→ قوله ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم | شرح العقيدة الطحاوية المؤلف: ابن أبي العز الحنفي |
قوله ولا نصدق كاهناً ولا عرافاً ولا من يدعي شيئاً يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة ← |
قوله ونؤمن بأشراط الساعة |
من خروج الدجال ، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء ، ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها ، وخروج دابة الأرض من موضعها .
شرح : عن عوف بن مالك الأشجعي ، قال : أتيت النبي ﷺ في غزوة تبوك ، وهو في قبة من أدم ، فقال : اعدد ستاً بين يدي الساعة : موتي ، ثم فتح بيت المقدس ، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً ، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر ، فيغدرون ، فيأتونكم تحت ثمانين غاية ، تحت كل غاية إثنا عشر ألفاً . وروي راية ، بالراء والغين ، وهما بمعنى . رواه البخاري و أبو داود و ابن ماجه و الطبراني . وعن حذيفة بن أسيد ، قال : اطلع النبي ﷺ علينا ونحن نتذاكر الساعة ، فقال : ما تذاكرون ؟ قالوا : نذكر الساعة ، فقال : إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات ، فذكر : الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى بن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم . رواه مسلم ، وفي الصحيحين ، واللفظ للبخاري ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : ذكر الدجال عند النبي ﷺ ، فقال : إن الله لا يخفى عليكم ، إن الله ليس بأعور ، وأشار بيده إلى عينه ، وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى ، كأن عينة عنبة طافية . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ﷺ : ما من نبي إلا وأنذر قومه الأعور الدجال ، ألا إنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور ، ومكتوب بين عينيه ك ف ر ، فسره في رواية : أي كافر . وروى البخاري وغيره ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ﷺ : والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ، حتى تكون السجدة خيراً من الدنيا وما فيها . ثم يقول أبو هريرة : اقرؤوا إن شئتم : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ، ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً . وأحاديث الدجال ، وعيسى بن مريم عليه السلام ، ينزل من السماء ويقتله ، ويخرج يأجوج ومأجوج في أيامه بعد قتله الدجال ، فيهلكهم الله أجمعين في ليلة واحدة ببركة دعائه عليهم : ويضيق هذا المختصر عن بسطها .
وأما خروج الدابة وطلوع الشمس من المغرب - فقال تعالى : وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون . وقال تعالى : هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا إنا منتظرون . وروى البخاري عند تفسير الآية ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ﷺ : لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا رآها الناس آمن من عليها ، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل . وروى مسلم ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : حفظت من رسول الله ﷺ حديثاً لم أنسه بعد ، سمعت رسول الله ﷺ يقول : إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى ، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا . أي أول الآيات التي ليست مألوفة ، وإن كان الدجال ونزول عيسى عليه السلام من السماء قبل ذلك ، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج ، كل ذلك أمور مألوفة ، لأنهم بشر ، مشاهدة مثلهم مألوفة ، وأما خروج الدابة بشكل غريب غير مألوف ، ثم مخاطبتها الناس ووسمها إياهم بالإيمان أو الكفر فأمر خارج عن مجاري العادات . وذلك أول الآيات الأرضية ، كما أن طلوع الشمس من مغربها ، على خلاف عادتها المألوفة - أول الآيات السماوية. وقد أفرد الناس في أحاديث أشراط الساعة مصنفات مشهورة ، يضيق على بسطها هذا المختصر .