الرئيسيةبحث

كوريا ( Korea )



سيؤول العاصمة وكبرى مدن كوريا الجنوبية وتمثل المركز الثقافي والاقتصادي والتعلىمي لتلك الدولة. ومنذ منتصف خمسينيات القرن العشرين، نمت سيؤول كمدينة حديثة يعج وسطها بالنشاط وتنتشر بها المباني العالية ذات الطابع الغربي.
كوريا منطقة تقع في شرقي آسيا وتتكون من دولتين إحداهما كوريا الجنوبية وعاصمتها وأكبر مدنها سيؤول. أما الدولة الأخرى، فهي جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وتسمى بكوريا الشمالية وبيونج يانج عاصمتها وأكبر مدنها. تحكم كوريا الشمالية حكومة شيوعية بينما تتخذ كوريا الجنوبية موقفاً شديد العداء للشيوعية.

تقع كوريا الشمالية والجنوبية في شبه الجزيرة الكورية التي تمتد إلى الجنوب من الجزء الشمالي الشرقي للصين. تغطي كوريا الشمالية النصف الشمالي لشبه الجزيرة بينما تحتل كوريا الجنوبية النصف الجنوبي. مساحة كوريا الشمالية أكبر بقليل من مساحة كوريا الجنوبية إلا أن عدد سكان كوريا الجنوبية يفوق ضعفي عدد سكان كوريا الشمالية.

وتمتد السهول على طول السواحل الغربية والشمالية والشمالية الشرقية والجنوبية لكوريا، بينما تغطي الجبال معظم ما تبقى من الأراضي الكورية. ويعيش معظم الشعب الكوري، إلى حد بعيد، في السهول الساحلية أو على أودية الأنهار.

وكان الاقتصاد الكوري حتى الخمسينيات من القرن العشرين قائماً على الزراعة حيث كانت الغالبية العظمى من الكوريين تعمل في الزراعة. وقامت الدولتان الكوريتان منذ ذلك التاريخ ببذل جهود خاصة لتطوير صناعتيهما. وصارت الصناعة نتيجة لذلك، أكثر أهمية من الزراعة في كوريا الشمالية وأكثر أهمية من ذلك بكثير في كوريا الجنوبية. وتبلغ نسبة الذين يعملون في الزراعة الآن، في الكوريتين، أقل من نصف السكان. وإضافة إلى ذلك، فقد ساعدت التنمية الصناعية كوريا الجنوبية على تحقيق أحد أسرع معدلات النمو الاقتصادي في العالم.

أحكم الشيوعيون سيطرتهم على الشمال في عام 1945م. وفي عام 1950م، غزت جيوش كوريا الشمالية كوريا الجنوبية. وقد تسبب هذا الغزو في اشتعال الحرب الكورية التي كانت جزءاً من صراعات الحرب الباردة بين الأمم الشيوعية وغير الشيوعية. وأيدت أقطار الأمم المتحدة غير الشيوعية ـ الولايات المتحدة بصفة رئيسية ـ كوريا الجنوبية. بينما ساندت الصين واتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية (السابق) ـ وهما دولتان شيوعيتان ـ كوريا الشمالية. وانتهت الحرب في عام 1953م. إلا أن أيا من الجانبين لم يحقق انتصاراً كاملاً ولم يتم، أبدًا، التوقيع على أي اتفاقية سلام دائمة. وللحصول على معلومات أكثر عن هذه الحرب، ★ تَصَفح: الحرب الكورية.

نظام الحكم

أيقونة تكبير خريطة كوريا

كوريا الجنوبية:

ُتَعدُّ كوريا الجنوبية جمهورية بمقتضى دستورها الذي ينص على انتخاب قادة الحكومة الوطنية بواسطة الشعب. كما ينص على ضمان الحريات مثل حرية الصحافة والأديان. إلا أنه في استطاعة الحكومة تقييد الحريات.

الحكومة الوطنية. رئيس كوريا الجنوبية هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة في آن واحد. وينتخب الشعب الرئيس لولاية مدتها خمس سنوات ولا يمكن إعادة انتخابه مرة أخرى. كما يقوم الرئيس بتعيين وزير أول، يقوم بتسيير دفة الحكم، وما بين 15 إلى 30 عضوًا من أعضاء مجلس الدولة يتولون رئاسة دوائر الحكومة.

يتكون المجلس التشريعي لكوريا الجنوبية (الجمعية الوطنية) من 299 عضواً. ويختار الناخبون أعضاء الجمعية الوطنية لفترة قدرها أربع سنوات. كما يحق للكوريين الجنوبيين الذين بلغوا سن العشرين أو ما فوق ذلك التصويت فى الانتخابات.

الحكم المحلي. تنقسم كوريا الجنوبية إلى تسع محافظات، وخمس مدن هى: إنشون، كوانجو، بوسان، سيؤول، تاييجو. وتُعَدُّ هذه المدن بمثابة محافظات. تنقسم كل محافظة إلى نوعين من أنواع وحدات الحكم وهي 1- المدن التي يبلغ حجم سكانها أكثر من 50,000 نسمة 2- المقاطعات. كان الرئيس يقوم بتعيين العُمَد وحُكّام المحافظات وشاغلي الوظائف العليا من المسؤولين المحليين. وبعد عام 1995م شُغلت هذه الوظائف بالانتخاب.

المحاكم. تتكون المحكمة العليا، التي هي أعلى محكمة في كوريا الجنوبية من رئيس للقضاة، وعدد من القضاة يصل إلى 12 قاضيًا. ويعين رئيس الدولة رئيس القضاة، كما يعين أيضاً الأعضاء الآخرين في المحكمة بناء على توجيه من رئيس القضاة. وتحدد مدة الخدمة لجميع القضاة بخمس سنوات. وتوجد في كوريا الجنوبية ثلاث محاكم للاستئناف تفصل في الاستئنافات المرفوعة ضد قرارات محاكم المقاطعات العشر.

النظام السياسي. يُعَدُّ حزب كوريا الجديدة أقوى حزب سياسي في كوريا الجنوبية، حيث يشغل أعضاؤه من مقاعد الجمعية الوطنية أكثر مما يشغله أي حزب آخر، كما يشغلون معظم مناصب الحكومة القومية الأخرى. وقد تم تكوينه ممن هجروا الحزب الديمقراطي الليبرالي والأحزاب الديمقراطية الأخرى عام 1992م. وحزبا المعارضة الرئيسيان هما المؤتمر الوطني للسياسة الجديدة والحزب الليبرالي الديمقراطي المتحد.

القوات المسلحة. تمتلك كوريا الجنوبية أحد أكبر الجيوش في العالم يضم مايقارب 520,000 فرد. وقد أسس الجنوب هذه القوة الكبيرة بسبب التهديد الذي يمثله الصراع مع كوريا الشمالية. كما تملك كوريا الجنوبية قواتٍ بحرية تضم 60,000 فردٍ وقواتٍ جوية تقدر بنحو 50,000 فرد. وتستطيع الحكومة تجنيد الرجال من سن 17 إلى 30 لمدة تتراوح بين 26 و30 شهرًا. كما يمكن للنساء الانضمام للقوات المسلحة على أساس تَطوُّعي وينتظم نحو 3,5 مليون مواطن في فرق الدفاع المدني.

بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية التي دمرت تمامًا أثناء الحرب الكورية، إلا أنه قد أعيد بناؤها مرة أخرى.

كوريا الشمالية:

يضع دستور كوريا الشمالية السلطة السياسية في يد الشعب. إلا أن السلطة السياسية الفعلية في يد الحزب الشيوعي لكوريا الشمالية (حزب العمال الكوري). وينتسب لهذا الحزب 11% فقط من أفراد الشعب. وعلى الرغم من ذلك، فإنَّ الحزب هو الذي يضع قوانين البلاد ويقوم باختيار جميع المرشحين للانتخابات. ويجب أن يحظى جميع الذين يتم تعيينهم في المناصب العامة بموافقة الحزب، وينص الدستور على حرية الصحافة وحرية الدين وحرية الكلام، إلا أن الشيوعيين يقيدون هذه الحريات لضمان سيطرتهم على البلاد. ومن الناحية الرسمية فإن لكوريا الشمالية أحزاباً سياسية أخرى إلا أنها لا تعارض السياسات التي يرسمها حزب العمال الكوري.

الحكومة الوطنية. يرأسها رئيس الجمهورية. وأقوى أجهزة الدولة في كوريا الشمالية هي اللجان المركزية للشعب. وهذه اللجان تتفاوت في حجمها ولكنها تكون في حدود 20 عضواً في العادة للجنة الواحدة. وينتخب المجلس التشريعي لكوريا الشمالية، وهو مجلس الشعب الأعلى، أعضاء اللجان. إلا أن هؤلاء المسؤولين، الذين هم جميعاً أعضاء بارزون في الحزب الشيوعي، إنما يتولُّون المناصب في اللجنة المركزية للشعب بسبب مراكزهم في الحزب.

يتكون المجلس التشريعي من 687 عضواً ينتخبهم الشعب لفترة أربع سنوات، ويُعَدُّ بمقتضى الدستور أعلى سلطة حكومية في كوريا الشمالية، لكن قوته ضعيفة ويجتمع لفترة أسبوع أو أسبوعين فقط في العام ويعمل وفقاً لرغبات الحزب الشيوعي.

الحكم المحلي. تنقسم كوريا الشمالية إلى تسع محافظات، كما أن أربع مدن بعينها وهي: تشونجكنج، هامهونج، كايسونغ، بيونج يانج تتمتع أيضاً بوضع المحافظات. وتشمل التقسيمات السياسية الصغرى: المدن، والمقاطعات، والبلدان، والقرى، والمستوطنات العمالية. وينتخب المواطنون في كل قسم من الأقسام مجلساً للشعب يقوم بإدارة شؤون الحكم المحلي.

المحاكم. تُُعَدُّ المحكمة المركزية أعلى محكمة في كوريا الشمالية ويتم اختيار قضاتها بوساطة الحزب الشيوعي وينتخبهم مجلس الشعب الأعلى. كما تشمل المحاكم الأخرى في كوريا الشمالية محاكم المحافظات ومحاكم الشعب.

القوات المسلحة. تتكون من جيش قوامه مليون فرد وقوات جوية قوامها 80,000 فرد، وقوات احتياط قوامها 500,000 فرد، وقوات بحرية قوامها 40,000 فرد تقريباً، بالإضافة إلى قوات مليشيا محلية تفوق ستة ملايين فرد، ويقوم أفرادها بخدمة عسكرية جزئية، وتقوم الحكومة بتجنيد الرجال الذين هم في سن تتراوح بين 20 و 25 سنة للعمل في الخدمة العسكرية ،حيث تكون مدتهم في الجيش خمس سنوات، وفي القوات الجوية والبحرية ثلاث أو أربع سنوات.

السكان

أسرة كورية جنوبية تتمتع بنزهة خلوية بمناسبة الاحتفالات السنوية بقدوم فصل الخريف (تشوسوك). وهذا الاحتفال (تشوسوك) الذي يسمونه أيضاً مهرجان القمر يتم قرب نهاية سبتمبر. ويتم ذلك الاحتفال ببداية الحصاد في الخريف الذي يعَدُّ وقتاً مناسباً لأداء صلوات الشكر. وأفراد هذه الأسرة يقومون بالتنزه بالقرب من قبور أسلافهم، وهم بذلك يبدون الاحترام لأجدادهم في موسم صلاة الشكر.

عدد السكان:

يبلغ عدد السكان في كوريا الجنوبية نحو 47,149,000 نسمة، وكوريا الشمالية نحو 21,935,000 نسمة، ويعيش ما يقارب 79 % من سكان كوريا الجنوبية و59% من سكان كوريا الشمالية في المدن الكبرى والصغرى.

هناك نحو 12 مدينة كورية جنوبية يبلغ عدد سكانها مايفوق 400,000 نسمة. أكبر مدينة هي سيؤول ويبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة. بينما يبلغ عدد سكان بوسان وهي ثانية أكبر مدينة 3,798,113 نسمة. كما أن هناك خمس مدن في كوريا الشمالية يبلغ عدد سكانها مايفوق 400,000 نسمة . وأكبر مدينة هي بيونج يانج التي يبلغ عدد سكانها 2,639,448 نسمة.

الملابس:

اكتسبت أساليب الزيّ الغربي شعبية في كوريا الجنوبية وبالذات في المدن. إلا أن العديد من الناس في الريف وبعض المدن مازالوا يرتدون الأزياء التقليدية، وتميل النسوة إلى ارتداء الأزياء التقليدية الملونة أكثر مما يفعل الرجال. وتصنع معظم الملابس التقليدية من القطن. والأزياء التقليدية للنساء تتكون من تنورة كاملة تتدلى إلى أسفل الركبة إضافة إلى سترة ضيقة. كما يرتدي الرجال سراويل واسعة وقمصانًا وسترات.

وما زال الكثير من الكوريين الشماليين يرتدون الملابس التقليدية، إلا أن معظمهم يرتدي ملابس عادية أشبه بالزي النظامي. ومثل هؤلاء الناس يشترون ملابسهم من المحلات التي تملكها الدولة أو يحصلون عليها مجاناً من الدولة. ولكن الكثير من الناس في المدن يلبسون الأزياء ذات الطابع الغربي.

الإسكان:

تم بناء الكثير من الشقق السكنية في مبان شاهقة الارتفاع. والكثير من المباني حديثة في سيؤول والمدن الكبيرة الأخرى في كوريا الجنوبية، إلا أن معظم المساكن في الجنوب، وبالذات في المناطق الريفية، تتكون من مبان تقليدية ذات طابق أرضي تم تشييدها بالطوب المصنوع محلياً أو من الكتل الإسمنتية.

قبل تقسيم كوريا، كانت معظم المنازل في الشمال مثل نمط المنازل في الجنوب، إلا أن الشيوعيين في الشمال شيدوا شققًا في شكل مجمعات سكنية في المزارع الجماعية في الريف. ويعيش معظم سكان المدن في كوريا الشمالية في شقق ذات غرفة واحدة أو غرفتين تم بناؤها بعد التقسيم، وقليل من سكان المدن عدا كبار المسؤولين الحكوميين، هم الذين يملكون منازل. تتمتع جميع المنازل في كوريا الشمالية تقريبًا بخدمة الكهرباء.

الطعام:

الطعام الرئيسي لمعظم الكوريين هو الأرز. ومن الأطعمة الشائعة الأخرى: الشعير، السمك، وبعض الفواكه مثل التفاح والخوخ والكمثرى، وبعض الخضراوات مثل الفاصوليا والبطاطس والبطاطا الحلوة. وتُعَدُّ وجبة الـكيمتشي من أكثر الوجبات شعبية بعد الأرز، وهي خليط من الكرنب الصيني والبصل والفجل الأبيض وعدد من البهارات الأخرى مع البهارات الحارة جداً. ويعتبر استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان قليلاً إلا أنه في ازدياد مستمر.

اللغة:

تُعَدُّ اللغة الكورية اللغة الرسمية لكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية. كما أن نحو نصف كلمات اللغة الكورية من اللغة الصينية. إلا أن قواعد اللغة الكورية تشبه قواعد اللغة اليابانية. وتتكون الألفبائية في اللغة الكورية التي تسمى هانغول من 24 حرفًا. ويستخدم الكوريون الجنوبيون بعض الرموز الصينية في كتابتهم إلى جانب الهانغول بينما يستخدم الشماليون الهانغول فقط.

التعليم في كوريا متاح تقريبًا لكل الأطفال وكل الكوريين يتلقون على الأقل تعليمًا ابتدائيًا وثانويًا. في الصورة فصل في مدرسة ابتدائية في كوريا الجنوبية.

التعليم:

بذلت الكوريتان منذ أواخر الأربعينيات من القرن العشرين جهودًا خاصةً من أجل إصلاح النُّظم التعليمية الخاصة بهما. ونتيجة لذلك، ارتفعت نسبة الكوريين القادرين على القراءة والكتابة من أقل من 50% في منتصف الأربعينيات إلى أكثر من 90% في أوائل التسعينيات من القرن العشرين. وتقدم الحكومة والطلاب المتطوعون فصولاً خاصة بتعليم القراءة والكتابة للكبار.

كوريا الجنوبية. تلزم قوانين كوريا الجنوبية جميع الأطفال بإتمام المرحلة الابتدائية في التعليم التي تشمل التلاميذ حتى سن 11 سنة. ويجب على الآباء التكفل بجزء من تكلفة تعليم أبنائهم، إلا أنه على الرغم من تلك التكلفة، يتمكن جميع التلاميذ تقريباً من إكمال المرحلة الابتدائية.

وينقل الطالب الكوري الجنوبي بعد إكمال الدراسة الابتدائية إلى المدرسة المتوسطة ( في سن 12-14سنة) ثم إلى المدرسة الثانوية ( سن 15-17سنة) وترتفع تكلفة التعليم بعد المدرسة الابتدائية. ولكن يتمكن مايقارب 75% من الأطفال (في سن 12-17سنة) من مواصلة الدراسة. ويبدأ التدريب المهني الذي يعد الطلاب للوظائف الصناعية في المدارس المتوسطة ويستمر عبر جميع مراحل التعليم العليا.

ويمكن لخريجي المدارس العليا المؤهلين الالتحاق بأي من الكليات المدرسية بكوريا الجنوبية البالغ عددها أكثر من 250كلية. وتقدِّم هذه المدارس تدريباً في مجموعة واسعة من الموضوعات. ويبلغ عدد الطلاب الملتحقين بالجامعات والكليات والكليات الصغرى في كوريا الجنوبية أكثر من مليون طالب.

كوريا الشمالية. تلزم حكومة كوريا الشمالية الأطفال بالدراسة في المدارس لفترة 11 عاماً بما فيها سنة واحدة لمرحلة ما قبل المدرسة. وتدفع الدولة جميع نفقات التعليم. ولكن على الطلاب أن يعملوا للدولة جزءاً من فصل الصيف.

والسن المحدَّدة للمدرسة الابتدائية في كوريا الشمالية تتراوح بين ست وتسع سنوات، والمدرسة المتوسطة بين 10 و 15 سنة. ولابد للطلاب من الحصول على موافقة الحزب الشيوعي لمواصلة التعليم بعد مرحلة المدرسة المتوسطة. ويلتحق الذين يستمرون في التعليم بمدرسة عليا مدتها سنتان، أو مدرسة فنية مدتها ثلاث أو أربع سنوات تقدم تدريباً في الهندسة والوظائف العلمية.

لكوريا الشمالية جامعة واحدة وهي جامعة كيم إل سونج في بيونج يانج، وأكثر من 200 كلية متخصصة. وتقدم كل كلية تدريباً في مجال من مجالات التخصص مثل الزراعة والهندسة والطب أو التعليم.

توفر الحكومة مدارس للتعليم المسائي للكبار، ومدارس للتدريب في المصانع ودورات عن طريق المراسلة للعمال.

الدين:

تسمح حكومة كوريا الجنوبية بحرية الأديان بصورة مطلقة بينما لا تشجع نظيرتها في الشمال الأديان نظراً لتعارضها مع التعاليم الشيوعية.

الفنون:

تطورت الفنون الكورية القديمة تحت تأثير الفنون الصينية وتأثير التعاليم البوذية والكونفوشية، وتمثلت الموضوعات الشعبية لهذه الفنون في حب الطبيعة، واحترام التعلم والولاء للملك. وتشمل أوسع الأشكال الفنية ممارسة الموسيقى والشعر وأعمال الخزف والنحت والرسم.

في كوريا الشمالية تسيطر الحكومة على مسار العمل الفني وتمنع الأعمال الفنية التي تتعارض مع المبادئ الشيوعية وتشجع الفنانين على إظهارهم لتأييد سياسات الحزب الشيوعي من خلال أعمالهم الفنية. بينما يتمتع فنانو كوريا الجنوبية بحرية أكبر حيث يتناولون الموضوعات التقليدية في أعمالهم كما يتعاملون مع الأشكال العديدة للفنون الغربية.

السطح

تمتد شبه الجزيرة الكورية إلى الجنوب من الجزء الشمالي الشرقي للصين. ويبلغ طولها نحو 1,080كم وأكبر اتساع لها 515كم. كما يبلغ طول الخط الساحلي نحو 2388كم، تقع 3,000 جزيرة ـ تكوِّن جزءًا من كوريا، بعيداً عن السواحل الجنوبية والغربية لشبه الجزيرة. وتغطي شبه الجزيرة والجزر المذكورة مساحة إجمالية تبلغ 220,284كم². ويفصل بحر اليابان، الواقع شرق شبه الجزيرة والجزر، بين كوريا واليابان. كمايقع البحر الأصفر إلى الغرب من كوريا، ومضيق كوريا إلى جنوبها.

وتشتمل كوريا على ستة أقاليم رئيسية وهي: 1- السهل الشمالي الغربي 2- الجبال الشمالية 3- المنخفضات الساحلية الشرقية 4- الجبال الوسطى 5- السهل الجنوبي 6- السهل الجنوبي الغربي.

قرية زراعية في كوريا الجنوبية تتكون من مجموعة منازل صغيرة زاهية الألوان، وحقول . معظم أراضي كوريا الجنوبية الزراعية يملكها القطاع الخاص ، وكثير من المزارعين الذين يعيشون بالقرب من البحر يزيدون دخلهم من صيد السمك.

السهل الشمالي الغربي:

يمتد على طول الساحل الغربي لكوريا الشمالية بكامله. وتقسم التلال المنحدرة المنطقة إلى سلسلة من السهول العريضة المنبسطة. ويشتمل السهل الشمالي الغربي على معظم الأرض الزراعية لكوريا الشمالية. كما تقع في المنطقة أيضًا المراكز الصناعية الرئيسية لكوريا الشمالية بما في ذلك بيونج يانج. كما يعيش ما يقارب نصف سكان كوريا الشمالية في هذه المنطقة.

الجبال الشمالية:

تقع شرقي السهل الشمالي الغربي وتغطي تقريبًا كل المنطقة الوسطى لكوريا الشمالية. ويتكون معظم الإقليم من جبال تغطيها الغابات. وتمثل هذه الجبال مصدرًا مهمًا للمعادن النفيسة ومنتجات الغابات.

جبل بايكتو أعلى جبال كوريا ويقع في منطقة الجبال الشمالية على الحدود الفاصلة بين كوريا الجنوبية والصين ويصل ارتفاعه إلى 2744م. ويجري نهر يالو أطول أنهار كوريا الشمالية من الناحية الغربية من الجبل وعلى طول الحدود لمسافة 790كم حتى البحر الأصفر، وشرقًا يُعد نهر تيومن خطًا حدوديًا يمتدد من جبل بايكتو إلى بحر اليابان ويعيش نحو ربع سكان كوريا الشمالية في منطقة الجبال الشمالية.

المنخفضات الساحلية الشرقية:

تغطِّي كل الساحل الشرقي لكوريا الشمالية تقريبًا. تتكون هذه الشريحة من الأرض التي تقع ما بين منطقة الجبال الشمالية وبحر اليابان من سلسلة من السهول الضيقة تفصل بينها تلال منخفضة. تزخر هذه السهول الضيقة بالأراضي الزراعية، ويكتسب صيد السمك أهميته نظراً لوجود البحر في المنطقة. هنالك أيضاً مناطق صناعية في الأراضي الشرقية الساحلية المنخفضة، ويعيش أكثر من ربع سكان كوريا الشمالية في هذه المنطقة الصغيرة كثيفة السكان.

الجبال الوسطى:

تمتد هذه المنطقة في كل أنحاء شرقي كوريا الجنوبية ووسطها وفي جزء صغير من جنوبي كوريا الشمالية. تغطي الغابات الجبلية معظم منطقة الجبال الوسطى بما في ذلك جزء كبير من الساحل. وتستغل أودية الأنهار وسفوح التلال وبعض الأراضي التي تقع على طول الساحل في الزراعة، كما تزخر المياه الساحلية بثروة سمكية كبيرة. يعيش أكثر من رُبْع سكان كوريا الجنوبية في منطقة الجبال الوسطى.

السهل الجنوبي الذي يمتد على طول الساحل الجنوبي لكوريا الجنوبية يُعد منطقة زراعية مهمة. ويضم سلسلة من السهول التي تفصل بينها تلال منخفضة. ويمتاز مناخ هذا السهل بأنه الأكثر اعتدالاً في كوريا، ويعيش نحو ربع سكان كوريا الجنوبية في هذه المنطقة.

السهل الجنوبي:

يغطي كل الساحل الجنوبي لكوريا الجنوبية، وتتكون هذه المنطقة الزراعية المهمة من سلسلة تفصلها تلال منخفضة، وتقع فيها بوسان وهي مركز صناعي مهم في كوريا الجنوبية. نهر ناكتونج الذي يبلغ طوله 525كم أطول أنهار كوريا الجنوبية. ويأخذ مساره عبر السهول الجنوبية من منطقة الجبال في الشمال وحتى مضيق كوريا. يعيش نحو ربع سكان كوريا الجنوبية في هذه المنطقة.


السهل الجنوبي الغربي:

يمتد هذا السهل على طول الساحل الغربي لكوريا الجنوبية بكامله تقريباً. وكمعظم باقي الساحل الكوري، فإن هذه المنطقة تتكون من تلال منحدرة وسهول مكونة منطقة زراعية. كما يضم هذا السهل المنطقة الصناعية الرئيسية الجنوبية حول مدينة سيؤول. ويعبر نهر الهان هذه المنطقة من الجبال في الشرق حتى البحر الأصفر. ويسكن حوالي نصف سكان كوريا الجنوبية هذه المنطقة.

الجزر:

هنالك أكثر من 3000 جزيرة في كوريا، ويعيش السكان في الجزر الكبيرة منها. وتُعد جزيرة شيجيو التي تقع على بُعْد 80كم جنوب شبه الجزيرة أكبر جزر كوريا، وتشغل مساحتها 1800كم². لهذه الجزيرة حكومتها المحلية بينما تخضع الجزر الأخرى لسلطة حكومات محلية داخل الأراضي الكورية. أعلى جبال كوريا الجنوبية جبل هالا ـ سان ويرتفع 1950م فوق جزيرة شيجيو.

المناخ

تسيطر الرياح الموسمية على مناخ كوريا طوال العام. وتهب هذه الرياح من الجنوب والجنوب الشرقي خلال الصيف وتحمل معها جواً حاراً رطباً، بينما تهب باردة جافة خلال الشتاء ويكون الجو بارداً.

يختلف الجو الصيفي قليلاً من منطقة إلى أخرى في أنحاء كوريا وتتراوح درجات الحرارة في شهر يوليو في المتوسط بين 21 و 27°م. وتحمي كتل الجبال الساحل الشرقي لشبه الجزيرة من الرياح الموسمية الشتوية. ونتيجة لذلك، فإن الساحل الشرقي ينعم عموماً بشتاء أكثر دفئاً من بقية مناطق كوريا. يتراوح متوسط درجات الحرارة في يناير بين 2°م في الجنوب الشرقي لكوريا و -21°م في أجزاء من منطقة الجبال الشمالية.

تتراوح كمية التساقط (وهي مجموعة من الأمطار والجليد الذائب وأشكال رطوبية أخرى) في كل أنحاء كوريا ما بين 75 و 130سم. وفي كوريا الشمالية تتراوح النسبة بين 75 و150سم سنوياً في معظم مناطقها. ويعود نصف مقدار التساقط السنوي في كوريا للأمطار الغزيرة التي تهطل في الفترة بين شهري يونيو وأغسطس. وفي معظم السنوات، يضرب إعصار التايفون مرة أو مرتين شبه الجزيرة خلال شهري يوليو وأغسطس.

الاقتصاد

الصناعة تطورت سريعاً في كل من الكوريتين الشمالية والجنوبية منذ بداية الخمسينيات من القرن العشرين. ولقد ساعد إنتاج المجمعات الصناعية مثل مصفاة البترول في كوريا الجنوبية، (على اليمين)، ومصنع الفولاذ في كوريا الشمالية (على اليسار)، اقتصاد البلدين على نموه السريع.
يشهد الاقتصاد الكوري الجنوبي والكوري الشمالي نمواً متسارعاً منذ نهاية الحرب الكورية في عام 1953م. فقبل الحرب، كان الاقتصاد يعتمد أساساً على الزراعة رغم أنه كان لدى كوريا الشمالية بعض الصناعات الخفيفة. ولكن منذ الحرب، والإنتاج الصناعي يكتسب أهمية في اقتصاد البلدين. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تطورت صناعة الخدمات مثل الاتصالات والخدمات الحكومية، والتجارة ووسائل النقل.


كوريا الجنوبية:

يبلغ إجمالي قيمة البضائع والخدمات المنتجة سنويًا في كوريا الجنوبية مايقارب 210 بلايين دولار أمريكي. تمثل هذه القيمة الإجمالية الناتج الوطني الإجمالي. يمثل الإنتاج الصناعي 32% من الناتج الوطني الإجمالي، بينما يمثل الإنتاج الزراعي 10%، أما الـ 58% المتبقية، فتأتي من أنشطة الخدمات. يوظف قطاع الزراعة نحو 20% من جملة الأيدي العاملة في كوريا الجنوبية بينما يوظف قطاع الصناعة 30% أيضاً ويعمل 50% في قطاع الخدمات.

الصناعة. تملك كوريا الجنوبية اقتصاداً صناعياً يعدّ أحد أسرع الاقتصاديات نمواً في العالم. ويمتلك القطاع الخاص كل صناعات البلاد تقريبًا. ويمثل التصنيع نسبة 75% من جملة الإنتاج الصناعي الجنوبي. وتقوم صناعات الطعام وصناعات الملابس والأحذية وصناعة النسيج باستخدام عمال أكثر مما تستخدمه أي صناعات أخرى. لقد تمكنت كوريا الجنوبية من تطوير الصناعة الثقيلة منذ الحرب الكورية وهي الآن تُعد منتجاً رئيسياً في مجالات المنتجات الكيميائية، والأسمدة، والحديد، والفولاذ، والآليات، والسفن. وفي السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، طوّرت كوريا الجنوبية إنتاج السيارات ومعدات وقطع الحاسوب والتوصيلات الكهربائية والنظارات وأجهزة التلفاز. ويشمل الإنتاج الصناعي الكوري الجنوبي تصنيع الورق، وخشب الأبلكاش والخزف الصيني والإطارات المطاطية.

الزراعة وصيد السمك. هنالك 2,000,000 مزرعة متوسط مساحتها لا تزيد على هتكار واحد إلا قليلاً. ومعظم هذه المزارع تعود ملكيتها للقطاع الخاص. ويُعَدُّ الأرز المحصول الرئيسي.

تُعَدُّ كوريا الجنوبية إحدي الدول الرائدة في مجال صيد الأسماك في العالم حيث تصطاد أنواعًا مختلفة من الأسماك منها سمك القادوح والمحار والبولوك. ويلجأ كثير من المزارعين إلى زيادة دخلهم عن طريق صيد السمك.

التجارة الخارجية. تُعَدُّ اليابان والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية الدول الشريكة الرئيسية لكوريا الجنوبية في تجارتها. وتشمل صادرات كوريا الجنوبية الأساسية: السيارات والملابس الجاهزة والأجهزة الإلكترونية والأسماك والأحذية والسفن والفولاذ والنسيج. بينما تشمل وارداتها المواد الكيميائية والنفط الخام وبعض المواد الخام الصناعية والآليات.

المواصلات. تمتلك الحكومة في كوريا الجنوبية نظاماً ممتازاً للسكك الحديدية وشبكة من الطرق حيث تربط طرق المرور السريع المدن الرئيسية. معظم سكان كوريا الجنوبية لا يمتلكون سيارات وتقوم وسائل المواصلات من السيارات العامة والقطارات بتقديم خدماتها المنتظمة. ويوجد في سيؤول نظام لقطارات الأنفاق خاص بالمسافرين داخل البلاد. ويستعمل كثير من السكان في المناطق الريفية الدراجات في تنقلاتهم القصيرة. وتقوم شركة الطيران الكورية ويملكها قطاع خاص، بخدمات السفريات العالمية بين مدن كوريا الجنوبية الرئيسية. ويوجد مطاران عالميان في كل من سيؤول وبوسان.

الاتصالات. تقوم شبكات البث الإذاعي والتلفازي، الحكومية منها والخاصة على حد سواء، بالإرسال في كل أنحاء كوريا الجنوبية. وتمتلك معظم الأسر جهاز تلفاز واستقبال إذاعي واحدًا في الأقل. وتغطي خدمات الهاتف كل البلاد بمتوسط جهاز لكل سبعة أشخاص. وتصدر في كوريا الجنوبية نحو 40 صحيفة ومجلة.

كوريا الشمالية:

يصل الناتج الوطني الإجمالي في كوريا الشمالية إلى 23 بليون دولار أمريكي في السنة حسب التقديرات. ويشكل الناتج الصناعي على الأرجح الجزء الأكبر من الناتج الوطني الإجمالي. ويستخدم قطاع الزراعة حسب التقديرات 25% من العاملين في كوريا الشمالية ويستخدم قطاع الصناعة نحو 50 % وقطاع الخدمات 25 %.

ولقد كانت كوريا الشمالية حتى عام 1950م المنطقة الصناعية الرئيسية في شبه الجزيرة ولكن كوريا الجنوبية تفوّقت عليها لاحقاً. ويوجد في كوريا الشمالية أنهار تصلح لإنتاج الطاقة الكهربائية كما أن بها بعضًا من أغنى المصادر المعدنية في شرقي آسيا.

الصناعة. يشكل إنتاج المصانع نحو 80% من الإنتاج الصناعي لكوريا الشمالية بمفهومه الواسع. وتشكل أعمال التشييد ما يقرب من 15% والتعدين أكثر من 5%. وتقوم كوريا الشمالية بتصنيع المواد الكيميائية والحديد والفولاذ والآليات والأغذية المجهزة والمنسوجات. هذه الصناعات وكل المنتجات الرئيسية الأخرى يتم صنعها في مصانع تملكها الحكومة ؛ فلا توجد صناعات للقطاع الخاص في كوريا الشمالية. تنتج المناجم الكورية الجنوبية الفحم الحجري والنحاس والذهب والرصاص وخام الحديد والفضة والمغنسيوم والقصدير والزنك والتنجستن.

الزراعة. قام الشيوعيون في كوريا الشمالية بتنظيم الأراضي الزراعية في شكل مجمعات زراعية تُعرف بالتعاونيات وهي تخضع لسيطرة الحكومة. يحصل العاملون في هذه المجمعات على جزء من المنتجات، بينما يتسلم بعضهم الآخر نصيبه نقداً. ويوجد في كوريا الشمالية نحو 3700 مزرعة جماعية تعيش في كل واحدة منها 300 أسرة. ويُعَدُّ السهل الشمالي الغربي المنطقة الزراعية الرئيسية.

الأرز المحصول الرئيسي لكوريا الشمالية، وهناك محاصيل أخرى مهمة مثل الذرة الشامية والدخن والبطاطس.

التجارة الخارجية. الدول الرئيسية المشاركة لكوريا الشمالية في تجارتها هي حسـب الأهميـة: الاتحاد السوفييتي (السابق) والصين واليابان. أهم صادرات كوريا الشمالية المعادن، وعلى رأسها النحاس وخام الحديد والرصاص والتنجستن والزنك. كما تصدر أيضاً الأرز والآليات. أما أهم واردات كوريا الشمالية، فهي السيارات والزيت الخام والقمح.

المواصلات. تعمل شبكة الخطوط الحديدية الكورية الشمالية في نقل الركاب والبضائع على الخطوط الطويلة. كما قامت كوريا الشمالية بإعداد شبكة طرق المرور بصورة كبيرة منذ منتصف الستينيات من القرن العشرين. وتعمل سيارات النقل الجماعي داخل المدن وفي الخطوط القصيرة في المناطق الريفية. إلا أنه لا توجد سيارات خاصة في كوريا الشمالية، فكل السيارات هنالك هي سيارات حكومية وتستعمل في أداء الأعمال الرسمية. ويستعمل كثير من سكان المدن الدراجات. هنالك شركة طيران كورية شمالية. ويخضع نظام النقل كله لسيطرة الحكومة.

الاتصالات. تخضع كل أجهزة الإعلام من بث إذاعي، ونشر، ووسائل أخرى لسيطرة الحكومة في كوريا الشمالية ؛ فهي تسيطر على دار الإذاعة وشبكة التلفاز ومحطات البث الإذاعى الريفية. يغطي الإرسال التلفازيّ معظم البلاد إلا أن عدداً قليلاً يمتلك أجهزة استقبال تلفاز. وتتوافر خدمات الهاتف في مدن كوريا الشمالية. وهنالك عشر صحف يومية تصدر في كوريا الشمالية.

نبذة تاريخية

السنوات الأولى:

اكتشف العلماء ما يدل على وجود سكان كانوا يقطنون الجزء الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة الكورية قبل 30,000 عام. إلا أنه لا يعرف إلا القليل عن فترات ما قبل التاريخ في المنطقة التي تعرف الآن بكوريا. ولقرون عدة سبقت ميلاد المسيح، قامت أول دولة كورية على طول نهر تيودونج بالقرب من بيونج يانج الحالية. وفي عام 108ق.م، احتلت الصين الجزء الشمالي لشبه الجزيرة وأقامت عليه أربع مقاطعات، إلا أن القبائل الكورية نجحت في استعادة ثلاث منها في عام 75ق.م. وبقيت المقاطعة الرابعة، وتسمى ليلانج، تحت السيطرة الصينية.

ومن خلال اتصالاتهم بليلانج تعلم الكوريون كثيراً من الفنون والعلوم الصينية وكثيراً من أنظمة الحكم أيضاً، واستمر هذا التأثير الصيني القوي في كوريا حتى التسعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي.

الحكم الياباني:

في عام 1910م، سيطرت اليابان سيطرة تامة على كوريا. حكم اليابانيون كوريا من أجل تحقيق مصالحهم، فكان أن سيطروا على مجال إدارة الأعمال التجارية الكورية وأنشأوا صناعات جديدة عديدة على شبه الجزيرة ووضعوها تحت السيطرة اليابانية وقامت الحكومة بالاستيلاء على كثير من الأراضي الكورية وباعتها للمستوطنين اليابانيين.

أمة مُقَسَّمة:

ظلت كوريا ترزح تحت سيطرة الحكم الياباني حتى عام 1945م عندما انهزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية. فبعد هزيمة اليابانيين، قامت القوات الأمريكية باحتلال الجزء الجنوبي لكوريا واحتلت القوات السوفييتية النصف الشمالي، وفرض كل منهما سيطرته على الجزء الذي احتله. ولمدة عامين بعد ذلك، حاولت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي (السابق)، وحكومتا الكوريتين وضع خطة لإعادة توحيد كوريا إلا أنهم فشلوا. وقامت الولايات المتحدة بطرح المسألة على الاُمم المتحدة في عام 1947م.

كانت الاُمم المتحدة تريد الإشراف على انتخابات تؤدي إلى اختيار حكومة واحدة للكوريتين إلا أن الاتحاد السوفييتي (سابقًا) رفض السماح لممثلي الأمم المتحدة بالدخول إلى كوريا الشمالية. وفي الجنوب، قام ممثلو الأمم المتحدة بالإشراف على انتخابات عام 1948م وقام المجلس الوطني بانتخاب سينجمان ري رئيساً لجمهورية كوريا التي تم إعلانها في 15 أغسطس. وفي كوريا الشمالية، أعلن الشيوعيون جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وذلك في التاسع من سبتمبر. وادعت كلتا الحكومتين تمثيلها للشعب الكوري بأكمله.

في ديسمبر عام 1948م، أعلن الاتحاد السوفييتي (السابق) أن كل قواته قد غادرت كوريا الشمالية وكذلك سحبت الولايات المتحدة آخر قوات لها في كوريا الجنوبية في منتصف عام 1949م.

قامت قوات كوريا الشمالية بغزو كوريا الجنوبية في يونيو عام 1950م واندلعت الحرب الكورية واستمر القتال حتى التوقيع على الهدنة في يوليو عام 1953م، وقد تورط في الحرب عدد من الدول الكبرى الشيوعية وغير الشيوعية.

كوريا الجنوبية:

تسبب تقسيم كوريا في ضعف اقتصاد كوريا الجنوبية وهزاله بحيث اقتصر قطاعه الصناعي على عدد محدود جدًا من مولدات الطاقة. كما زادت الحرب الكورية من مشكلات كوريا الجنوبية الاقتصادية وتسبب القتال في خراب المحاصيل الزراعية ودُمِّر العديد من المصانع.

في الخمسينيات من القرن العشرين، تزايدت حدة انتقادات أعضاء مجلس النواب الوطني لسياسات سينجمان ري، لفشله في حل مشكلات البلاد الاقتصادية وخاف من أن النواب ربما لا يعيدون انتخابه مرة أخرى عام 1952م. ولذلك قام بإجراء تعديل دستوري عن طريق المجلس الوطني، من شأنه أن يعطي الشعب حق انتخاب رئيس الجمهورية. وأعاد الناخبون انتخاب ري بغالبية كبيرة ثم أعادوا انتخابه مرة أخرى في عام 1956م. ولكن في أواخر الخمسينيات فقد ري سنده ولجأ إلى استعمال أساليب غير ديمقراطية متعنِّتة من اُجل أن يحتفظ بسيطرته على الحكومة.

وفي مارس عام 1960م، قرر ري دخول المعركة الانتخابية لفترة رابعة، ولم يجد معارضة لأن خصمه في المعركة مات قبل شهر من إجراء الانتخابات.

وبدءًا من مايو 1961م، توالت عدة حكومات على حكم كوريا الجنوبية حيث تولّى بارك تشونغ هي الحُكْم إثر انقلاب عسكري، ودعا إلى انتخابات ديمقراطية حيث فاز حزبه (الحزب الديمقراطي) بأغلبية المقاعد وتطور الاقتصاد الكوري في عهده تطورًا ملحوظًا.

اغتيل بارك على يد كيم ياي كيو رئيس الاستخبارات المركزية لكوريا الجنوبية التي تسمى الآن الوكالة الوطنية لتخطيط الأمن. وفي أكتوبر عام 1979م، تقلّد رئيس الوزراء تشوي كيوهاه منصب رئيس الدولة بالإنابة وتم انتخابه في ديسمبر بوساطة الهيئة الانتخابية رئيساً للبلاد.

استقال تشوي في أغسطس عام 1980م وانتخب تشن رئيساً للجمهورية بوساطة الهيئة الانتخابية. وفي أكتوبر، نصّ تعديل دستوري على عدم إمكانية إعادة انتخاب رئيس الجمهورية. وفي فبراير عام 1981م، أنهى تشن العمل بالأحكام العرفية ووضع جدولاً زمنياً للانتخابات ودخلها مرشحًا للرئاسة دون منافس. وفي نهاية ذلك الشهر، كسب حزبه، وهو حزب العدل الديمقراطي، غالبية المقاعد في المجلس الوطني وانتخبت الهيئة الانتخابية تشن رئيساً للجمهورية. وتظاهر العديد من الطلاب ضد تشن وطالبوا بدستور جديد أكثر ديمقراطية.

في يونيو عام 1987م، قطع تشن وعداً بأن يتم انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة بوساطة الشعب بدلاً من الهيئة الانتخابية. وتم إجراء الانتخابات المباشرة في ديسمبر، وفاز روه تاي وو، من حزب العدل الديمقراطى برئاسة الجمهورية. في عام 1990م، أعلن حزب العدل الديمقراطي تقاربًا مع حزب التوحيد الديمقراطي والحزب الديمقراطي الجمهوري الجديد لتكوين الحزب الديمقراطي الحر.

كوريا الشمالية:

ظل كيم إل سونج قائداً لكوريا الشمالية منذ تكوين الحكومة في عام 1948م. ففي عام 1946م، وحينما كانت كوريا الشمالية مازالت خاضعة للاحتلال السوفييتي (السابق)، استولت الحكومة الشيوعية على الأراضي الزراعية من أصحابها الأثرياء وأعطتها إلى فقراء المزارعين. كما استولت على معظم الصناعات، وفي الخمسينيات قامت بتنظيم الأراضي الزراعية في شكل مزارع جماعية، وأعلنت في عام 1954م أول مرحلة في خطط التنمية الاقتصادية، وركزت كوريا الشمالية على التصنيع الثقيل وقامت ببناء قوتها العسكرية وقد أثار تطويرها لبرنامجها النووي في بداية تسعينيات القرن العشرين المخاوف في الأواسط الغربية والكورية الجنوبية.

مارست حكومة كيم سلطاتها بكل شدة. وفي عام 1977م، أعلنت الحكومة أن كيم جونج الابن الأكبر لكيم إل سونج سوف يخلف أباه قائدًا بعد اعتزاله أو وفاته. وفي عام 1994م، توفي كيم وخلفه ابنه كيم جونج إل. وفي عهده تدنت الأحوال الاقتصادية وضربت مجاعة البلاد، 1997م، كان الأطفال أكثر المتضررين منها وأثرت الفيضانات ومن بعدها الجفاف في تدني الإنتاج الزراعي. ناشدت كوريا الشمالية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تقديم المساعدات لها. وفي سبتمبر 1998م، أعلن كيم جونج إل رئيساً للبلاد. يذكر أن كيم جونج كان يضطلع بواجباته بوصفه نائباً للرئيس منذ وفاة والده في عام 1994م.

العلاقات بين الكوريتين:

في عام 1967م، قامت قوات كوريا الشمالية بشن هجمات متتالية في المنطقة المنزوعة السلاح وهي منطقة محايدة، ووصلت هجماتها إلى داخل كوريا الجنوبية نفسها. وفي عام 1968م، قام نحو 30 جنديًا كورياً شمالياً من قوات الكوماندوز (الفدائيين) بالهجوم على سيؤول وحاولوا اغتيال الرئيس بارك، إلا أنهم فشلوا وتزايدت في هذه الفترات أعمال الهجوم على نطاق ضيق. طالت المناوشات الكورية الشمالية الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا. ففي يناير 1968م، استولت كوريا الشمالية على سفينة التجسس الأمريكية بويبلو في بحر اليابان. كما أسقطت في عام 1969م طائرة تابعة للبحرية الأمريكية على بعد 160كم من ساحل كوريا الشمالية.

سبب الموقف الكوري المتوتر اهتماماً عالمياً واسعاً. وفي خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، عقد ممثلو الشمال والجنوب مباحثات مابين حين وآخر كانت تهدف إلى إعادة توحيد الشطرين سلميًا، إلا أنه لم يتمخض عنها أي تقدم نحو هذا الهدف. إلا أن الطرفين أتفقا عام 1991م على قبول التعايش السلمي وعدم استخدام بعضهما القوة ضد بعض. كما اتفقت الدولتان على زيادة التبادل التجاري والاتصالات بين البلدين. ومنعت بنود أخرى في الاتفاقية الدولتين من استخدام أو حيازة الأسلحة النووية. وانضمت الكوريتان للأمم المتحدة بوصفهما دولتين منفصلتين. لم تشهد العلاقات بين الكوريتين أية تطورات تذكر ـ ما عدا اتفاقات عام 1991م ـ منذ نهاية الحرب الكورية. وفي عام 1994م، وقعت كوريا الشمالية اتفاقية مع الولايات المتحدة تعهدت فيها بوقف كل نشاطاتها النووية وأعلنت رغبتها عن أن تصبح قوة نووية.

التطورات الأخيرة في كوريا الجنوبية:

تم انتخاب كيم داي جونج رئيساً للبلاد في ديسمبر 1997م، وباشر مهام عمله في فبراير 1998م.

وفي نهاية تسعينيات القرن العشرين عانت كوريا الجنوبية أزمات اقتصادية حادة، وانهارت عملتها، وتأرجحت أسعار سوق الأوراق المالية فيها، وأفلست كثير من الشركات وانتشرت البطالة. ناشد الرئيس كيم داي جونج شعبه بتقديم مزيد من التضحيات لعبور هذه الأزمات الاقتصادية الطاحنة.

إختبر معلوماتك :

  1. متي تم تقسيم كوريا إلى شطرين؟
  2. ما المحصول الرئيسي الذي يزرع فى كوريا؟
  3. كم نسبة الذين يعملون في الزراعة في كوريا؟
  4. كم نسبة الكوريين الذين يعرفون القراءة والكتابة؟
  5. ما مناطق كوريا البرية الرئيسية؟
  6. ما الفنون الكورية الأكثر شعبية؟
  7. ما مساوئ اقتصاد كوريا الجنوبية عندما تم تقسيم البلد إلى شطرين؟
  8. كيف تغير أسلوب الحياة في كوريا منذ خمسينيات القرن العشرين؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية