نصب تذكاري في مقاطعة الكاب صُمّم لتخليد ذكرى الرجال الذين استخرجوا الماس في السبعينيات والثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي. |
وتمثل كيب تاون المركز الإداري لإقليم المقاطعة. أما بالنسبة لنطاق سلطة مقاطعة الكاب فتشمل ثلاث مناطق: رأس الرجاء الصالح، الكاب الشرقي، الكاب الشمالي. وللمحكمة العليا مقر في كل من كيب تاون، وجراهامستاون وكمبرلي.
وتكثر في مقاطعة الكاب زراعة العنب والعديد من الفواكه الأخرى، مثل التفاح والبرتقال والخوخ والكُمِّثرى والأناناس بالإضافة إلى المحاصيل الأساسية مثل القمح والحبوب الأخرى. وفي الشمال، يتخصّص مربُّو الأغنام في نوع يُعرف باسم أغنام القرقول وهو نوع يتميّز بجلد الحملان الصغيرة وصوف الأغنام الكبيرة.
يقوم المزارعون بتربية الأغنام للاستفادة من لحمها في الجزء الداخلي من منطقة كارو ومن أصوافها في الشرق والشمال الشرقي للإقليم. كما يقوم الفلاحون بتربية أبقار اللحوم لإنتاج اللُّحوم في شرق المقاطعة، وأبقار الألبان حول بورت إليزابيث.
ويوجد بمقاطعة الكاب حوالي 12% من غابات جنوب إفريقيا. وتتركّز مناطق الغابات الرئيسية في الأجزاء الشرقية والجنوبية والغربية من المقاطعة. وتُنتج المقاطعة 20% من الصنوبر والأخشاب اللينة الأخرى.
ويتركّز الصيد في الموانئ الرئيسية مثل ميناء نولوث، وكيب تاون وخليج لامبرت، وخليج كالك، وخليج سانت هيلانة، وخليج جوردونز، وغيرها من الخِلجان. والصيد على الساحل الغربي له ميزة خاصة نظرًا لوجود تيار بنجويلا البارد، وتشتهر المنطقة بأنواع جراد البحر والكركند.
ومن المعادن المستخرجة من مناجم شمالي الكاب: الألومنيوم والأسبستوس والنّحاس والرصاص والمنجنيز والفضة والزنك.
ومنطقة سبرنج بوك غنية بالألومنيوم والباريوم والنحاس والرصاص والزنك، كما يوجد منجم لليورانيوم في بوفورت وست. ويوجد أيضًا الحجر الجيري غرب الكاب، وبورت إليزابيث وشمال المقاطعة.
ومطار دي. إف. ملان هو المطار الدولي في كيب تاون. ومن المطارات الأخرى في الإقليم مطار ب.ج شومان (لندن الشرقية)، ومطار ب.ج فورستر (كمبرلي) ومطار هـ.ف فيرورد (بورت إليزابيث)، ومطار بي. دبليو بوثا (جورج) وبييرفان رينفلد (أبنجتن) والخط الجوي بين مدينتي كيب تاون وجوهانسبرج يُعدُّ ثاني الممرّات من حيث الحركة الجوية في جنوب إفريقيا.
وتوجد بمقاطعة الكاب شبكة طرق ممتدة تشتمل علـى 390 كم من الطرق المزدوجة، و18,000 كم من الطرق الفردية المرصوفة، و52,000 كم من الطرق المغطاة بالحصى. وتعمل خدمات النقل بجنوب إفريقيا على خط سكة حديدية ممتدة في المقاطعة. كما توجد محطات للسكك الحديدية في معظم المدن. ويعمل خط القطار الأزرق الفاخر بين كيب تاون وجوهانسبرج وبريتوريا.
شلالات أوجرابي تقع على نهر الأورانج في شمال مقاطعة الكاب. |
والجزء الشّرقي من مقاطعة الكاب يتميّز بمناخ ساحلي معتدل، ممّا يسمح بمناخ شبه استوائي نحو ترانسكي. أمّا المناطق التي تقع في شمال المقاطعة وداخلها فهي جافة وشبه جافة. وتعكس النباتات الطبيعية هذا المناخ المتنوّع حيث يتركّز في الجزء الجنوبي الغربي من الكاب نباتات الفينبوس الفريدة. أما الكارو والمناطق الداخلية ففيها الشجيرات القصيرة ومصادر المياه المتعّددة. وتنمو الأشجار الطويلة الدائمة الخضرة، ذات الأخشاب الصلبة وأشجار السرخس على طول السواحل الجنوبية والشرقية. وتنمو في الجزء الشرقي من مقاطعة الكاب حشائش تُعرف بحشائش الفِلْد. ★ تَصَفح: الفلد.
منزل بوشانديل مانور منزل واسع وفسيح له سطحان منحدران، أُقيم في مزرعة على الطراز الهولندي في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر الميلاديين. |
بدأ الاتصال الأوروبي بالمنطقة بعد أن طاف المكتشف البرتغالي بارتلوميو دياز حول الكاب في يناير 1488م. وخلال القرن السادس عشر الميلادي، توقّفت السُّفُن البرتغالية والإنجليزية والهولندية والفرنسية في نقاط مختلفة على طول ساحل مقاطعة الكاب. وأسّست شركة شرق الهند الهولندية محطة لتموين السُّفن على شاطئ تيبل باي في عام 1652م، ثم صارت مستوطنة دائمة عام 1657م. وعندما أقام العاملون في الشركة مزارعهم الخاصة ازداد عدد البوير (كلمة هولندية تعني مزارع) بمعدل ثابت، حتى أنه بحلول عام 1699م كانت المستوطنة ممتدّة على مساحة 3,900كم². وقد أدّى هذا التوسُّع إلى الصراع بين الهولنديين والخويسان الذين أصابهم الضّعف نتيجة لفقدهم الأبقار والأرض التي سلبها منهم الهولنديون. وعلى الرغم من ذلك، قاوم الخويسان البوير. ★ تَصَفح: البوير.
طبّق العديد من البوير الأساليب البدوية الرعوية الخويسانية، وصاروا مزارعين رُحَّلاً يتحرّكون من مكان لآخر بحيوانات مزارعهم. وقد حدث توسع في حدود مستوطنات الهولنديين في محاولة لاحتوائهم. وبحلول عام 1778م، كان الحد الشرقي قد وصل إلى فيش ريفر (نهر السمك)، أما الحد الشمالي فقد صار في مكان كوليزبيرج الحالية. وأصبح نهر بفلو الحد الغربي. وفي عام 1795م، احتل الإنجليز الكاب لفترة مؤقتة. ثم أعادوها للهولنديين في عام 1803م ولكنهم احتلوها مرة أخرى عام 1806م وأصبح حكم الإنجليز دائمًا منذ عام 1814م.
وكانت حدود المستعمرة في هذه الفترة ما تزال مفتوحة وكانت هناك حركة مستمرة عبرها. وفي عام 1812م، أغلقت الحكومة الحدّ الشرقي وذلك بعد طرد كل الكوهسا عبر فيش ريفر، وبناء خط من الحصون لكي يمنع عودتهم مرة ثانية.
استمرت مقاومة الكوهسا حتى السبعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي ولكن ميزان القوة انتقل إلى صالح البريطانيين. وانتقل حد المستعمرة في اتجاه الشرق حتى وصل إلى نهر كيزكاما عام 1846م، وإلى ألكي عام 1866م. وبعد عام 1879م، سيطر الكاب على إقليم الترانسكي أيضًا.
حصن بريسكا في الجزء الشمالي من مقاطعة الكاب، واحد من بين العديد من الحصون الصغيرة التي بناها الإنجليز في أواخر القرن التاسع عشر. |
حصلت مستعمرة الكاب عام 1854م على ممثلين في الحكومة، وذلك يعني أن السكان المحليين يمكنهم انتخاب أعضاء في الحكومة. ولقد توسّع هذا النظام حيث أصبح من حقّ المستعمرة أن تحكم نفسها في أغلب الأمور. وقد أعطي حقّ التصويت لكل الذكور البالغين بغض النظر عن لونهم شريطة أن يستوفوا مؤهلات خاصة بالملكية.
بعد تأسيس اتحاد جنوب إفريقيا، صارت حقوق التصويت للمواطنين غير البيض في مقاطعة الكاب موضوعًا سياسيًا، ففي عام 1936م، فقد الناخبون السود حقّهم في التصويت، وبذلك سمح هذا التغيير للحكومة بفصل السُّكان السود عن البيض في المقاطعة. وفقد الملونون حقّهم في التصويت عام 1956م. تم التقسيم الجديد للمقاطعة عام 1994م. بعد إلغاء سياسة التفرقة العنصرية، وفاز حزب المؤتمر الإفريقي بمعظم مقاعد البرلمان.