الرئيسيةبحث

اللؤلؤ ( Pearl )



اللؤلؤة تتكون داخل صدفة المحارة .
اللؤلؤ جوهرة من أثمن الجواهر. ويعد اللؤلؤ الكبير المُتقن الشّكل من أثمن الأحجار الكريمة من حيث القيمة. ويختلف اللؤلؤ عن بقية الجواهر الأخرى، حيث تُعد معظم الجواهر معادن، تُستخرج من المناجم تحت سطح الأرض. إلاّ أن الّلؤلؤ يتكوّن داخل أصداف المحار. وتكون الجواهر المعدنية صلبة وتعكس عادة الضوء، بينما اللؤلؤ لين نوعًا، ويمتص بعض الضوء كما أنه يعكسه أيضًا.


كيف يتكون اللؤلؤ

تكون اللؤلؤ تبدأ اللؤلؤة بالتكون عندما تدخل حبيبة غريبة إلى داخل الصدفة. وعلى مدى سنوات، تغطي المحارة الحبيبة بطبقات رقيقة عديدة من مادة تسمى عرق اللؤلؤ مكونة بذلك اللؤلؤة .
يُكوِّن المحار والرخويات الصانعة للصدف مادة خاصة تُسمى عِرْقَ اللؤلؤ، تبطّن الجوانب الداخليّة للأصداف، وتُسمّى الطبقة اللؤلؤية وتكون لماعة غالبًا وتكونها خلايا من عضو لحمي من الجسم يُسمّى الرداء أو المعطَف. وعند دخول قطعة صغيرة من الصدف أو طفيلي صغير إلى جسم الحيوان الرخوي، تبدأ خلايا المعطف بالعمل. وتغطي الخلايا هذا الجسم الغريب بطبقات من عرق اللؤلؤ. كما تُبنى حوله طبقات متتابعة دائريّة من عرق اللؤلؤ، حتى يُحاط الجسم الغريب بمادة شبيهة بالصّدف مكوّنة بذلك اللؤلؤة.

وللؤلؤة لمعان ولون بِطانة صدفة الرّخويّات، إلاّ أنّ قليلاً من الرخويّات المكوّنة للصدف، تنتج عرق اللؤلؤ ذا اللون الجميل الذي هو أساس اللؤلؤ الثمين. ويتميز المحار وبعض الرخويات الأخرى في البحار الاستوائية، بإنتاج اللآلئ القيمة.

وُينتج بعض أنواع بلح البحر، التي تعيش في الأنهار لؤلؤًا ثمينًا. أما البطلينوس والمحار الذي يُؤكل، فأصدافه شاحبة ؛ مما يجعل لؤلؤها عديم اللّمعان. ولهذا ليس لها قيمة بوصفها مجوهرات.

خواص اللؤلؤ

تجارة اللؤلؤ اشتهرت بها البحرين.
الأشكال التي يمكن أن تصنع بها اللآلئ تتعدد لاستخدامها حليًا للنساء، وأشهرها مايأتي على شكل عقود وقلائد وأقراط.
عندما تُقطع اللؤلؤة نصفين وتفحص تحت المجهر يمكن مشاهدة الطبقات. ولأن الطبقات متحدة المركز ( تكونت على شكل دوائر كاملة حول مادة مركزية)، فإن اللؤلؤة المنصَّفة تشابه شريحة من البصل. وتتكون الطبقات من بلورات صغيرة من مادة معدنية تُسمى أراجونيت، أحد أشكال كربونات الكالسيوم. وتثبت هذه الطبقات في مكانها بمادة شبيهة بالغضروف تُسمى كُنكيولن. وتتداخل البلورات الدقيقة، ويحلل أي ضوء يسقط عليها إلى ألوان قوس قُزح. ويضفي هذا على اللؤلؤ تقزحه اللوني، الذي يسميه الجواهريون بالتألق.

ولا يكوِّن المحار والبطلينوس، ومعظم المحار القابل للأكل عادة لؤلؤًا جميلاً، وذلك لأنّ بلورات الأراجونيت فيها كبيرة جدًا. وبالرغم من أن اللؤلؤ، قد يكون ذا لون زهريّ أو أبيض أو بنفسجي جميل إلاّ أنه غير متقزّح لونيّاً.

اللون:

قد يكون اللّؤلؤ الشرّقي ملونًا. وقد سمِّي بهذا الاسم لتقزحه اللوني وليس لكونه مجتلبًا من الشرق.

وقد يكون لون هذه اللآلئ أسود، أو قرنفليا، أو زهريّاً، أو برتقاليّا، أو ذهبيا، أو أصفر شاحبًا أو أبيض. واللؤلؤ الأسود ـ هو حقيقة ـ ذو لون رماديّ قاتم، وهو من أكثر اللآلئ قيمة.

الشكل:

يعتبر شكل اللؤلؤ معادلاً في أهميته للونه، ويعد اللؤلؤ كروي الشكل المناسب للقلائد من أثمن الأنواع. ويتبعه من حيث القيمة اللؤلؤ الذي يتخذ شكل الزِّر وشكل القَطرة. تُستخدم عادة هذه أقراطًا. تكون الأزواج المتماثلة من هذا اللؤلؤ أكثر قيمة من الأزواج غير المتماثلة. ويسمى اللؤلؤ ذو الشكل غير المنظم الباروكي. وهذه الأشكال أقل قيمة من غيرها. للؤلؤ الذي يصنع من قبل الحلزونة المسماة أذن البحر ألوان وبريق بديع إلا أنه غالبا ما يكون غير متناسق.

التشوهات:

يعتبر اللؤلؤ الكامل واللؤلؤ ذو العيب الواحد من أكثر اللآلئ قيمة. يمكن إزالة العيب أحيانا من اللؤلؤ إذا لم يكن موقعه عميقًا جدًا. يستطيع العمال المتدربون خصيصا لهذا الهدف، أي القشاطون، قشط الطبقات المشوهة بكل عناية ؛ لتصبح اللؤلؤة أصغر حجما بعد إزالة العيب، إلا أنها تصبح كاملة الاستدارة. تكون مثل هذه اللؤلؤة أكثر قيمة من اللؤلؤة الأصلية الكبيرة ذات العيب.

مماثلة اللؤلؤ:

تؤدي عملية مماثلة اللؤلؤ لعمل زوج أو قلادة منها إلى رفع سعر القطعة المكمِّلة لأكثر من التكلفة الإجمالية لكل حبة لؤلؤة منفردة. يجب أن تكون كل لؤلؤة مضافة شبيهة في تألقها ولونها بالحبات الأخرى وأن تكون بحجم الحبات الأخرى نفسها، كما يجب أن لا تحتوي على أكثر من تشوه صغير واحد. يكون التشوه الواحد مقبولاً، وذلك لأنه يمكن حفر اللؤلؤة في مكان التشوه عند تجهيزها. وقبل البدء في عملية زراعة اللؤلؤ، كانت عملية تعبئة عقد واحد بلؤلؤ متماثل، تستغرق ربما سنوات عديدة.

القيمة:

تتحدد تكلفة اللؤلؤ المباع بكميات كبيرة بالوزن. وتتحدد قيمة اللؤلؤة في قطعة معينة من الجواهر، بحجمها ولونها وبريقها. ويكلًَّف اللؤلؤ المتماثل في قلادة على سبيل المثال، أكثر من القيمة الإجمالية للحبات، كل على انفراد.

لآلئ الخليج ترجع شهرتها إلى عصور الحضارات القديمة. وقد شغلت عملية البحث عن اللؤلؤ والاتجار به جميع أوجه الحياة الاقتصادية والمعيشية في الخليج. تصنيف اللؤلؤ الفني يتسم بدرجة كبيرة من التخصص، حسب معايير فنية يعرفها أرباب المهنة ويشمل وضع اللؤلؤ في المحارة وحجمها ولونها وشكلها ونوعها وجمالها.

أنواع اللؤلؤ

اللؤلؤ الطبيعي:

كان الخليج العربي، قرب دولة البحرين، وحتى الأربعينيات من القرن العشرين المكان الرئيسي الذي يعثر فيه على محار اللؤلؤ. تقع مواطن أخرى لمحار اللؤلؤ الطبيعي في جنوب المحيط الهادئ. يجب جمع الآلاف من المحار للحصول على كمية صغيرة من اللؤلؤ. ولهذا السبب فإن تكلفة اللؤلؤ تكون عالية. يُجمع القليل من اللؤلؤ الطبيعي لاستعماله في الحلي، حاليًا، وذلك لأن زراعة اللؤلؤ المستنبت تنتج لؤلؤًا أقل قيمة.

اللؤلؤ الطبيعي من الخليج العربي قرب البحرين، ذو قيمة عالية مقارنة باللؤلؤ المستنبت. وتصنع منه الحلي والعقود الراقية. المسحنة تستخدم لطحن السحتيت من اللؤلؤ الذي لا يمكن بيعه لصغر حجمه، وذلك للأغراض العلاجية.
أحد الطواويش من تاروت، بالسعودية، الذين عاصروا فترة ازدهار الغوص وتدهوره. تثقيب اللآلئ عملية دقيقة للغاية. في الصورة أحد المتخصصين يقوم بتثقيب اللآلئ لتنتظم بعد ذلك في عقد جميل.

اللؤلؤ المستنبت:

هو لؤلؤ حقيقي، يصنع من المحار ولا يمكن تمييزه عن اللؤلؤ الطبيعي، إلا بفحوص تُجرى في المختبرات.

يكون الجسم المركزي الذي تُبنى حوله الطبقات في اللؤلؤ المستنبت أكبر حجمًا مما هو في اللؤلؤ الطبيعي. كما أن للؤلؤ المستنبت طبقات أقل عددًا ولكنها أكبر سُمكًا، وكلما زاد سمك الطبقات زادت قيمة اللؤلؤة.

أنتج اللؤلؤ المُستَنْبَت لأول مرة بإدخال خرزة مكونة من أم اللآلئ ـ عرق اللؤلؤ المفرز من قِبَل بعض أنواع البطلينوس والمحار غير الصالح للأكل، في محارة. ★ تَصَفح: أم اللآلئ.

أدخلت أيضا كمية صغيرة من نسيج المِعطَف المتكون من محارة أخرى. لقد طورت الطريقة من قبل كوكيشي ميكيموتو الياباني وذلك في أوائل القرن العشرين. لقد نجحت هذه الطريقة بدرجة جعلت تجارة اللؤلؤ المُستنبت، أكبر بكثير من تجارة اللؤلؤ الطبيعي. يُنتج معظم اللؤلؤ المُستنبَت حاليا في اليابان. ولإنتاج لؤلؤ مُستنبت، يُزرع المحار الصغير في مضاجع محار منتقًى بعناية. تؤخذ المحارات، بعد ثلاث سنوات، من المضاجع إلى أماكن إنتاج خاصة. يفتح صدف المحار هناك من قبل أناس متدربين ؛ ليضعوا حبيبة صغيرة من عرق اللؤلؤ أو صدف بلح البحر. يَضَع العمال بعد ذلك المحار في أقفاص سلكية لحمايتها من الأعداء. وتعلق بوساطة خشب الطوق، وتنزل في ماء هادئ محمي على جانب الشاطئ.

يرفع المسؤولون الأقفاص مرتين في السنة، ويزيلون من المحار عشب البحر وبعض الحيوانات البحرية التي تعلق بها. يسجل نمو المحار والعناية التي تقدم إليه على بطاقات فلزية مثبتة على الأقفاص. وبعد مرور مدة تتراوح مابين سنة وثلاث سنوات على إدخال الحبيبات أو النسيج، تُؤخذ المحارة من القفص وتُفتح صدفتها. وتوجد لؤلؤة واحدة ثمينة في كل عشرين محارة يتم فتحها تقريبا. تغسل اللؤلؤة، وتهذب وتُلمَّع قبل إرسالها إلى السوق.

اللؤلؤ المقلد:

يحضر بطريقة التصنيع، حيث يغطي المصنِّعون حبات الزجاج بمادة تعرف بروح اللؤلؤ، وهي سائل ذو لون أصفر شاحب، يستخلص من حراشف الأسماك. وتُزود حراشف الرّنجة عادة المكوِّنات الرئيسية لها. ويمكن التعرف على اللؤلؤ المقلد بوساطة الحاشية غير الثابتة من روح اللؤلؤ الجاف حول الثقوب. ويمكن عادة مشاهدة جزء بسيط من الزجاج الذي لم يُغط بروح اللؤلؤ عند هذا الموقع.

العناية باللؤلؤ

يستخدم تجار اللؤلؤ منخلا خاصًا مكونًا من سبعة آنية نحاسية تعرف باسم (الصوس) لتحديد أحجام اللؤلؤ وفرزها تباعًا.
يخدش اللؤلؤ بسهولة لليونته بوساطة الجواهر الصلبة مثل الماس. ويجب أن يُحفظ اللؤلؤ بعناية بعيدا عن الاحتكاك بالجواهر الأخرى. تغلف حبة اللؤلؤ مادة عضوية تسمى كنكيولين. تجفّ هذه المادة مع الزمن كما يمكن للحرارة أن تحللها. وتذوب بلورات الأراجونيت المُكوِّنة لطبقات عرق اللؤلؤ بسهولة في الحموض. ويجب غسل وتجفيف الجواهر المصنوعة من اللؤلؤ بعناية بعد لبسها.


المصدر: الموسوعة العربية العالمية