأساتذة فقد تولوا تدريس بقية المواد الأخرى كالقراءة والكتابة والتوحيد والفقه . وفي عام 1344هـ قام الشيخ محمد صالح المقبل ببناء مدرسة جنوب الجامع وهي عبارة عن غرفة كبيرة تتسع لحوالي 100 طالب فنصرف بعض الأساتذة لهذه المدرسة الجديدة طلباً للمزيد من العلوم الدينية وأصبحوا طلاب منتظمين بها وهم : محمد بن سند ، وحمد العويد ، ومحمد العويد . وفي عام 1345هـ انتقل الأستاذ عبد الله القوبع إلى عنيزة مما اضطر الشيخ غيلان العبد الله إلى العودة للتدريس مكانه ، وكان الشيخ غيلان العبد الله قد انتظم في التدريس بالجامع مع بن كريديس عام 1336هـ ، وفي عام 1350هـ قام الشيخ محمد المقبل بإزالة المدرسة التي بناها جنوب الجامع بهدف توسيعة الجامع ، وكان الأساتذة محمد بن سند ، ومحمد العويد ، وحمد العويد ، قد أصبحوا مدرسين فيها بعد تخرجهم منها وكان يساعدهم بالتدريس الشيخ محمد العليوي فعادوا للتدريس بمدرسة ابن دخيل نقله لكم حمود بن علي الكريديس
في عام 1999 م تم ترشيح مدينة البكيرية لمسابقة الامم الراقية في اليابان وذلك بعد حصولها على المدينة الصحية الأولى على مستوى المملكة العربية السعودية. وشارك في هذه المسابقة العديد من المدن العالمية.