الرئيسيةبحث

ناتال ( Natal )



ناتــالكانت من أصغر المقاطعات في جنوب إفريقيا في الفترة بين عامي 1910 و1994م. تبلغ مساحتها 8% من مساحة جنوب إفريقيا. وهي تقع على الساحل الشرقي بمحاذاة المحيط الهندي الدافئ.


حقائق موجزة

السكان:2,145,018 نسمة.
المساحة:91,355 كم².
العاصمة:بيترمارتزبيرج.
المدن الكبرى:ديربان وبيترمارتزبيرج وأوملازي.
المنتجات الرئيسية:الزراعة: اللحوم والفواكه والذرة الشامية والسكر وخشب الصناعة الخام.
الصناعة: المواد الكيميائية والورق وصناعة الأغذية والفولاذ والمنسوجات.
التعدين: الفحم الحجري وخام الحديد والتيتانيوم والزركونيوم.

السكان ونظام الحكم

مازال بعض الزولو يعيشون في مبانٍ تقليدية مسقوفة بالقش في منطقة ناتال.

السكان:

في ناتال أربع مجموعات سكانية رئيسية يشكل السود 82% منهم، معظمهم من الزولو. ويتركز وجودهم في منطقة الكوازولو الواقعة داخل حدود ناتال القديمة. وهناك حوالي 8% من مجموع السكان بالمنطقة من الآسيويين أغلبهم هنود. وقد جاء الهنود ـ الذين يتشكلون من المسلمين والهندوس والنصارى ـ إلى ناتال خلال ستينيات القرن التاسع عشر الميلادي. ويتحدث المسلمون اللغة الأردية والغوجاراتية، أما الهندوس فيتحدثون لغات التاميل والتلوجو والغوجاراتية والهندستانية. وتبلغ نسبة الهنود في ناتال ما يزيد على 85% من مجموعهم الكلي في جنوب إفريقيا حيث يعيش أغلبهم في مدينة ديربان. ويشكل البيض حوالي 7% من سكان المنطقة، وهم من سلالة المهاجرين البريطانيين الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية. كما نجد من السكان البيض من يتــحدث اللغة الأفريكانية وهي لغة مشتقة من الهولندية، وقليل منهم من يجمع بين اللغتين الإنجليزية والأفريكانية. ويقطن في ناتال أيضًا الملــونون وهم خليط من عناصر عدة يشكلون 3% من مجموع السكان تقريبًا، أما أكثر المناطق ازدحاماً بالسكان، فهي المنطقة التي شملت مدن ديربان ـ باين تاون ـ إناندا ـ بيترمارتزبيرج.

نظام الحكم:

أصبحت ناتال جزءًا من مقاطعة كوازولو ـ ناتال الجديدة. وللمحافظة الجديدة 40 مقعدًا في الجمعية الوطنية لجنوب إفريقيا، كما أن لها رئيسًا يساعده وزراء في تسيير شؤون الحكومة الإقليمية.

الاقتصاد

مصنع سكر دارويل يستوعب كميات هائلة من قصب السكر. وتنتج منطقة ناتال النصيب الأكبر من هذا المحصول في جنوب إفريقيا.

الزراعة:

يزدهر الإنتاج الزراعي في ناتال حيث توجد التربة الخصبة والأمطار الكافية والمناخ الدافئ.

ولكن واجهت ناتال عقبات أخرى عديدة، منها وعورة السطح، وجود الأودية الشديدة الانحدار، والجفاف، التجريف، تعرية التربة، إزالة الغابات. ويوجد في ناتال أكثر من 7,000 مزرعة تبلغ مساحتها حوالي 4,000 هكتار. ويشكل إنتاج الغابات في ناتال 37% من إنتاج الغابات في جنوب إفريقيا حيث تكثر الغابات في مناطق مثل أرض المابوتالا وأرض الزولو والمنطقة الوسطى. وهنا أيضًا يتم قطع الأخشاب الصلبة من أشجار الصنوبر والأكاسيا الأسترالية. كذلك تُعدّ ناتال مركزاً مهمًا لإنتاج السكر. وتقوم زراعة قصب السكر في المناطق الساحلية والإقليم الأوسط حيث يخلو المناخ من الصقيع. وتشمل المنتجات الزراعية الأخرى اللحوم والفواكه والذرة الشامية والخضراوات والدواجن.

التعدين:

تملك ناتال كميات كبيرة من احتياطي الفحم الحجري الذي يتم استخراجه من حقول كليب ريفر ويوترشت ونونجوما وسومكيلي، وكلها تنحصر في الشمال. ويتم تصديره عبر ميناء رتشاردز بي. والمعادن المهمة الأخرى تشمل الحديد والتيتانيوم والزركونيوم.

الصناعة:

تركز صناعة الإنتاج في مدينة ديربان وخاصة في امتداد باينتاون وإناندا حيث يتم تصنيع حوالي 13% من الإنتاج السلعي في جنوب إفريقيا. وتملك منطقة ديربان ـ باينتاون ذات المنــشآت الصناعية العديدة ما يفوق 6,000 مصنع.

ومن أهم المنتجات الصناعية صناعة الأغذية خاصة تعليب الفواكه والمشروبات والمواد الكيميائية والملابس والورق والطباعة والنسيج. كما يوجد مصنع لإنتاج الحديد الصلب في مدينة نيوكاسل. كما تعد السياحة قطاعاً مهمًا في اقتصاد ناتال.

ساحل بحر ديربان تكتنفه شواطئ للسباحة والاستحمام، وهو ذو أرض مستوية تستهوي هواة المشي وتجتذب إليها أعدادًا كبيرة من السياح.

النقل والمواصلات:

تُعدّ ديربان من أكثر موانئ جنوب إفريقيا حيوية ونشاطًا، إذ تصل طاقتها في التصدير والاستيراد سنويًا أكثر من 25 مليون طن متري من البضائع. وتأتي رتشاردز بي في المرتبة الثانية ويمر منها سنوياً أكثر من 40 مليون طن متري من البضائع. وعلى صعيد النقل الجوي، نجد الخطوط التي تربط بين ديربان وجوهانسبرج من أكثر خطوط الطيران ازدهاراً في جنوب إفريقيا، ويخدم مطار لويس بوتا الدولي مدينة ديربان.

وفي مجال الطرق البرية، تملك ناتال 380كم من الطــرق المزدوجة الاتجاه و560كم من الطرق ذات الاتجاه الواحد، بجانب 9,500كم من الطرق المرصوفة بالحصى. والطريق الرئيسي (السريع) الذي يربط بين ديربان وبيترمارتزبيرج أقيمت عليه عدة تقاطعات من الجسور. وتخدم هيئة خدمات مواصلات جنوب إفريقيا للسكك الحديدية معظم المدن والمراكز الحضرية. وهناك خط حديدي خاص يصل إلى ميناء رتشاردز بي لخدمة نقل المعادن التصديرية.

وسائل الاتصالات:

تملك ناتال العديد من الصحف اليومية مثل: صندي تربيون و إلانجا والبوست وديلي نيوز وناتال ميركوري وتمبو. وللمقاطعة محطة إذاعية باسم إذاعة ميناء ناتال، كذلك تمتد خدمات إرسال شبكات الإذاعة والتلفاز القومية في ناتال بجانب العديد من المحطات الأهلية الأخرى.

السطـح

الموقع:

تقع مقاطعة كوازولو ـ ناتال على الساحل الشرقي لجنوب إفريقيا وتحدها أرض الكاب الشرقية من الجنوب وليسوتو من الجنوب الغربي والولاية الحرة من الغرب ومقاطعة مبملانجا من الشمال الغربي وسوازيلاند وموزمبيق من الشمال.

ناتال كانت أصغر أقاليم جنوب إفريقيا. تقع على ساحل المحيط الهندي ويكتنف ساحلها شواطئ رملية.

السطح:

تضم منطقة ناتال ثلاثة أقاليم جغرافية هي: الحزام الساحلي، والأراضي الرسوبية المنبسطة، والهضاب. يقع سهل الحزام الساحلي في شرقي الإقليم في محاذاة المحيط الهندي. ومعظم شواطئ ناتال شواطئ رملية واسعة ومستقيمة. وعند مصب الأنهار في المحيط، نرى انحداراً شديداً لوديان هذه الأنهار.

تقع الأراضي الرسوبية المنبسطة بين الحزام الساحلي والمنطقة الداخلية. وكانت هذه الأراضي تُعرف أيضًا بناتال الوسطى. ويتفاوت ارتفاع هذه الأراضي بين 400م إلى 1,500م، أما الهضاب، فتشمل الحافة العظمى وجبال دراكنزبرج وتلال ليسوتو التي تجاور الولاية الحرة والترانسفال.


شلالات آت هويك ، بالقرب من هويك حيث نهر مجني الذي تتساقط فيه مياه الشلال من علو 95 مترًا.

الأنهار والبحيرات:

توجد في ناتال العديد من أنهار جنوب إفريقيا الكبرى منها نهر توجيلا ونهر أمزمفوبو ونهر بونجولا ونهر أمزيمكولو. ومن الأنهار الكبرى أيضًا نهر مكوزي ونهر أمفولوزي ونهر مجني ونهر مكومازي ونهر متامفون. وكثير من هذه الأنهار أسماؤها بلغة الزولو. ومعظم الأنهار يتم تصريفها نحو الجنوب الشرقي حيث تنشأ الحواجز الرملية عند مصباتها. ولا يُستفاد من هذه الأنهار في الملاحة نظرًا لضحالتها ووجود الشلالات التي تعترض مجاريها كما في شلالات هويك علــى نهر مجني الذي أنشئ فيه خزان ميدمار. كذلك تكثر التكوينات المستنقعية والأهوار عند مصبات هذه الأنهار.


المناخ:

يتميز المناخ بأنه مداري معتدل رطب حيث ترتفع فيه نسبة الرطوبة خاصة في المنطقة الساحلية. يميل فصل الشتاء نحو الاعتدال والجفاف. ويتأثر المناخ بوجود تيارات أغولاس على طول الساحل مما يزيد كمية الأمطار فتصل إلى نحو 100سم في السنة. أما الرطوبة، فقد تسجل نسبة تتراوح بين 85% و90% أثناء الصيف في المنطقة الساحلية. لذلك تتكون النباتات الطبيعية من غابات غنية شبه مدارية. ويزداد الجفاف في مناخ الأراضي الداخلية وتقل الأمطار فتصل إلى أقل من60سم في متوسطها السنوي. هذا بجانب انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء بدرجة ملحوظة. أما النباتات الطبيعية هنا، فهي حشائش وكذلك بعض الأشجار المتفرقة. وبالاتجاه نحو المرتفعات والحافة قد تزداد كمية الأمطار وتصل إلى ما يزيد عن 100سم في السنة. وتنخفض درجات الحرارة انخفاضًا شديدًا لدرجة تراكم الجليد فوق جبال دراكنزبرج. وفي شمال ناتال حيث أرض الزولو،نجد النباتات مكـــونة من خليط من السافانا والحشائش المدارية كما توجد محميات الحيوانات البرية في شمالي البلاد مثل مفلوزي وحظيرة هلوهلووي.

نبذة تاريخية

سيتسهوا، كان ملكا على قبيلة الزولو، وقد هزم محاربوه قوة بريطانية في إساندلوانا عام 1879م.
كانت ناتال خلال العصر الحديدي في القرن الخامس الميلادي أرضًا يسكنها جماعة الخويسان الذين يعتمدون على الصيد وجمع الطعام. وفي القرن الحادي عشر الميلادي، جاءت جماعات أخرى إلى المنطقة كانت من متحدثي لغة النجوني.

ثم وصل إلى المنطقة الرحالة البرتغالي فاسكودا جاما عام 1497م. وسمى المنطقة باسم أرض ميلاد المسيح ولم تكن هناك أية أطماع أوروبية في المنطقة حتى مطلع القرن التاسع عشر الميلادي.

أمر ملك الزولو شاكا خلال العشرينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، جماعات النجوني في ناتال بالسكن في المنطقة حتى يشكلوا حاجزًا بينهم وبين إمبراطورية الزولو وجنوبي نجوني. ثم جاءت أول مجموعة أوروبية للمنطقة وكانت مكونة من التجار عام 1824م وكانوا قد أُعطوا أرضًا في ميناء ناتال (الآن ديربان) بموافقة محكمة شاكا الملكية. ومن ثم نشأت أول مستوطنة أوروبية في المنطقة.

وفي عام 1837م، زار المستوطنة بيت رتيف قائد المهاجرين البيض، وهم معروفون باسم فورتركرز (الرواد)، ثم ذهب لمقابلة خليفة الملك شاكا دينجن، كي يسمح للأوروبيين بالسكن في ناتال. ولكن دينجن لم يثق في رتيف. وبعد أن وقّع معه اتفاقًا منح بموجبه رتيف الأرض، أمر بقتله في يناير عام 1838م. ومن ثم هاجمت جيوش الزولو مستوطنات الفورتركرز في ناتال. وتحت قيادة أندريه بريتوريوس، صد الأوروبيون هجمات الزولو في موقعة نهر الدم في السادس عشر من ديسمبر عام 1838م. وبعد الاتفاق مع مباندي وهو خليفة دينجن، أسس المهاجرون أول جمهورية لهم في ناتال.

انزعجت الحكومة البريطانية من احتمال وجود تدخل أجنبي في مستعمراتها في جنوب القارة الإفريقية. كما زاد توجسها من أن سياسة الجمهورية الجديدة نحو اللاجئين السود العائدين إلى ناتال سوف تؤدي إلى إحداث قلاقل في الطرف الشرقي لمستعمرة الكاب، ولهذا فقد هاجمت القوات البريطانية بقيادة الكابتن ت. س. سميث المهاجرين في يوليو عام 1842م. وخلال معركة قصيرة ألحقت بهم الهزيمة تم بعدها احتلال ناتال عام 1843م.

وهكذا غادر معظم المهاجرين ناتال ؛ فاضطر البريطانيون لإقامة مشاريع التهجير بغرض استقطاب مستوطنين من الجزر البريطانية وعملوا على تنــظيم سكن السود في مناطق تخضع لرقابة الدولة.

وقد اعتمد نظام توطين السود على أسس التركيب التقليدي للقبائل الإفريقية. وهو نظام يدعو إلى تشجيع الاستمرار في العيش في المعازل الوطنية والعمل بالزراعة في الحقول الصغيرة. ونتيجة لهذه السياسات ظهر عجز الأيدي العاملة في منطقة ناتال فحاولت الحكومة سد النقص باستجلاب الأيدي العــاملة من الهند وذلك خلال الفترة الممتدة بين 1860 - 1911م. فزاد في المنطقة عدد المهاجرين الهنود من رجال الأعمال والتجار وغيرهم.

وفي عام 1844م، صارت ناتال مقاطعة بريطانية ضمن مستعمرة الكاب ثم تطورت عام 1856م إلى مستعمرة منفصلة لها حكومة نيابية، بمعنى أن السكان يمكنهم أن ينتخبوا من يمثلهم في حكومة المستعمرة. ولم يكن التصويت مقتصرًا على البيض وحدهم، ولكن المؤهلات التي تمنح الناخب حق التصويت كانت معقدة جداً ورفيعة بدرجة لم يحصل على مثل ذلك الحق أي واحد من المستوطنين السود. ثم منحت بريطانيا ناتال حكماً ذاتيًا في عام 1893م، وهذا يعني أن حكومة ناتال قد صارت مستقلة في اتخاذ معظم القرارات لتنظيم شؤونها وإدارتها.

وفي السبعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، أعادت قبائل الزولو بناء وحداتها العسكرية بصفتها أفضل القوى العسكرية في جنوب إفريقيا. ولكن معظم السكان في ناتال كانوا يتخوفون من قيام سلطة قوية ومستقلة في أراضي الزولو. لذلك قامت القوات البريطانية بغزو أراضي الزولو في يناير 1879م. ولقد عانى البريطانيون من بعض الإحباطات خاصة في إساندلوانا حيث هزموا هزيمة مريرة وذلك في الثامن من يناير 1879م. ولكن بعد وصول الإمدادات اللازمة، انتصر البريطانيون على قائد الزولو كتشويو في معركة أولندي في يوليو 1879م. ثم أُرسل قائد الزولو سجيناً إلى جزيرة روبن بالقرب من مدينة الكاب.

مسجد صوفي في وادي نهر كليب بالقرب من بلدة ليديسميث في شمالي ناتال.
وإبان حرب البوير والإنجليز (1899 - 1902م)، اجتاح البوير أرض ناتال ولكنها ظلت خاضعة لبريطانيا. وبعد الحرب كافأ البريطانيون هذا الولاء باستقطاع منطقتي فرايد وأوترخت من الترانسفال وضمها إلى ناتال.

صارت ناتال مقاطعة ذات حكم ذاتي في إطار الدولة الجديدة في اتحاد جنوب إفريقيا في عام 1910م. وفي السنوات الأولى لهذا الاتحاد اتخذت ناتال اتجاهًا مواليًا لبريطانيا ومغايرًا للاتجاه القومي النامي للأفريكانيين من البيض. وبعد أن صاغت جنوب إفريقيا دستورًا جديدًا عام 1994م، أعادت تقسيم المقاطعات الأربع التي أنشئت عام 1910م إلى تسع مقاطعات. وأصبحت ناتال جزءًا من مقاطعة كوازولو ـ ناتال.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية