→ أبى طول ليلك | وعاذلة هبت بليل المؤلف: حاتم الطائي |
أبلغ بني لأم ← |
وعاذلةٍ هبّتْ بليل تلومُني | وقد غاب عيّوقُ الثريا فعرّدا |
تَلومُ على إعطائيَ المالَ ضِلّةً | إذا ضَنّ بالمالِ البَخيلُ وصَرّدا |
تقولُ: ألا أمْسِكْ عليكَ، فإنّني | أرى المال عند الممسكين، مُعَبَّدا |
ذَريني ومالي، إنّ مالَكِ وافِرٌ | وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا |
أعاذِلَ! لا آلُوكِ إلا خليقتي | فلا تَجعَلي، فوْقي، لِسانَكِ مِبْرَدا |
ذَرِيني يكُنْ مالي لعِرْضِيَ جُنّةً | يَقي المالُ عِرْضِي، قبل أن يَتَبَدّدا |
ذريني أكُن للمالِ ربّا ولايكُن | لي المالُ ربا، تَحمِدِي غِيَّهُ غدا |
أرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً، لَعَلّني | أرَى ما تَرَينَ، أوْ بَخيلاً مُخَلَّدا |
وإلاّ فكُفّي بَعضَ لومكِ، واجعلي | إلى رأي من تَلْحَيْنَ، رأيك مُسندا |
ألم تعلمي أني إذا الضيفُ نابني | وعَزَّ القِرَى، أقري السَّديف المُسرْهدا |
أسودُ سادات العشيرة، عارفاً | ومن دونِ قوْمي، في الشدائد، مِذْوَدا |
وأُلْفَى لأعراض العشيرة حافظاً | وحَقِّهِمِ، حتى أكونَ المُسَوَّدا |
يقولون لي: أهلكت مالك، فاقتصد | وما كنتُ لولا ما تقولونَ، سيّدا |
كلوا الآن من رزق الإله وأيسروا | فإنّ، على الرّحمانِ، رِزْقَكُمُ غَدا |
سأذخرُ من مالي دلاصاً وسابحاً | وأسمرَ خَطِّيَّاً، وعضباً مهندا |
وذلكَ يكفيني من المال كله | مصوناً، إذا ما كان عندي متلِدا |
ولا أشتري مالا بغدر عَلِمْتُهُ | ألا كل مالٍ خالط الغدر أنْكدا |