ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في الطهارة
قال المصنف: قد ذكرنا تلبيسه على العباد في الطهارة إلا أنه قد زاد في حق الصوفية على الحد فقوى وساوسهم في استعمال الماء الكثير حتى بلغني أن ابن عقيل دخل رباطا فتوضأ فضحكوا لقلقة استعماله الماء وما علموا أن من أشبع الوضوء برطل كفاه وبلغنا عن أبي حامد الشيرازي أنه قال لفقير: من أين تتوضأ؟ فقال: من النهر بي وسوسة في الطهارة قال: كان عهدي بالصوفية يسخرون من الشيطان والآن يسخر بهم الشيطان ومنهم من يمشي بالمداس على البواري وهذا لا بأس به إلا أنه ربما نظر المبتدئ إلى من يقتدي به فيظن ذلك شريعة وما كان خيار السلف على هذا والعجب ممن يبالغ في الاحتراز إلى هذا الحد متصفا بتنظيف ظاهره وباطنه محشو بالوسخ والكدر والله الموفق
ذكر تلبيس إبليس عليهم في الصلاة
قال المصنف: وقد ذكرنا تلبيسه على العباد في الصلاة وهو بذلك يلبس على الصوفية ويزيد وقد ذكر محمد بن طاهر المقدسي أن من سنتهم التي ينفردون بها وينتسبون إليها صلاة ركعتين بعد لبس المرقعة والتوبة واحتج عليه بحديث تمامة بن أثال أن النبي ﷺ أمره حين أسلم أن يغتسل
قال المصنف: وما أقبح بالجاهل إذا تعاطى ما ليس من شغله فإن ثمامة كان كافرا فأسلم وإذا أسلم الكافر وجب عليه الغسل في مذهب جماعة من الفقهاء منهم أحمد بن حنبل وأما صلاة ركعتين فما أمر بها أحد من العلماء لمن أسلم وليس من حديث ثمامة ذكر صلاة فيقاس عليه وهل هذا إلا ابتداع في الواقع سموه سنة ثم من أقبح الأشياء قوله أن الصوفية ينفردون بسنن لأنها إن كانت منسوبة إلى الشرع فالمسلمون كلهم فيها سواء والفقهاء أعرف بها فما وجه انفراد الصوفية بها وإن كانت بآرائهم فإنما انفردوا بها لأنهم اخترعوها