مصطلح الأنجليكان و(الكنيسة الأنجليكانية) (من القرون الوسطى اللاتينية ecclesia Anglicana معناه: الكنيسة الانجليزيه) يستخدم لوصف الناس والمؤسسات والكنائس فضلا عن التقاليد الدينية والطقوسيه والمفاهيم المتقدمه التى انشئت في كنيسة إنجلترا الانجليكانية و الكنائس الانجليكانية المستمرة (أي الجماعات المنتسبه لمجموعة من الكنائس المستقلة التي انفصلت عن الاتحاد الانغليكاني نتيجة للاختلافات المذهبيه والطقسية مع مختلف الدول). في بعض اجزاء العالم ، تعرف الانجلكانية بالاسقفيه. الايمان الانغليكاني هو واحد من أكبر العقائد البروتستانتية.الكنيسة الانغليكانية تعتبر نفسها جزءا من الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسوليه، كما وان البعض منهم يعتبرون كينستهم كاثوليكيه وتم اصلاحها.
لبعض المؤمنين بهذه العقيدة ، فهي تمثل الكاثوليكيه غير البابويه ،للاخرين تعتبر بروتستانتية بدون اي شخص مهيمن مثل لوثر وكالفين ، نوكس ، أو يسلي. ولكن كثير من الانغليكانيين يهتمون بالهوية الذاتية ويعتبرونها تمثل مزيج من الاثنين. المشاركة الواسعه هي بشكل لاهوتي وأحيانا متباينة الانتماء بين الثمانيه والثلاثين محافظة الذين يتواصلون مع رئيس اساقفة كانتربري. الانغليكانيية هي من أكبر الطوائف المسيحيه في العالم ، و فيها حوالى 73 مليون عضو.[1]
الانجليكانيون تقليديا يؤرخون نشأة كنيستهم في انكلترا إلى أول كبراء اساقفة كانتربري ، القديس اوغسطين في نهاية القرن السادس .لكن المصادر في مجلس الكنيسة تمتد إلى أبعد من ذلك، بعد ان اكتسبت المسيحيه أول موطئ قدم لها اثناء الاحتلال الروماني قبل القرن الخامس وربما منذ القرن الاول. أول شهيد مسيحي سجل في بريطانيا هو القديس ألبان ، الذي يُعتقد انه عاش في اوائل القرن الرابع ، وله أهمية في هاغيوغرافية الانغليكان تتجلى في عدد من كنائس الابرشيه الذي كان راع لها. الانجليكانيون الايرلنديون هم ايضا يحددون أصولهم إلى فترة تأسيس القديس الراعي (القديس باتريك) لايرلندا المسيحيه، وهو بريطاني روماني جاء قبل المسيحيه الانجلوسكسونية. الانجليكانيون ينظرون إلى السلتيه المسيحيه على انها سبّاقة لكنيستهم ،أي منذ اعادة تأسيس المسيحيه في اوائل القرن السادس وقد جاءت عن طريق المبشرين الايرلنديين والاسكتلنديين وخاصة القديس باتريك ، والقديس كولومبا. [2]
فبينما يعترف الانجليكانيون بأنهم نبذوا السلطة البابويه على يد هنري الثامن وتحولوا إلى كنيسة إنجلترا القائمة ككيان مستقل ،فإنهم لا يزالون يؤكدون على استمراريه الكنيسة الحالية مع كنيسة ما قبل الاصلاح. بغض النظر عن العادات والصلوات الخاصة (مثل طقوس ساروم)، الا ان الآلية التنظيمية لكنيسة إنجلترا كانت قد وضعت في زمن سينود من هرتفورد عامي 672-673 عندما استطاع مجلس الاساقفة لاول مرة من العمل كشخص واحد تحت قيادة رئيس اساقفة كانتربري.
إن اثر قانون هنري لضبط العمل في الاستئناف (1533) ، واعمال السيادة (1534) كان لمجرد اعلان بان التاج الانكليزي هو "اعلى سلطة على الارض لكنيسة انكلترا، سميت Anglicana ecclesia " وان اسقف روما ليس لديه "اي سلطة اضافية في انكلترا من اي اسقف اجنبي . " .اصدار التسع والثلاثون مادة للدين وصدور قوانين التوحيد توجت المستوطنة الدينية الاليزابيثية وانتجت في كنيسة كانت كاثوليكيه و ايضاً مُصْلَحَة ، مع التاج الانكليزي (ومن ثم البريطاني) هو الحاكم الأعلى.
الاصلاح الانكليزي في البداية كان مدفوعا لاهداف هنري الثامن الذي في سعيه للحصول على قرينة التي ستحمل له الوريث الذكر، ولكن وجد هذا وسيلة لاحلال سيادة التاج البريطاني بدل السيادة البابويه.
حين يتم فحص القوانين الاولى عن قرب ، يُقترَح انه لم يكن في نية هنري تأسيس كنيسة جديدة. وهو على درايه كافية عن التاريخ ليعرف ان السلطات التي كان يطالب بها كانت هي تلك التي مارسها ملوك أوروبا على الكنيسة في الملاك منذ وقت قسطنطين العظيم وان ما تغير منذ ذلك الحين حتى وقته كان نمو قوة البابويه.
القوانين الاصليه رأت أن تعكس ذلك وتضع هنري على رأس الكنيسة. التشريعات اللاحقه لوضع اشياء بروتستانتية على جدول اعمال هنري. تقديم فكرة نسخة جديدة مترجمة للانجيل في 1538 باللغة الانكليزية ادى إلى ترجمة واسعة لعدد كبير من الكتب ، كما ان حل الاديره في سنة 1540 ادى إلى كميات كبيرة من اراضي الكنيسة والممتلكات ان تصبح تحت سلطة التاج ،وفي النهاية يصب في مصلحة مجلس النبلاء.
انشأت هذه المصالح، التي تقدم حافزا قويا، لدعم مادي لكنيسة مسيحيه مستقلة في إنجلترا تحت سيادة التاج. وبحلول 1549 ، قامت عملية خلق جديدة ومتميزه تماما لكنيسة وطنية بالبدأ خلال نشر أول كتاب للصلاة ، the Book of Common Prayer ، وتنفيذ تشريعات التوحيد ، الذين قاموا باحلال اللغة الانكليزيه كلغة رسمية لشؤون العبادة.
خلال العهد القصير لـ ادوارد السادس ، ابن هنري، اتجهت كنيسة إنجلترا كثيراً نحو البروتستانتية وكان هذا واضح في وضع كتاب صلاة ثاني (1552) و في المقالات التسعة والثلاثين لمواد الدين (الاصل اثنان واربعون). وقد انعكس هذا الاصلاح فجأة في عهد الملكة ماري ، التي كانت كاثوليكيه ، حين قامت باعادة تثبيت السياده البابويه.
فقط خلال عهد الملكة إليزابيث الأولى كانت كنيسة إنجلترا كنيسة مُصْلَحَة كاثوليكية تتضمن جوانب من اللاهوت البروتستانتي.
في القرن السادس عشر كانت الحياة الدينية هي جزء هام من الاسمنت التي عقدت المجتمع مع بعضه البعض ،وشكلت قاعدة هامة لتوسيع ودعم السلطة السياسية. كما ان الاختلاف في الدين في ذلك الوقت كان قد يؤدي إلى الاضطرابات المدنيه على الاقل ،الخيانه والاحتلال الاجنبي ، بوصفها التهديدات الحقيقية.طريقة اليزابيث في حل مشكلة اراقة الدماء من أجل الدين كانت في توحيد ديني الذي اصبح واضحاً بشكل كبير حينما تمت تنمية كتاب صلاة مشتركة في 1559 . هذه النسخة من كتاب صلاة جمعت بين العناصر الكالفينية البروتستانتية 1552 والنسخه التقليديه من ساروم القداس الكاثوليكي ، 1549. مراجعة كتاب الصلاة كانت مدعومة عن طريق تنقيح تشريعات مواد الدين وايضاً فيما يتعلق بأثواب التقديس والقداس. هدف اليزابيث كان هو انشاء كنيسة ذات شكل عبادة ثابت التي فيها الجميع ينتظر ان يشارك، وايضاً نظام عقائدي الذي يجب ان يكون قادرا على تقديم مجال ثيولوجي واسع لكي يستطيع الجميع ان ينظموا اليه.
معظم السكان قبلوا فكرة اليزابيث بدرجات متفاوتة من الحماس او الاستقالة، ولكن المقاومة البروتستانتية (ما يسمى المتشددون) واولئك الذين ما زالوا يعترفون بسيادة البابويه عارضوا الفكرة، والشقوق في وحدة الواجهة الدينية في إنجلترا بدأت بالظهور. في القرن اللاحق ، في خلال عهود جيمس الاول وشارلز الأول ،و في الحرب الاهليه الانكليزيه وفي محمية اوليفر كرومويل ،صار هناك تحولات كبيرة ذهابا وايابا بين فصيلين :المتشددون( و آخرون متطرفون) الذين ارادوا اصلاح واسع النطاق ،و بين الكهنه الأكثر محافظة الذين ارادوا ابقاء بقرب المعتقدات والممارسات التقليديه.
ولعدة قرون قادمة ، في عهد جيمس الاول و تشارلز الاول ، انتهاءاً بالحرب الاهلية الانكليزية وتولي اوليفر كرومويل الحكم ، كان هناك تأرجح بالرأي بين فريقين : بعض المتعصبين دينياً الذين ناشدوا باعادة تشكيل بعض المعتقدات الدينية ، والفريق الاخر من الاسخاص المحافظين الذين فضلوا الحفاظ على التقاليد والعادات الدينية. ان عدم قبول السياسيين والاكليريين "الكنسيين" بما ناشد به المتعصبون كان من أحد الاسباب لنشوب الحرب . حسب المقاييس العالمية ، ان العنف لاسباب دينية لم يكن مرتفع لكن الاصابة شملت الملك تشارلز الاول و رئيس الاساقفة وليام لاود في كانتربري " Canterbury". تحت محمية كومون ويلث انكلترا "the Protectorate of the Commonwealth of England " من 1649 إلى 1660 ، لم يٌعترف بالكنيسة الانغليكانية ، أٌلحقت المشايخ الكنسية بالنظام الاسقفي ، وقد تم استبدال بنود القانون بأعتراف من الوزارة الغربية ، وقد تم ابدال كتاب الصلوات الاعتيادي عن طريق قسم العبادة . بالرغم من ذلك ربع الكهنة الانكليز رفضوا الموافقة. وبعد عودة الملك تشارلز الثاني ، عادت الانغليكانية ايضاً إلى عهد مشابه كثيرا لما كانت عليه ايام الحكم الاليزابثي. ان أحد الاختلافات هو ان فكرة شمل الانكليز كلهم لمنظمة دينية واحدة قد تم الغائه. ان المواقع الدينية لانكلترا وٌضعت على الشكل التالي : الكنيسة الانغليكانية في الوسط والكنيسة الكاثوليكية التي عارضت مؤسسي الانغليكانية وبسبب صعوبة دمج الاثنين اضطرت إلى ان تٌكمل مسيرتها خارج الكنيسة الوطنية بدلا من السيطرة عليها. العهد الاليزابثي فشل في مصالحة جميع الاطراف في انكلترا وترك الناس الذين في الجزر الانكليزية. مع ذلك ان الانغليكانية منتشرة الان في جميع انحاء العالم وان انتشارها كان مخالف لجميع التوقعات في القرن 16 و 17.
كان تأريخ الكنيسة الانغليكانية منذ القرن 17 هو الاعظم جغرافياً والاوسع ثقافةً والتنويع ، اضافة إلى التنويع اللتروجي واللاهوتي.
في نفس الوقت من الاصلاح الانكليزي ، كنيسة ايرلندا كانت منفصلة عن روما وأتخذت بنود القوانين الايمانية كالبنود التسعة والثلاثين لانكلترا.
مع ذلك لم تستطع الكنيسة الانغليكانية ان تؤثر على وفاء اغلبية الجموع الذين ضلوا متمسكين بالكنيسة الكاثوليكية .
في بداية 1582 ، تم افتتاح الكنيسة الاسقفية الاسكتلندية عندما ناشد جيمس السادس ملك اسكتلندا باعادة تقديم الاساقفة حيث عادت الكنيسة الاسكتلندية إلى مشايخ الكنيسة كلياً. ساعدت الكنيسة الاسقفية الاسكتلندية على تكوين الكنيسة الاسقفية في الولايات المتحدة الامريكية عن طريق تكريس الاسقف الاول " صموئيل سيبري" في مدينة ابردين "Aberdeen" الاسكتلندية ، حيث تم رفض تكريسه من اساقفة انكلترا لعدم قدرته على اخذ نذر الطاعة للعرش الانكليزي المقرر لتكريس الاساقفة. قررت الكنائس الاسكتلندية والامريكية وغيرها من الكنائس التي نشأت منها أن تفصل نظامها عن الكنائس التي نشات من الكنيسة الانكليزية ، على سبيل المثال لعدم الارتباط الوثيق لهذه الكنيسة بالحكومة الاقليمية ووجود اسقف ليترأسها بدلاص من المطران او رئيس الاساقفة. ان كنائس اسكتلندا وأمريكا اوحت بالاسم الانغليكاني للكنائس وهذا الاسم معروف الان في هذة المناطق و في جميع انحاء العالم.
الكنيسة الانغليكانية في استراليا ، خلال الوقت الذي تم اصلاح اربعة ابرشيات ويليزية حيث اصبحوا جزء من مقاطعة كانتربيري ، وبقت كذلك حتى سنة 1920 إلى ان انشأت الكنيسة في ويلز العقيدة الانغليكانية. ان الاهتمام الشديد بالعقيدة الدينية كان ما يميز الكنيسة في ويلز في القرن18 و 19 ، ولكن هذا لم يكن موجود في القرن 16 ، لذلك الكثير من الناس تماشوا الويليزيون مع الاصلاح الجديد لان الحكومة الانكليزية كانت قوية بما فيه الكفاية لكي تفرض ما تتمنى على ويلز .
انتشرت الانغليكانية في الجزر البريطانية عن طريق الهجرة و الحملات التبشيرية. من المنظمات التبشيرية USPG المعروفة بجمعية نشر الكتاب المقدس في المناطق الاجنية ، و جمعية نشر التعليم المسيحي SPCK ، و مجتمع الكنيسة التبشيرية CMS ، الذين تأسسوا في القرن 17 و 18 لجلب المسيحية الانغليكانية إلى المستعمرات الانكليزية. في القرن التاسع عشر ، مثل هذه الرحلات التبشيرية توسعت في مناطق اخرى من العالم . ان الليتورجيا والنظام اللاهوتي لهذه الرحلات التبشيرية كان متنوع ، فعلى سبيل المثال تأثرت ال SPG بأنبعاث الكنيسة الكاثوليكية في انكلترا ، بينما تأثرت ال CMS بالكنيسة الانجيلية عند تاسيسها. نتيجة لهذا كله اصبح الايمان والليتورجيا ونظام الكنائس في البلاد انعكاساً للتنوع الذي حصل في هذه الكنائس.
الكنيسة الانغليكانية في اوتياروا " Aotearoa " أي نيوزلند، ان نشوء " التوأم" أي الكنيسة الانغليكانية الانجيلية و الكاثوليكية في القرن 19 كان له تاثير كبير . حيث تمت تحولات كبيرة كالغاء العبودية و تشريع قانون رعاية الاطفال و منع الكحول و تطوير المجال الصحي والتعليمي للشعب. وان من أكثر التطورات التي تشد الانتباه كانت تكوين الجيش الكنسي و الرعاية الانجيلية والاجتماعية المتزامنة مع الايمان والليتورجيا. ان الانبعاث الكاثوليكي وبصورة باعثة للجدل كان له تاثير واسع . حيث اثرت في ليتورجيا الكنيسة الانغليكانية حيث ارجعت القربان المقدس ليكون في الطقس اليومي ، و اعادة استخدام ملابس الكاهن ، و بعض الطقوس الدينية وأعمال الايمان كتقديس وتكريم القربان المقدس ، حيث كانت ممنوعة في الكنيسة الانكليزية وغيرها من الكنائس التي خرجت منها. وكان للكنيسة الكاثوليكية تاثير في الفكر اللاهوتي للانغليكانية وخصوصاً عند التفاعل الاجتماعي بين شخصيات من الكنيسة الانغليكانية والكاثوليكية كفريدرك دنيسون موريس " Frederick Denison Maurice" و تشارلز كور " Charles Gore" ووليام تيمبل " William Temple".
اتسم التاريخ الانغليكاني الحالي بتنوع أكبر وواجه التقليد الانغليكاني اللاهوتي بعض من عدم الموافقة ، البعض منها جوهري ،وبعض ظهورات ما بعد المستعمرات التي تعاني صراع مع العقل الكنسي.