→ باب النهي عن المن بالعطية ونحوها | رياض الصالحين باب النهي عن الافتخار والبغي المؤلف: يحيى النووي |
باب تحريم الهجران بين المسلمين ← |
باب النهي عن الافتخار والبغي
قال اللَّه تعالى (النجم 32): {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}.
وقال تعالى (الشورى 42): {إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق، أولئك لهم عذاب أليم}.
1589- وعن عياض بن حمار رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (إن اللَّه تعالى أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قال أهل اللغة: البغي: التعدي والاستطالة.
1590- وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
والرواية المشهورة: (أهلكهم) برفع الكاف وروي بنصبها.
وهذا النهي لمن قال ذلك عجباً بنفسه، وتصاغراً للناس وارتفاعاً عليهم؛ فهذا هو الحرام.
وأما من قاله لما يرى في الناس من نقص في أمر دينهم، وقاله تحزناً عليهم وعلى الدين فلا بأس به.
هكذا فسره العلماء وفصلوه.
وممن قاله من الأئمة الأعلام: مالك بن أنس والخطابي والحميدي وآخرون.
وقد أوضحته في كتاب الأذكار (انظر باب في ألفاظ يكره استعمالها من الأذكار).