تقع عشيرة سدير في الجزء الشمالي الغربي من مدينة الرياض على بعد 130 كم،ويحمل مخرجها الرقم 12 في ترتيب المخارج على طريق الرياض – سدير – القصيم السريع، ولها الإحداثيات الجغرافية التالية:
N 025 35 334 E 045 47 267
بعثها الفضول من بني لام من طيء.
وتعتبر عشيرة سدير بوابة إقليم سدير للقادم إليه من جهة الشرق والجنوب، وهي من أقدم بلدان المنطقة تتربع على هضبة مرتفعة تطل على ملتقى مجموعة أودية أبرزها وادي أبا المياه ووادي الودي مما اكسبها القوة والمنعة علاوة على امتلاك الأراضي الخصبة.
ولأخذ فكرة بسيطة عن تاريخها الاجتماعي والاقتصادي نورد ماذكره الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى (1270 - 1343هـ) في مجموعه المخطوط الذي سجل فيه إحصائيات بالبلدان النجدية والمسافات بينها وعدد الرجال القادرين على حمل السلاح في المعارك وذلك سنة 1320هـ، حيث ذكر بأن عدد الرجال القادرين على حمل السلاح في عشيرة سدير 250 رجلاً، مما يعطي صورة تقريبية بعدد السكان في ذلك الوقت.
وكذلك ما ذكره المؤلف البريطاني لوريمر المتوفى عام 1914م- 1331هـ في كتابه «دليل الخليج» الذي يتكون من عدة مجلدات تاريخية وجغرافية، نورد ما قاله عن عشيرة سدير قبل مائة عام: «الموقع/ على المنخفض الذي يشكل رافداً على الضفة اليسرى للعتش. الطبيعة/ تتكون من 150 منزلاً والمنازل مبنية من الطين فوق تل يشرف على مزارع النخيل ونصف سكان هذه القرية القادرون من الناحية الجسمية في الوقت الحاضر في الكويت أو البصرة للبحث عن عمل، ثم يذكر بعض الأشياء وهي: وتوجد بها مزارع نخيل كثيرة ولكن لا توجد أشجار فواكه، وتزرع الحبوب العادية والبرسيم والشمام والبطيخ، وعمق الآبار من 6 - 14 قامة ولكنها تجف في بعض الأحيان وتسبب هجر القرية، وتقدر الحيوانات فيها بمائتي جمل ومائة رأس من الماشية إلى جانب الخراف والماعز...».
وقد حظيت عشيرة سدير باهتمام من ولاة الأمر، فقد زارها الملك سعود (رحمه الله) في أوائل السبعينات الهجرية ضمن زيارة عامة لمنطقة سدير، وقد وثّق الشاعر متعب بن دخيل الدخيل (رحمه الله) من أهالي عشيرة هذه الزيارة بقصيدة طويلة نذكر منها بعض الأبيات، حيث قال:
مرحبا حي الملك يوم جا عقب المغـيـب يـوم جـا لديـارنا نـوّرت خـدّانـهـا يا هلا يا مرحبا عد ما يومي العـسـيباحـمـدالله يوم جـا للبلـد سـلـطانـها
طـاب فالي عقب ماجا عسى عمره يطيب المـلك من فـضـل ربي على برهـانـها يـوم طـبْ المجمعة حدّر سـدير الشعيب كــل مـنهم راكـز(ن) للملك صـيوانها يا ولـد عبدالعزيز اسـمع الفن العـجيب كـل عين ريـفـها نـظـرةً لأوطـانـها الحـدود مأمّـنه كـل شاة هـي وذيـب ما يعيل أحد(ن) على أحد(ن) هب شيطانها
ولعشيرة سدير موقعها الجغرافي المتميز والمتوسط بين مجموعة من الأودية والشعاب والرياض. والذي جعل لها العديد من المفالي والمنتزهات، فمن أهم معالم ومفالي ومنتزهات عشيرة سدير الآتي:
1- قـارة خـزة: جبل بارز ململم أسمر،في الجانب الشرقي من عشيرة، يقع في براح من الأرض يبرزه ويجعله يرى من بعد، جنوبه العتك ومدافع أودية سدير وشمال غربه العبلة وشرقه سهول الملتهبة. يوجد في أعلاه آثار قديمة وبقايا أبنية حجرية، ويعتبر من أهم المعالم البارزة في عشيرة سدير. وقد تغنى به شعراء عشيرة، منهم الشاعر إبراهيم بن هديب آل عشري (1285-1325 هـ) في إحدى قصائده عندما قال : طالعت خزة كثير الطرادي ذيبها يلقى العشا في جريره
والشاعر علي بن عثمان آل خميس (1300-1365 هـ) عندما قال: لي ديـرةً بالبيـع مغـلا ثمنهـا في خاطري يرجح لها كل ميزان شـرقيهـا خـزة وقبلـي وطنهـا وادٍ يسمـى بالمسايـل وديــان
2- قارة بـلـيـبـيـل: جبل فارد شاخص في صحراء الملتهبة شمال بطن العتك وفي الجهة الشرقية من عشيرة.
3- الـقـارة: وهي البلدة القديمة وتقع على هضبة مرتفعة تطل على ملتقى مجموعة أودية أبرزها وادي أبا المياه ووادي الودي، وتقع شمال غرب المخطط الجديد.
4- وادي أبا المياه ( وادي المياه): من أشهر أودية سدير وأكبرها، يتكون أول ما يتكون من عدة شعاب فوق جلاجل وهي الجزر والسمّاري ووادي السّلم ووادي النخل وعنقود والقُعيّر، وكل منها له روافد. وبعد أن يتكون من هذه الشعاب يجتاز جلاجل ثم يمر بالتويم إلى عشيرة جاعلاً القارة يمينه، ثم يلتقي أخيراً مع وادي الفقي في مفائض ورياض.
5- شعيب الـودي: والودي تصغير للوادي، يتكون في أعلاه من تجمع للمياه في الفايج والعميا (من مفالي عشيرة شمال غرب عنها)، يجتاز نخيل الودي (المسماة باسمه) وبعد أن يملأها يفضي إلى وادي أبا المياه جاعلاً القارة يمينه.
6- العـبـلـة: وهي اسم لكل أرض منبسطة ظاهرة، تجللها حجارة صغيرة بيضاء في الغالب (مرو)، تقع في الجانب الشرقي من عشيرة، ويحدها من الجنوب وادي أبا المياه ومن الشرق جبال المجزل.
7- روضة عشيرة: تقع غرب جبل خزة وإلى الجنوب الشرقي من عشيرة، ويسيل بها وادي عشيرة (أبا المياه)، وهي روضة كبيرة وخصبة يكثر فيها شجر العشر، وهي مَـبْـعل لأهل عشيرة.
8- روضة ابن فوزان: نسبة إلى عبدالله بن فوزان ابن عشري (1170 – 1228 هـ) تقريباً، تقع جنوب الديرة بالقرب من روضة عشيرة، يلتقي بها سيل واديي وراط و سدير بـأبا المياه، وهي من مباعل أهل عشيرة.
9- روضة المشراة ( الذّبحا): روضة كبيرة مشهورة تقع جنوب عشيرة، يسيل بها وادي وراط وسدير وشعاب العتك، وهي أيضاً مَـبْـعل لأهل عشيرة.
10- رياض العُـبَـيْـد: رياض منقادة متجاورة تقع بين طريق سدير وبين جبل خـزة جنوبيه، وسميت رياض العبيد بجبل هنالك أسود يقع شمال عشيرة يسمى هكذا كعادة العرب يسمون كل جبل أسود مفرد عبيداً. يسيل في هذه الرياض العتك ووادي العودة وما حول ذلك.
11- شعيب أبا القلات: شعيب واسع يكثر فيه شجر الحرمل، يقع في الجنوب الغربي من عشيرة للمار مع الطريق القديم باتجاه الجنوب وتوجد في أعلاه مجموعة من مصاب المياه المعروفة ( بالقلات)، يفضي سيله إلى شعيب العودة ومنه إلى أبا المياه، وهو مَـبْـعل لأهل عشيرة.
12- شعيب الـلـبـيـب: منتزه واسع شرقي عشيرة في العبلة، يزدان بالنباتات الجميلة في فصل الربيع وبه بعض أشجار الطلح، يفضي إلى أبا المياه، وهو مَـبْـعل لأهل عشيرة.
13- شعيب الـعـنـيّـب: وادي رملي وسيع وجميل في أعلى جبل العبيد شرقي عشيرة في العبلة، وبه شجرة العنيّب المشهورة.
14- غار أبو قاطور: شمال عشيرة، فيه مجمع للمياه لا يجف على مدار العام، يقصده المتنزهون لصيد الطيور – ومنها الحجل – التي ترد إليه للشرب من مائه والاحتماء بظله من حرارة الصيف الحارقة.
15- غار مقحم: في الجنوب الغربي من عشيرة، بالقرب من شعيب أبا القلات يقصده المتنزهون في فصل الشتاء لدفئه.
16- غار دبـيـس: في الجنوب الغربي من عشيرة، وهناك شعيب مسمى باسمه، يقصده المتنزهون في فصل الصيف والربيع لبرودته.
17 - وبَـص: من مفالي عشيرة، يقع في الجنوب الغربي منها، بالقرب من غار مقحم، سمي بهذا الاسم لأن به حجارة برّاقة، فإذا لمع البرق وبصت أي لمعت.
18 مناخ البعجة نسبة إلى البعجة من الفضول .
وتحظى عشيرة سدير في الوقت الحاضر بالرعاية الكريمة من لدن حكومتنا الرشيدة حيث يتوفر بها جميع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والهاتف والجوال والرعاية الصحية وغيرها.
و من الدوائر الحكومية المتوفرة:
1- مركز عشيرة سدير. 2- المدارس الحكومية للبنين والبنات. 3- مركز صحي عشيرة. 4- مركز الهلال الأحمر. 5- مكتب بريد عشيرة. 6- الجمعية التعاونية بعشيرة سدير. 7- جمعية البر الخيرية بعشيرة سدير. 8- مركز التدريب التربوي التابع لإدارة التعليم بالمجمعة.
وتعيش عشيرة سدير حالياً نهضة عمرانية وتجارية شاملة ويتوقع لها مستقبل زاهر حيث تقع على الخط السريع الممتد من الرياض إلى منطقة سدير والقصيم وحائل ثم المدينة المنورة، كما يتفرع منه طريق لحفر الباطن من محافظة المجمعة مما يجعلها تحظى بموقع استراتيجي وخصوصاً أن الصناعية المُقر إقامتها بمنطقة سدير لا يفصلها عن عشيرة سدير سوى الطريق السريع مما ينبئ بمستقبل زاهر بإذن الله تعالى .