| → وفتيان صدق | أماوي المؤلف: حاتم الطائي |
هل الدهر إلا اليوم ← |
| أماوي! قد طال التجنب والهجر | وقد عذرتني من طِلابِكُمُ العذرُ |
| أماوي! إن المال غادٍ ورائح | ويبقى من المال الأحاديث والذكرُ |
| أماوي! إني لا أقول لسائلٍ | إذا جاءَ يوْماً حَلّ في مالِنا نَزْرُ |
| أماوي! إما مانع فمبين | وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ |
| أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى | إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ |
| إذا أنا دلوني الذين أحبهم | لمَلْحُودَةٍ، زَلْجٍ جَوانبُها غُبْرُ |
| لراحوا عجالاً ينفضون أكُفَّهُم | يَقولون: قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ |
| أماوي! إن يصبح صداي بقفرةٍ | من الأرض، لا ماء هناك ولا خمرُ |
| تري ْأن ما أهلكت لم يك ضرني | وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ |
| أماوي! إني رب واحد أًمِّهِ | أجَرْتُ، فلا قتل عليه ولا أسرُ |
| وقد عَلِمَ الأقوامُ لوْ أنّ حاتِماً | أراد ثراء المال، كان له وفرُ |
| وإني لا آلو، بمالٍ صنيعة | فأوّلُهُ زادٌ، وآخِرُهُ ذُخْرُ |
| يُفَكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً | وما إن تُعَرِّيه القداح ولا الخمرُ |
| ولا أظلِمُ ابنَ العمّ، إنْ كانَ إخوَتي | شهوداً، وقد أودى بإخوته الدهرُ |
| عنِينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى | كما الدهر، في أيامه العسر واليسرُ |
| كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَةً | وكلاً سقاناه بكأسيهما الدهرُ |
| فما زادنا بأوا على ذي قرابةٍ | غِنانا، ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ |
| فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ وسُلّطتْ | على مُصْطفَى مالي، أنامِلِيَ العَشْرُ |
| وماضَرّ جاراً يا ابنةَ القومِ، فاعلمي | يُجاوِرُني، ألاَ يكونَ لهُ سِترُ |
| بعَيْنيَّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَةٌ | وفي السّمعِ مني عن حَديثِهِمِ وَقْرُ |
غ