الرئيسيةبحث

الموسيقى الشائعة ( Popular music )



الموسيقى الشائعةالموسيقى التي يتذوقها ويطرب لها عامة الناس. ويُستعمل لفظ الموسيقى الشائعة للتمييز بين هذا النوع من الموسيقى والموسيقى الكلاسيكية أو التقليدية، التي تُدرَس كنوع من الفن المعقد، الذي تؤديه الآلات المنفردة، أو الألحان الوترية أوالمعزوفات الكبرى وغيرها. وقد اتخذت بعض المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية موسيقى شائعة، وهي التي ظهرت في عدة أشكال منها الروك والصول والريجاي. وتتسم كل حِقبة زمنية بموسيقاها الشائعة المميزة.

سمات الموسيقى الشائعة:

تتكون معظم الموسيقى الشائعة من أغان ذات ألحان قوية ومتميزة ومناسبة للكلمات التي تُعرف بالشعر الغنائي. وتتناول هذه الأغاني أو الشعر الغنائي موضوعات كثيرة يصف معظمها قصص الحب والهيام، كما يحتج بعضها على الظلم الاجتماعي، أو يصور أوضاعًا معينة. وعمومًا تتجاوب هذه الغناء بذكاء أو بتأثر أو بغضب مع أحداث الحياة اليومية. ويعكس بعضها أنواع الرقص أو الأزياء أو الألعاب في المجتمع.

فالأغاني الشائعة سجل اجتماعي يعكس تاريخ الأمة، على الرغم من أن هدفها الأول هو الترويح.

تطور الموسيقى الشائعة:

يظل تاريخ وابتكار الموسيقى الشائعة غير معروف حتى اليوم، ولكن المعروف هو أن المؤلف الموسيقي عادةً يضع الموسيقى التي تناسب العصر الذي يعيش فيه، أو تعكس حدثاً تاريخياً معيناً أو بدعة أو رقصة شائعة. ففي القرن السادس عشر الميلادي ظهرت أغنية جرين سليفز أي الأكمام الخضراء، التي شاع أن كاتبها كان الملك هنري الثالث.

وفي القرن السابع عشر الميلادي أخذ المستوطنون الذين أبحروا إلى أمريكا معهم كثيرًا من الأغاني الشائعة ولا سيما الأناشيد الدينية. وكان كتاب الأغاني الدينية الذي صدر عام 1640م هو أول كِتاب يُنشَر في أمريكا. وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ألف الأمريكيون أغنية يانكي دودل التي كانت أول أغنية شائعة في أمريكا.

وفي بداية القرن التاسع عشر الميلادي بدأ الناس يتعرفون على المغنين الشعبيين، ويربطون أسماءهم بأغانٍ وألحان شائعة معينة.

وأشْتُهِرت في هذا القرن أغاني البيانو الشائعة في بريطانيا بكلمات ألفرد تينسون وستيفن كولنز فوستر، كما ظهرت مارشات الجيش الأمريكي. وشاعت أغاني الزنوج الأمريكيين قبل الحرب الأمريكية، التي كان يصحبها ارتداء الأقنعة السوداء تشبهاً بالزنوج. ومن هذه الأغاني أغاني ستيفن فوستر وأغاني رعاة البقر.

وفي القرن التاسع عشر الميلادي أثرت عوامل عديدة في تطور الموسيقى الشائعة. ومن تلك العوامل التسجيلات الإلكترونية والمذياع والأفلام الناطقة والإعلام الموسيقي العريض خلال عشرينيات القرن العشرين.

وقد أثرت الحربان العالميتان الأولى والثانية في الموسيقى الشائعة ؛ وذلك من خلال أغاني العسكريين الحماسية والعاطفية.

ثم انتشرت في أمريكا وإنجلترا الأغاني الشائعة، ولمعت خلالها أسماء كثيرة. كما شهد القرن العشرون الميلادي بداية موسيقى العروض المسرحية أو الأفلام السينمائية الهزلية التي تجمع بين الرقص والغناء خلال الأداء والمحادثة. ومن أشهر العروض الموسيقية التي ظهرت في ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي في بريطانيا كاتس (القطط) للكاتب أندرو لويد ويبر. وأصبح مصطلح موسيقى البوب صفة للموسيقى الرائجة وسط الشباب، التي تشمل أنماطًا متباينة من الأنغام وأغاني الزنوج الحزينة والروك آند رول، والديسكو، والعصر الجديد. واشتهر من المغنين إلفيس برسلي الأمريكي وآخرون.

وفي بداية النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي بدأت أغاني الروح تتطور، ومن أشهر مغنيها ستيف وندر، وظهرت فرقة الخنافس في ستينيات القرن الميلادي في ليفربول بإنجلترا مستعملين الآلات الإلكترونية، وكانت فرقتهم تتكون من خمسة أعضاء. ومازالت هذه الموسيقى الشائعة مفضلة ومتجددة في أوساط الشباب في أمريكا وأوروبا، بل في كل أنحاء العالم.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية