التصنيف العلمي | ||
---|---|---|
المملكة | الحيوانات | |
الشعبة | الحبليات | |
الطائفة | الثدييات | |
الرتبة | اللواحم | |
الفصيلة | السنوريات | |
الجنس | النمور: Panthera | |
النوع | الأسد: leo | |
السلالة | الآسيوية، الفارسية: persica | |
معلومات عامة | ||
وضع السلالة | مهددة بصورة حرجة | |
الإسم العلمي | Panthera leo persica: بانثيرا ليو بيرسيكا | |
مصنف الفصيلة و تاريخ التصنيف | ميار، 1826 |
الأسد الآسيوي هو إحدى سلالات الأسود والتي لاتزال تعيش اليوم في الهند فقط حيث تعرف أيضا بالأسد الهندي، وقد امتد موطن هذه السلالة في السابق من اليونان وجنوب غرب آسيا عبر آسيا الوسطى وصولا إلى الهند حيث كانت تعرف باسم الأسد الفارسي.
يبلغ عدد الجمهرة الحالية حوالي 300 فرد تعيش جميعها في غابة غير في ولاية غوجرات الهندية. امتد نطاق هذه الأسود في العصور السابقة من القوقاز وتركيا عبر بلاد الشام وصولا إلى اليمن، ومن مقدونيا عبر بلاد مابين النهرين وإيران وصولا إلى الهند وحتى باكستان عبر الحدود البنغلاديشية.
فهرس |
للأسد الآسيوي معطفا أشعث بشكل أكبر من ذاك الذي للأسد الإفريقي، كما وتمتلك قنزعات من الشعر أطول على آخر ذيلها ومرافقها. يمتلك كلا الجنسين طيّة من الجلد تمتد على البطن بأكمله وتميّز هذه السلالة عن غيرها، ويبلغ طول الذكور بين 1.7 و 2.5 أمتار وتزن ما بين 150 و 250 كيلوغراما بينما يصل طول الإناث إلى ما يقارب 1.4 و 1.75 مترا وتزن بين 120 و 182 كيلوغراماً.
الأسود الآسيوية حيوانات اجتماعية بشكل كبير، فهي تعيش في جماعات تسمّى زمرا، وتكون زمر الأسود الآسيوية أصغر من تلك الإفريقية حيث يبلغ معدل أعضائها أنثتان مقابل 4 أو 6 إناث في زمر الأسود الإفريقية. كما وتعتبر الذكور اجتماعية بشكل أقل من الذكور الإفريقية حيث لاتجتمع مع باقي الزمرة إلا للتزاوج أو عند صيد طريدة كبيرة، ويعتقد أن السبب وراء ذلك يعود إلى أن الطرائد في الهند أصغر حجما من الطرائد الموجودة في إفريقيا أي أنها تطلّب أسودا أقل لإسقاطها.[1]
أظهرت إحصائية جرت في أبريل 2006 أن عدد الأسود القاطنة غابة غير يبلغ حوالي 359 أسدا، وتعيش هذه الأسود في تلك المنطقة البالغة مساحتها 1,412 كيلومترا مربّع (558 ميل مربّع) والمغطاة بالآجام والغابات النفضيّة المفتوحة. كانت جمهرة الأسود الآسيوية تقتصر على 13 أسدا فقط في عام 1907 قبل أن يقوم حكام المنطقة بحمايتها بشكل كامل حتى تزايدت أعدادها شيئا فشيئا، وأنقذت من الانقراض. تتشارك الأسود في موطنها مع غيرها من الضواري مثل الذئب الهندي والنمر والضبع المخطط، أما الببر الذي يعتبر أكبر سنوريات الهند فلا يقطن غابة غير نظرا لأنه يفضل الغابات الكثيفة أكثر من السهول ومناطق الآجام التي تفضلها الأسود.
يعتقد بأن جمهرة الأسود الآسيوية البريّة والبالغ عددها قرابة 360 أسدا تتحدر جميعها من 13 فردا فقط وبالتالي فيفترض بأنها تناسلت داخليا بشكل كبير، إلا أن بعض المعطيات تفترض بأن هذا الرقم مبالغ فيه بشكل كبير وأن العدد الحقيقي للأسود كان يقارب المئة عام 1910[2]، وإن سبب القول بانخفاض الأعداد لهذه الدرجة كان فقط لعدم تشجيع الصيادين على صيد هذه الحيوانات. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الجمهرة المتناسلة داخليا لفترة طويلة تكون عرضة للأمراض بشكل كبير كما وتكون الحيوانات المنوية عند الذكور مشوهة مما يؤدي إلى العقم.
يقول العالم في الجينات ستيفان أوبراين في إحدى دراساته الأولية بأنه "إذا أخذنا عينة من الحمض النووي للأسود الآسيوية لوجدنا أنها جميعا تبدو كالتوائم المتماثلة وذلك لأنها تتحدر كلها من بضعة عشرات من الأفراد التي بقيت على قيد الحياة في بداية القرن العشرين"[3]، وبالتالي فهذا يجعلها معرضة للأمراض بشكل كبير ويسبب تشويها لدى 70 أو 80% من حيواناتها المنوية أي النسبة التي يمكن أن تسبب عقما بحال استمر تزويجها في الأسر.
أظهرت إحدى الدراسات البديلة أن الفقر في التنوع الجيني لدى الجمهرة الحالية لايعود إلى التناسل الداخلي وإنما كان موجودا لدى الجمهرة الأصلية، وقد أظهر مؤيدي هذه النظرية أن ضعف مقاومة هذه الحيوانات للأمراض يتشابه مع ذاك الضعف الذي للببور كما أظهروا بأن الأسود الآسيوية الحقيقية لاتعاني من أي تشوهات في حيواناتها المنوية، إلا أنه تم التساؤل حول مصداقية هذه الدراسة بسبب استخدام الباحثين لبعض التقنيات الغير مناسبة لفحص التنوع الجيني لدى مجموعة من الحيوانات. [4][5][6]
يقوم البشر قاطني غابة غير بتسميم الأسود بسبب مهاجمتها للماشية المستأنسة عبر وضع لحوم أو جيف مطعمة بسم قاتل في العراء أو قرب الموقع الأخير الذي اصطادت فيه، كما وجدت دلائل على قنص الأسود في بعض الأحيان بشكل غير شرعي حيث وجدت مخالبها مفقودة من جيفتها. ومن المخاطر الكبرى الأخرى الفيضانات والحرائق والأوبئة، وبما أن موطن الأسود ضيق ومحصور فإنها تعتبر معرّضة للاندثار بشكل كبير بحال تعرضت لخطر كبير مماثل.
وقد قام المزارعون أيضا بحفر قرابة 15,000 إلى 20,000 بئر مفتوح لريّ بعض الأراضي فأصبحت هذه الآبار بمثابة أفخاخ قاتلة للعديد من الحيوانات البريّة بما فيها الأسود التي تسقط أو تقفز عمدا لتشرب إلا أنها تعجز عن الخروج فتموت غرقا، وقد قدمت بعض الاقتراحات لحل هذه المشكلة ومنها بناء جدران حول الآبار أو استخدام قنوات أو قساطل لجر المياه إلى الأراضي الزراعية.
كما ويستخدم المزارعون في غابة غير الأسياج الكهربائية الغير قانوية، بعد أن يقوموا برفع معدل التيار الكهربائي فيها، لحماية محاصيلهم الزراعية من الظباء الهنديه (النلجاي) إلا أن الأسود وغيرها من أصناف الحياة البريّة تعلق أو تصطدم بالسياج فتصعق وتموت على الفور.
ويأتي الخطر الأكبر على الأسود الآسيوية في غابة غير من قوم المالداري، وهم قوم نباتيون رعاة لايقدمون على القنص الغير شرعي بسبب اهتمامهم بتربية البقر حيث تمتلك كل عائلة حوالي 50 بقرة (من ماشية المالداري إجمالا). وبسبب الأعداد الكبيرة للأبقار فإن الأراضي حول مستوطنات هؤلاء الناس تكون مجرّدة من الأعشاب بشكل كبير، ويؤدي هذا كما الاحتطاب بشكل كبير إلى تدمير مسكن الفصائل التي تعتمد عليها الأسود في غذائها مما يؤدي إلى نزوحها من تلك المناطق مما يجبر الأسود على الانتقال إلى مصدر أخر للغذاء وهو ماشية المالداري وذلك يضعها في نزاع مباشر مع الرعاة ويؤدي إلى استهدافها.
تعاني جمهرة الأسود الآسيوية الأسيرة في حدائق الحيوانات الهندية من التلوّث الجيني، إذ أن معظمها تزاوج مع الأسود الإفريقية التي صودرت من السيركات ووضعت جهلا في معارض مشتركة مع الأسود الآسيوية. ولهذا السبب تعتبر جميع الأسود الأسيرة في الهند بأنها ليست من عرق صاف مما أدى إلى وقف العمل بالبرنامج الأوروبي والأمريكي لإكثار الفصائل المهددة بعد أن اكتشفت هذه المشكلة وذلك لأن جميع الأسود الآسيوية في حدائق الحيوان الأوروبية والأميركية أحضرت من الحدائق الهندية (ذات الأسود الملوثة جينيا) عوضا عن البريّة وذلك للحفاظ على استقرار أعدادها. قامت الهند بتصحيح هذا الخطأ منذ أن اكتشفت المشكلة وذلك عبر تزويج وإكثار الأسود الآسيوية النقيّة جينيا فقط مما ساعد على إعادة إطلاق البرنامج الأوروبي لإكثار الفصائل المهددة بالإنقراض الخاص بالأسد الآسيوي، أما البرنامج الأمريكي فلم تتم إعادة إطلاقه منذ أن أقفل في الثمانينات من القرن العشرين، ولا يزال على حدائق الحيوانات في أمريكا الحصول على جمهرة نقية من الأسود الموجودة في الهند[7][6][8][9]
كانت السلطات المختصة في الهند تعمل منذ حوالي العقد من الزمن على إنشاء جمهرة بريّة ثانية من الأسود الآسيوية، وقد قام باحثو المعهد الهندي للحياة البرية باختيار محمية بالبور كونو كموقع مناسب لإدخال السلالة إليه وأكدوا بأن هذا الموقع يعتبر جاهزا حاليا لاستقبال الجمهرة الأولى من الأسود القادمة من غابة غير[10]، إلا أن هناك بعض الشكوك حول مدى قدرة الأسود على التأقلم مع مسكنها الجديد بعد نقلها وذلك بسبب الاختلاف الشاسع بين المساكن في غابة غير والموطن الجديد الأقل جفافا، كما وسيكون على الأسود أن تتنافس مع المزيد من الضواري في موطنها الجديد وأبرزها الببر الذي يقطن تلك المنطقة والذي لم تنافسه أسود غير على الفرائس والأراضي قبل ذلك.
كانت الأسود الآسيوية تعيش في بعض أقسام شرقي أوروبا في العصور القديمة، وقد كتب كلا من أرسطو وهيرودوتس بأن الأسود كانت تتواجد في بلاد البلقان كما فعل ملك الفرس كسرى عند غزوه لليونان وتقدمه عبر مقدونيا (عام 480 ق.م) حيث ذكر بأن العديد من جمال قافلته قتلتها والتهمتها الأسود. يعتقد بأن الأسد الآسيوي انقرض في اليونان الحاليّة قرابة العام 80 م - 100 م.
تعتبر الأسود التي قطنت شرقي أوروبا بأنها من السلالة الأوروبية (الأسد الأوروبي) في بعض الأحيان أو بأنها من بقايا أسود الكهوف (سلالة الكهوف) التي استمرت بالعيش بعد انتهاء العصر الجليدي الأخير، إلا أن الرأي الذي يرجّح بأنها أسودا آسيوية يعتبر أقرب إلى الصواب.
استمرت الأسود الآسيوية بالعيش في القوقاز حتى القرن العاشر، وكانت هذه الجمهرة تعتبر بأنها الأقصى عيشا لجهة الشمال كما كان هذا الموطن هو الوحيد في الإتحاد السوفياتي السابق الذي يحوي أسودا عاشت حتى فترة ليست ببعيدة. انقرضت هذه الأسود في أرمينيا قرابة العام 100 للميلاد وفي أذربيجان وجنوبي غرب روسيا في القرن العاشر، وكانت الأسود تتشارك في موطنها هذا مع الببر القزويني والنمر الفارسي والفهد الآسيوي الذي أدخله الأمراء الأرمن للصيد.
انقرضت هذه السنوريات الواحد تلو الأخر من تلك المنطقة بسبب الصيد المكثّف واختفاء الطرائد التي كانت تفترسها ومنها: البيزون الأوروبي، الأيل الأحمر، الأرخص، الحصان التتاري، الموظ و غيرها.
تواجدت الأسود الآسيوية في بعض الدول العربية الآسيوية حتى فترة قريبة نسبيا، وكانت الأسود وافرة العدد في فلسطين ولبنان وسوريا خلال فترة بداية انتشار المسيحية حيث ذكرت في الإنجيل والتوراة تحت أسماء مختلفة وقيل بأنها عاشت في الغابات والجبال كجبل الشيخ أو جبل حرمون كما في مناطق الآجام في غور الأردن، كما وذكرت الأسود في التراث العربي عبر عدة مصادر منها الروايات عن عم الرسول حمزة بن عبدالمطلب الذي كان صيادا للأسود، وعن طريق قصص بعض الأدباء كابن المقفع في كليلة ودمنة. وبالإضافة لذلك ظهرت الأسود في العديد من النقوش الرومانية والبيزنطية والآشورية مثل النقش على بوابة عشتار في العراق.
انقرضت الأسود الآسيوية من لبنان وفلسطين بعد انتهاء الحروب الصليبية، وكان آخر ذكر لها يتم من قبل الكتّاب العرب في القرنين الثالث عشر والرابع عشر عندما كانت لاتزال تعيش قرب السامرة والمناطق المحاذية. وذكر والي رام الله الفارس بن شاور بأنه رأى أحد عشر أسدا ميتا في رام الله ومنطقة نهر العوجة بعد هطول أمطار غزيرة وكان ذلك عام 1294، كما قام نائب صفد المنصوري (1304 - 1307) بقتل 15 أسدا في الغابات الساحلية بفلسطين[11]. استمرت الأسود الآسيوية بالتواجد خلال هذه الفترة في سوريا إلى أن قتل آخرها قرابة العام 1891 في حلب على يد والي عثماني، وبلاد مابين النهرين قرب حوضي نهريّ دجلة والفرات حيث بقيت تعيش حتى القرن التاسع عشر بحسب زعم العديد من الرحّالة، وشبه الجزيرة العربية.
بقيت الأسود الآسيوبة منتشرة في العديد من المناطق الأخرى حتى حلول منتصف القرن التاسع عشر عندما أدى انتشار الأسلحة النارية إلى انقراضها بشكل واسع من الكثير من المناطق، وكانت آخر مشاهدة للأسد في إيران عام 1941 بين شيراز وجاهروم وفي عام 1944 وجدت جيفة آخر لبوة على ضفاف نهر كارون في محافظة خوزستان[12]، أما في تركيا فنفق آخر أسد فيها بأواخر القرن التاسع عشر[13][14].
أظهرت دراسة في عام 1968 أن السلالات البربرية والآسيوية والإفريقية المختلفة بالإضافة لسلالة رأس الرجاء الصالح تمتلك نفس الخصائص في جماجمها وأبرزها الوجه الضيّق المستطيل الشكل الذي يظهر بشكل كبير عند الأسود البربرية والآسيوية بشكل خاص. ويظهر هذا الأمر بأنه لعلّ كان هناك صلة وثيقة بين أسود شمال إفريقيا وآسيا، كما يُظن بأن السلالة الأوروبية من أوروبة الجنوبية التي انقرضت قرابة العام 80 م - 100 م كانت تمثل صلة وصل بين الأسود الشمال إفريقية والآسيوية. ويعتقد بأن السلالة البربرية تمتلك نفس طيّة الجلد التي تمتلكها الأسود الآسيوية على معدتها إلا أنها تختفي تحت لبدتها الطويلة التي تمتد على طول بطنها.
يظهر الأسد الآسيوي على العديد من أعلام وشعارات الدول الأوروبية والآسيوية، ويعتبر الرمز الوطني للهند. وفي الهندوسية يوصف "ناراسيما" (الرجل الأسد) على أنه تجسيد لأحد الآلهة ويعبد بصفته "الإله الأسد" وبالتالي يمكن القول بأن الأسود الآسيوية التي كانت منتشرة عبر الهند بكاملها تعتبر مقدسة عند جميع الهندوس الهنود.
ومن مظاهر تمثيل الأسد الآسيوي الأخرى الاسم الفيداوي الهندي القديم "سينغ" والذي يعني أسد و يعود تاريخه إلى حوالي 2000 سنة في الهند القديمة، والذي كان يطلق على أفراد الطبقة العسكرية (الراجبوتيون). وأخذ السيخ بإسم "سينغ" أيضا وأصبح قرابة 20 مليون سيخي في العالم يستعملون هذا اللقب كما يفعل الهندوس الراجبوتيون[15][16].
تشتق جزيرة سنغافورة اسمها من الكلمتين الملاويتين سينغا (أسد) و بورا (مدينة)، والتي تتحدر بدورها من الكلمات السنسيكريتية सिंह "سيمها" و पुर "بورا" [17]، ووفقا للمالاويين فإن هذا الاسم أطلق على الجزيرة من قبل أمير سومطري في القرن الرابع عشر والذي كان يدعى "سانغ نيلا أوتاما" عندما نزل على الجزيرة هربا من عاصفة رعدية فشاهد حيوانا غريب الشكل فأخبره رئيس وزرائه بأنه أسد[18]، إلا أن الدراسات أظهرت مؤخرا بأن الأسود لم تصل يوما إلى سنغافورة وتستوطنها ولعل الحيوان الذي شاهده الأمير كان ببرا. ويظهر الأسد بشكل متكرر في التوراة والإنجيل تحت أسماء وروايات مختلفة أبرزها قصة سفر القضاة عن الحيوان الذي قاتله شمشون.