الرئيسيةبحث

صناعة السمك ( Fishing industry )



أنواع مختلفة من أدوات وسفن الصيد تستعمل في صيد السمك. ويصطاد كثير من محصول العالم التجاري بوساطة شبكات ضخمة مثل تلك التي تظهر في الصورة على اليمين لسحب سمك التونة، وتحمل كثير من سفن الصيد (أعلاه) آليات على سطحها لمعالجة السمك بعد صيده.
صِنـاعة السَّــمَـك نشاط اقتصاديّ مهمّ يمدّ الملايين من الناس بالغذاء والعمل، وتشمل كل النشاطات التجارية والترويحية المتعلقة بإنتاج الأسماك والمحار. ويشمل كل من صيد ومعالجة وتسويق وحفظ الأسماك والمحار جوانب من الصناعة، كما تهيء الصناعة منتجات بحرية متنوعة أخرى مثل، العشب والطحلب البحري.

تعتبر الأسماك مصدرًا ممتازًا للبروتين بوصفه مادة غذائية رئيسية يحتاجها الناس للتغذية الجيدة. وبازدياد عدد سكان العالم زاد الطلب على الغذاء الغني بالبروتين خاصة، فزادت صناعة صيد الأسماك من إنتاجها السنوي لمقابلة هذا الطلب. وتقوم الصناعة بتسويق الغذاء السمكي في أشكال مختلفة فتباع الأسماك طازجة أو معلبة أو معالجة أو مجمَّدة. بالإضافة إلى ذلك يستغل ربع محصول السمك في العالم لإنتاج علف حيواني ذي جودة عالية ومنتجات صناعية متنوعة.

تُعد البحار المصدر الأساسي للأسماك. ويأتي قُرَابة 13% من محصول السمك العالمي التجاري من مياه داخل الأراضي كالبحيرات والأنهار. وتأتي 10% من مزارع الأسماك. ومزارع الأسماك هي حواجز منشأة داخل البلاد أو مساحات طبيعية من الماء تُربى فيها الأسماك والمحار من أجل الغذاء.

ينتج عن صناعة السمك أنواع كثيرة من السمك مثل، الأنشوفة وسمك الكبلين والرنجة والماكريل والسردين والتونة التي تصطاد قرب سطح البحار. أما الأسماك مثل، القد والمفلطح والنازلي والبولوك، فتصطاد قرب قعر البحر ويُصَاد سمك المياه العذبة مثل، الشبوط والسلور الأبيض من المياه الداخلية.

يبلغ محصول السمك في العالم أكثر من 120 مليون طن متري في العام. وتتصدر الصين الدول الرائدة في صيد الأسماك إذ تقوم بصيد نحو 25% من إنتاج العالم من الأسماك، ثم بيرو وتشيلي واليابان والولايات المتحدة ثم الهند. ولقد زاد إنتاج العالم كثيرًا منذ بداية الستينيات من القرن العشرين الميلادي وكان لا يزيد كثيرًا عن 40 مليون طن متري.

توظف صناعة السمك ملايين الناس في جميع أنحاء العالم، ويعمل هؤلاء الناس على سفن عابرة تبحر في المحيطات أو مراكب ساحلية أو قوارب صغيرة. ويعمل عدد متزايد في أماكن وجود السمك الداخلية. كذلك يعمل عدد مماثل تقريبًا في الصناعات المرتبطة بها. مثل بناء سفن الصيد أو صناعة آلات صيد السمك. حيث يقوم هؤلاء بمعالجة وتعبئة وبيع وتوزيع المنتجات السمكية ولهم مِهَن مختلفة كشراء السمك ونزع عظمه وتقشير المحار وتشغيل آليات التعليب ومراقبة الأسواق للتأكد من اتباع قوانين الغذاء السليم.

في بداية الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي كان نصيب الدُّول النامية لا يزيد كثيرًا على ثلث محصول السمك العالمي. لكن منذ عام 1985م، صادت هذه الدول أسماكًا بكميات تفوق حصيلة الدول الصناعية. وفي عام 1988م، صادت الدول النامية ما يزيد على نصف المحصول الإجمالي بينما كانت حصيلة الدول الصناعية أقل نسبيًا من النصف، إلا أن متوسط استهلاك الفرد من الأسماك في الدول النامية كان يزيد قليلاً على 8كجم فقط، بينما كان ذلك المتوسط 12,4 كجم في الدول الصناعية.

وأكبرمستهلكي الأسماك بين الدول الصناعية هم اليابانيون ؛ إذ يستهلك الفرد الواحد منهم 70 كجم سنويًا في المتوسط. وتتصدر جزيرة سانت هيلانة في جنوب المحيط الأطلسي، التي لا يتعدى سكانها 8,000 نسمة، العالم في الاستهلاك بمتوسط سنوي يبلغ 100كجم تقريبًا للفرد. أما في البرتغال وأسبانيا فيستهلك الناس سمكًا أكثر من أي مكان آخر في الاتحاد الأوروبي إذ يستهلك الفرد البرتغالي ما متوسطه 40 كجم من السمك في العام ويستهلك الأسباني 30 كجم من السمك سنويًا في المتوسط.

صاد الناس الأسماك منذ آلاف السنين. وقد عثر على شواهد لصيد السمك في مواطن قُرب البحار ترجع إلى ما قبل التاريخ. فقد صمم الفينيقيون والإغريق أساطيل من السفن للصيد والتجارة، كما صنع قدماء المصريين شباكًا من أجود الفتلات المغزولة من الكتان. وفي القرون الوسطى كان السمك الداخلي والبحري غذاء مهمًا في بعض البلدان أكثر مما هو عليه اليوم. فقد كان استخدام زيت السمك وقودًا للمصابيح شائعًا. ولمئات السنين استخدم الناس الصِّناره والحراب والشباك والشراك لصيد السمك. مثل هذه الوسائل، مازالت تُستعمل إلى الآن إلا أن طواقم الصيد التجاري حاليًا تحصد معظم ما تصيد من سمك بوساطة شباك ضخمة. وبالإضافة إلى سفن الصيد الحديثة اليوم توجد وسائل متنوعة تجعل الصيد أكثر كفاءةً مثل أدوات الملاحة المساعدة وآليات تحديد مكان السمك كالرادار والوسائل الصوتية (السونار) التي تمُكِّن طاقم السفينة من الإبحار وتحديد مكان القطيع السمكي. وتساعد نظم التبريد الموجودة على سطح السفن في حفظ السمك. يعني ذلك أن هذه السفن تستطيع البقاء في البحر لفترات أطول من تلك السفن التي ليس بها نظام تبريد.

توسعت كثيرمن البلدان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945م في حجم أساطيل الصيد عندها، إذ زادت هذه الأساطيل من حصيلتها السمكية قرب سواحل بلدها وفي المياه البعيدة ونتيجة لذلك زاد الحصاد السمكي عمومًا كل عام ولكن في الوقت نفسه قلّص الإكثار من الصيد من مخزون بعض أنواع الأسماك بشدة. كذلك ثارت نزاعات بين بعض الدول حول ملكية موارد السمك.

كان السمك يعتبر ملْكًا مُشاعًا بمعنى لا أحد يملكه إلا بعد صيده وحينها يصبح السمك المصاد ملكًا لمن اصطاده أيًا كان، ولكن بعد تطور أساطيل الصيد ذات المدى البعيد أرادت كثير من الدول أن تحمي موارد السمك قرب سواحلها من أساطيل الدول الأخرى. لذلك تم تكوين عدة لجان دولية لتشجيع المحافظة على السمك وللمساعدة في حل النزاعات حول حقوق الصيد.

وخلال السبعينيات من القرن العشرين الميلادي تكاد تكون كل الدول الساحلية قد حددت مناطق حفظ المصايد التي تعرف أيضًا بالمناطق الاقتصادية المقصورة في محاولة إضافية لحماية مواردها السمكية والمحافظة عليها.

تمتد هذه المناطق إلى 200 ميل بحري (370 كم ) من ساحل الدولة وتدَّعي الدول التي تبنت مثل هذه المناطق أن لها السلطة على كل عمليات الصيد، وملكية كل السمك داخل تلك المنطقة.

أماكن صيد السمك

أيقونة تكبير مناطق الصيد التجاري الرئيسية
تُسمّى الأماكن التي يُصطاد فيها السمك تجاريًا أو بغرض الترويح مصايد، وفي أكثر من حالة يتم صيد أكثر من نوع واحد من السمك من مصيدة معينة. قد تكون المصيدة بحيرة صغيرة أو قد تمتد في قطاع كبير عرض المحيط. فعلى سبيل المثال، تغطي مصيدة التونة التي تقع بالقرب من الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية والوسطى 13 مليون كم².

المصايد البحرية:

وهي مَصْدر أغلب محصول السمك التجاري في العالم (83 مليون طن متري) حيث يؤخذ 80% من الحصاد العالمي الإجمالي السنوي من البحار ويشمل ذلك الرقم إنتاج مزارع السمك البحرية. ويأتي كل محصول السمك البحري تقريبًا من المياه القريبة من سواحل البحار خاصة المياة الضحلة فوق الفريز القاري (الجرف القاري) ويتكون الفريز القاري من الأراضي المغمورة على سواحل القارات ويمتد أحيانًا لمسافات بعيدة داخل البحر.

البلدان الرئيسية في صيد السمك
تؤخذ كمية كبيرة من الأسماك المصيدة فوق الفريز القاري من مناطق تقليب المياه. ويحدث هذا التقليب خلال مواسم معينة عندما تقذف الرياح بالمياه السطحية قرب السواحل إلى الشواطئ. عندئذ ترتفع المياه التحتية الباردة الغنية بالمغذِيَات إلى السطح بالقرب من الساحل. يهيء تقليب المياه التحتية طعاماً لنمو النباتات والحيوانات الدقيقة التي يتغذى بها السمك، وبذلك يشجع نمو أعداد كبيرة من السمك، يحدث تقليب المياه أساسًا على طول سواحل كل من بيرو وسواحل غربي أمريكا الشمالية في الشمال الغربي والجنوب الغربي من إفريقيا والصومال وشبه الجزيرة العربية وقارة أنتاركتيكا (المحيط المتجمد الجنوبي). ولمعرفة أنواع الأسماك التي يكثر صيدها في الخليج العربي والبحر الأحمر، ★ تَصَفح الصور في مقالة الأسماك.

ومن بين مصايد تقليب المياه تُعد مصايد بيرو أكثرها شهرة بحيث يؤدي تيار بيرو البارد إلى تقليب ينتج عنه زيادة ضخمة في السمك المتاح للصيد، فالمحصول السنوي لنوع من سمك البلم، والأنشوفة، وصل 13 مليون طن متري. كان ذلك خلال قمة ازدهار المصايد في بـداية السبعـينيات من القـرن العشرين، حيث كان محصولها آنذاك يساوي 15% من الإنتاج العالمي وتُستخدم الأنشوفة علفًا للحيوان وسمادًا.

مصايد المحيط الأطلسي.يأتي أكثر من ثلث محصول السمك البحري في العالم من المحيط الأطلسي. ويعد شمال الأطلسي أكثر المناطق إنتاجًا، والمصايد الرئيسية في الأطلسي تشمل المياه الساحلية من نيوفاوندلاند في كندا إلى نيوإنجلاند في الولايات المتحدة والضفاف الكبرى (امتداد من المياه الضحلة جنوب شرق نيوفاوندلاند). وتُعد الضفاف الكبرى والمياه الأخرى في شمال غربي المحيط الأطلسي من أحسن مناطق صيد السمك في العالم ؛ إذ تنتج هذه المنطقة كميات هائلة من سمك القد والرنجة والمفلطح والكركند والمحار المروحي.

يُعتبر سمك القد في شمال غرب الأطلسي المحصول الرئيسي لصناعة الصيد الكندية، وكندا هي أكبرمنتج عالمي لسمك الرنجة الأطلسي.

ويُعد خليج المكسيك امتدادًا للمحيط الأطلسي، ومنطقة خصبة لصناعة صيد السمك في الولايات المتحدة. وهي أهم منطقة لصيد المنهيدن في الولايات المتحدة، كذلك يوفر خليج المكسيك كميات كبيرة من القريدس وسرطان البحر.

وهنالك عدة مناطق غنية أخرى في المحيط الأطلسي تشمل شمال شرق المحيط الأطلسي بالقرب من أيسلندا والمملكة المتحدة وجنوب غرب الأطلسي بالقرب من الأرجنتين والبرازيل. ويقوم ملاحون من عدة دول تضم الدنمارك وأيسلندا والنرويج وروسيا والمملكة المتحدة بالصيد في مياه شمال شرق المحيط الأطلسي، ويصطادون سمك الكبلين والقد والحدوق والرنجة والماكريل وأنواعًا أخرى عديدة من السمك. أما الأسماك الرئيسية التي تُصاد في جنوب غرب المحيط الأطلسي فتشمل البياض والنازلي والحبار.

والمياه حول الجزر البريطانية ضحلة إلى حد كبير داخل حدود الجرف القاري. ولكل من المملكة المتحدة وجمهورية أيرلندا أساطيل صيد يعمل فيها نحو 30,000 نسمة كليًا أو جزءًا من الوقت. ويتفاوت حجم المراكب من السفن الجزافة الكبيرة التي يصل طاقمها إلى ستين ملاحًا إلى القوارب الصغيرة ذات الصياد الواحد. وقد قلّ الصيد في أعماق البحر خلال السبعينيات من القرن العشرين الميلادي. والآن تقوم كثير من السفن بصيد سمك الرنجة قرب السواحل الغربية لبريطانيا وأيرلندا. أما السفن الجزّافة التي تعمل في المياه القريبة والمتوسطة فتصيد في بحر الشمال والمحيط الأطلسي. كما تشمل السفن التي تعمل قرب الشواطئ سفن السينة والتي سميت كذلك بسبب نوع الشباك التي تستخدم فيها، كذلك السفن الجزافة الخفيفة. أما السفن الساحلية فتصطاد السمك الرخوي مثل الكوكل أو السمك القشري مثل بلح البحر والكركند والقريدس ويشمل السمك المَصِيْد بوساطة السفن البحرية الحدوق والبلايس.

إنتاج العالم من السمك والمحار
تحافظ المملكة المتحدة وأيرلندا بوصفهما عضوين في الاتحاد الأوروبي على مياه إقليمية بطول 320كم حول شواطئهما. ويسمح للسفن من خارج الاتحاد الأوروبي بحقوق صيد محدودة داخل هذه الحدود، وللاتحاد سياسة مشتركة نحو مناطق الصيد.

مصايد المحيط الهادئ والمحيط الهندي.المحيط الهادئ مصدر لأكثر من نصف محصول الصيد البحري في العالم. ومنطقة شمال المحيط الهادئ أكثر المناطق إنتاجًا، وتشمل الأسماك الرئيسية المصيدة في بحر بيرنج وخليج ألاسكا والمناطـق الأخـرى في شمـال المحيط الهادئ سمك النازلي والبولوك وسمك السالمون وسمك موسى.

وبالمحيط الهادئ عدد من المناطق الأخرى الغزيرة المصايد وتشمل تلك المناطق مياه جنوب شرقي المحيط الهادئ قرب ساحل أمريكا الجنوبية وسواحل بحار غرب المحيط الهادئ من إندونيسيا إلى اليابان. وتوفر المصايد قرب سواحل أمريكا الجنوبية سمك الانشوفة والنازلي والماكريل والسردين. كما يتم الصيد في البحار الساحلية من إندونيسيا إلى اليابان من أجل سمك الأنشوفة والماكريل والسردين والصورل والروبيان والتونة.

أما صناعة الصيد في الفلبين، فتعتمد على صيد سمك الأنشوفة والماكريل والسردين والصورل والتونة في المياه القريبة من الساحل. وتعد كوريا الجنوبية من أكبر الدول في صيد السمك ولها أساطيل تصطاد في أعماق المحيط الهادئ.

ولكل من إندونيسيا وماليزيا أساطيل صيد هي أساسًا قوارب صغيرة تصيد سمك الماكريل والأنشوفة والصورل والتونة ولإندونيسيا تجارة قيّمة في مجال سمك الزينة.

أما أستراليا فمواردها السمكية محدودة نسبيًا وبالرغم من أن آلاف الأسماك توجد في مياهها الساحلية، إلا أن القليل منها غزير الكمية أو صالح للأكل، وتقوم صناعة الصيد الأسترالية الصغيرة بصيد المحار خاصة أذن البحر والكركند والمحار والروبيان والمحار المروحي. كذلك يتم صيد سمك البوري وسمك السالمون والتونة. أما الأسماك الرئيسية التي تُصاد في مياه نيوزيلندا فتشمل سمك البركودة والهوبي والبرتقالي الخشن والقد الأحمر والنهاش.

تُعد الهند من كبريات دول الصيد وأهم أنواع السمك النعاب والماكريل والقرش والروبيان التي يتم صيدها في بحر العرب وخليج البنغال.

المصايد الداخلية:

يتمّ صيد 16% تقريبًا من محصول السمك التجاري السنوي في العالم من البرك والبحيرات والأنهار الصغيرة والكبيرة ومزارع الأسماك الداخلية وتتصدر الصين (6,2 مليون طن متري) والهند (1,7 مليون طن متري) دول العالم في حجم محصول السمك الناتج من مصادر المياه الداخلية ويحـصد كل منهما سمك الشبوط والتلابيا والأسماك آكلة النبات الأخرى.

وفي أواسط التسعينيات من القرن العشرين الميلادي كان ترتيب إندونيسيا الثالث بين الدول في صيد الأسماك من المياه الداخلية مثل أسماك الشبوط والسلور والتلابيا وغيرها من الأسماك آكلات النبات.

وتشمل أهم مصايد المياه العذبة في الولايات المتحدة المياه الداخلية في الولايات الجنوبية والبحيرات العظمى وتوفر المياه الداخلية في الجنوب سمك البفلو والشبوط والسلور أما البحيرات العظمى فيتم الصيد فيها بحثًا عن سمك الألوايف والأبيض والهف والشبوط.

مزارعو السمك يقومون بتربية الأسماك في البحيرات والبرك والأحواض والمستودعات المائية المختلفة، ويساعدون الأسماك على النمو بتزويدها بأطعمة مغذية وحمايتها من الظروف البيئية الضارة. ونرى الرجال في الصورة وهم يجمعون الأسماك اللبنية من إحدى مزارع الأسماك الواسعة في بحيرة لاجونا بالفلبين.

المزارع السمكية:

تساهم بحوالي 11% من المحصول التجاري العالمي السنوي وتنتج سنويًا قرابة العشرة ملايين طن متري من السمك والمحار والنباتات المائية التي تعيش داخل الماء، وتسمى الزراعة السمكية استزراع الأحياء المائية.

تتفاوت المزارع السمكية من البرك البسيطة أو حقول الأرز المغمورة بالمياه إلى المفارخ الهندسية الكبيرة التي يكاد يتحكم في بيئتها تمامًا، ويعمل مزارعو الأسماك على إبعاد المؤثرات البيئية الضارة حتى ينمو السمك ويتكاثر، ويزودون السمك بالمغذيات الملائمة ويحمونه من الحيوانات التي تفترسه. وتستخدم التربية المائية عادة لإعادة تكوين مخزون سمك السالمون والتونة التي نقصت أعدادها بشدة. وتشمل الأسماك الرئيسية التي تُربَّى في مزارع الأسماك سمك الشبوط وسمك السالمون والتلايبا والتونة والسلور والتروتة.

وتتصدر الصين دول العالم في إنتاج السمك من المزارع المائية (10 ملايين طن متري حيث إن 55% من الإنتاج العالمي مصدره الصين. وتأتي اليابان (1,2 مليون طن متري) بعد الصين في التربية المائية. وأنواع الأسماك الرئيسية المُرَبَّاة في مزارع اليابان هي المحارة وأبراميس البحر الأحمر وأصفر الذيل كما تنتج مزارع السمك اليابانية حشائش بحرية صالحة للأكل.

كيف يتم صيد السمك

سفينة صيد يابانية كبيرة تعالج السمك المَصيد قرب جزر ألوشيان. تمثل هذه السفن جزءًا مهمًا من كثير من أساطيل الصيد التي تُبحر بعيدًا عن مرافئ وطنها.
تتفاوت سفن الصيد في حجمها وعدد أفراد طاقمها، فالسفن التي تكَُون جزءًا من الأساطيل الساحلية يتفاوت طول الواحدة منها من ثمانية إلى 40م، وقد يصل عدد أفراد طاقم الواحدة منها إلى 20 أو 25 فردًا، أو قد يقل إلى فرد أو اثنين اعتمادًا على طريقة الصيد المُستخدَمة. وقد تبقى السفن الساحلية في البحر عدة أيام أو أسابيع، ويحفظ المحصول مُبرَّدًا بوساطة الثلج أو نُظُم التبريد.

أما أساطيل صيد المدى الطويل فتبقى في البحر لأشهر كل مرة، وتبحر إلى مسافات بعيدة عن مرافئ بلدها وتحتوي كثير من الأساطيل الحديثة على سفن معالجة المحصول مثلما تحتوي على سفن تصنيع وحاملات مُبرِّدة وسفن إمداد. وتستخدم سفن معالجة المحصول التي يكون طولها عادة 80م، في صيد السمك وتحويل المحصول منه إلى منتجات مختلفة. ويتراوح أفراد طاقمها من 50 إلى 100 فرد بمن فيهم النساء في العادة.

سفن الروبيان الأمريكية الصغيرة تجر الشباك وهي في قاع البحر لحصد الروبيان، ويتم تبريد المحصول أو تعليبه بسرعه على ظهر السفينة أو على الشاطئ لمنعه من التلف.
يستخدم أطقم البحارة أدوات مُتنوِّعة لصيد السمك وتتغير الأدوات المستخدمه طبقًا لسلوك السمك الذي يصيدونه وطبيعة منطقة الصـيد، وأهـم أنـواع الأدوات هي: 1 - الشباك، 2- الصنارات، 3 - الشراك، 4- الرماح.

الشباك:

هنالك ثلاثة أنواع رئيسية من شباك الصيد التجارية وهي: 1 - السينة 2- شبكة السحب (الجر) 3- شبكة الحبالة

السينة. تنتج أكثر من ثلث محصول العالم من السمك ويستخدمها طاقم البحارة أساسًا لصيد سمك الأنشوفة والكبلين والرنجة والماكريل والمنهيدن والسردين والتونة وغيرها من قطعان السمك الأوقيانوسي. ويسبح السمك الأوقيانوسي قريبًا من سطح الماء.

والسينة المستطيلة الكيس أكثر الأنواع استخدامًا ويتراوح طولها بين 200 و2,000م ولها أطواف عائمة في أعلاها بينما في أسفلها حلقات ومثقلات ويوجد حبل أو سلك يسمى خط الكيس يجري خلال حلقاتها.

كيس السينة يرمى من السفينة بوساطة إسكيف (قارب صغير) ويتم صيد السمك بإحاطته بالشباك ثم تقفل من أسفل بوساطة خط الكيس (حبل أو سلك).
يرمى الكيس على الماء من سفينة كبيرة تُسمّى السينة بمساعدة قارب صغير ذي محرك قوي يُسمّى الإسكيف وعندما يتحدد موقع قطيع السمك يُدلّى الإسكيف من السينة مربوطًا مع طرف الشبكة، ومن ثم تتقدم سفينة السينة مسرعة ناشرة الشبكة لتحيط بقطيع السمك. بعـد ذلك يغلـق أسفل الـشبكة بخيط الكيس محيطًا بالقـطيع. ويتفاوت طـول السـينة مـن 10 إلى 70م، تحمل من 12 إلى 20 فردًا من الصيادين.

شبكة السحب (الجر). شبكة صيد مخروطية مقفلة في طرف ذنبها حيث تتجمع الأسماك بينما هي مفتوحة المقدمة. وأكثر الأنواع استخدامًا الثعلبية التي توجد أطواق في أعلى فمها وأثقال في أسفلها. وتربط الشبكة إلى ظهر السفينة بوساطة سلكي جر طويلين وتُسمّى السفينة جزافة المؤخرة، ويربط طوف كبير يشبه الأبواب إلى كل سلك جر قرب مقدمة السفينة وبينما تجر الجزافة الشبكة، تجعل المياه الأطواف تبتعد عن بعضها فاتحة الشبكة لتلقف الأسماك ويمكن فتح بعض هذه الشباك إلى عرض يقارب 40م.

الشبكة الثعلبية (شبكة الجر) تُجرُّ بوساطة سفينة تسمى جزافة المؤخرة. يتسبب الجر في جعل طوفين في فم الشبكة يعملان كالأبواب لإبقاء الشبكة مفتوحة لأسر السمك.

تُستخدم شباك الجر لصيد سمك القد والمفلطح والنازلي والبولوك والنهاش الأحمر والأسكالوب والروبيان وأنواع السمك والمحار الأخرى التي تعيش بالقرب من سطح البحر أو عند قاعه. كذلك يتم أغلب الصيد بشبك الجر فوق الجرف القاري في مياه يقل عمقها عن 200م، إلا أن بعض سفن جزافة المؤخرة تصيد في مياه يصل عمقها 1,000م. وتستخدم هذه السفن أجهزة السونار وأجهزة متقدمة أخرى لتحديد أماكن تركز الأسماك ★ تَصَفح: السونار. وللسفينة الصغيرة طاقم من أربعة بحارة وتحمل أغلب السفن التي يزيد طولها عن 45م آليات تصنيع وتحتاج إلى طاقم أكبر.

يعتبر الصيد بالسفن مصدر ثلث محصول العالم من الأسماك، والشبكة الثعلبية أداة الصيد الرئيسية لأساطيل المياه البعيدة في الدول الأوروبية والآسيوية.

شبكة الحبالة تكوِّن حائطًا من الشبك الناعم الذي يحيط بالسمك الذي يدخلها أثناء سباحته. يختلف حجم فتحات الشبكة اعتمادًا على نوع السمك المصيد.
شباك الحِبالة عبارة عن شباك طويلة مستطيلة في أعلاها أطواف وفي أسفلها مُثقِّلات ويتراوح طول الواحدة ما بين 15 و400م. تُعلَّق الشباك على المياه قريبًا من السطح أو من قاع البحر، وتصنع شباك الحبالة من خيط رفيع من القنب لا يكاد يرى داخل الماء وتوضع الشبكة في طريق الأسماك المهاجرة وتُكوِّن حائطًا متشابكًا كنسيج العنكبوت يحجز السمك الذي يسبح فيه وتسمح الفجوات لرأس السمكة فقط أن يمر منها ويحاول السمك المرور منها سابحًا فيقع في الشباك.

شباك الانجراف نوع طويل جدًا من شباك الحبالة مُصَّنع من خيوط النايلون طولها 5كم تقريبًا وتستطيع السفينة الواحدة أن تنشر ما بين ثماني وعشر شباك تمتد إلى مسافة 50 كم تقريبًا. تُتْرَك هذه الشباك مُكَوِّنة بذلك مايُسمّى بحائط الموت. وهي توقع في شراكها أي أسماك تمر في طريقها مهما كان نوعها أو حجمها وتقع الدلافين والحيتان وحتى طيور البحر كثيرًا في شراكها. بالإضافة إلى ذلك تمثل الشباك خطرًا على السفن حيث إن محركاتها قد تشتبك في الشباك.

تَستخدم هذه الشباك أساسًا اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان. وقد نادى كثير من جماعات حماية البيئة بوقف الصيد بوساطة شباك الانجراف. وفي عام 1989م أصدرت الأمم المتحدة قرارًا بمنع استخدام شباك الانجراف في المحيط الهادئ بعد يونيو 1991م، وفي كل البحار بعد يونيو 1992م.

الصيد بالخطاف يتضمن جر حبال الصيد من عمدان تمتد على جانبي مركب، ويُربط ريش الطُعم غالبًا على أطراف الحبل لجذب السمك.

الخطاطيف:

وتستغل سلوك السمك في الأكل ؛ حيث يُغريه الطعم العالق في الصنانير، وتساهم بنسبة صغيرة في محصول السمك عالميًا، وأكثر طرق الصيد بالخطاف شيوعًا في الصيد التجاري هي: 1- الصيد بالطُّعم 2- الصيد بالخطاف 3- الصيد بالخطوط الطويلة.

الصيد بالطُّعم. في طريقة الصيد بالطعم يقذف البحارة بطعم حي أو سمك مفروم من مركبة الصيد في الماء، وذلك عند رؤيتهم قطيعًا من السمك. يجذب الطعم قطيع سمك التونة أو أي نوع آخر يتغذى بصغار السمك، إلى السطح قريبًا من المركب وبينما يلتهم السمك الطعم بشراهة يستخدم طاقم البحارة صنارات عارية، وحبالاً لجرّها إلى الداخل، ولأغلب مراكب الطعم ممشى حول السفينة يستطيع من خلاله عشرون فردًا من البحارة جر السمك.

الصيد بالحبال الطويلة يتضمن استخدام حبل رئيسي مثل الحبل الملفوف داخل الأوعية، وتُربط به حبال متدلية مثل تلك التي تظهر حول حوافّ الوعاء.

الصيد بالخطاف يتضمن جر عدد من الحبال، يصل إلى ستة، من عمودين طويلين، ويمتد عمود من كل طرف من طرفي مركب. وفي حالات كثيرة تستخدم قطع معدن لامعة أو ريش مغرية معقودة في الحبال لجذب السمك. ويقوم أسطول كبير من مراكب الصيد هذه بصيد سمك الباكور وسمك السالمون بالقرب من السواحل القربية لكندا والولايات المتحدة. كذلك يصاد سمك الخرمان والتونة بالخطاف أيضًا. ويكون على ظهر المركب في الغالب بحاران فقط.

الصيد بالحبال الطويلة. يتضمن استعمال حبل رئيسي طويل مربوطة به حبال متدلية قصيرة وينشر الحبل الطويل على سطح الماء لصيد السمك الأوقيانوسي مثل الخرمان والقرش والتونة أو يرمى الحبل قريبًا من القاع لصيد سمك القاع مثل القد والهلبوت. ويمكن شَبْك عدد من الحبال المتدلية يصل إلى 2,000 بها صنارات تحمل كل واحدة منها طعمًا ويصل طول بعض الحبال 100كم. أما حبال القاع فتكون عادة أقصر كثيرًا. وتحتاج مركبة الحبل الطويل إلى طاقم مُكوَّن من ثلاثة إلى أربعة بحارة. أما مراكب التن اليابانية الكبيرة فتحمل طاقمًا يتكون من 20 إلى 45 بحارًا.


الشـرك يستخدم كثيرًا لصيد الكركند وأنواع المحار الأخرى. وتُصمَّم الشراك أو السلال بحيث لا يستطيع السمك أو المحار الفرار بعد وصوله إلى الطعم.

الشراك:

تعتمد الشراك على عادات السمك في الهجرة أو الغذاء وأغلب الشراك تحتوي على طعم أو مغريات لجذب السمك إلا أن نسبة قليلة فقط من محصول السمك العالمي تُصاد بهذه الطريقة.

لشراك الصيد مدخل يتكون من ممر يشبه شكل القمع أو المنحدر ويقود هذا المدخل السمك من خلال فتحة صغيرة حيث تصبح فرصتها في الهروب ضئيلة.

تستخدم الشراك الصغيرة التي تشبه الصناديق وبها الطعم في صيد المحار مثل الكركند وسرطان البحر. توضع هذه الشراك في قاع البحر أو البحيرات أو النهيرات، بينما توضع الشراك الكبيرة طافية قرب الشاطئ وفي ممر الأسماك المهاجرة. يتم تثبيت هذه الشراك في مكانها بمرساة أو تربط في دعائم خشبية في باطن البحر. وتستخدم لصيد سمك الرنجة والسالمون.

الرماح:

وهي رماح مشوكة مربوطة بحبل إلى المركب أو طوف كبير ويمكن قذفها من مدفع، أو رميها بوساطة أحد أفراد الطاقم وتُستخدم الحراب لقتل الحيتان. لمزيد من المعلومات عن صيد الحيتان واستخدام الحراب، ★ تَصَفح: الحوت.

كيف يعالج السمك ويسوّق

معالجة السمك على ظهر السفينة تحفظه من التلف. ينظف الرجل في الصورة على اليمين السمك ويقطعه داخل مصنع فوق ظهر سفينة يابانية بعد صيده مباشرة. بعد ذلك يتم تجميد السمك بسرعة وحفظه في أماكن تبريد، كما في الصورة على اليسار.

طرق المعالجة:

تتدهور حالة السمك بسرعة بعد موته وسرعان ما تبدأ البكتيريا التي تسبب التلف في مهاجمته. وتبدأ الأنزيمات في تدمير البروتين في خلاياه. ونتيجة لذلك طُوِّرت عبر السنين عِدة طُرق للمحافظة على السمك من التلف.

التجفيف والمعالجة بالملح والتدخين.وقد تم استخدام هذه الطريقة منذ آلاف السنين لحفظ السمك، وهي تقلل من محتوى الرطوبة في السمك مما يبطـئ نمو البكتـيريا وتدميـر البروتين.

وتجفيف السمك في الهواء الطلق لمدة ستة أسابيع أو أكثر يزيح عنه أغلب الرطوبة. ويستخدم التجفيف عادة مصحوبًا بالمعالجة بالملح أو التدخين.

في حالة المعالجة بالملح، أولاً يقطع المعالجون السمك قِطَعًا ويزيلون الرأس وعظم الظهر وبعد ذلك يغطى السمك بالملح الذي يزيل الرطوبة، وينتج عنه مزيج ملح يُسمّى محلول الملح، ثم يجفف السمك مالحًا أو مخللاً. في التجفيف بالملح يرشح المحـلول المالح ويعلق السمك ليجف، أما في حالة التخليل، فتخزن الأسماك في المحـلول المالح.

ولتدخين السمك يقوم المعالجون أولاً بقطع السمك ثم نقعه في المحلول المالح ثم يضعونه في فرن كبير حيث يجفف بالدخان والحرارة المنبعثين من رقائق الخشب المحترق ويستخدم المعالجون هذه الطريقة أساسًا لتحسين نكهة السمك.

التعليب يتضمن وضع السمك المقطع في أوعية معدنية أو زجاجية مُحكمة الإغلاق ثم طبخ المحتويات تحت الضغط حيث تقتل الحرارة المرتفعة والضغط البكتيريا مانعة بذلك تدمير البروتين.

معالجة السمك على الشاطئ تتم في موانئ الصيد. يقوم هؤلاء العمال في مصنع في
التجميد يمنع أيضًا نمو البكتيريا وتدمير البروتين. ويتم تغليف السمك المجمد بسرعة في أغلفة لا ينفذ إليها الهواء، أو تُغطَّى بطبقة خفيفة من الثلج وتُخزَّن في درجة حرارة تقارب 30°م تحت الصفر أو أقل. ويتم تحويل كثير من حصاد أسماك مثل القد والمفلطح إلى شرائح بدون عظم ويلي ذلك تجميده، وتُجمد الشرائح مجتمعة في كتل كبيرة من السمك ثم تصنع في شكل قضبان أو أصابع سمك أو تجُزأ بحجم الوجبة وتُكسَى بكسر الخبز، كذلك قد يُفرَم السمك قبل التجميد لعمل السوريمي وهي عجينة سمك غنية بالبروتين. وفي اليابان تستخدم السوريمي أساسًا لعمل فطيرة السمك، كما تستخدم في بلدان أخرى لعمل منتجات شبيهة بالمحار.

أساليب معالجة أخرى تُستخدم لإنتاج العلف والزيت من السمك، ويتم إنتاج هذه السلع الصناعية من أنواع سمك مثل البلم والهف والرنجة والمنهيدن والسردين. ولإنتاج العلف والزيت من السمك يقوم المعالجون أولاً بطبخ السمك بالبخار ثم يستخرجون منه ماء وزيتًا بطريقة العَصْر وتجفف المادة الصلبة الباقية وتطحن لتصبح علفًا، ويتم فصل زيت السمك من الماء في جهاز تدوير يُسمّى النابذة.

يضاف العلف السمكي إلى غذاء الماشية أو الحيوانات المُدَلَّلة، كما تغذى منه أسماك التروتة والسالمون المُرَبَّاة في المفارخ ويستخدم الصانعون زيت السمك لإنتاج سلع عديدة منها الغراء والصبغة والشحوم والحبر.

التسويق:

يمكن بيع السمك الطازج يوميًا في الموانئ القريبة من مناطق الصـيد، إلا أن بيـع السمـك ومنتجاته في الأسواق البعـيدة يعني معالجته أولاً لمنـع تلفـه.

يعمل أغلب معالجي السمك في موانئ السمك. ويبيع كثير من الصائدين محصولهم للمصانع في مزادات بعد العودة من رحلات الصيد، ويعتمد سعر المحصول على حجم المعروض من السمك في السوق والطلب عليه. ولا يعرف الصائدون مسبقًا ما سيجنونه من حصادهم، وإذا كانوا سيجدون مشترين أم لا. وقد أدت حالة عدم الاستقرار هذه إلى أن يُكوِّن الصائدون تعاونيات تسويقية تُمكِّن أعضاءها من أن يعرفوا، قبل أن يخرجوا للصيد، حجم ما سيصيدون وما يتوقع أن يجنوه منه. كذلك يتقدم الصانعون بطلبيات للتعاونيات التسويقية محددين الكمية التي يريدونها قبل رحيل الصيادين وفي نفس الوقت يتفق الجانبان على السعر الذي ينبغي دفعه للمحصول.

و يبيع الصانعون أغلب منتجاتهم السمكية لسماسرة السمك في المدن الكبرى ويبيع هؤلاء بدورهم المنتجات للمطاعم ومحلات الأسماك.

المحفاظة على المصايد

تموت أعداد لا حصر لها من الأسماك بأسباب طبيعية، أو تأكلها حيوانات تتصيّدها. ومع ذلك تستمر المصيدة الغنية في إنتاج محصول جيد طالما تمكن المخزون من التوالد بكثرة سنويًا. وتنبع المشاكل أساسًا من الإكثار من الصيد وتلويث المياه التي يعيش فيها السمك. وهدف الحفاظ على المصايد هو التحكم في النشاطات البشرية التي قد تخفض مخزون السمك بشدة.

النظم الحكومية:

لأغلب دول الصيد الرئيسية قوانين للحفاظ على حماية مواردها السمكية. وتكاد أن تكون كل الدول المُطلّة على البحر أسست سلطتها في مناطق الحفاظ على المصايد الممتدة بطول 200 ميل بحري (370 كم) من شواطئها. تهدف هذه المناطق لحماية صناعات القطر السمكية الساحلية بالتحكم في ما تحصده أساطيل البلدان الأخرى. وهذا يُمكّن بدوره الدولة من إصدار قوانين للمحافظة على المناطق المعنية.

بعض هذه النظم تضع حصصًا تحدد إجمالي المحصول الذي يمكن صيده من أنواع معينة من السمك في المصيدة وفي حالات قليلة تحدد عدد السفن التي يُسمح لها بالصيد في تلك المنطقة. وتحدد بعض القوانين الأخرى المناطق والتواريخ التي يُمكن الصيد فيها، كما يمكن تحديد أحجام وأنواع وسائل الصيد التي يمكـن استخدامهـا في المصايد.

كذلك يساعد التحكم في تلوث الماء على المحافظة على المصايد ويحد هذا التحكم من كمية المواد الضارة التي يمكن سكبها في المياه الداخلية والساحلية ؛ حيث إن مثل هذه المواد قد تقتل السمك أو النباتات والحيوانات التي يتغذى بها.

اللجان والاتفاقيات الدولية:

على مر السنين اتفقت دول الصيد على العمل معًا لإدارة موارد الصيد في المياه الدولية وتم تكوين لجان عديدة لحماية أنواع معينة من السمك أو كل الأنواع في منطقة معينة.

وتعمل أغلب اللجان الدولية المختصة بالحفاظ على المصايد بنهج مماثل. ويقوم العلماء من الدول الأعضاء أو من المنظمة نفسها بجمع الإحصائيات عن حجم المحصول وعمل بحوث تتعلق بمصائد معينة أو أنواع محددة من السمك. تجتمع هذه اللجان سنويًا لاستعراض هذه الدراسات ولعمل توصيات عن طرق إدارة الموارد السمكية وبعد ذلك يجب على كل دولة عضو أن تسن وتطبق قوانين مبنَّية على هذه التوصيات.

كذلك تقوم دول عديدة بعمل اتفاقيات ثنائية لإدارة الموارد السمكية في المياه الدولية حيث تتفق دولتان في ظل هذه الاتفاقيات على الاجتماع دوريًا لتبادل المعلومات عن المصايد المهمة للبلدين ولمناقشة إجراءت الحفاظ عليها.

البحث العلمي:

يتضمن البحث العلمي عدة نشاطات لتحسين محصول السمك. يقرر الباحثون الحد الأقصى لمحصول السمك الذي يمكن حصده سنويًا بدون الإضرار بالمخزون.

يعتمد الباحثون على سجلات السمك المصيد من المصيدة لمراقبة التغيُّرات في وفرة المخزون من سنة لأخرى، وبتحليل هذه السجلات يستطيع الباحثون تقرير ما إذا كان ينبغي الزيادة أو التقليل من الصيد.

يدرس العلماء آثار البيئة على التغيرات في وفرة السمك وأثر الصيد على الأنواع الأخرى. ويتغذى أغلب السمك بسمك آخر. فالدلافين والفقمة والطيور البحرية تفترس السمك، ويقلل الإكثار من صيد أنواع كالبلم والرنجة والسردين من الغذاء المتوفر للأنواع المفترسة. إلا أن الإكثار من صيد الأنواع المفترسة مثل سمك القد والسالمون والتونة يزيد عدد الفرائس.

يعمل بعض هؤلاء الباحثين لزيادة معدلات البقاء والنمو للسمك ويساعد مثل هذا البحث مزارعي الأسماك على وجه الخصوص. ولقد زادت موارد السمك تجاريًا بدرجة كبيرة في آسيا وأوروبا أساسًا. بالإضافة إلى ذلك يدرس بعض الباحثين أنواع السمك غير المَصِيد لتطوير منتجات وأسواق جديدة. وتسعى مثل تلك الجهود لزيادة الغذاء المتوفر عالميًا ولتشجيع الحفاظ على الموارد السمكية في نفس الوقت. ومن خلال تطوير موارد سمكية جديدة يُمكن أن يبقى محصول العالم ثابتًا، وربما زاد، بدون الإكثار من صيد مخزون سمك بعينه.

إختبر معلوماتك :

  1. أي أنواع السمك يوفره معظم الإنتاج التجاري العالمي من السمك؟
  2. لماذا تعتبر الأسماك غذاءً قيمًا؟
  3. ماذا يقصد بتقليب المياه؟ وكيف يساعد ذلك في زيادة نمو عدد السمك في منطقة ما؟
  4. كيف تختلف طريقة التعاونية التسويقية لبيع السمك المقبوض عن طريقة المزاد؟
  5. ما المزارع السمكية؟
  6. ما الدول الرئيسية في صيد السمك؟
  7. ما شبكة السينة ؟ وكيف تعمل؟
  8. كيف يؤثر الإكثار من صيد نوع معين من السمك على عدد السمك من نوع آخر؟
  9. ما علف السمك وزيت السمك؟ وفيم يستخدمان؟
  10. كيف تساعد مناطق الحفاظ على المصايد في الحفاظ على السمك؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية