→ قوله: (ومن لم يتوق النفي والتشبيه، زل ولم يصب التنزيه) | شرح العقيدة الطحاوية المؤلف: ابن أبي العز الحنفي |
قوله: ( وتعالى عن الحدود والغايات) ← |
قوله: (فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية) |
فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية، منعوت بنعوت الفردانية، ليس في معناه أحد من البرية
شرح: يشير الشيخ رحمه الله إلى تنزيه الرب تعالى بالذي هو وصفه كما وصف نفسه نفياً وإثباتاً. وكلام الشيخ مأخوذ من معنى سورة الإخلاص. فقوله: موصوف بصفات الوحدانية. مأخوذ من قوله تعالى: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ } [1].
وقوله: منعوت بنعوت الفردانية. من قوله تعالى: { اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } [2].
وقوله: ليس في معناه أحد من البرية من قوله تعالى: ولم يكن له كفواً أحد. وهو أيضاً مؤكد لما تقدم من إثبات الصفات ونفي التشبيه. والوصف والنعت مترادفان، وقيل: متقاربان. فالوصف للذات، والنعت للفعل، وكذلك الوحدانية والفردانية. وقيل في الفرق بينهما: إن الوحدانية للذات، والفردانية للصفات، فهو تعالى موحد في ذاته، منفرد بصفاته.
وهذا المعنى حق ولم ينازع فيه أحد، ولكن في اللفظ نوع تكرير. وللشيخ نظير هذا التكرير في مواضع من العقيدة، وهو بالخطب والأدعية أشبه منه بالعقائد، والتسجيع بالخطب أليق. و ليس كمثله شيء. أكمل في التنزيه من قوله: ليس في معناه أحد من البرية.
هامش