الرئيسيةبحث

ناميبيا ( Namibia )



ناميبيا قطر يقع في الطرف الجنوبي الغربي لإفريقيا. توضح الصورة مدينة وندهوك العاصمة وأكبر المدن في ناميبيا. يرجع أكثر من نصف سكان ناميبيا في أصولهم السلالية إلى جماعات عرقية سوداء تُسمى أوفامبو.
ناميبيا دولة تقع في الطرف الجنوبي الغربي من القارة الإفريقية، وتبلغ مساحتها نحو 824,292كم².

يبلغ عدد سكانها نحو 1,752,000 نسمة. وبالرغم من أن أغلبية سكان ناميبيا من المواطنين الأفارقة إلا أنها ظلت تحت سيطرة الأقلية البيضاء التي كانت تحكم جنوب إفريقيا المجاورة لها منذ عام 1916، وحتى عام 1990م.

وفي مارس من عام 1990م، نالت ناميبيا استقلالها الكامل من جنوب إفريقيا بعد أعوام من المفاوضات الشاقة. وبالرغم من أن ناميبيا تعاني من الجفاف وعدم خصوبة التربة، إلا أنها غنية بالمعادن وبخاصة الماس واليورانيوم. ومدينة وندهوك هي العاصمة فضلاً عن كونها أكبر المدن.


نظام الحكم:

ناميبيا دولة جمهورية. ويكون رئيس الدولة بحكم منصبه رئيسًا للجهاز الحكومي. وقبل حصولها على الاستقلال بوقت قصير تم انتخاب أول رئيس لناميبيا من قبل المجلس التأسيسي الذي تحول اسمه لاحقًا ليصبح الجمعية الوطنية. ومنذ ذلك الحين أصبح رؤساء الدولة ينتخبهم الشعب مباشرة. وتكون الفترة الرئاسية الواحدة لمدة خمس سنوات. ولا يحق لرئيس الدولة الاستمرار في أداء مهامه لأكثر من فترتين رئاسيتين وتتكون الهيئة التشريعية بالبلاد من مجلسين: الجمعية الوطنية والمجلس الوطني. وتقوم الجمعية الوطنية بسن القوانين التشريعية للدولة بينما يراجعها المجلس الوطني ويصادق عليها. وتتكون هذه الجمعية من 72 عضوًا يتم انتخابهم مباشرة من قبل المواطنين لفترة خمس سنوات. أما المجلس الوطني فيتكون من 26 عضوًا. ينتخب كل مجلس من المجالس الثلاثة عشرة الإقليمية عضوين لهذا المجلس لفترة ست سنوات. ويحق لرئيس ناميبيا بحكم منصبه تعيين رئيس للوزراء من بين أعضاء الجمعية الوطنية. ويتولى رئيس الوزراء المهام القيادية في الجمعية الوطنية، كما أنه يُساعد رئيس الدولة في إدارة دفة الحكم في البلاد.

وتعتبر منظمة شعوب جنوب غرب إفريقيا سُوابو أكبر الأحزاب السياسية العاملة في ناميبيا، أما أكبر أحزاب المعارضة فهو تحالف تيرن هال الديمقراطي.

ولناميبيا جيش قوامه نحو 8,000 جندي، يُسمى قوة دفاع ناميبيا. والخدمة العسكرية طوعية وليست إلزامية.

السكان:

يعيش نحو 27% من سكان ناميبيا في المناطق الحضرية. ونحو 73% في الأقاليم الريفية. ويشكل الأفارقة نحو 90% من إجمالي السكان. بينما لاتزيد نسبة البيض عن 7%. وترجع أغلبية الأفارقة في أصولها السلالية إلى العديد من الجماعات العرقية المختلفة، ومن أكبر هذه السلالات العرقية جماعات الأوفامبو التي تُنْطق أحيانًا أوامبو. وتشكل هذه الجماعات أكثر من 50% من إجمالي عدد سكان ناميبيا. وتعيش جماعات الأوفامبو في المناطق الشمالية المتاخمة لحدود أنجولا، والتي تعرف باسم بلاد الأوفامبو. وهناك جماعات أخرى تقطن في المناطق الشمالية منها الكافانقو التي تعيش على مقربة من نهر أوكافانقو والكابريفي، وتقطن الأخيرة في الطرف الجنوبي الشرقي من منطقة تُسمى قطاع كابريفي. وتقطن الأجزاء الوسطى من ناميبيا جماعات تُسمى الدامارا والهيريرو. وفي الأطراف الشرقية يعيش قاطنو الأدغال ويسمون سان. هذا إلى جانب الجماعات المسماة تسوانا. وإلى الجنوب من وندهوك تعيش جماعات ذات أصول عرقية مختلطة، ومن بين هذه الجماعات الباسترز، التي تقيم في ريهوبوث أو حولها ثم مجموعة الناما التي تقطن في المناطق الأكثر عمقًا إلى الجنوب.

أما الأقلية البيضاء المقيمة في ناميبيا فترجع في أصولها العرقية إلى الهولنديين القادمين من جنوب إفريقيا، وإلى كل من بريطانيا وألمانيا. وتسكن ناميبيا مجموعة عرقية أخرى يطلق عليها اسم الملونين وترجع هذه المجموعة في أصولها السلالية إلى جماعات هجين نزحت من جنوب إفريقيا إلى ناميبيا. وتتركز تجمعات البيض والملونين في المدن والمراكز الحضرية.

ويعتمد معظم سكان المناطق الشمالية من ناميبيا في حياتهم على صيد الأسماك وزراعة المحاصيل، فضلاً عن تربية الدواجن والطيور وبعض الحيوانات. ويعمل العديد من أبناء أوفامبو وكافانقو في مناجم النحاس في تسومب وفي مناجم الماس الواقعة بالقرب من الأطراف الجنوبية للبلاد. أما بالنسبة للمناطق الريفية الواقعة إلى الجنوب من بلاد أوفامبو فنجد أن معظم السكان يعملون في فلاحة الأرض، وتربية الحيوانات. ويتولى معظم الأوروبيين وظائف إدارية في المراكز والمناطق الحضرية. وبالرغم من أن هناك تفاوتًا في المستوى المعيشي للجماعات الإفريقية المختلفة إلا أن طبيعة الحياة تتطلب من الإفريقيين ضرورة الكفاح من أجل توفير لقمة العيش. وبصفة عامة، فإن معدلات دخول البيض تزيد كثيرًا عن مثيلاتها لدى السكان الأصليين. وبحصول ناميبيا على استقلالها سعت الحكومات الوطنية إلى رفع المستوى المعيشي والاقتصادي للمواطنين الأصليين وتحسينه.

وبالرغم من أن الإنجليزية هي اللغة الرسمية للدولة، إلا أن معظم السود يستخدمون إلى جانب ذلك لغاتهم الإفريقية التي قد يصل عددها إلى نحو 15 لغة. ويشكل النصارى الذين ينتمون إلى الكنيسة البروتستانتية نحو 90% من سُكان البلاد. وهناك أقليات نصرانية تنتمي إلى طوائف دينية أخرى. وترتيب هذه الطوائف من حيث الحجم كالآتي: الكاثوليك، والأنجليكان، ثم أتباع الكنائس الإصلاحية الهولندية بالإضافة إلى أقلية من المسلمين.

وتوفر الدولة التعليم العام مجانًا لمواطنيها. أما جامعة ناميبيا والتي كان يطلق عليها سابقًا اسم الأكاديمية التربوية للتعليم ما بعد الثانوي فتوفر فرص التعليم العالي للمرحلة ما بعد الثانوية.

خريطة نــــاميبـــــــيــا

السطح والمناخ:

يحد ناميبيا شمالاً نهرا كونيني وأوكافانقو، وهما من أكبر الأنهار التي تجري في هذا القطر. كما يقطع نهر كواندو المنطقة المسماة بقطاع كابريفي. ويتدفق نهر الزمبيزي على امتداد الأطراف الشمالية الشرقية لناميبيا، ويشكل نهر أورانج الحدود الجنوبية للبلاد.

وتمتد الحدود الغربية لنامبيا نحو 1,500كم على امتداد شواطئ المحيط الأطلسي. وتترامى صحراء ناميب، لتحُف الشريط الساحلي برمالها وكثبانها العالية. كما أن صحراء كلهاري تغطي المناطق الشرقية من هذا البلد. أما المناطق الوسطى والداخلية، فهي سهل متدحرج يصل في ارتفاعه نحو 1,200م فوق مستوى سطح البحر. وتُغطي هذه المنطقة أشجار قصيرة وخشنة، كما أنها تتمتع بوفرة المراعي مما يساعد على تربية الماشية. وتنتشر زراعة الذرة الشامية في هذه السهول. وتضم هذه المنطقة متنزه إتوشا وهو منطقة محْمية كُبرى تضم مجموعات نادرة من الحيوانات الفطرية كالظباء والتشيتا والأفيال والزراف والأسُود والكركدن والحمار الوحشي.

وتصل درجة الحرارة في ناميبيا في المتوسط نحو 24°م في شهر يناير وتنخفض إلى 20°م بحلول شهر يونيو. أما موسم الأمطار فيمتد ما بين شهري ديسمبر ومارس. ويصل المعدل السنوي للأمطار نحو 50سم للمناطق الشمالية. ويتراوح المعدل السنوي للأمطار في المناطق الوسطى والداخلية ما بين 20سم و 40سم، وتعاني الأطراف الجنوبية من ناميبيا من ندرة الأمطار إذ تتراوح في المعدل السنوي ما بين 2,5سم و15سم.

الاقتصاد:

يشكل التعدين النشاط الاقتصادي الأكثر أهمية في ناميبيا، ويعتبر الماس واليورانيوم والنحاس والرصاص والقصدير والزنك من أهم المعادن التي تزْخر بها هذه البلاد. وللنشاط الاقتصادي التقليدي المتمثل في الزراعة، وتربية الحيوانات، والصيد أهميته أيضًا. ومنذ السبعينيات من القرن العشرين ظلت ناميبيا تعاني من الجفاف ومن مشكلات بيئية أخرى، مما أثر سلبًا على القطاع الزراعي والحيواني. كما أن الاستغلال المكثف غير المنظم للثروات السمكية أدى إلى استنزاف مصادر هذه الثروات في المحيط الأطلسي.

وينحصر النشاط الزراعي بالنسبة لكثير من المزارعين في توفير الاحتياجات المعيشية للأسرة.

وتشمل المحاصيل الزراعية: الذرة الشامية، الدُّخن، والخضراوات. وتحظى الأبقار والأغنام بأهمية خاصة. وتشمل الثروات السمكية أسماك الأنشوفة والماكريل، والسردين. وهناك القليل من المصانع التي تُعْنى بمعالجة وتعليب الأسماك. وبالنسبة للصادرات ـ تحتل المعادن موقع الصدارة ومنها: الماس وأكسيد اليورانيوم والنحاس والرصاص والزنك. وتستورد ناميبيا معظم احتياجاتها الأساسية من القمح والأغذية فضلاً عن العديد من المنتجات الصناعية. وتعتبر جنوب إفريقيا واليابان والولايات المتحدة وبريطانيا، وبعض دول غرب أوروبا ـ من أكبر الشركاء التجاريين لناميبيا. وتعتبر مدينة والفز باي الميناء الرئيسي لناميبيا بالرغم من أنها تتبع رسميًا لجنوب إفريقيا. وتغطي السكك الحديدية أرجاء ناميبيا وتقوم بربط المدن الرئيسية والمراكز الحضرية ببعضها وبجنوب إفريقيا. ويُقدر طول شبكة السكك الحديدية بنحو 2,330كم. أما شبكة الطرق البرية فيبلغ طولها نحو 38,600كم، والمعبد منها لا يتجاوز ربع هذا الرقم، وهناك مطار دولي يقع بالقرب من وندهوك.

نبذة تاريخية:

تدّعي كل من جماعات الدمارا و السان بأنها تمثل الأصول السلالية لسكان ناميبيا، وعبر السنوات شهدت هذه المنطقة نزوحًا كبيرًا إليها من قبائل الأوفامبو والهيريرو القادمة من الشمال. ومع حلول القرن التاسع عشر الميلادي أصبحت جماعات الدامارا و الهيريرو و الأوفامبو تُشكل الأغلبية السكانية في ناميبيا، بينما ظلت جماعات أوكافاقفو و الكابريفي تقيم مواطنها دون أن تُضطر إلى الهجرة أو النزوح. وقد تواصلت الهجرات الخارجية إلى ناميبيا على امتداد القرن التاسع عشر الميلادي.

ومع بداية عام 1868م سيطرت ألمانيا على شواطئ ناميبيا وبدأت الحملات التنصيرية والعسكرية عملها. وفي عام 1884م أعلنت ألمانيا ضم ناميبيا وأصبحت تحمل اسم جنوب غرب إفريقيا الألمانية. وفي التسعينيات من القرن الثامن عشر الميلادي أجبرت ألمانيا وبقدر كبير من الوحشية قبائل الدامارا و الهيريرو على النزوح من منطقة وندهوك. وقد أثار هذا الإجراء سخط قبائل الهيريرو التي بدأت الثورة والتمرد عام 1904م. وقد واجهت ألمانيا هذه الحركة بقدرٍ كبير من القسوة والوحشية إلى أن أخمدتها في عام 1907م وكان الثمن باهظًا، إذ قتل نحو 65,000 من جماعات الهيريرو. وفي عام 1915م هاجمت قوات جنوب إفريقيا القوات الألمانية المتمركزة في ناميبيا وهزمتها. ومنذ ذلك الحين أعلنت جنوب إفريقيا سيطرتها على ناميبيا، وقد حاولت جنوب إفريقيا ضم ناميبيا إليها، إلا أن هذا الإجراء ووجه بمعارضة الولايات المتحدة وبعض الحلفاء. وعام 1920م منحت عصبة الأمم جنوب إفريقيا الحق في فرض الوصاية على ناميبيا، ومنذ ذلك الحين ظلت جنوب إفريقيا تتعامل مع ناميبيا وكأنها مقاطعة تابعة لها.

وفي عام 1945م تم استبدال منظمة الأمم المتحدة بعصبة الأمم. ومنذ ذلك الحين طالبت الأمم المتحدة جنوب إفريقيا بضرورة تمكينها من ناميبيا لفرض وصاية الهيئة الدولية عليها. وقد رفضت جنوب إفريقيا هذا الطلب بشدة، واستمرت في تعاملها مع ناميبيا وكأنها مقاطعة تابعة لجنوب إفريقيا.

وقد اتخذت المنظمة الدولية عدة إجراءت لإنهاء سيطرة جنوب إفريقيا على ناميبيا. ففي عام 1966م اقترعت الجمعية العمومية للأمم المتحدة لصالح إنهاء وصاية جنوب إفريقيا على ناميبيا. وفي عام 1971م أعلنت محكمة العدل الدولية أن سيطرة جنوب إفريقيا على ناميبيا غير قانونية.

وفي عام 1960م كونت الأغلبية السوداء في ناميبيا المنظمة الشعبية لجنوب غربي إفريقيا (سُوابو). وقد حاولت منظمة سوابو إقناع حكومة جنوب إفريقيا بضرورة منح ناميبيا استقلالها.

وقد عمدت سُوابو إلى استخدام حرب العصابات تحقيقًا لأهدافها. ولمحاصرة سوابو عملت جنوب إفريقيا على تشكيل قوة عسكرية على امتداد حدود ناميبيا مع كل من أنجولا وزامبيا. واستمر الصراع المسلح بين سوابو وجنوب إفريقيا حتى عام 1989م. وفي عام 1977 أعدت جنوب إفريقيا خطة لمنح ناميبيا نوعًا من الاستقلال، وتتمثل الخطة في إنشاء مجلس تشريعي تُشارك فيه القيادات السياسية المحلية من السود في ناميبيا إلا أن هذا المجلس المقترح يخضع لسيطرة الأقلية البيضاء في هذا البلد. وقد عارضت الأمم المتحدة بشدة سيطرة الأقلية البيضاء وفقًا لهذه الخطة. وقد عملت كل من بريطانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، وكندا على إقناع جنوب إفريقيا بضرورة العمل على وضع خطة جديدة يتم بموجبها الاستجابة لمطالب الأمم المتحدة.

وبدأت المفاوضات من أجل استقلال ناميبيا في أواخر السبعينيات واستمرت على امتداد الثمانينيات من القرن العشرين. وفي نهاية عام 1988م، وافقت جنوب إفريقيا على خطة عمل يتم بموجبها منح ناميبيا استقلالها التام بحلول شهر أبريل من عام 1990م. وفي أبريل سنة 1989م وافقت سُوابو وجنوب إفريقيا على خطة لوقف إطلاق النار. وتقرر عقد انتخابات عامة لتشكيل المجلس التأسيسي لناميبيا في نوفمبر 1989م. وفي فبراير سنة 1990م أقر المجلس التأسيسي دستورًا جديدًا لناميبيا كما اختار المجلس سام نجوما رئيس منظمة شعوب جنوب غرب إفريقيا سُوابو أول رئيس لناميبيا على أن يتم انتخاب من يليه في منصب الرئاسة مباشرة من الشعب. وقد حصلت ناميبيا على استقلالها في 21 مارس 1990م وأصبحت عضوًا في كومنولث الأمم. وفي وقت لاحق حلّتْ الجمعية الوطنية محل المجلس التأسيسي. أعادت جنوب إفريقيا مقاطعة والفز باي إلى ناميبيا عام 1994م إثر مطالبة الساسة النامبيين بها بعد استقلال بلادهم. وقد تم إعادة انتخاب نجوما لفترة رئاسية ثانية في ديسمبر 1990م.

لمزيد من المعلومات ★ تَصَفح: جنوب إفريقيا ؛ وندهوك ؛ والفز باي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية