الرئيسيةبحث

بتسوانا ( Botswana )



أيقونة تكبير بتسوانا
بُتْسْوانا قطر يقع في وسط الجنوب الإفريقي، اسمه الرسمي جمهورية بتسوانا. تتمتع بتسوانا بنظام حكم ديمقراطي، وهي من الدول الإفريقية القليلة التي يوجد بها أكثر من حزب سياسي، وهي عضو بدول الكومنولث.

تقع بتسوانا بعيدًا عن البحر وتحيطها اليابسة من جميع الجهات. وتعد من أقل الدول الإفريقية كثافة في السكان، إذ تبلغ مساحتها 581,730كم² بينما يبلغ عدد سكانها حوالي 1,661,000 نسمة فقط. يعيش معظم السكان في شرقها، وتغطي صحراء كلهاري معظم ما تبقى من أراضيها، وعاصمتها جابورون، وهي أكبر مدنها.

جابوروني عاصمة بتسوانا، وكبرى مدنها. تضم المباني الكبيرة في مقدمة الصورة الوكالات الحكومية، وتنتشر خلفها المناطق السكنية.

نظام الحكم:

بتسوانا جمهورية يرأسها رئيس تنتخبه الجمعية الوطنية، الهيئة التشريعية الرئيسية بالبلاد، لمدة خمسة أعوام.تتكون الجمعية من 38 عضوًا يحق لهم التصويت، ينتخب الشعب منهم 34 عضوًا، وتنتخب الجمعية نفسها الأربعة الآخرين، ويجوز التصويت للمواطنين الذين يبلغون 21 عامًا. يختار الرئيس وزارءه من بين أعضاء الجمعية الوطنية. يقدم مجلس الأعيان، الذي يتكوّن من زعماء المجموعات العرقية الرئيسية بالبلاد، المشورة إلى الحكومة في المسائل التي تمس العادات العرقية. توجد في بتسوانا أحزاب سياسية عديدة، وأقواها حزب بتسوانا الديمقراطي، أما أكببر أحزاب المعارضة فهو جبهة بتسوانا الوطنية.

السكان:

يعيش حوالي 52% من سكان بتسوانا في الريف، ولكن يهاجر الآلاف منهم سنويًا إلى المدن. الغالبية العظمى من أهل بتسوانا إفريقيون يدعون تسوانا، وينقسمون إلى ثماني مجموعات عرقية أكبر هذه المجموعات بامانجواتو وهم حوالي ثلثي السكان. يسكن معظم التسوانا، في قرى ريفية كبيرة ويعتمدون في عيشتهم على الزراعة، وتربية الماشية. وهناك مجموعة الكالانجا وتمثل نحو 13% من السكان.

الخريطة السياسية لبتسوانا
يعيش في بتسوانا حوالي 30,000 نسمة من البشمن (والذين يسمون أيضًا السان) وهم شعب إفريقي ذو بشرة صفراء تميل للسمرة. ولا تزال فئة قليلة منهم تعيش على التقاط الغذاء، والصيد في صحراء كلهاري، كما كان يفعل أسلافهم منذ آلاف السنين، لكن اضطر العديد منهم للاستقرار الدائم، كما يعمل بعضهم في مزارع تربية الأبقار. ★ تَصَفح: البشمن.

هناك أيضًا عدة آلاف من البيض في بتسوانا، معظمهم مهاجرون أو أحفاد مهاجرين، جاءوا من بريطانيا، وزيمبابوي البلد المجاور لبتسوانا في الشرق، أو من جنوب إفريقيا الواقعة جنوبًا. يمتلك بعض البيض مزارع كبيرة لتربية الماشية، ويتقلد آخرون مناصب فنية، أو إدارية في صناعة التعدين أو في الأعمال التجارية، أو الحكومية. و يحصل البيض بصفة عامة على دخول أعلى، ويتمتعون بمستوى معيشة أفضل من السود مما أثار غيظ الأفارقة الأصليين ضد البيض. إلا أن الحكومة تعلن دائمًا أن سياستها ليست عنصرية وتدعي أن الحاجة ماسَّة إلى مهارات البيض لتساعد في النمو الاقتصادي.

اللغة الرسمية لبتسوانا الإنجليزية ولكن يتحدث معظم الناس الستسوانا، إحدى لغات البانتو. ★ تَصَفح: البانتو. وحوالي 15% من السكان نصارى، ويمارس بقية السكان معتقدات أخرى.

يتلقى كل الأطفال في بتسوانا تقريباً تعليمًا ابتدائيًا، ولكن يذهب 15% منهم فقط إلى المدارس الثانوية. وتقع جامعة بتسوانا في جابوروني، ويوجد بها أيضًا العديد من كليات تدريب المعلمين.

تعد البطالة إحدى المشاكل الرئيسية في بتسوانا. يذهب حوالى 40,000 من أهل بتسوانا معظهم من الرجال والشباب إلى جنوب إفريقيا للعمل لعدة شهور كل عام، ويجلبون بعملهم هناك قدرًا من العملات الأجنبية إلى بتسوانا، التي هي في أمَسّ الحاجة إليها، ولكن بُعدهم عن بلادهم ينجم عنه تفريق بين أفراد الأسرة وخلق مشاكل اجتماعية.كذلك يعد مستوى السكن الفقير أحد المشاكل في بتسوانا خاصة في مراكز صناعة التعدين مثل أورابا وسلبي ـ بيكو، حيث يسكن الإفريقيون في أكواخ فقيرة مكتظة بالسكان. وتسعى الحكومة في البحث عن سبل لخفض البطالة وتحسين مستوى سكنهم.

السطح والمناخ:

تقع بتسوانا في هضبة ضخمة يبلغ متوسط ارتفاعها حوالي ألف متر فوق سطح البحر. يتميز السطح بتلال في الشرق، وأرض منبسطة أو متدرجة في أماكن أخرى. يتميز شرق بتسوانا بأخصب الأراضي، حيث يعيش هناك حوالي 80% من السكان، وتغطي الغابات بعض الأجزاء الشمالية، وتحتل صحراء كلهاري كل المناطق الوسطى والجنوبية الغربية. تنمو الحشائش والشجيرات في معظم أنحاء كلهاري ولكن توجد كثبان رملية في الجنوب الغربي حيث تقل الحياة النباتية.

ينبع نهر أوكافانغو في أنجولا، ويتدفق إلى شمال شرقي بتسوانا، حيث يتفرع إلى نهرين ويكوّن مستنقعات أوكافانغو الواسعة الغنية بالحيوانات البرية.

مناخ بتسوانا شبه مداري جاف، تصل درجة الحرارة خلال الصيف الذي يمتد من أكتوبر إلى إبريل إلى 38مْ أثناء النهار، وهو دافئ شتاءً، ولكن غالبًا ما تنخفض درجة الحرارة في الليل إلى أقلّ من درجة التجمد، وتتراوح كمية الأمطار السنوية ما بين 56 ملم في الشرق و 30 ملم في الغرب، وتكثر حالات الجفاف.

الاقتصاد:

بتسوانا بلد فقير، إلا أن اقتصادها بدأ ينمو بسرعة والتعدين وتربية الماشية خاصة الأبقار، هما الحرفتان الرئيسيتان في البلاد. تم اكتشاف خامات غنية من الماس، والنيكل في بتسوانا خلال أواخر الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين الميلادي، يجري حاليًا تطوير هذه الثروات المعدنية. يوجد في بتسوانا أيضًا خام من الفحم الحجري، والكوبالت. ويزرع مزارعوها الذرة الشامية والدخن والذرة الرفيعة، وبعض المحاصيل الأخرى. هناك قليل من الصناعات الخفيفة في بتسوانا. وتشجع الحكومة الأعمال التجارية الخاصة، والاستثمار الأجنبيّ.

الصادرات الرئيسية لبتسوانا هي اللحوم، والماس، والمنتجات المعدنية الأخرى، والجلود الخام والمدبوغة، والمنسوجات. تشمل وارداتها الرئيسية المواد الكيميائية، والأغذية والوقود، ومعدات النقل والآلات. تعد بريطانيا، وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وزيمبابوي الدول الرئيسية التي تتعامل معها بتسوانا تجاريًا.

ويعتمد اقتصاد بتسوانا إلى حد كبير على جنوب إفريقيا، فتستخدم استثماراتها، وأسواقها وخبراتها التقنية. إضافة إلى ذلك، تمر الصادرات والواردات عبر خط سكك حديدية بجنوب إفريقيا في طريقها نحو البحر.

يبلغ طول الطرق في بتسوانا 15 ألف كم، ومعظمها غير معبد، وتربط خدمات الطيران مدن فرانسستاون، وجابروني وبعض المناطق الحضرية الرئيسية الأخرى.

نبذة تاريخية:

كان البشمن يعيشون في المنطقة التي تُعرف حاليًا ببتسوانا، وذلك منذ عصور ما قبل التاريخ. وفي فترة ما قبل الميلاد وعام 1000م جاء التسوانا من الشمال إلى المنطقة واستوطنوا في الأراضي الشرقية الخصبة ودفعوا البشمن إلى منطقة كلهاري.

خلال القرن التاسع عشر الميلادي حارب التسوانا منافسيهم من المجموعات الإفريقية، ومن المستوطنين البيض القادمين من جنوب إفريقيا، وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وضعت بريطانيا الأراضي التي تعرف ببتسوانا حاليًا تحت حمايتها. في 1895م، أصبحت هذه المنطقة تعرف باسم محمية بتشوانالاند.حكمت بريطانيا المنطقة حتى ستينيات القرن العشرين الميلادي. طلبت حكومة جنوب إفريقيا مرات عديدة من بريطانيا أن تحوّل المحمية إلى جنوب إفريقيا، إلا أن البريطانيين رفضوا ذلك. نالت محمية بتشوانالاند استقلالها وأصبحت جمهورية بتسوانا في30 سبتمبر 1966م، وصار سيرتز خاما أول رئيس لها.

تتمثل المشكلة الرئيسية لبتسوانا اليوم في علاقاتها مع جنوب إفريقيا. وعلى الرغم من أن اقتصاد بتسوانا ينمو بسرعة إلا أنها لاتزال تعتمد على جنوب إفريقيا في الاستثمارات والأسواق والمهارات الفنية وتسهيلات النقل. ومع ذلك فإن قادة بتسوانا كانوا ينتقدون سياسة التمييز العنصري التي كانت تتبعها جنوب إفريقيا، وقد حاولوا التقليل من اعتماد بلادهم على جارتها القوية. وقد التمس التسوانا أيضًا روابط أوثق مع تلك الدول التي يحكمها الأفارقة مثل أنجولا، وموزمبيق، وتنزانيا، وزامبيا. في 1976م، اتخذت بتسوانا البولا وحدة نقدية خاصة وكانت في السابق تستخدم الراند عملة جنوب إفريقيا. وفي عام 1977م انتهى العمل في جميع الطرق السالكة طوال العام في جنوب بتسوانا إلى زامبيا.

وفي الأعوام 1969م، 1974م و1979م أعادت الجمعية الوطنية انتخاب الرئيس خاما الذي توفي عام 1980م. ومن ثم انتخبت الجمعية الوطنية كويت كي. جي. ماسير خلفًا لسيريتز خاما، ثم أعادت الجمعية الوطنية انتخاب ماسير رئيسًا لها في أعوام 1984م و1989م و1994م. قدم الرئيس ماسير استقالته عام 1998م، وخلفه على منصب الرئيس نائبه فيستس موجاي. ظل موجاي رئيساً للبلاد بعد أن فاز في الإنتخابات التي أجريت في عام 1999م.

★ تَصَفح أيضًا: كلهاري، صحراء.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية