محافظة ضرماء هي محافظة سعودية تقع في منطقة الرياض على بعد 60 كيلو متر غرب مدينة الرياض في وادي واسع يسمى وادي البطين ويتبعها (5) مراكز و (25) قرية وهجرة ويبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة ويحدها شمالاً جبال طويق وجنوباً محافظتي القويعية والمزاحمية وغرباً محافظة شقراء وشرقا مدينة الرياض.
وهي عبارة عن وادي فسيح وتكمل أهميتها كونها منطقة زراعية قديمة ومركز خدمة هامة للمجاورين والمسافرين على طريق الحجاز القديم والجديد تشتهر بزراعة القمح والشعير والتمور والخضروات والفواكه بالطرق الزراعية الحديثة لها نشاطات أخرى (تجارية وصناعية وتربية المواشي .
و هي معمورة منذ وقت طويل، حيث يذكرها الشاعر الأموي جرير في القرن السابع الميلادي (الأول الهجري) باسم قرماء، و يذكرها أيضاً ياقوت بذلك الاسم في القرن الثالث عشر الميلادي(السابع الهجري)، و تحولت مع مرور الزمن إلى ضرما.ويرى الشيخ عبدالله بن خميس في معجم اليمامة أن أصل ضرماء هو قرماء ثم دخلها التحريف فأصبحت تعرف اليوم بضرماوكانت قرية عامرة وكثيرة النخل قبل البعثة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وتردد ذكرها في الشعر الجاهلي ومنه قول العشى
كانت البلدة في القرون الماضية تشكل البوابة الغربية لإقليم العارض الذي يضم الرياض و الدرعية، و لذلك كانت في واجهة الغزوات التي استهدفت تلك المنطقة. حكامها التقليديون هم من أبناء عمومة آل سعود حكام السعودية، و يقال لهم "الشيوخ"، و كانوا من الذين انضموا مبكراً إلى الدولة السعودية الأولى التي نشأت عام 1744 م.
في عام 1775 م، قامت قبيلة يام من نجران بغزو أراضي الدولة السعودية فصدّهم أهل ضرما في معركة في النخيل المجاورة، حسب ما يذكره المؤرخ ابن غنام. و عندما أتى إبراهيم باشا على رأس حملة عثمانية إلى نجد بغرض تدمير الدولة السعودية، مر بضرما و هو في طريقه إلى العاصمة السعودية في الدرعية، ففرض الحصار على ضرما عام 1817. و قد قاوم أهالي البلدة بشدة حتى إنهم رفضوا عرضاً للهدنة مع إبراهيم باشا مقابل السماح له بالمرور إلى الدرعية بسلام، إلا أن القرية اضطرت للاستسلام في عام 1818 م، فانتقم منها إبراهيم باشا انتقاماً قاسياً وسمح لقواته باستباحة البلدة.
وكان الجيش الذي كان بقيادة إبراهيم محمد علي باشا للإستيلاء على الدرعية بعد محاربته شقراء اسبوعا ثم طلب أهلها منه الأمان فأجابهم إلى ذلك حيث إتجه إلى ضرما الذي إستفزه أهلها فوجه المدافع ودارت حرب مدمرة بينه وبين أهلها الذين صمموا على موقفهم واستماتوا للدفاع عن بلدتهم ويذكر إبراهيم باشا حاصرها أربعة أشهر وبذلك تكون أطول مدة حاصر فيها بلدة حصينه في حملته(حيث كان لضرما سور حصين صعب على إبراهيم باشا هدمه أو إختراقه) وكل ذلك كا تأييداً ونصرة للأمام عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود الذي كان متولي حملة المقاومة على الجيوش الغازية استردّت البلدة بعضاً من عافيتها بعد تلك الأحداث، إذ يذكر الإنجليزي فيلبي عام 1917 أن أهلها كانوا 6,000 نسمة في ذلك الوقت، لكن القرية تضررت في العقود الأخيرة من تحويل مسار طريق الحجاز عنها و مروره بدلاً من ذلك بالمزاحمية. و قد غادر غالبية أهلها الأصليين إلى الرياض. وحوت أغلب المؤلفات الغربية التي تحدثت عن منطقة نجد معلومات عن حالة ضرما العمرانية والسكانية فيما ورده الإنجليزي ج.ج. لوريمر في القسم الجغرافي من دليل الخليج الصادر سنة 1908 م :(ضرما قرية كبيرة تقع في منطقة العارض من نجد مشهورة أصلا بالمقاومة التي شنتها القوات المصرية سنة 1818م والقسوة التي عوملت بها بعد أن استردتها تلك القوات ويوجد بسوقها عدد من الحوانيت وتعتمد الزراعة فيها على رفع المياه من الآبار التي يتراوح عمقها بين 16-18 قامه وتشغل مزارع القمح والشعير والبرسيم والبطيخ والفاكهة مساحات واسعة) وكان أهالي ضرما من أوائل المؤيدين للدولة السعودية الأولى ولدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والمجاهدين جهاداً مشهوداً في سبيل إنتشار الدعوة ويوجد بها قصر الإمام تركي بن عبدالله آل سعود سنه1235هـ ومنه انطلق لإسترجاع الدرعية وتحرير الدولة السعودية وإعادة الأمن والإستقرار إليها .
زراعياً تحوي ضرما اراضي خصبة ومياة جوفية وفيرة فاشتهرت منذ القدم بكثرة نخيلها حيث تحتل المركز الثالت على مستوى المملكة في عدد النخيل ،وكذلك تعدد فواكهها وحبوبها حتى اقترن إسمها بالحب الجيد من القمح واستطاعت ضرماء أن تصدر منتجاتها الزراعية خارج المملكة حيث تشتهر بمشاريع البيوت المحمية للخضار وكذلك مشاريع للفواكه وعدد من مشاريع الدواجن والألبان.