| → ألا أبلغا وهم | ألا أرقت عيني المؤلف: حاتم الطائي |
حننت إلى الأجبال ← |
| ألا أرِِقَتْ عَيني، فبِتُّ أُديرُها | حِذَارَ غد، أحْجَى بأن لا يَضيرُها |
| إذاالنجم أضْحى مغربَ الشمس مائلا | ولم يك بالآفاق بَوْنٌ يُنيرها |
| إذا ما السماءُ، لم تكن غير حلبة | كجِدَّةِ بَيتِ العَنكبوتِ، يُنيرُها |
| فقد عَلِمَتْ غَوْثٌ بأنّا سَراتُها | إذا أُعْلِمَت، بعد السِّرار أمورُها |
| إذا الرّيحُ جاءَتْ من أمامِِ أخائِفٍ | وألْوَتْ بأطنابِ البيوتِ صدورَها |
| وإنا نُهينُ المالَ، في غير ظِنَّةٍ | وما يشتكينا في السنين، ضريرها |
| إذا ما بخيل الناس هرت كلابُهُ | وشق على الضيفِ الضعيفِ عَقورُها |
| فإنّي جَبانُ الكلبِ، بَيْتي مُوَطّأٌ | أجود إذا ماالنفسُ شحَ ضميرها |
| وإن كلابي قد أهرَّت وعُوِّدَتْ | قليلٌ على مَنْ يَعتريني، هَريرُها |
| وما تشتكى قِدري، إذاالناس امحلت | أُؤثِّفُها طوراً، وطوراً أُميرها |
| وأبرزُ قِدْري بالفضاء، قليلها | يُرى غير مضنون به، وكثيرها |
| وإبلي رهنٌ أن يكون كريمها | عَقِيراً، أمامَ البيتِ، حينَ أُثِيرُها |
| أُشاوِرُ نَفسَ الجُودِ، حتى تُطيعَني | وأترُكُ نفسَ البُخلِ، لا أستشيرُها |
| وليس على ناري حجاب يَكُنُّها | لمستوبص ليلاً، ولكن أنيرها |
| فلا وأبيك، ما يظلَّ ابن جارتي | يَطوفُ حَوالَيْ قِدْرِنا، ما يَطورُها |
| وما تشتكيني جارتي، غير أنها | إذا غاب عنها بعلها، لا أزورها |
| سيبلغها خيري، ويرجع بعلها | إليها، ولم يقصر عليَّ ستورها |
| وخَيْلٍ تَعادَى للطّعانِ شَهِدْتُها | ولَوْ لم أكُنْ فيها لَساءَ عَذيرُها |
| وغمرةٍ وموت ليس فيها هوادة | يكون صدور المشرفي جسورها |
| صَبرْنا لها في نَهْكِها ومُصابِها | بأسيافنا، حتى يبوخ سعيرها |
| وعَرْجَلَةٍ شُعْثِ الرّؤوسِ، كأنّهم | بنو الجن، لم تطبخ بقدر جزورها |
| شَهِدْتُ وعَوّاناً، أُمَيْمَةُ، انّنا | بنو الحرب نصلاها، إذا اشتد نورها |
| على مُهرَةٍ كَبداءَ، جرْداءَ، ضامِرٍ | أمين شظاها، مطمئن نسورها |
| وأقسمت، لاأعطي مليكاً ظلامة | وحَوْلي عَدِيٌّ، كَهْلُها وغَرِيرُها |
| أبَتْ ليَ ذاكُمْ أُسرَة ٌ ثُعْلِيّةٌ | كريم غناها، مستعف فقيرها |
| وخُوصٍ دِقاقٍ، قد حَدَوْتُ لفتيةٍ | عليهِنّ، إحداهنّ قد حَلّ كُورُها |