→ أماوي | هل الدهر إلا اليوم المؤلف: حاتم الطائي |
وإني لعف الفقر ← |
هل الدهرُ إلا اليوم أو أمسِ أو غدُ | كذاكَ الزّمانُ، بَينَنا، يَتَرَدّدُ |
يردُ علينا ليلة بعد يومها | فلا نَحنُ ما نَبقى ولا الدّهرُ يَنفدُ |
لنا أجلٌ، إما تناهى إمامُهُ | فنحن على آثاره نتوردُ |
بَنُو ثُعَلٍ قَوْمي، فَما أنا مُدّعٍ | سِواهُمْ، إلى قوْمٍ، وما أنا مُسنَدُ |
بدرئهم أغشى دروءَ معاشرِ | ويَحْنِفُ عَنّي الأبْلَجُ المُتَعَمِّدُ |
فمَهْلاً! فِداكَ اليَوْمَ أُمّي وخالَتي | فلا يأمرني بالدنية أسودُ |
على جبن، إذا كنت، واشتد جانبي | أسام التي أعييت، إذْ أنا أمردُ |
فهلْ تركتْ قلبي حضور مكانها | وهَلْ مَنْ أبَى ضَيْماً وخَسفاً مخلَّد؟ |
ومُعْتَسِفٍ بالرمح دونَ صحابهِ | تَعَسّفْتُهُ بالسّيفِ، والقَوْمُ شُهّد |
فَخَرّ على حُرّ الجبينِ، وَذادَهُ | إلى الموت، مطرور الوقيعة، مذودُ |
فما رمته حتى أزحت عويصه | وحتى عَلاهُ حالِكُ اللّونِ، أسوَدُ |
فأقسمت، لا أمشي إلى سر جارة | مدى الدهر، ما دام الحمام يغردُ |
ولا أشتري مالاً بِغَدْرٍ عَلِمْتُهُ | ألا كلّ مالٍ، خالَطَ الغَدْرُ أنكَدُ |
إذا كانَ بعضُ المالِ رَبّاً لأهْلِهِ | فإنّي، بحَمْدِ اللَّهِ، مالي مُعَبَّدُ |
يُفّكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً | ويُعْطَى إذا مَنّ البَخيلُ المُطَرَّدُ |
إذا ماالبجيل الخب أخمدَ ناره | أقولُ لمَنْ يَصْلى بناريَ: أوقِدوا |
توَسّعْ قليلاً، أو يَكُنْ ثَمّ حَسْبُنا | وموقدها الباري أعف وأحمدُ |
كذاكَ أُمورُ النّاسِ راضٍ دَنِيّةً | وسامٍ إلى فَرْعِ العُلا، مُتَوَرِّدُ |
فمِنْهُمْ جَوادٌ قَد تَلَفّتُّ حَوْلَهُ | ومنهُمْ لَئيمٌ دائمُ الطّرْفِ، أقوَدُ |
وداع دعاني دعوة، فأجبته | وهل يدع الداعين إلا المبلَّدُ؟ |