كتاب مرمون هو كتاب مقدس لـكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. يعتمد الكتاب على الرؤيا الملائكية التي نزلت على نبي المورمون جوزيف سميث وقد قام بنشره في عام 1830 يحتوي الكتاب على تاريخ شعبين هما شعب نافي وشعب لامان.
التفكير
لنصنع جيلا ....آخر
كل شيء قد تعلمناه في الصغر يبدأ في الظهور على كبر، ثمة أمور بديهية مغروسة فينا تكوينيا في جيناتنا تنشأ مع توجهاتنا فنعرف الاختيار عبر مؤشر فطري: ذاك صح وهذا خطأ، تربينا على قيم الدين والعرف والتقاليد.. لكن في الواقع نفتقد جانبا مهما وحساسا في بناء الشخصية وهو التفكير الصحيح أو كيف نفكر؟ الطفل ينشأ وكأن حياته مبرمجة مسبقا، هناك من يفكر عنه ويجرب له ثم يقدم له النتيجة جاهزة، عندما تعترضه مشكلة بسيطة تطرح الحلول بين يديه دون معاناة، تخبره دائما كيف يؤدي الاشياء؟ كيف يتصرف؟ نسلب منه قوته، نسلب منه النتيجة لأنها حصاد جهد الآخر وليس جهده، الام تراجع له، تحفظه، تكتب له البحث، دماغه ساكن، عقله خامل لأنه غير محفز، لا يفكر، لا يعرف كيف يسأل.. الأمور واضحة امامه، مكشوفة النتائج، ليس ثمة دافع يحرك همته ليكتشف.. ويعرف، ويغوص في المجاهيل، كل سبل الراحة متاحة امامه.. الأنترنات نالإعلام الآلي....الراديو.... الحاجة مشبعة ودماغه يستهلك ليس هناك قوة دافعة للابتكار والابداع، لا يعرف في حياته التجربة والخطأ، لهذا فعندما تصدمه العقبة على كبر يقع فريسة سهلة للمتاعب، ينهار، بينما المتمرس المقتدر الذي تركه الوالدان يسأل نفسه ويفكر كيف يجيب، وكيف يتصرف سيغير حتما اتجاه اشرعته رغم الاعاصير ويتجه الناحية السليمة لأن له عقلا دائم التفكير، دائم التحليل والاستنتاج، واعيا، متفتحا،أضف إلى الظروف الصعبة التي يعيشها هي التي تصنع الفارق وهي التي تحدد الأهداف وهي التي تصنع رجلا قويا رغم الصعاب .
لهذا يجب أن نعلم أبناءنا ان أول طريق للتفكير هو الهدف وان كل خطوة في الحياة لا بد ان تتجه ناحية هدف.. وهذا الهدف يتبرعم إلى اهداف قريبة ومتوسطة وبعيدة، والمسافات تطول وتمتد مع اتساع رقعة الهمم والعزائم، فالهدف يعطي للإنسان قوة ودافعا ونشاطا، يحفز طاقات الانسان ويستنفر كل حواسه ومداركه، المربون تركوا اولادهم في مهب الريح تتقاذفهم تيارات متناقضة لا يملكون لها دفعا لأنهم عاجزون عن التفكير والاختيار لأنهم اوعية فارغة يملى عليها دون وعي فتدخل إلى ادمغتهم شتى الافكار والمعتقدات والاهواء، والعقل الفارغ.. اناء يحتوي الغث والسمين.. ولا يمتلك الحصانة التي تصونه من عبث العابثين، سهلة استمالتهم وترويضهم بالاتجاه المرتجى. لأنه لا يعرف كيف يفكر وليس له هدف يستجمع كل قواه ليصبه في قناته،
ونلوم اولادنا على الانحرافات والتوجهات الخاطئة وهم قد نشأوا ضمن عقول هشة تفتقر إلى قوة التحليل والاختيار ليس لها منطق يسيرون عليه فجاءت قناعاتهم بواقعهم ضعيفة رافضة، كان يفترض ان تمد الام طفلها كل صباح مع فطوره اليومي بهدف قوي يتحول إلى شيء ملموس وحسي يتنفسه، يعيش لأجله، هدف يعطيه طاقة تحفيزية، هدف يوقفه صباحا بحماس ونشاط كالبوصلة يوجه مسار حياته وعلى حجم الهدف وقوته تتبلور شخصية الانسان فلو بحثت نحو مسيرة العظماء والمبدعين والناجحين لوجدت حياتهم تسير في اتجاه تصاعدي نحو هدف مضيء كنجمة ساحرة تدفعهم إلى المثابرة والاصرار، كان الهدف بالنسبة اليهم مشروع حلم، دغدغ مخيلتهم الطفولية.. فالأم تسأله بين فترة واخرى.
«ماذا تحب ان تكون في المستقبل؟» تغذي إحساسه باستمرار ليسأل ما الشيء الجيد في حياتي؟ ماذا بقي لأفعل؟
نمو مستمر وتفكير مشتعل واهتمامات بناءة وتقييم لكل خطوة.. شخصية متنامية تصعد نحو التكامل ولا تقف عند محطة استهلاكية تنطفئ بسرعة والهدف يعزز ثقة الانسان بنفسه ويرفع تقديره لذاته فمهما خسر المعارك والجولات لا يقبل الهزيمة بل يعتبرها تجربة مثمرة، تؤتي اكلها في الخطوة اللاحقة، وتكسبه المزيد من الاسلحة النفسية لمواجهة تحديات اكبر.
الموسوعة البريطانيةالمختصرة