منطقة سدير هي الجزء الشمالي من إقليم اليمامة القديم ، والذي كان يمتد من الربع الخالي جنوباً، وحتى نفود الثويرات شمالاً.. وتمتد منطقة سدير من وادي العتك - العتش - جنوباً المنحدر من جبال طويق غرباً ماراً بالملـْتهَبة ومخترقاً جبال العرمة حتى روضة التنهات، وتنتهي هذه المنطقة في نفود الثويرات التي تفصلها عن منطقة القصيم، وتحيط بها من الشرق نفود الدهناء التي تفصلها عن المنطقة الشرقية، ومن الغرب تحدها نفود الثويرات في شمالها، واقليم الوشم والمحمل في جنوبها.. وتتخلل هذه المنطقة ثلاث سلاسل جبلية أهمها سلسلة جبال طويق، والتي عليها القرى والحياة منذ القدم.. وتبدأ هذه السلسلة من الربع الخالي حتى تندفن في نفود الثويرات شمالاً، ومنطقة سدير تمثل القسم الشمالي منها..
والسلسلة الثانية سلسلة جبال المجزل وتبدأ من نفود الثويرات إلى أن تنتهي جنوب تمير مع نهاية جبال خزة وبلبول.
أما السلسلة الثالثة فهي سلسلة جبال العرمة والتي تبدأ عند التقاء نفود الدهناء بنفود الثويرات شمالاً، وتنتهي قبل مدينة الرياض بخمسين كيلاً تقريباً، وبين هذه السلاسل سهولة واسعة أشهرها العبلة بين طويل والمجزل.
ومما قاله الشعراء في سدير:
سارة بنت عماد:
واحد اتنين تلاته، ابرة الخياطة ... اربعه خمسة ستة، ربطة عنق و كرفتة ... سبعه ثمانية تسعه، عليك بالزوجة السنعة ... ثمانون اربعون خمسون، تاكل سلطعون
نابغة بن شيبان:
أرى البنانة أقوت بعد ساكنها
فذا سدير وأقوى منهم أقر
وقال القتال الكلابي:
لعمرك أنني لأحب أرضاً
بها خرقاء لو كانت تزار
أطاع لها بمدفع ذي سدير
فروع الضال والسلم القصار
وقال عمرو بن الاهتم:
وقوفاً بها صحبي على مطيهم
يقولون لا تجهل ولست بجهال
فقلت لهم عهدي بزينب ترتعي
منازلها من ذي سدير فذي ضال
وقال إبراهيم بن جعيثن :
ويضفي على المشقر إلى هود الليل
يعم شعبانه يجي بحتماله
وياطي الرويضة والحريق مقابيل
وأبا السروج وما نحدر من اقباله
ووراط يحيا به حلال مهازيل
حيثه هو اللي ينطح السيل جاله
وإلى انحدر يضفي على العودة السيل
وتمير ومجزل تملا اهجاله
ويثني شعيب الغاط سيله بتسهيل
ما يتعب إلى غارس له اسباله
ويعل وادي المجمعة للمطافيل
وأبا المياه اعلاوته والسفاله
يمطر على هدب الغروس المظاليل
يحير سيله في النخل والحياله
ووادي الفقي زين البساتين ونخيل
في القيض يسقى صافي من ازلاله
يرجع اسدير ويكثرن المحاصيل
تلقى به التاجر اينمي حلاله
هذا وتعتمد الحياة في سدير في الماضي على الزراعة ثم الرعي والتجارة.. وتقوم الزراعة فيه على الآبار السطحية - القلبان في جوانب الأودية، وأشجار النخيل هي السائدة في المنطقة إلى جانب زراعة الحبوب والفاكهة.
ومن أكبر أودية هذه المنطقة:
وادي أراط، وادي الفقي، وادي اباالمياه، وادي الحائر وجوي، وادي المشقر، وادي الكلبي، وادي مرخ، وادي الغاط، وادي تمير، وادي مبايض، وادي الشوكي، وادي العصل، وادي الأرطاوية، وادي جراب، وادي النخيل..
ومن أشهر الرياض والمتنزهات في سدير:
رياض العبلة، روضة التنهات، روضة الحيرا، روضة الخشم، روضة مطربة والخفيسة، روضة النظيم، روضة الزلعاء، روضة بناء، روضة زيدة، روضة المجمع، روضة السبلة، روضة حطابة، روضة المزيرعة، رياض الحمادة.. وغيرها.
ومن بلدان سدير القديمة: المجمعة، وحرمة، والزلفي، والغاط، والخيس، وأشي، والحائر، وجلاجل، والتويم، والروضة، والداخلة، والحصون، وحوطة سدير، والعطار، والجنوبية، ومقبلة،، والجنيفي، والمعشبة، والعودة، وعشيرة، والخطامة، وتمير، وكلها في منحدرات جبال طويق عدا تمير فهي في جبال المجزل.
أما أشهر البلدان المتأخرة، والتي قامت بعد مشروع توطين البادية الذي تبناه جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه فهي: الأرطاوية، وهي أول هجرة في المملكة أنشأت عام 1330هـ ومبايض، وبوضا، ومليح، وعضيدان، والفروثي.
وتلتها منذ عهد الملك فيصل رحمه الله: جراب، وأم الجماجم، والقاعية، وأم رجوم والشعب، والشحمة وعشرات الهجر الأخرى شمال وغرب الأرطاوية.. منها البتيراء، ومشاش عوض، وحويمضة، ومشرفة.
وعن منطقة سدير قال: الشيخ عبد الله بن خميس:
إقليم سدير من أكبر أقاليم اليمامة.. يحده من الجنوب العتك، ومن الشمال المرتفعات والقفاف المشرفة على روضة السبلة، وتنتظم سدير من الأودية الكبار (وادي الفقي، ووادي المياه، ووادي جوي، ووادي المشقر، ووادي الكلبي، ووادي تمير، ووادي الغاط، والمجمعة قاعدة اقليم سدير).
وقال عنها الدكتور عبد الرحمن الشريف:
(منطقة سدير وقاعدتها المجمعة وفيها الزلفي والغاط)
وقال صاحب كتاب الزبير قبل خمسين عاماً - يوسف بن حمد البسام، وذلك في حديثه عن آيالات نجد.
وأشهر بلدان سدير: المجمعة، الزلفي، الغاط، جلاجل، التويم، الداخلة، روضة سدير ، الحصون، حوطة سدير، الجنوبية، العطار، العودة، عشيرة، الخطامة، تمير، حرمة.
وقال لوريمر في كتابه عن عاصمة هذا الإقليم (المجمعة) في كتابه دليل الخليج..
هي المدينة الرئيسية ومركز الإدارة الطبيعي لمنطقة سدير في نجد.
وقال شاعر سدير إبراهيم بن جعيثن المتوفى في منتصف القرن الماضي في قصيدة يستغيث فيها ويتضرع إلى الله تعالى بأن يسقي بلدان سدير يقول:
يا الله ينو للرعد به زلايل
ينشي من القبله صدوق اخياله
سيل يعم أسدير من غير تفصيل
عقب اربعين الحول يذكر كماله
يحده الغاط والزلفي مشاميل
وأبا ذريه والوطي من اسهاله
ونواحي سدير قديماً هي:
أ- ناحية بلدان الفقي، وهي بلدان الروضة والحوطة وما حولها.
ب - ناحية منيخ، وهي المجمعة وما حولها من القرى.
ج - ناحية الزلفي والغاط.
د- ناحية تمير، وتشمل تمير وما حوله من القرى.
هـ - ثم ناحية الأرطاوية في العصر المتأخر.
هذا وينتظم سدير في الوقت الحالي ثلاث محافظات وهي:
1- محافظة المجمعة: وهي المحافظة الأم وتشمل المساحة الساحقة من المنطقة ومدنها وقراها.
2- محافظة الزلفي.
3- محافظة الغاط.
وهاتين وثيقتين من وثائق القرن الثالث عشر الهجري تشيران إلى بعض بلدان سدير: الأولى: وتتعلق ببيان خراص العيش لبلدان سدير ابتداء بالزلفي وانتهاء بتمير وهي بتاريخ 1270هـ ومصدرها من الأستاذ عبد الله بن ناصر العبيد. من أسرة العبيد وهي أسرة علمية مشهورة من جلاجل منها قاضي سدير زمن الإمام تركي بن عبد الله - عبد الله بن عبيد.
والوثيقة الثانية: تنص على بيع ملكين لأحد المواطنين على يد الشيخ محمد بن عثمان بن عيسى. وذكر حسب نص الوثيقة (الواقعتين في الزلفي والغاط من قرى سدير) وهي بتاريخ 1298هـ ومصدر هذه الوثيقة الأستاذ فائز البدراني الحربي.
المراجع:
- معجم اليمامة - الشيخ عبد الله بن خميس.
- تاريخ حسين بن غنام.
- تاريخ عثمان بن بشر.
- تاريخ إبراهيم بن عيسى.
- الزبير قبل خمسين عاماً - يوسف البسام.
- مراجع أخرى متفرقة.. أشير إلى بعضها في الموضوع.
- وثائق من القرن الثالث عشر الهجري.
الرابط : http://www.al-jazirah.com/100842/wo3d.htm
وهم من قال إن الزلفي من إقليم سدير
اطلعت على المقال المنشور في صحيفة الجزيرة في عددها رقم (12841) وتاريخ 15 ذو القعدة 1428ه في صفحة (الوراق)، والمعنون ب(منطقة سدير) لكاتبه حمود بن عبدالعزيز المزيني.
حيث تضمن المقال الكثير من النقولات التي حاول كاتبها إيماءة إلى الخلط المعلوماتي البعيد عن أبسط أدوات البحث العلمي التاريخي الدقيق مقرراً نهجاً جديداً في محاولة لفرض افتراضات بعيدة كل البعد عن الاستدلال الممنهج بانتقال من الشواهد الجزئية التي أطلقها البعض إلى الحكم الكحلي. ونعرف ما الهدف من ورائها في إعطاء استقراء تام بردود أفعال دون وجود أي قدر من التوثيق أو الارتباط بين معلومة وأخرى. وصولاً إلى تعميمات تفاعل معها وكأنه جاء ب(اكتشاف) أو (فتح) جديد لمعلومات لم تكن معروفة من قبل. إلا أنني أريد أن أهمس في أذنيه بأن هنالك متلقياً واعياً حصيف يميز ويمايز بين الغث والسمين.
وتبقى الحقائق متجردة وواضحة بل موثوقة مهما تجاذبتها الأهواء، والتجرد من الأهواء وسيلة الباحث الأمين المؤرخ للسيطرة على الواقع وفهم الحقائق الثابتة. ولعلك تعيد النظر فيما كتبت وتعيد قراءة تاريخ نجد بعامة وإقليم سدير بخاصة، ليست قراءة عابرة بل متجردة وبحس واع ينشد الحقيقة ويعرضها ويحللها بدقة ووضوح وبنمط تفكيري متفتح.
والمصادر التاريخية المحلية حافلة بكم كبير من المعلومات عن إقليم سدير وبلداته وإماراته وأسره وأحوالها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعملية والدينية.
وفي فترات متعاقبة في حال الضعف والقوة لتخرج برؤية عامة لا عن اتجاه ميول شخصي وحقيقة واحدة لا تريد أن تخرج عن دائرتها المغلقة في تقديم المعلومة إثر المعلومة الخاطئة لإثبات أن (المجمعة) هي المحافظة الأم والعاصمة للمنطقة والقاعدة وتشمل المساحة الساحقة على حد تعبير الكاتب. ولم تراعِ توجيهات خادم الحرمين الشريفين بنبذ القبلية والمناطقية.. الخ، والنظر إلى المصالح العليا للوطن.
ومن هنا اسمح لي أن أتناول معك بعضاً مما ورد في مقالك.
أولاً: عنونت المقال ب(منطقة سدير) وأنا حسب اطلاعي المتواضع لا أعلم أن هنالك منطقة بهذا الاسم لا في التاريخ القديم ولا المعاصر ولا بد من تسمية الأشياء بأسمائها المجردة. ومناطق المملكة (13منطقة) حسب ما نص عليه نظام المناطق بموجب المرسوم ذو الرقم 1-92 والتاريخ 27-8-1412ه وهي مناطق (الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية وعسير وجازان والحدود الشمالية والقصيم وحائل وتبوك ونجران والجوف) فقط وكاتب المقال كرر ذكر (منطقة) سدير في مقاله (9 مرات)!! لإثبات أنها منطقة.
ثانياً: جميع المصادر والمراجع والوثائق التاريخية التي تكلمت عن تاريخ نجد وسدير لم تحمل لفظ (منطقة)، بل لفظ (إقليم) أو (ناحية) أو (أهل) أو (مدن) فتقول إقليم سدير ونواحي سدير وأهل سدير أو مدن سدير عدا بعض المراجع المتأخرة أو إيماءات لبعض المستشرقين الذين ليس لديهم معرفة بالتاريخ المحلي وجغرافية الأقاليم حتى كتابة الأسماء تأتي بأخطاء شائعة وهذا لا يؤخذ به.
ثالثاً: يذهب الكاتب إلى تحديد إقليم سدير في مقاله ويأخذ رأياً أحادياً يخدم رأيه وهدفه.. والمعروف حسب قراءتي المتواصلة للتاريخ المحلي بمصادره ومراجعه ومخطوطاته ووثائقه بأنه لا يمكن الوصول إلى تحديد محدد ودقيق لذلك الإقليم نتيجة لتعدد الآراء التي نقلها إلينا المؤرخون والباحثون وما أثبت لا يعد أكثر من كونه إشارات حول حدود إقليم سدير، وللدلالة على ذلك ارجع إلى المصادر التالية:
1- حسين بن غنام (تاريخ نجد).
2- عثمان بن بشر (عنوان نجد).
3- عبدالكريم غربية (قيام الدولة السعودية).
4- محمود شاكر (شبه الجزيرة العربية) (نجد).
5- حافظ وهيه (جزيرة العرب).
6- عمر رضا كحالة (جغرافية شبه جزيرة العربة).
7- محمود شكري الآلوسي (تاريخ نجد).
وكل واحد من هؤلاء له رأي في تحديد إقليم سدير.
رابعاً: وهم كبير حينما يضمن كاتب المقال (الزلفي) بالتبعية لإقليم سدير حيث نجده يقول في مقاله (ونواحي سدير قديماً هي: ناحية الزلفي) ثم يؤكد تلك المعلومة الخاطئة بقوله ويضم سدير في الوقت الحالي ثلاث محافظات هي:
1- محافظة المجمعة وهي المحافظة الأم وتشمل المساحة الساحقة من المنطقة ومدنها وقراها.
2- محافظة الزلفي.
3- محافظة الغاط.
ولي هنا أكثر من وقفة مع هذا الخلط غير المبرر بالزج بمعلومات غير صحيحة لا أدري ما مصدره فيها.
الوقفة الأولى: لو قرأ الكاتب التاريخ الذي تكلم عن بلدان (إقليم سدير) لتبين له وبما لا يدع مجالاً للشك أن (الزلفي) ليست داخلة ضمن حدود إقليم سدير لا جغرافياً ولا إدارياً؛فالزلفي محافظة (فئة أ) تابعة لمنطقة الرياض إدارياً، وللتأكد من صحة قولي انظر على سبيل المثال لا الحصر المصادر التاريخية التالية:
1- مؤلف مجهول (لمع الشهاب) ص49.
2- مقبل بن عبدالعزيز الذكير (مسودة تاريخ لم يصدر لها اسم).
3- منطقة سدير في عهد الدولة السعودية الأولى (دراسة تاريخية للدكتور عبدالله بن إبراهيم التركي) ص30.
4- أطلس العالم النسخة البريطانية لترى الأم.
الوقفة الثانية أن الزلفي تأتي دائماً عند الإشارة لها باسمها المجرد فلم نقرأ في أي مصدر تاريخي إشارة تقول (الزلفي من سدير). بل يأتي اسمها مجرداً فيقال بلد (الزلفي) أو (أهل الزلفي) أو (إقليم الزلفي).
أو تأتي بوار المعية فيقال (سدير والزلفي) أو بلدان سدير والزلفي وهذا يعطي دلالة واضحة ومنذ القدم على أن الزلفي ليست تابعة لإقليم سدير البتة.
والوقفة الثالثة.. يذكر كاتب المقال أن نواحي سدير في الوقت الحالي (3 محطات) ذاكراً من ضمنها الزلفي.. وناسياً أو متناسياً بأن إقليم سدير هو المعروف بوادي الفقي المعروف حدوده.
ثم يستدرك ويقول بلدان سدير (ثم يورد أسماءها) على الرغم من قدمها حيث كان ظور بعضها ما بين القرن الثاني والثامن الهجري حتى أواخر القرن الحادي عشر، بل كان بعضها موجوداً منذ العصر الجاهلي على هيئة قرى عامرة، ثم اندثرت فأعيدت عمارتها وهي أقدم من (المجمعة) التي لم يبدأ بناؤها وعمرانها إلا في عام (820هـ) على يد عبدالله الشمري.
خامساً: ومن الأخطاء التي احتواها المقال عندما يورد (وادي مرخ) و(روضة السبلة) من أودية ومنتزهات سدير. وهو بذلك لا يترك بقية لغيره في عرض المعلومات وترجيحها بأمانة النقل والتثبت؛ إذ إن لديه قدرة في (الخلط) وتغيير الحقائق لإثباتها (فروضة السبلة) و(وادي مرخ) هي داخلة ضمن نطاق محافظة الزلفي. لهم فيها حق الاختصاص يزرعونها بعليا وعضدون عشبها ويرعون ماشيتهم بها، وهي أفضل منتزه لهم زمن الربيع، وهي أكبر الرياض، ومعروفة بحدودها من الشرق رمل (الضويحي) ومن الشمال رمال (الثويرات) ومن الغرب قفا (طويق) ومنحدراته مما يلي الزلفي ومن الجنوب قفاف (سمار وديعان) الشمالية، ويدفع في هذه الروضة من نلقاء الجنوب الغرب (وادي مرخ) وهو من أكبر أودية تلك الجهة. ولك أن تدقق في حدود تلك الروضة لتقف عند حد القناعة بأنها ليست منتزهات سدير ولا وادي مرخ من أوديته.
سادساً: أما فيما يتعلق بالوثيقة المنتشورة في بيان خرص عيش (الدير) والتي تم تحويرها إلى كلمة (السدير) استقراءً وكتابة، فالكلمة حسب منطوقها في الوثيقة (الدير) وعددها حسب نص الوثيقة (18) (ديرة) وهي الزلفي والخيس والرويضة والمجمعة وحرمه وجلجل والتويم والداخلة والروضة والحصون والحوطة والجنوبية والجنيفي والعطار والعودة وعشيرة والخطامة وتمير.
وسبق أن نشر هذا التحوير في مجلة العرب في عددها (ج1، 2، س 43 رجب وشعبان 1428هـ). والمؤرخة: أي الوثيقة في سنة 1270هـ وذلك لإثبات أن الزلفي من إقليم سدير.. وسدير لدى المؤرخين معروف باسم وادي الفقي ومعروفة حدوده.
سابعاً: يفتقد المقال إلى المصدرية في إيراد أي معلومة ويعتمد الخلط الواضح الباين دون (التنصيص) وذكر المصدر أو المرجع الذي استقطب منه المعلومة واكتفى كاتب المقال بذكر خمسة مراجع في نهاية المقال.
ثامناً: محافظة الزلفي تحتل وبما لا يدع مجالاً للشك المركز الثاني بالنسبة إلى أكثر المحافظات التابعة لمنطقة الرياض؛ إذ تأتي بعد محافظة الخرج، وذلك من حيث عدد السكان؛ إذ يقدر عدد سكانها بـ80 ألف نسمة وتتضاعف في الإجازات والأعياد وتمثل انعطافاً سكانياً مميزاً؛ فهي ليست القصيم بثقله وعمقه الزراعي والسكاني، وليست من سدير إلى الجنوب منها نبوياته ومراكزه الحضرية المتبعثرة بين الشعاب والجبال إذ بين هذا وذاك بؤرة حضرية متقدمة وعنصر جذب للمستثمر والسائح، وتنبع أهمية موقعها الإستراتيجي من أنها تقع على طرق مهمة لطريق الرياض- القصيم- الكويت- المدينة المنورة، وغنية بماضيها التليد وحاضرها المشرق. كما أنها ترتبط بالطريق الذي يربطها بالأرطاوية- حفر الباطن، وهو جزء من طريق عملاق يربط حدودنا الشرقية بحدودنا الغربية، مروراً بالمنطقة الوسطى وبالذات منطقة القصيم وحائل وبقية المناطق الأخرى، كما أن له أهميته بالنسبة إلى الحجاج القادمين للحج والعمرة من دول الخليج، وهو يشهد ازدحاماً كثيفاً طوال العام، وكان لهذا الطريق أهميته الحيوية إبان أزمة الكويت حتى تم تحريرها.
كما تنبع أهمية الموقع أيضاً من وجود المياه العذبة الدائمة ومخزونها الجوفي والأرض الخصبة الصالحة للزراعة والمناطر الطبيعية الخلابة؛ لذا انتشرت المزارع في أنحائها كافة والتي تزيد على (5000 مزرعة)، وبها العديد من المراكز التجارية التي يتسوق بها سكان المراكز والمحافظات المجاورة، ولعل زيارة سمو أمير منطقة الرياض الخيرة يوم الجمعة 28 شوال 1428هـ وتدشينه 17 مشروعاً تنموياً وخيرياً قيمته مليار ريال وارتياحه وثناءه على ما رآه من تقدم ورقي وازدهار للمحافظة، حيث رأى البون الشاسع بين زيارته الأولى في يوم الجمعة 24-3-1392هـ أي بعد مرور 37 عاماً بين الزيارتين ولعل التبرعات غير المسبوقة التي قدمها الأهالي كعادتهم في كل موقف وخلال 15 دقيقة والتي افتتحها سموه بمبلغ مليوني ريال حتى انهالت التبرعات لتصل إلى أكثر من 46 مليوناً وما زالت التبرعات تنهال مما يعطي صورة مشرقة ومشرفة لأبناء الزلفي البررة وكما صورهم شاعرهم بأبيات:
قاموا الجماعة جمع الله شملهم
بالهمة اللي ما لها مثيل
تسابقوا بالمال والمال عندهم
لا جت مواجيب الكثير قليل
وكما قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز:
(أما أهل الزلفي فما رأيت عليهم إلا المحبة والأخوة والوفاء لدينهم ووطنهم ودولتهم، وتلك همة يقررها الأهالي، حيث الكرم والمروءات التي تتوالى منذ القدم حتى يومنا هذا، وللزلفي المحافظة أن تحتل مكانة مرموقة وتأخذ نصيبها من المشاريع التنموية التي تستحقها وإلا فهي البلد الصناعي الأول برجاله ورؤوس المال المستثمرة من رجال الأعمال من أبناء المحافظة ولعل النماذج الحية التي رآها سمو أمير منطقة الرياض أكبر شاهد على ما أقول فهي المؤهلة لقيام المنطقة الصناعية وتملك معايير المناطق الصناعية).
المصدر: http://archive.al-jazirah.com.sa/2007jaz/dec/30/wo4.htm