العارض أحد الأقاليم التاريخية التي كانت تتألف منها منطقة نجد في المملكة العربية السعودية. و قد كان اسم العارض (أو عارض اليمامة) يطلق قديماً على جبل طويق الممتد من حدود إقليم القصيم الجنوبية شمالاً و حتى مشارف وادي الدواسر جنوباً، و كان يسمّى أيضاً "العروض"،[1] إلا أنه أصبح يطلق في القرون الأخيرة على القسم الأوسط منه المتركز حول مدينة الرياض الحالية.
لا توجد حدود ثابتة للعارض إلا أن المؤكد أنه يشمل جميع القرى الواقعة على وادي حنيفة (العرض قديماً)، و الذي يمتد مسافة 120 كم، بدءً من بلدة سدوس شمالاً، مروراً ببلدتي العيينة و الجبيلة، فالعمارية، ثم بلدتي عرقة و الدرعية، فالرياض و منفوحة، و انتهاءً بالحائر ("حائر سبيع") في أقصى الجنوب. أما قرى ضرما و المزاحمية و الغطغط الواقعة في حدود 40 كم إلى الغرب من الرياض، فقد اختلف في اشتمال مسمى العارض عليها، فمنهم من يرى أنها تشكل إقليماً مستقلاً يسمى البطين نظراً لعدم وقوعها على هضبة طويق و إنما على سفحه الغربي، و منهم من عدها ضمن العارض نظراً لقربها من الرياض و اشتراكها مع مدن العارض في العادات و اللهجة و التركيب السكاني و القبلي مقارنة بأقاليم نجد الأخرى، و مما يرجح هذا الرأي أن فيلبي قد ذكر قرى البطين ضمن مسمى العارض عام 1917 م. ويعدّ محمد بن بسام التميمي من أهل القصيم (توفي 1246 هـ/1830 م) شعيب حريملاء أيضاً ضمن العارض.[2]
و قد كانت العارض منشأ الحركة الوهابية و الدول السعودية المتعاقبة التي وحدت معظم أجزاء الجزيرة تحت حكمها، و يرجع البعض ذلك إلى قدم ظاهرة التحضر في العارض مقارنة ببقية أقاليم نجد[3] بالإضافة إلى وجود اهتمام قديم بالعلوم الشرعية و بالأخص فيما يخص المذهب الحنبلي.[4] و على الرغم من المقاومة الشديدة التي أبدتها بعض بلدان العارض (و خصوصاً الرياض) للدولة السعودية الأولى، فإن أهل العارض شكلوا بعد ذلك عماد جيوش الدولة السعودية بمراحلها الثلاث، كما لحق بها النصيب الأكبر من الدمار أثناء حملة إبراهيم باشا العثماني على نجد عام 1818 م.
التركيبة السكانية التقليدية للعارض لا تختلف كثيراً عن باقي نجد، فسكان العارض الأصليون (أي في فترة ما قبل قيام الدولة السعودية) ينقسمون إلى بدو و حضر. فأما بدو العارض فقد كان ينتمي أغلبهم إلى قبيلتي سبيع و السهول من بني عامر بن صعصعة، و حلف القرينية، و عشائر من قحطان، بالإضافة إلى بعض أفراد من عتيبة قدموا إلى أطراف العارض الغربية في القرن التاسع عشر. و قد تخضر الغالبية العظمى من البدو في العقود الأخيرة، حيث سكن بعضهم في قرى المنطقة أو في هجر تأسست في أوائل القرن العشرين على يد الإخوان كالغطغط، و جلّهم الآن في مدينة الرياض.
أما الحضر فيقسمون إلى عرب قبليون ("قبيلية") يعملون في التجارة و الزراعة و امتلاك الأراضي، و عرب غير مرتبطين بقبائل يعملون في نفس الأعمال بالإضافة إلى تولي بعضهم للحرف و الصناعات ("صنّاع")، و قد كان يسكن القرى بالإضافة إلى ذلك عدد غير قليل من الرقيق أو المعتوقين ذوي الأصول الإفريقية المستخدمين في الفلاحة أو كجند للأمراء و نحو ذلك. و ينتمي أغلب حضر العارض إلى قبائل قديمة في المنطقة كقبيلة وائل بفروعها مثل بني حنيفة و بكر بن وائل (و قد انضوى معظم هؤلاء تحت لواء عنزة و منهم آل سعود)، و بني تميم، و قبيلة سبيع، و قبيلة عائذ القحطانية، بينما ينتمي البقية إلى قبائل أتت في عصور لاحقة مثل بني خالد و الدواسر و عوائل قليلة من بني زيد و مطير و عتيبة و شمر و الأشراف و الفضول.[5]
و كسائر المملكة في العصر الحالي، فقد انعدمت الاختصاصات المهنية المبنية على الانتماءات القبلية و تم تحرير من تبقى من الرقيق عام 1962 م.
تتميز لهجة أهل العارض بعدة خصائص مقارنة بأهل نجد، منها انعدام نون النسوة و إضافة ألف ممدودة إلى تاء المخاطب مثل قولهم ("ما دريتا") و استخدام مفردات قديمة مثل "ما برح" (من أخوات كان) و غير ذلك (انظر لهجة نجدية).