→ أتاني البرجمي | تداركني جدي بسفح المؤلف: حاتم الطائي |
وما من شيمتي شتم ابن عمي ← |
تداركني جدي بسفح متالع | فلا تيأسن ذو نومة أن يغنما |
أتَعْرِفُ أطْلالاً ونُؤياً مُهَدَّما | كحظك، في رق، كتاباً منمنما |
أذاعتْ بهِ الأرْواحُ، بعدَ أنيسِها | شُهُوراً وأيّاماً، وحَوْلاً مُجرَّما |
دوارجَ، قد غيرن ظاهر تربه | وغيرت الأيام ما كان معلما |
وغيرها طول التقادم والبلى | فما أعرِفُ الأطْلالَ، إلاّ تَوَهُّمَا |
تَهادى عَلَيها حَلْيُها، ذاتَ بهجةٍ | وكشحاً، كطي السابرية ، أهضما |
ونحراً كفى نور الجبين، يزينه | توَقُّدُ ياقوتٍ وشَذْرٌ، مُنَظَّمَا |
كجمر الغضا هبت به، بعد هجعة | من الليل، أروح الصبَّا، فتنسما |
يُضِيءُ لَنا البَيتُ الظّليلُ، خَصاصَةً | إذا هيَ، لَيلاً، حاوَلتْ أن تَبَسّمَا |
إذا انقَلَبَتْ فوْقَ الحَشيّة ِ، مرّةً | تَرَنّمَ وَسْوَاسُ الحُلِيّ ترَنُّمَا |
وعاذلتين هبتا، بعد هجعة | تَلُومانِ مِتْلافاً، مُفيداً، مُلَوَّمَا |
تَلومانِ، لمّا غَوّرَ النّجمُ، ضِلّةً | فتًى لا يرَى الإتلافَ، في الحمدِ، مغرَما |
فقلتُ: وقد طالَ العِتابُ علَيهِما | ولوْ عَذَراني، أنْ تَبينَا وتُصْرَما |
ألا لا تَلُوماني على ما تَقَدّما | كفى بصُرُوفِ الدّهرِ، للمرْءِ، مُحْكِما |
فإنّكُما لا ما مضَى تُدْرِكانِهِ | ولَسْتُ على ما فاتَني مُتَنَدّمَا |
فنَفسَكَ أكرِمْها، فإنّكَ إنْ تَهُنْ | عليك، فلن تلفي لك، الدهر، مكرما |
أهِنْ للّذي تَهْوَى التّلادَ، فإنّهُ | إذا مُتَّ كانَ المالُ نَهْباً مُقَسَّمَا |
ولا تشقين فيه، فيسعد وارثٌ | بهِ، حينَ تخشَى أغبرَ اللّوْنِ، مُظلِما |
يُقَسّمُهُ غُنْماً، ويَشري كَرامَةً | وقد صِرْتَ، في خطٍّ من الأرْض، أعظُما |
قليلٌ بهِ ما يَحمَدَنّكَ وَارِثٌ | إذا ساق مما كنت تجمع مغنما |
تحملْ عن الذنين، واستبق ودهمُ | ولن تستطع الحلم حتى تحلما |
متى تَرْقِ أضْغانَ العَشيرَة ِ بالأنَا | وكفّ الأذى ، يُحسَم لك الداء مَحسما |
وما ابتَعَثَتني، في هَوايَ، لجاجةٌ | إذا لم أجِدْ فيها إمامي مُقَدَّمَا |
إذا شِئْتَ ناوَيْتَ امْرَأ السّوْءِ ما نَزَا | إليكَ، ولاطَمْتَ اللّئيمَ المُلَطَّمَا |
وذو اللب والتقوى حقيق، إذا رأى | ذو طبع الأخلاق، أن يتكرَّما |
فجاورْ كريماً، واقتدح من زنادهِ | وأسْنِدْ إليهِ، إنْ تَطاوَلَ، سُلّمَا |
وعوراء، قد أعرضت عنها، فلم يضرْ | وذي أودٍ قومته، فتقوما |
وأغْفِرُ عَوْراءَ الكَريمِ ادّخارَهُ | وأصفح من شتم اللئيم، تكرَّما |
ولا أخذِلُ الموْلى ، وإن كان خاذِلاً | ولا أشتمُ ابنَ العمّ، إن كانَ مُفحَما |
ولا زادَني عنهُ غِنائي تَباعُداً | وإن كان ذا نقص من المال مصرما |
ولَيْلٍ بَهيمٍ قد تَسَرْبَلتُ هَوْلَهُ | إذا الليلُ، بالنِّكسِ الضّعيفِ، تجَهّمَا |
ولن يَكسِبَ الصّعلوكُ حمداً ولا غنًى | إذا هو لم يركب، من الأمر، معظما |
يرى الخمص تعذيباً، وإن يلق شبعةً | يبت قلبه، من قلة الهم، مبهما |
لحى اللَّهُ صُعلوكاً، مُناهُ وهَمُّهُ | من العيش، أن يلقى لبوساً ومطعما |
يَنامُ الضّحى ، حتى إذا ليلُهُ استوَى | تنبه مثلوج الفؤاد، مورَّما |
مقيماً مع المشرين، ليس ببارحٍ | إذا كان جدوى من طعامٍ ومَجثِمَا |
ولله صعلوك يساور همُّه | ويمضِي، على الأحداثِ والدهرِ، مُقدِما |
فتى طلباتٍ، لا يرى الخمص ترحةً | ولا شَبعَة ً، إنْ نالَها، عَدّ مَغنَما |
إذا ما أرى يوماً مكارم أعرضتْ | تَيَمّمَ كُبراهُنّ، ثُمّتَ صَمّمَا |
ترى رمحه، ونبله، ومجنه | وذا شطب، عضب الضريبة ، مخذما |
وأحناء سرج فاتر، ولجامهُ | عتاد فتى هيجاً، وطرفاً مسوَّما |
فذلك أن يهلك فحسنى ثناؤه | وإن يحيى لا يقعد ضعيفا ملوما |