الرئيسيةبحث

الرنجة ( Herring )



رنجة المحيط الهادئ التي تعيش في المياه الشمالية.
الرِّنجة من أهم أسماك الغذاء في العالم. تنتمي إلى فصيلة الرِّنجة، التي تضم أيضًا الشابل والسردين، والألوايف. وتوجد الرِّنجة، على سواحل البحر في المناطق المعتدلة، والباردة شمالي المحيطين الهادئ والأطلسي، وفي البحيرات الداخلية. وتعتبر رنجة المحيط الأطلسي، من أكثر الأنواع التي توجد بأعداد ضخمة، بين جميع الحيوانات الفقارية. وقد كان لصيد الرِّنجة الجائر في بحر الشمال، في السبعينيات من القرن العشرين، أثر كبير تمثل في النقص الكبير في سلالات الأسماك، التي كانت تربيتها تتمُّ وقتئذ. ولتغطية هذا النقص، اتّخذت بعض الدول الإجراءات اللازمة، لتقييد صيد الرِّنجة في مياه بحر الشمال. وبحلول التسعينيات من القرن العشرين، بدأت تزداد كميات الرِّنجة.

القيمة الغذائية لسمك الرنجة

المظهر والعادات:

تُعد الرنجة من الأسماك المكتملة الشكل، وتتميز بقشورها الرقيقة ذات اللون الأخضر الضارب إلى الزرقة، وإلى اللون الأسود الرمادي من أعلى. أما من الجانبين فلونها فضي، كما أنها تتميز بلونها الأبيض من أسفل. وكل من فكي الرنجة، به أسنان صغيرة. وتُعد القشريات الصغيرة، المصدر الرئيسي لغذاء الرِّنجة، وتسبح الملايين من أسماك الرِّنجة في أسراب، بالقرب من سطح الماء، في مساحات تتراوح بين 15 و50كم².

وتقضي الرِّنجة، بعضًا من وقتها في المياه العميقة، ثُمّ تهاجر إلي المياه الضحلة، على الساحل، حيث تضع بيضها. وتضع الأنثى مايقرب من 20,000 إلى 185,000 بيضة، حسب حجمها. ويهبط البيض إلى القاع، حيث يغطي الأعشاب البحرية والصخور. وبعد عدة أسابيع يفقس البيض. وعلى الرّغم من أعداد البيض التي تضعها الرِّنجة، إلا أن القليل من صغارها يعيش حتى يكبر. وهناك أعداء كثيرون للرِّنجة، فسرطان البحر، وبعض الأسماك مثل الحدوق، يأكل الكثير من بيض الرنجة وصغارها. وكذلك أسماك أخرى منها القد والسالمون والتونة والدلافين والطيور البحرية مثل الأطيش كلها تأكل الرنجة المكتملة النمو.

صيادو الرِّنجة وهم يجلبون صيدًا وفيرًا من المحيط الأطلسي. وتعتبر الرِّنجة من أهم أسماك الغذاء في العالم.

الصيد التجاري للرنجة:

يكتشف بعض الصيادين أفواجًا كبيرة من الرنجة، وذلك بمتابعتهم للطيور البحرية التي تحلق فوقها، أو بوساطة الضوء، أو البر يق الناتج عن الرنجة السابحة في مياه البحر. وتكتشف بعض القوارب، أفواج الرنجة بوساطة أجهزة مشابهة لتلك المستخدمة في اكتشاف الغواصات، أثناء الحرب.

تصاد الرِّنجة عادةً بشباك كبيرة. وتذهب مجموعة من الصيادين إلى المنطقة التي تُشاهد فيها الرِّنجة بأعداد كبيرة، وينشرون شباكهم. بعد ذلك، يُجدِّف الصيادون، على طول حوافي الشبكة في قوارب صغيرة، ويجبرون هذه الكميات من الأسماك على الاقتراب من المركز. ثم يتقدم بعد ذلك قارب الصيد، ويرتفع آلاف من الرِّنجة إلى الشبكة، ويلقى بها في القارب. ويصاد حوالي 2,3 مليون طن، من سمك الرِّنجة كل عام. وتتصدر النرويج وكندا والسويد والدنمارك وآيسلندا جميع الدول في أعداد الرنجة التي يتم صيدها في المحيط الأطلسي، بينما تصيد روسيا والولايات المتحدة الأمريكية أعدادًا كبيرة من الرنجة في المحيط الهادئ.

الاستخدامات:

يُجمد الكثير من الرِّنجة،ثم تستخدم طعمًا في مصايد الهلبوت والقد. كذلك تستخدم أسماك الرنجة في صناعة السماد. وتستخدم الزيوت المستخلصة منها، في تشحيم الآلات، والأغراض الأخرى.

وتعتبر الرنجة في كثير من أنحاء العالم، بمثابة الغذاء المحبب للناس. سواء أكانت مخللة، أم مشوية، أم طازجة. وتُعرف الرنجة، التي تعالج بالملح، باسم الرنجة المملحة المشوية. أما الرنجة التي تجهز بنفس الطريقة، ولكنها مشطورة، ومنظفة، فتسمى الرنجة المقددّة. وتباع صغار الرنجة غالبًا بوصفها بلمة. وتُوضع الرِّنجة المخللة، في ماء مملح، وفي بعض الأحيان مع البصل والتوابل. وهي تباع مستديرة أو مشطورة وتُملّح الرنجة المستديرة كاملة، أما الرنجة المشطورة فتنزع منها الخياشيم، والقلب، وأجزاء أخرى منها. وتُعتبر الرِّنجة غذاء شعبيًا محبّبًا خصوصًا في الدول الإسكندينافيّة.

★ تَصَفح أيضًا: السردين.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية