تعدد الزوجات هو أن يجمع الرجل بين أكثر من زوجة في وقت واحد، تعدد الزوجات جائز في الكثير من الشرائع مثل الإسلام وبعض الطوائف المسيحية واليهودية. في حين تبيح قوانين بعض الدول تعدد الزوجات فإنه ممنوع في دول أخرى وأحيانا قد تصل العقوبة للسجن. يختلف العدد المسموح به من الزوجات من ديانة لأخرى، ففي حين يحدده الإسلام بأربع زوجات فإن بعض الديانات لا تضع حدا على عدد الزوجات مثل طائفة المورمون. يختلف انتشار تعدد الزوجات في -الديانات التي تبيحه- بحسب الثقافة العامة من دولة لأخرى، فمثلا يعد تعدد الزوجات ممارسة شائعة في دول الخليج العربي بينما هي قليلة الحدوث في دول شمال أفريقيا برغم أنه مباح قانونا.
فهرس |
ظل تعدد الزوجات وبدون حد الأربعة مسموحا به حتى العصور الوسطى حيث أصدر الحبر غرشوم الأشكنازي (960-1040م) التحريم في بداية القرن الحادي عشر. جاء التحريم في سياق الإصلاحات التي قام بها غرشوم في القوانين اليهودية والتي اتفقت عليها أكثرية المجتمعات اليهودية بما في ذلك الطوائف التي تتبع المذاهب اليهودية السفاردية (أي اليهود الذين عاشوا في البلدان الإسلامية)، ما عدا يهود اليمن. حسب تعليمات غرشوم يمكن للرجل التزوج من امرأة أخرى إذا اقتنع مائة من الحاخامين بأن الظروف تلزمه بذلك. وتكون الظروف التي يمكن إيرادها أمام الحاخامين، على سبيل المثال: رفض الزوجة غير المبرر للطلاق، غياب المرأة لمدة طويلة أو مرض تمنع منها الموافقة على الطلاق. في الدول التي تحظر قوانينها تعدد الزوجات يحترم الحاخامون اليهود القوانين المحلية ولا يسمحون بالتزوج من امرأة ثانية إذا كان مخالفة للقانون المحلي.
يذكر أن عددا من كبار المؤمنين (في الإسلام يعتبر الكثير منهم أنبياءا) مارسوا تعدد الزوجات. يعقوب تزوج امرأتين، وأكثرَ داود من النساء، وكان لسليمان ألف امرأة حسب العهد القديم. كذلك يذكر أن المرأة تمكنت من إرسال جاريتها إلى زوجها في حالة العجز عن الحمل. هكذا أرسلت سارة جاريتها هاجر إلى إبراهيم لتلد إسماعيل (سفر التكوين 16:2،3)، وأرسلت كل من ليئة وراحيل جاريتيهما زلفة وبلهة إلى يعقوب (سفر التكوين 30). في مثل هذه الحالة كان مولود الجارية يعتبر ابنا لسيدتها، كما حدث لمواليد زلفة وبلهة، أما سارة فتنكرت لإسماعيل بعد ولاداته. حسب الشرعية اليهودية لا يمكن تعليم السلوك الصالح من الكتاب المقدس مباشرة، إذ حق للمؤمنين القدماء ما لا يحق للمؤمنين في عصرنا.[بحاجة لمصدر]
تمنع الطوائف المسيحية الكبرى (الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية التقليدية) تعدد الزوجات، بينما قامت طائفة المورمون في أمريكا بالسماح به بدون أي حد من ناحية عدد الزوجات.
يبيح الأسلام تعدد الزوجات، لكن بقيود (العدل، عدم الهجر ...إلخ). فيمكن للمسلم أن يتزوج من أربع نساء لقول الله تعالى في القرآن وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ{النساء-3}
فلا تجوز الزيادة على أربع في وقت واحد ، فإذا خاف المسلم أن يظلم إذا تزوج أكثر من واحدة فإن عليه أن يكتفي بزوجة واحدة فقط.
و تطبق بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة قوانين لمنع تعدد الزوجات مثل تونس .
بعض علماء النفس الغربيين يرى أن الميل إلى التعدد فطري عند الرجل، وهناك دراسة أمريكية حديثة تقول: إن السائد لدى علماء النفس والاجتماع الغربيين هو أن الرجل يميل تكوينيا إلى تعدد الزوجات، ونظام "الزوجة الواحدة" يتعارض مع طبيعته التكوينية، وأن الرجل "خائن على طول التاريخ"، فقد اندلعت في المحافل العلمية الأمريكية أخيرا سجالات حامية حول ما إذا كانت الغيرة والعشق والجاذبية الجنسية سمات موجودة أساسا داخل المخ البشري أم أنها نتاج للثقافة والتربية.
أظهرت دراسة لأكثر من "16" ألف شخص من كل قارات الأرض، أن الرجال في أي موقع؛ عزابا كانوا أم متزوجين، يرغبون أكثر من النساء في أن يكون لهم أكثر من شريك جنسي واحد، فأتت الدراسة مؤيدة لمقولة النساء "بأن الرجال لا أمان لهم".
لكن هذه النتائج ليست صحيحة دائما، ومشكلات العلاقات العائلية في عصرنا ليست مشكلات يسيرة وسهلة بحيث يمكن حلها من خلال استفتاء أو بحث أو من خلال المؤتمرات، وعلى ذلك المستوى من الطرح الفكري لفئة معينة من البشر.
ورغم أن غالبية العلماء لا يجادلون في أن التطور قد لعب دورا في تشكيل السلوك البشري، فإن الفكرة القائلة إن النزعة نحو إقامة علاقات متعددة موجودة في تركيب دماغ الإنسان، ولذلك فإنها "طبيعية" لا يستطيع مقاومتها، حتى يتمكن من تبرير أفعاله، هذه الفكرة جوبهت بهجوم شديد من قبل بعض العلماء الذين يؤكدون على أولوية الثقافة في تشكيل السلوك الإنساني، وموجبات الخيانة يخلقها المحيط الاجتماعي في الرجل لا الطبيعة.