الرئيسيةبحث

جنوب إفريقيا ( South Africa )



كيب تاون العاصمة التشريعية لجنوب إفريقيا وأقدم مدينة فيها. وهي تقع في أسفل جبل التيبل. أسسها الهولنديون سنة 1652م مركزًا لتموين سفن شركة الهند الهولندية الشرقية
جنوب إفريقيا دولة إفريقية تُعَد الأغنى والأكثر تنمية بين دول إفريقيا، وتغطي مساحتها 4% من مساحة قارة إفريقيا، في حين أن سكانها يشكلون نحو 6% من سكان القارة. وتنتج نحو 40% من البضائع الصناعية في إفريقيا وحوالي 50% من المنتجات التعدينية، وحوالي 20% من الإنتاج الزراعي. وتشكل الطاقة الكهربائية المستغلة نحو 50% من طاقة إفريقيا، وتمتلك حوالي 40% من عدد السيارات، ونحو 50% من عدد الهواتف في القارة.

تقع دولة جنوب إفريقيا في الطرف الجنوبي من القارة على المحيط الهندي شرقًا وعلى المحيط الأطلسي غربًا. وتبلغ مساحتها ضعف مساحة فرنسا. وكانت جنوب إفريقيا حتى عام 1994م تتكون من أربع مقاطعات ـ مقاطعة الكاب التي تسمى مقاطعة رأس الرجاء الصالح، ومقاطعة ناتال، وولاية الأورانج الحرة، ثم مقاطعة ترانسفال. وفي عام 1994م، استبدل بهذه المقاطعات الأربع تسع مقاطعات: الكاب الشرقية، ترانسفال الشرقية، كوازولو ـ ناتال، الكاب الشمالية، ترانسفال الشمالية، المقاطعة الشمالية الغربية، ولاية الأورانج الحرة، بريتوريا ـ ويتواترزراند ـ فرينيجينج، الكاب الغربية. وفي نهاية عام 1994م، تغير اسم مقاطعة بريتوريا ـ ويتواترزراند ـ فرينيجينج إلى مقاطعة جوتنج. وفي عام 1995م، أطلق على مقاطعة الترانسفال الشمالية اسم المقاطعة الشمالية وعلى الترانسفال الشرقية اسم مبمالانجا وعلى ولاية الأورانج الحرة اسم الولاية الحرة. وتوجد في جنوب إفريقيا ثلاث عواصم: العاصمة التشريعية، هي مدينة كيب تاون، والعاصمة الإدارية وهي بريتوريا وتتجمع فيها إدارات الحكومة والوزارات، والعاصمة الثالثة هي مدينة بلومفونتين ؛ وبها كافة الهيئات القضائية.

وتعتبر مدن جوهانسبرج وكيب تاون وديربان من كبريات المدن الحضرية، ويعيش ضمن المنطقة الحضرية لمدينة كيب تاون الكبرى عدد أكبر من السكان مقارنة بمنطقة جوهانسبرج، في حين أن مساحة جوهانسبرج أكبر من مدينة كيب تاون. وتعتبر جوهانسبرج أكبر مدينة سكانية في جنوب إفريقيا.

تتغير مناظر سطح الأرض بجنوب إفريقيا بشكل مثير ؛ فهناك الهضاب العالية الممتدة على مدى البصر، والجبال الشاهقة والأودية العميقة. وتمتد الشواطئ ذات المناظر الجميلة على امتداد الساحل. وبالإضافة إلى هذه المناظر، فإن في معظم أنحاء جنوب إفريقيا مناخًا معتدلاً مشمسًا وتنمو على الساحل بعض الفواكه الاستوائية وشبه الاستوائية مثل الموز والمانجو والبرتقال.

وتُعد جنوب إفريقيا من أكبر الدول المنتجة للذهب، والأسبستوس، والفحم الحجري، والنحاس، والحديد، والمنجنيز، والبلاتينيوم، واليورانيوم. كما أن الزراعة تنتج ما يحتاجه السكان. إن ما تنتجه البلاد من معادن وزراعة يوفر كل الخامات الأولية المطلوبة للصناعة. وتنتج جنوب إفريقيا منتجات صناعية مختلفة مثل: الملابس، والغذاء، والآلات، والبضائع الصناعية الأخرى.

ينقسم السكان إلى أربع مجموعات عرقية حسب القوانين التي كان يعمل بها منذ 1948م إلى 1991م. وتلك المجموعات هي: 1ـ السود 2ـ البيض 3ـ الملوّنون 4ـ الآسيويون.

ألغت الحكومة سنة 1991م قانونًا قسَّم السكان على أساس عرقي، ولكن ظلت التقسيمات العنصرية تؤدي دورًا في حياة السكان في جنوب إفريقيا. وبموجب الدستور المؤقت، ألغت الحكومة التمييز العنصري عام 1993م.

وتُعدّ دولة جنوب إفريقيا من الدول القليلة في العالم من حيث سيطرة الأقلية العنصرية على الأغلبية. فنجد البيض يسيطرون على البرلمان الذي يستصدر القوانين، ولم يُسمَح للسود بالتصويت حتى نهاية الثمانينيات من القرن العشرين. وقد عملت السياسة الحكومية على عزل المجموعات السكانية عن بعضها سياسيًا واجتماعيًا. وتسمى هذه السياسة التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا. ومنذ عام 1991م بدأت الدولة تُغيِّر من تلك السياسة، من أجل توحيد السكان.

وقد قامت معظم دول العالم بانتقاد سياسة جنوب إفريقيا، ورفضت الأمم المتحدة سياسة الفصل العنصري، وقطعت الكثير من دول العالم علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع جنوب إفريقيا. ومنذ ثمانينيات القرن العشرين بدأ بعض البيض يطالبون بمنح السود حق التصويت، وضرورة إلغاء سياسة التفرقة العنصرية. وبعد أن تخلت حكومة جنوب إفريقيا عن سياسة التمييز العنصري، استأنفت معظم الدول علاقاتها التجارية معها، كما سمح لها بالاشتراك في المنافسات الرياضية العالمية. وفي عام 1992م شارك رياضيو جنوب إفريقيا في الألعاب الأوليمبية لأول مرة منذ 1960م.

وفي عام 1992م، صوت البيض في استفتاء عام بالإيجاب طالبين بذلك من الحكومة المضي قدمًا في تبني ديمقراطية غير عنصرية. وفي العام التالي ألغت الأمم المتحدة كافة القيود التجارية مع جنوب إفريقيا. وفي عام 1994م أجريت بجنوب إفريقيا أول انتخابات ديمقراطية اختارت حكومة غير عنصرية.

نظام الحكم

جنوب إفريقيا جمهورية برلمانية. وقد تم اختيار برلمانها في أبريل 1994م، بعد أن أقيمت أول انتخابات عامة شارك فيها كل سكان جنوب إفريقيا البالغين. ينتخب أعضاء البرلمان رئيس البلاد الذي يترأس الحكومة ويصنع سياساتها وينفذها ويؤدي واجبات الدولة الشرفية. كان البيض يسيطرون على الحكومة في جنوب إفريقيا ويمارسون سياسة التفرقة العنصرية. وفي عام 1993م، أجازت الحكومة الانتقالية مشاركة أحزاب غير البيض في العمل السياسي. وفي نفس العام، أجاز 21 حزبًا مسودة الدستور الذي أقر حكم الأغلبية. وفي أبريل 1994م، أقيمت أول انتخابات غير عنصرية، وتم تشكيل حكومة جديدة.

الدستور:

أجاز برلمان جنوب إفريقيا دستورًا مؤقتًا، خلال دورة خاصة للبرلمان عقدت في ديسمبر 1993م. أقر الدستور نظامًا ديمقراطيًا تعدديًا ينأى عن العنصرية في ظل دولة موحدة. وقد حوى الدستور 14 فصلاً، إلا أن المحكمة الدستورية رفضت إجازة الدستور في سبتمبر 1996م، بسبب عدم توافقه في بعض فصوله مع المبادئ الدستورية وردته إلى المجلس الوطني. وبعد تعديله أقرت المحكمة الدستورية الدستور الجديد في ديسمبر 1996م. وكان من أهم ما أقره الدستور وجود حكومة وحدة وطنية لمدة خمس سنوات تشارك فيها جميع الأحزاب التي حصلت علي العدد المطلوب في البرلمان الجديد.

الهيئة التشريعية:

تتكون الهيئة التشريعية (البرلمان) من مجلسين: المجلس الوطني وبه 400 مقعد، ومجلس المقاطعات الوطني الذي يعمل على تلبية احتياجات المقاطعات المحلية التشريعية. وتنتخب كل مقاطعة 10 أعضاء للمجلس. وتحدد نسبة كل حزب في المجلس التشريعي للمقاطعة عدد أعضاء الحزب الذين سيمثلون المقاطعة في مجلس المقاطعات الوطني. ويضمن نظام التمثيل النسبي الذي تتبعه حكومة جنوب إفريقيا في الانتخابات حصول الأحزاب الصغيرة على مقاعد في البرلمان.

مباني برلمان جنوب إفريقيا في كيب تاون يعود تاريخها إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر، وتضم مكتبة ومتحفًا.

المحكمة الدستورية:

أقوى الأجهزة نفوذًا. وتتكون من أحد عشر عضوًا، ويعين رئيس الجمهورية رئيس المحكمة الدستورية. تكفل المحكمة الدستورية حماية المواطن من سوء استخدام السلطة بوساطة الدولة.

الرئيس:

ينتخب المجلس الوطني رئيس البلاد في أول اجتماعاته ويعمل الرئيس على توفير أقصى درجات التعاون بين الأجهزة الحكومية المختلفة. يترأس الرئيس مجلس الوزراء ويكون مسؤولاً أمام البرلمان. ويتكون مجلس الوزراء الذي ينتمي أعضاؤه إلى أحزاب مختلفة من 27 وزيرًا. ويحق لكل حزب سياسي يحصل على عشرين مقعدًا فأكثر في المجلس الوطني تولي حقيبة وزارية.

ويحكم كل مقاطعة من المقاطعات التسع مجلس تشريعي يتكون من 30 إلى 80 عضواً. وينتخب أعضاء المجلس التشريعي حاكم المقاطعة.

الأحزاب السياسية:

يعتبر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أكبر أحزاب جنوب إفريقيا السياسية. فقد حصل على 252 مقعدًا من أصل 400 مقعد بالمجلس الوطني في انتخابات عام 1994م. وحصل الحزب الوطني على 82 مقعدًا، بينما حصل حزب أنكاثا على 43 مقعدًا. وفي عام 1996م، انسحب الحزب الوطني من حكومة الوحدة الوطنية وأصبح حزبًا معارضًا. ومن الأحزاب الأخرى التي حصلت على مقاعد في المجلس الوطني عام 1994م: الحزب الإفريقي النصراني الديمقراطي ؛ الحزب الديمقراطي ؛ جبهة الحرية ؛ حزب المؤتمر الإفريقي.

وفي انتخابات عام 1999م، حصل حزب المؤتمر الوطني على 266 مقعدًا، والحزب الديمقراطي على 38 مقعدًا، وحزب أنكاثا على 34 مقعدًا، بينما حصل الحزب الوطني، الذي كان يحكم جنوب إفريقيا إبان التفرقة العنصرية، على 28 مقعدًا.

القوات المسلحة:

تشكلت قوات الدفاع الوطني لجنوب إفريقيا في 27 أبريل 1994م. وتكونت وحدات الجيش الجديدة من الأفراد الذين كانوا يعملون في قوات دفاع جنوب إفريقيا والجناح العسكري لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، وجيوش أوطان الأفارقة التي تكونت إبان ممارسة سياسة الفصل العنصري. وتتكون قوات الدفاع الوطني من الجيش والقوات الجوية والقوات البحرية والخدمات الطبية. قدر عدد أفراد الجيش عام 1994م بنحو 100,000 جندي. ثم بدأت الحكومة في تقليص حجم الجيش بعد نجاحها في إرساء قواعد الديمقراطية غير العنصرية. والعمل في صفوف القوات المسلحة ليس إلزاميًا.

المحاكم:

السلطة القضائية مستقلة تمامًا في جنوب إفريقيا. ويعين رئيس البلاد رئيس المحكمة العليا بعد استشارة لجنة الخدمات القضائية التي تتكون من 18 عضوًا ومجلس الوزراء. وهناك لجنة لحقوق الإنسان تتكون من 11 عضوًا.

السكان

السود يكونون أكبر مجموعة بين سكان جنوب إفريقيا ويعيش حوالي نصفهم في المدن أو قريبًا منها، مثل هؤلاء السود الذين يسكنون حي سويتو وهي منطقة تدخل ضمن مدينة جوهانسبرج. ويعيش النصف الآخر من السود في مناطق سكناهم الأصلية.

عدد السكان والأصول:

يبلغ عدد السكان 40,952,000 نسمة. يعيش أكثر من نصفهم في المدن، ويوجد أكثر من خمس مدن يزيد عدد سكان كلٍ منها على نصف مليون نسمة، وهي مدن كيب تاون، وجوهانسبرج وديربان وسويتو وبريتوريا. كما يوجد أكثر من إحدى عشرة مدينة يزيد عدد سكان كل منها على 100,000 نسمة.

يقسم السكان في جنوب إفريقيا إلى أربع مجموعات عرقية يمكن ترتيبها من حيث الأهمية العددية إلى السود والبيض والملونين والآسيويين، إلا أنه لا توجد مجموعة نقية، حيث تتعدد حالات الاختلاط لدى كل مجموعة. وأثناء فترة التفرقة العنصرية كان الأشخاص يُصنَّفون بناء على مظهرهم.

السود يبلغ عددهم نحو 31,5 مليون نسمة يمثلون نحو 77% من مجموع السكان. وقد قدم أسلافهم من الشمال إلى شرقي جنوب إفريقيا بين القرنين الثاني والحادي عشر الميلاديين. ويشكل الزولو أكبر مجموعة قبلية تليهم مجموعة الكوهسا. ويشكل السوتو والتسوانا المجموعتين الثالثة والرابعة من الناحية العددية.


الاتجاه السكاني
ويمثل البيض الذين ينحدرون من أصول أوروبية نحو 11% من مجموع السكان. يتحدث نحو 60% منهم اللغة الأفريكانية بوصفها اللغة الأم. وكان أسلافهم قد قدموا من هولندا وألمانيا وفرنسا بين القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين. ويتحدث معظم الباقين الذين ينحدرون من أصول أوروبية اللغة الإنجليزية.

ويمثل الملونون الذين ينحدرون من أصول عرقية مختلفة 9% من مجموع سكان البلاد ويتحدث معظمهم اللغة الأفريكانية. وينحدر نحو 3% من السكان من أصول آسيوية قدم أسلافهم من الهند بين عامي 1860 - 1991م.

اللغات:

في جنوب إفريقيا 11 لغة رسمية هي: الأفريكانية والإنجليزية والنديبيل والكوهسا والزولو والسوتو الجنوبية والسوتو الشمالية والتسوانا والسوازي والفندا والسانجان ـ تسونجا. ويتحدث بلغة الزولو نحو 8,25 مليون نسمة بينما يتحدث 6,5 مليون نسمة بلغة الكوهسا، وتأتي اللغة الأفريكانية في المرتبة الثالثة إذ يتحدث بها نحو 5,5 مليون نسمة ويفهم اللغة الإنجليزية السواد الأعظم من السكان. وتطبع الوثائق الحكومية بلغتين على الأقل من اللغات الرسمية. وقد دخلت الإنجليزية البلاد عام 1820م مع وصول المستوطنين البريطانيين الرواد إلى جنوب إفريقيا. وتطورت اللغة الأفريكانية من اللغة الهولندية وامتزجت بها بعض الكلمات من اللغات الأوروبية الأخرى والآسيوية والإفريقية.

الفلاحون في عرض لبيع الأغنام. تربية الأغنام من الأعمال المهمة في القطاع الجنوبي الغربي في جنوب إفريقيا.

أنماط المعيشة:

تعكس أنماط المعيشة في جنوب إفريقيا التباين الكبير في البيئات الثقافية التي جاء منها سكان البلاد. وبعد أن شهدت تسعينيات القرن العشرين إرساء قواعد الديمقراطية غير العنصرية في جنوب إفريقيا، بدأت أعداد كبيرة من المواطنين تعمل على إزالة الخلافات التي أفرزتها سياسة الفصل العنصري. فقد ظلت جنوب إفريقيا تبحث عن هوية جديدة تجمع شعوبها في دولة واحدة خالية من الحواجز العرقية. وقد عبر الرئيس نلسون مانديلا عن ذلك بقوله: ¸نريد دولة قوس قزح تعيش في سلام مع نفسها ومع العالم·.

ورغم أن كثيرًا من السكان ينشد العيش في ظل دولة موحدة غير عنصرية، إلا أن بعضهم ظل ينادي بالانفصال عن جنوب إفريقيا وتشكيل حكومة مستقلة عنها مثل بعض جماعات الزولو الذين يعيشون في منطقة كوازولو-ناتال والبوير الذين يتحدثون الأفريكانية.

المناطق الحضرية. توجد في جنوب إفريقيا جماعات من السكان الحضريين ذوي الثقافات المتعددة. وتختلف المستويات المعيشية في المدن بدرجة كبيرة. فرغم أن بعض السكان يتمتع بمستوى معيشي مرتفع، إلا أن معظمهم يعيشون في مساكن ذات مستوى منخفض.

الكثافة السكانية. تعتبر مناطق كيب تاون وديربان والشريط الساحلي وجوهانسبرج ومدن مقاطعة جوتنج أكثر المناطق ازدحامًا بالسكان في جنوب إفريقيا.
وبسبب سياسة الفصل العنصري السابقة فقد سكن السود في مدن خصصت لهم خارج المدن الكبرى. فكان على العمال الأقل أجرًا قطع مسافات طويلة للوصول إلى أعمالهم. وعندما تم إلغاء قانون الفصل العنصري اندفعت أعداد متزايدة من هذه الأسر الصغيرة إلى وسط المدن الكبرى. وظل أكثر من نصف سكان المدن التي خصصت للسود يعيشون دون مستوى الفقر، بل أن هناك نحو 20 مليون شخص لا يتمتع بالخدمات الصحية أو الكهرباء. وبسبب أزمة السكن المزمنة يعيش أكثر من 7 ملايين شخص في أكواخ ومستوطنات عشوائية يقع أغلبها داخل المناطق الحضرية.

وتتمتع عائلات الطبقة الوسطى بمستوى معيشي مرتفع. ويسكن بعضهم في الضواحي في مناطق سكنية تنعم بالرفاهية بالقرب من المدن الكبرى مثل كيب تاون وديربان وجوهانسبيرج وبريتوريا. ويسكن هؤلاء في منازل كل واحد منها لعائلة مستقلة. كما أن لكثير منهم خادمًا واحدًا على الأقل للقيام بالأعمال المنزلية.

المناطق الريفية. يعيش كثير من سكان جنوب إفريقيا في المناطق الريفية. وقد أجبر قانونا الأرض لعامي 1923م و1936م أعدادًا كبيرة من السود على الاستقرار في أوطان خصصت لهم في المناطق الريفية. ومنعت قوانين أخرى المزارعين من تأجير أراضيهم. أدت هذه الإجراءات إلى انتشار الفقر بين السود، ومكنت المزارعين من امتلاك كل الأراضي الزراعية تقريبًا. وفي ظل سياسة الفصل العنصري، كان على الرجال أن يمضوا معظم أيام السنة بعيدًا عن ذويهم للعمل في المدن والمناجم. ونتيجة لهذا تكونت بنية الحياة الريفية من النساء والأطفال والعجزة. ورغم إجازة قوانين جديدة تتعلق بحقوق عمال المزارع وحل مشاكل العمال المهاجرين في تسعينيات القرن العشرين ظلت المناطق الريفية بجنوب إفريقيا تعاني الفقر والبطالة الموسمية.

الطعام والشراب:

يختلف طعام وشراب المجموعات السكانية في جنوب إفريقيا باختلاف مستواها المعيشي أو عاداتها. فالذرة الشامية تعتبر طعام السود الرئيسي. وهم يأكلونه بعد طبخه ثريدًا (عصيدة). أما الأغنياء فيتناولون طعامًا شبيهًا بذلك الذي يتناوله الأمريكيون والأوروبيون. ويستمتع البيض بتناول بعض الأكلات الخاصة مثل السجق الأفريكاني.

الترويح:

يعشق سكان جنوب إفريقيا الرياضة، ويساعد المناخ المعتدل على ممارسة أنواع متعددة من أنواع الرياضة مثل الرجبي وكرة القدم والكريكيت، ومعظم الألعاب من أصل إنجليزي. ويذهب السكان بكثرة للعب واللهو والترفيه والسياحة في أيام العطلات وأيام نهاية الأسبوع.

ومنذ سنوات عديدة كانت المطاعم والمسارح تستقبل إما البيض وإما غير البيض. لكن منذ ثمانينيات القرن العشرين أصبحت المطاعم والمسارح تستقبل كافة السكان. كذلك فقد أصبح التنافس في جميع الألعاب الرياضية والمباريات مسموحًا به لكل الأعراق.

مجموعة من تلاميذ المدارس من الملونين تبرز الأصول المختلطة لمجتمع الملونين في جنوب إفريقيا. ويعيش جميع الملونين تقريبًا في كيب تاون.

التعليم:

حتى تسعينيات القرن العشرين، كانت هناك مدارس تخص كل مجموعة سكانية وكانت الحكومة تنفق على تعليم البيض أكثر مما تنفقه على تعليم السود. وخلال فترة التفرقة العنصرية كانت هناك نظم تعليمية متباينة. فمعظم البيض تقريبًا يقرأون ويكتبون، وتصل نسبة التعليم والقراءة إلى 85% بين الآسيويين و75% بين الملوّنين و50% بين السود. وبحلول عام 1994م، وعدت الحكومة الجديدة بأن يصبح التعليم إلزاميًا لجميع الأطفال بدءًا من الأول من يناير 1995م.

وفي جنوب إفريقيا اليوم نحو إحدى عشرة جامعة تأسست من أجل البيض، وثلاث جامعات من أجل السود، وجامعة للملونين، وجامعة للآسيويين. ومنذ ثمانينيات القرن العشرين أصبحت الجامعات تستقطب الكفاءات بغض النظر عن المجموعة العرقية.

الدين:

لا توجد كنيسة خاصة في جنوب إفريقيا، ولكن معظم الأفريكانيين ينتمون إلى الكنيسة الهولندية. أما الأوروبيون الناطقون بالإنجليزية فينتمون إلى الكنيسة الإنجيلية أو الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وينتمي الملونون إلى نفس هذه الكنائس، في حين أن الآسيويين إما مسلمون أو هندوس. وينتمي 45% تقريبًا من السكان السود إلى الكنيسة الإنجيلية، والهولندية، واللوثرية، والميثوديستية، والكاثوليكية، في حين أن 20% منهم ينتمون إلى الديانات التقليدية الإفريقية، كما أن 15% منهم ينتمون إلى كنائس مستقلة تجمع النصرانية مع الديانات الإفريقية.

الفنون:

تدعم الحكومة الفنون في الأقاليم، وتدعم المجالس المركزية الشركات التي تشارك بفرق الباليه والموسيقى والأوبرا والمسرح.

وقد تمكنت البلاد من تحقيق إنجازات بارزة في مجالات الباليه والموسيقى والرسم وفن النحت. ولكن أبرز مساهماتها كان في حقل الأدب. ويعكس معظم الإنتاج الأدبي الأحوال السياسية والضغوط الاجتماعية.

السطح والمناخ

أيقونة تكبير خريطة جنوب إفريقيا
تشغل جنوب إفريقيا الجزء الجنوبي من القارة ومساحتها 1,221,037 كم².

الأقاليم الطبيعية:

تقسم البلاد إلي خمسة أقاليم هي: 1- الهضبة 2- منطقة الساحل 3- منطقة جبال الكاب 4- صحراء كلهاري 5- صحراء ناميب.

الهضبة. تغطي الأجزاء الداخلية من البلاد، حيث تحيط بها الجبال من مختلف الجهات، وتفصلها عن الساحل، وتصل بعض المرتفعات إلى 3,350م فوق سطح البحر في سلسلة جبال دراكنزبرج الواقعة إلى جهة الشرق. وأعلى نقطة تصل إلى 3,375م عن قلعة شامبين. وتحتل منطقة الهايفلد كل الهضبة ماعدا الركنين الشمالي الغربي والشمالي الشرقي من الهضبة. ويتراوح ارتفاعها بين 1,200 و1,800م، وهي أراض مستوية مغطاة بالأعشاب. وفي منطقة ويتوانزراند، حول جوهانسبرج، يوجد أكبر حقل للتنقيب عن الذهب في العالم. ويربي المزارعون الأبقار، ويزرعون الخضراوات والفواكه والذرة الشامية والقمح والبطاطس. وإلى الشمال من السهول، يتغير المناخ إلى الجفاف، وتكون الأعشاب قليلة. ويزرع الفلاحون الحمضيات والذرة الشامية والتبغ. وتعيش الحيوانات البرية مثل الفيلة وحمر الوحش والأسود وحيوانات أخرى في متنزه كروجر الوطني، الذي يعد أهم المناطق السياحية جذبًا للسياح في إفريقيا.

المناظر الطبيعية في جنوب إفريقيا تشتمل على الوديان العميقة والجبال الشاهقة والهضاب الواسعة. وهذه المزارع النموذجية للزولو تبرز مواطنهم الواقعة في كوازولو على الشريط الساحلي الممتد على طول الشاطئ الجنوبي الشرقي. ونشاهد في الجهة الخلفية سلسلة جبال
منطقة الساحل تمتد من الجنوب الشرقي للساحل من موزمبيق حتى منطقة جبال الكاب. ويصل ارتفاع المنطقة إلى 600م فوق سطح البحر، وتزرع هذه المنطقة الموز والحمضيات والخضراوات.

منطقة جبال الكاب تمتد من الساحل حتى صحراء ناميب، وتقع في هذه المنطقة مناطق جافة تشتهر بزراعة العنب وتربية المواشي.

صحارى كلهاري وناميب. تقع صحراء ناميب على طول المحيط الأطلسي باتجاه جبال الكاب وتمتد حتى ناميب، في حين أن صحراء كلهاري تمتد حتى بتسوانا. ويعيش في هذه المنطقة بعض الصيادين الذين يتجوَّلون في المنطقة بحثًا عن الطعام سواء كان نباتيًا أو حيوانيًا.

الأنهار:

أطول الأنهار في جنوب إفريقيا هو نهر الأورانج الذي ينبُع من ليسوتو ويصب في المحيط الأطلسي، حيث يصل طوله إلى 2,100كم، ثم نهر ليمبوبو وطوله 1,500كم. وهو يبدأ في جوهانسبرج ويمر بشرقي جنوب إفريقيا وموزمبيق وينتهي في المحيط الهندي بطول 1,500كم، بالإضافة إلى العديد من الأنهار القصيرة.

إن معدل هطول الأمطار في جنوب إفريقيا منخفض، وتهطل أكثر الأمطار على السواحل الجنوبية والشرقية. وبصورة عامة يقل معدل هطول الأمطار كلما اتجهنا من الشرق إلى الغرب.
جو الشتاء يكون معتدلاً بصورة عامة، ولكن منطقة الهايفلد بالهضبة تصبح باردة ولاسيما في الليل. وكثيرًا ما تنخفض الحرارة إلى تحت درجة التجمد.

صيانة الموارد الطبيعية:

تهدف صيانة الموارد الطبيعية إلى المحافظة على الأنواع الطبيعية. وقسم شؤون البيئة مسؤول عن صيانة الموارد الطبيعية. وقد وقَّعت البلاد على اتفاقيات صيانة الموارد الطبيعية والمحافظة على الكائنات النباتية والحيوانية البرية.

تهديد الحياة الفطرية. تحتوي البلاد على أنواع كثيرة من الحيوانات والنباتات. ومن المشكلات البيئية انجراف التربة، وانحسار الغابات والتصحر والازدحام السكاني، والتلوث، والتقدم الصناعي، والأمطار الحمضية. وهذه المشكلات تهدد الحياة الفطرية في البلاد.

سياسة صيانة الموارد الطبيعية وطرقها. الهدف من صيانة الموارد الطبيعية هو المحافظة على البيئة من أجل الأجيال القادمة. وهناك أربعة أسباب لصيانة الموارد الطبيعية: 1- ضرورة المحافظة على ما يحيط بالإنسان من ظروف طبيعية. 2- المحافظة على جمال الطبيعة 3- من الناحية الاقتصادية فإن هذا يثري السياحة. 4- صيانة الموارد الطبيعية ضرورية من الناحية البيولوجية إذ إنها تحافظ على الأنظمة البيئية الهشة. وتحاول الدولة صيانة الموارد الطبيعية ما أمكن من خلال تقليل التلوث والتشجيع على الحد من المخلفات الصناعية.

الإنجازات. يوجد في جنوب إفريقيا 16 متنزهًا قوميًا، بالإضافة إلى المحميات وحدائق الحيوان والمتاحف المائية والحدائق النباتية. ويوجد في جنوب إفريقيا نحو 200 محمية ولكل مقاطعة مجلس متنزهات يدير هذه المناطق. ويزور هذه المتنزهات والحدائق والمحميات آلاف السياح سنويًا. ومن أشهر الحيوانات البرية التي تمت حمايتها في البلاد : الفيلة وحيوان وحيد القرن. وتتزايد أعداد الحيوانات البرية في البلاد بسبب تلك الحماية وتقوم الدولة بتصدير الفائض منها.

تاريخ الحفاظ على الحياة الفطرية. بدأ تاريخ المحافظة على الحياة الفطرية مبكرًا في جنوب إفريقيا، فقد وضع جان فان ريبيك مؤسس كيب تاون قيودًا على الصيد منذ 1657م، كما أنه في عام 1665م أعلنت بعض مناطق الغابات في خليج هوت في مقاطعة الكاب أراضي محمية، وفي القرن الثامن عشر الميلادي أصبح هناك حراسة على الغابات، وصدرت قوانين تحرم الصيد منذ عام 1860م. وصدرت قوانين للمتنزهات القومية عام 1926م لصيانة الموارد الطبيعية. وفي عام 1982م، أدى قانون المحافظة على البيئة إلى تأسيس مجلس للبيئة ولجنة للتعليم البيئي.

في شهر يناير، وهو منتصف الصيف في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، يصبح الشمال والشمال الشرقي من جنوب إفريقيا والشريط الساحلي أكثر الأماكن حرارة. ويكون جو منطقة الهضبة أكثر برودة.

المناخ:

تقع البلاد إلى الجنوب من خط الاستواء. لذا فإن فصول السنة معاكسة للتي تسود نصف الكرة الشمالي، وتتمتع البلاد بمناخ معتدل ومشمس، ولكن تفاوت الارتفاع واتجاهات الرياح والتيارات البحرية يؤدي إلى بعض الاختلافات. فعلى سبيل المثال تتمتع جبال الكاب بمناخ دافئ وجاف وشتاء بارد وممطر. أما منطقة الساحل فحارة ورطبة في الصيف، ومشمسة وجافة في الشتاء. والهضاب الشرقية حارة في النهار ومعتدلة ليلاً في فصل الصيف. أما في فصل الشتاء فيكون النهار معتدلاً والليل باردًا. وتنخفض درجات الحرارة عادة إلى دون الصفر خلال الشتاء في الهضاب، ويتراوح تساقط الأمطار بين 65 و100سم في العام، في حين أن الصحراء نادرة المطر.


الاقتصاد

إسهامات القطاعات الاقتصادية الرئيسية في الناتج الوطني الإجمالي
كان مجيء أول مُزَارع أوروبي إلى جنوب إفريقيا في منتصف القرن السابع عشر الميلادي، ومنذ ذلك الحين وخلال القرنين التاليين اعتمدت البلاد على إنتاج المحاصيل وتربية الحيوان. وفي وقت متأخر من القرن التاسع عشر الميلادي تم اكتشاف الماس والذهب حتى أصبح التعدين الأساس الذي يعتمد عليه اقتصاد البلاد في فترة وجيزة. وقد ساعد التعدين على جعل جنوب إفريقيا أكبر دولة صناعية في إفريقيا.

وقد ساعدت عدة عوامل على نمو اقتصاد جنوب إفريقيا بصورة هائلة في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، من القرن العشرين: إقدام الحكومة على تشجيع الاستثمارات وتوفير القروض للتنمية الصناعية. كما شجّعت الدولة الاستثمارات الخارجية. ومن العوامل التي ساعدت على النمو الاقتصادي أيضًا كون البلاد غنية بالثروات الطبيعية، ووجود أيد عاملة إفريقية رخيصة. وتُعَدُّ جنوب إفريقيا في مصاف الدول المتقدمة من حيث قوة الاقتصاد حتى صارت إسهامات القطاعات الاقتصادية الرئيسية في الناتج الوطني الإجمالي كما يلي: الصناعة 31%، الزراعة 3%، الخدمات 66%.

صناعة الإلكترونيات دليل على الاقتصاد الصناعي الحديث لجنوب إفريقيا. ويقوم العاملون في هذا المصنع بإنتاج معدات خاصة بنظام الهاتف الكبلي تحت الأرض.

الموارد الطبيعية:

عُرفتْ جنوب إفريقيا منذ أمد بعيد بثرواتها المعدنية الهائلة من الماس والذهب والإثمد والأسبستوس والكروميت والفحم الحجري وخام الحديد والنحاس واليورانيوم. وكل شيء متوفر في البلاد ما عدا النفط.

الناتج الوطني الإجمالي لجنوب إفريقيا بلغ 131,127,000,000 دولار أمريكي في عام 1999م. ويقصد بذلك القيمة الإجمالية للسلع والخدمات المنتجة في بلد ما خلال سنة واحدة. وتشتمل الخدمات على التمويل والتأمين والتجارة والمطاعم والفنادق والاتصالات والنقل والخدمات العقارية والحكومية والاجتماعية والشخصية. كما تشمل الصناعة الإنشاء والتعدين والتصنيع والمرافق العامة. وتتضمن الزراعة الغابات والزراعة وصيد الأسماك.

الصناعة:

تنتج المصانع كل ماتحتاج إليه البلاد من بضائع ومعدات مثل الملابس والنسيج والمعادن والسيارات. ومعظم المصانع تتمركز في مدينة كيب تاون، وجوهانسبرج، وديربان، وغيرها من المدن الصناعية.

تعدين الذهب له فضل كبير في ثراء جنوب إفريقيا، أكبر البلدان المنتجة للذهب. ويعمل في مناجم الذهب مئات الآلاف من العمال وأكثرهم من السود.

التعدين:

تعد جنوب إفريقيا من الدول الرئيسية في التعدين في العالم ؛ فهي منتج رئيسي للذهب، والفحم الحجري، والكروميت، والنحاس، والماس، وخام الحديد، والمنجنيز والفوسفات، والبلاتين، واليورانيوم، والفاناديوم.

ومنذ اكتشاف الذهب في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، أصبح له دور مهم في تطور البلاد: فقد زاد إنتاج الذهب من دخل البلاد، وجلب إليها الاستثمارات الأجنبية الضخمة، وتحققت التنمية وتطورت الصناعة والسكك الحديدية.

الزراعة:

ينتج المزارعون كل ما يحتاج إليه السكان من غذاء. ومن أهم المنتجات الزراعية: التفاح، والعنب، والذرة الشامية، والبرتقال، والأناناس، والبطاطس، والتبغ، والقمح. وتعتبر جنوب إفريقيا من الدول الرئيسية في تربية الأغنام وتصدير الصوف. ومن المنتجات الزراعية الأخرى اللحوم ومنتجات الألبان والدجاج والبيض والحليب.

وفي جنوب إفريقيا نوعان من الزراعة. ففي المزارع الكبيرة تستعمل الوسائل الحديثة لزيادة الإنتاج وذلك أساسًا لمقابلة احتياجات السوق. وتبلغ مساحة هذه المزارع في المتوسط 930 هكتارًا. ويمتلك البِيْض هذه المزارع الكبيرة ويستخدمون العمالة في زراعتها وفي تربية الأبقار فيها.

البرتقال والأفوكادو من المنتجات المحلية، تباع على جانب الطريق في ترانسفال الشرقية.
أما المزارع الصغيرة التي تخص عائلات السود فإنها تنتج فقط ما يسد حاجة أفرادها من الغذاء. وتستخدم في العادة وسائل الزراعة التقليدية، إذ يصعب على المزرعة الصغيرة أن تقابل مصروفات الآلات الزراعية. ويبلغ متوسط مساحة مزرعة عائلات السود حوالي 20 هكتارًا. وينخفض مستوى إنتاجها لأن المزارع في حد ذاتها صغيرة أكثر من اللازم، إضافة إلى أن التربة قد فقدت خصوبتها لكثرة الاستغلال. وربما كان عدم تغيير وسائل الزراعة التقليدية على مدى القرون من بين الأسباب التي أدت إلى ضعف إنتاج هذه المزارع الصغيرة.

القوى العاملة:

اعتمدت القوى العاملة في البلاد على مجموعات السكان، حيث كان يعمل البيض في الأعمال عالية الأجر، ويحتفظون بالأعمال الحرفية التي تتطلب مهارة عالية، والأعمال الإدارية والتنفيذية والمهنية والفنية. أما غير البيض فكانوا يعملون في الأعمال ذات الأجور المتدنية التي لا تتطلب مهارات خاصة. وكان السود يحصلون على أقل الأجور ويعملون في الأعمال اليدوية، والصناعة والتعدين والزراعة.

وظل غير البيض محرومين من الوظائف عالية الأجر بقوة القوانين العنصرية التي تحرمهم كذلك من فرص التعليم المتساوية. وقد أُلغيت هذه القوانين عام 1985م. وبسبب تطبيق القوانين العنصرية ظلت البلاد تعاني من نقص الأيدي العاملة المدربة. وفي تسعينيات القرن العشرين صدرت قوانين تحاول معالجة هذا الخلل في ميزان القوى العاملة بإعطاء فرص أكبر للسود.

أيقونة تكبير التعدين والتصنيع في جنوب إفريقيا

التجارة الخارجية:

تتم معظم العمليات التجارية مع ألمانيا، واليابان، وسويسرا، وبريطانيا، والولايات المتحدة وبعض الدول الإفريقية. ومن أبرز الصادرات: الذهب، والماس، والمعادن، والصوف، والذرة الشامية، والسكر، والفواكه. وتشكل الالآت ومعدات النقل نصف حجم الواردات. والواردات الأخرى تشمل المواد الكيميائية والبضائع المصنعة والنفط.


شحنة من حبوب الذرة الشامية أعدت للتصدير من ميناء لندن الشرقية. والذرة الشامية من المحاصيل الرئيسية التي تصدرها جنوب إفريقيا.

النقل:

تتمتع جنوب إفريقيا بأفضل نظام للنقل في قارة إفريقيا. فالطرق المعبَّدة تربط بين المناطق المكتظة بالسكان. أما المناطق الريفية فطرقها غير معبدة. ويستخدم كثير من سكان المدن الحافلة أو القطار وسيارة الأجرة (التاكسي) في أسفارهم وتنقلاتهم.

تمتلك الدولة السكك الحديدية والقطارات وكذلك شركة طيران جنوب إفريقيا التي تسيِّر رحلات داخلية ودولية. وهناك عدة مطارات في مدن جوهانسبرج وكيب تاون وديربان. ويوجد في جنوب إفريقيا ستة موانئ كبيرة ذات تجهيزات جيدة في كل من كيب تاون، وديربان، ولندن الشرقية، وبورت إليزابيث، ورتشاردز بي، وسالدانا بي.

الاتصالات:

في جنوب إفريقيا 20 صحيفة يومية، منها 14 صحيفة بالإنجليزية وخمس بالأفريكانية، وصحيفة واحدة بالإنجليزية والأفريكانية.

وتسيطر الدولة على خدمات المذياع والتلفاز في البلاد، وتبث حوالي 19 محطة إذاعية وأربع محطات تلفازية برامجها في أنحاء البلاد بجميع اللغات المستخدمة.

وتقوم لجنة مراقبة المطبوعات ـ وهي لجنة حكومية ـ بمراجعة كل الكتب والأفلام والمسرحيات وغيرها من المنشورات، وهي التي تقرر ما إذا كانت هذه المنشورات غير مناسبة أو أنها تعالج العنف أو النزاع العنصري. وكانت هذه اللجنة في الماضي قد منعت آلاف المنشورات لأسباب أخلاقية أو سياسية. ولكن في السنوات الأخيرة فإن كثيرًا من هذه السياسة قد أعيد النظر فيها.

إختبر معلوماتك :

  1. ما عاصمة جنوب إفريقيا الإدارية؟
  2. ما لغات جنوب إفريقيا الرسمية؟
  3. ما مكانة جنوب إفريقيا الاقتصادية مقارنة بالبلاد الإفريقية الأخرى؟
  4. كم مقاطعة في جنوب إفريقيا؟ وما أسماؤها؟
  5. ما المعادن الرئيسية التي تستخرج من مناجم جنوب إفريقيا؟
  6. ما الأقطار الرئيسية التي تتاجر مع جنوب إفريقيا؟
  7. ما أهم الأقاليم الطبيعية في جنوب إفريقيا؟
  8. ما أطول أنهار جنوب إ فريقيا؟
  9. ماذا يقصد بالتمييز العنصري؟
  10. ماذا تعرف عن سياسة الفصل العنصري؟
  11. مَنْ أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا؟

مقالات ذات صلة

المصدر: الموسوعة العربية العالمية