الرئيسيةبحث

الباليه ( Ballet )



الباليه فن أدائي يستخدم حركات الجسم الإنساني للتعبير عن الانفعالات المختلفة كالغضب والخوف والغيرة والفرح والحزن. وتُطلق كلمة باليه على اللون الكلاسيكي الذي ابتدعه الفرنسيون أثناء القرن السابع عشر الميلادي وأيضًا على الباليه الحديث المختلف الإيقاع والملابس. كما يُطلق أيضًا على المسرحيات الهزلية الموسيقية التي تجمع بين فنون الأداء المسرحي والرقص والغناء والموسيقى وإن كان التعبير عن طريق حركات الجسم ـ أي الرقص ـ الخاصة هو أهم تلك العناصر جميعًا، وتصاحب كلّ ذلك الملابس والأزياء الخاصة التي يراعى في تصميمها حرية الحركة دون عوائق. وفي العصور الحديثة طورت كل دولة كبرى أسلوبها الخاص بفن الباليه، فالباليه الأمريكي مثلاً يتسم بالسرعة والحيوية، بينما يميل الباليه الروسي إلى قوة الأداء والإبهار. أما الباليه الفرنسي فيميل إلى الأناقة والجمال. وقد أتاح ارتباط فن الباليه بالمدرسة الفرنسية منذ بداياته الأولى سيطرة مفردات اللغة الفرنسية الخاصة بذلك الفن على اللغات المختلفة. وهذا يفسر سر انتشار المفردات الفرنسية داخل مدارس الباليه المختلفة. ★ تَصَفح: مصطلحات تستخدم في الباليه في نهاية المقالة.

نبذة تاريخية

البدايات:

ظهرت البدايات الأولى لفن الباليه في القرن الخامس عشر الميلادي في إيطاليا خلال النهضة. وقد ساعد على ظهور ذلك الفن ؛ أن الشعوب بدأت في عصر النهضة تظهر اهتمامًا أكثر بالفنون والعلوم. أدى ازدهار التجارة في هذا العصر إلى ثراء أمراء الدول الإيطالية في فلورنسا وغيرها من المدن، وهو ثراء ترتب عليه تنافس هؤلاء الأمراء في رعاية الفنون والآداب، بالرغم من توقّف الفنون في تلك الدول عند حد الهواية. وحينما تزوجت إحدى أميرات البيت الحاكم في فلورنسا وهي كاثرين ميدتشي من ملك فرنسا عام 1547م، قامت بإدخال فنون الإمتاع التي نشأت عليها إلى بلاط ملك فرنسا، بل أحضرت معها من إيطاليا موسيقيًا موهوبًا هو بلثازار بوجي للإشراف على تقديم تلك العروض. والواقع أن مؤرخي فن الباليه يعتبرون أحد أعمال ذلك الموسيقِي وهي أوبرا الراين أول باليه بمعنى الكلمة. وقد أدى نجاح العرض آنذاك إلى محاكاته في عدد كبير من بلاطات ملوك أوروبا.

الصدارة الفرنسية:

أصّلت أوبرا الراين الهزلية مكانة باريس باعتبارها عاصمة الباليه في العالم، وزاد من هذه المكانة الكبيرة تشجيع الملك لويس الرابع عشر ـ الذي تولى السلطة في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر الميلاديين ـ هذا الفن، فأنشأ الأكاديمية الملكية للرقص عام 1661م لإعداد الراقصين المحترفين لتقديم العروض في البلاط الملكي وقصور النبلاء. فكان افتتاح تلك الأكاديمية آنذاك بداية عصر الاحتراف بعد أن توفرت للفنانين إمكانات أضخم بكثير من اتخاذه هواية. وسرعان ما انتشرت فِرق الباليه المنافسة في بلدان أوروبية أخرى، وكانت أبرز تلك الفرق، الفرقة الإمبراطورية الروسية للباليه في سانت بطرسبرج التي تأسست عام 1738م. وبمرور الوقت وازدياد المهارات الفنية تحول فنانو الباليه إلى تقديم عروضهم في المسارح العامة أمام الجمهور العادي.

الباليه الرومانسي:

كان المؤلفون والمعدّون للباليه في السابق يأخذون مادتهم القصصية من الأساطير اليونانية القديمة. لكن مع بداية القرن التاسع عشر الميلادي بدأ الناس يرفضون الأساطير القديمة والأبطال الأسطوريين، خصوصًا أن العصر الرومانسي في الأدب بدأ يركز على عالم الخيال والأحلام والبلاد البعيدة هروبًا من الواقع. ومن أشهر مصممي رقصات الباليه في الفترة الرومانسية فيليوتا جليوني الإيطالي.

الباليه الروسي:

ظلت باريس عاصمة للباليه على مستوى العالم حتى السنوات الأولى من القرن التاسع عشر الميلادي، ثم حدث أن انتقل عدد كبير من الفنانين والفنانات من الراقصين ومصممي الرقصات ممن تلقوا تدريبهم في باريس إلى عواصم أوروبية، ومن أبرز هؤلاء ماريوس بتيبا الذي انضم إلى الفرقة الإمبراطورية الروسية للباليه (فرقة باليه كيروف الآن) في سانت بطرسبرج، وسرعان ما نجح بتصميمه لرقصات الجمال النائم وبحيرة البجع في العقد الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي فجعل من مدينة سانت بطرسبرج العاصمة الجديدة للباليه في العالم.

تنظيم رقصات الباليه:

قد يستوحي مصمم الرقصات فكرة الباليه من قصة أو رواية أو مسرحية أو مقطوعة موسيقية أو لوحة فنية، ثم يبدأ بتصميم الرقصات بما يتفق مع الشخصيات والأحداث. وتأتي الموسيقى في المرتبة الثانية بعد الرقصات، وقد يستخدم المصمم موسيقى موجودة بالفعل وهو الاتجاه الغالب في عروض الباليه لأنها أقل جهدًا وأقل تكلفة. وقد يتطلب الأمر تأليف موسيقى تتفق مع العروض.

وفيما يختص بالزينة والرسومات (الديكور) فإن مسرح الباليه ذو طبيعة تختلف عن طبيعة الديكور المسرحي التقليدي إذ إن عرض الباليه يحتاج إلى أكبر مساحة ممكنة توفر للراقصين حرية الحركة، ولماكانت محاولات تقديم زينات واقعية مجسَّمة تتنافى مع ذلك المطلب الأساسي لأنها تحتل الشطر الأكبر من خشبة المسرح، فإن مصمم ديكور عروض الباليه يلجأ إلى اللوحات المرسومة على ستائر خلفية. وفي العصر الحديث يتجه الديكور إلى الاستغناء حتى عن اللوحات المرسومة والاعتماد على المؤثرات الموحية بالمشهد عن طريق استخدام قطع أو مناظر مفردة منتقاة بعناية للإيحاء بالمشهد أو الحالة المزاجية العامة. ومن أجل ذلك فإنه يتم استخدام الإمكانات الحديثة للإضاءة المسرحية إلى أقصى حد ممكن.

الملابس:

تحدد الحركة على خشبة المسرح كمية الملابس ونوعيتها. وكلما كانت خفيفة، تمتع الراقص بقدر أكبر من حرية الحركة والتعبير.


مصطلحات تستخدم في الباليه

آتيتيود: وضع تكون فيه ساق المؤدّي مرفوعة ومثنية إلى الأمام أو الخلف.
آربيسك: هو وضع يقوم فيه الراقص بمد أحد رجليه للخلف مع استقامة الركبة.
الأوضاع الخمسة للقدمين: هي حركات متفق عليها.
إينتريكات: هي وثبة إلى أعلى يقوم الراقص أثناءها بثني الساقين للأمام والخلف بسرعة.
باليرينا: هي الراقصة الأولى في العرض.
تنظيم الرقصات: هو خطة حركات راقص الباليه.
تيرنو: هو وضع أساسي تمتد فيه الساقان إلى الجانبين من مفصل الورك.
جيت: هي وثبة في أي اتجاه بكلتا القدمين إلى قدم واحدة.
الدوران: هو دورة كاملة في الهواء يؤديها الراقص بعد الوثب إلى أعلى.
دورة كاملة: هي دورة كاملة على قدم واحدة.
ديفرتسمينت: هي مجموعة من الرقصات تهدف إلى إظهار البراعة في الأداء لكنها لا تتصل بحبكة الباليه.
راقص: راقص الباليه الذكر.
رقصة مزدوجة: هي رقصة يشترك فيها اثنان.
عارضة التدريب: هي قضيب خشبي مثبت في جدار صالة التدريبات يمسك به الراقصون أثناء التدريبات.
على الأطراف: أي فوق أطراف القدم.
لابونيشن: نظام تم تطويره في العشرينيات من القرن العشرين الميلادي لكتابة أو تسجيل الحركة.
مجموعة الراقصين: هي مجموعة الراقصين يؤدون معًا.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية