الرئيسيةبحث

ببر قزويني

الببر القزويني
التصنيف العلمي
المملكة الحيوانات
الشعبة الحبليات
الطائفة الثدييات
الرتبة اللواحم
الفصيلة السنوريات
الجنس النمور: Panthera
النوع الببر: tigris
السلالة القزوينية، الفارسية: virgata
معلومات عامة
وضع السلالة منقرضة
الإسم العلمي Panthera tigris virgata: بانثيرا تيغريس فيرغاتا
إسم المصنف و تاريخ التصنيف ليللغر، 1815

الببر القزويني أو الببر الفارسي هو إحدى سلالات الببر و الذي كان يعد أكثر السلالات إنتشارا نحو الغرب حيث كان ينتشر في إيران، العراق، أفغانستان، تركيا، منغوليا، كازاخستان، القوقاز، طاجكستان، تركستان و أوزبكستان إلى أن إنقرض في أواخر الخمسينات من القرن العشرين كما يظهر، إلا أن هناك البعض من المشاهدات العينية التي تفيد بأن هذا الحيوان لا يزال يعيش في بعض المناطق النائية.

فهرس

الوصف

كان الببر القزويني ثالث أكبر سلالات الببور بعد السلالة السيبيرية و السلالة البنغالية، حيث كان مكتنز طويل الجسد ذو قوائم قوية و كفوف مفلطحة و مخالب ضخمة بشكل غير إعتيادي بالنسبة لفصيلة الببور. و إمتلك هذا الببر أذان قصيرة و صغيرة تعطي للناظر إليها مظهرا يوحي بأنها عديمة الشعر على الأطراف، كما و كان فراؤه طويلا جدا و كثيفا على طول الجسم و بشكل خاص عند الوجنتين، أما بالنسبة للون فقد ماثل لون الببر البنغالي وقد أظهرت إحدى عينات الجلد من المتحف البريطاني لونا ذهبيا ضارب إلى الصفار على طول الظهر و الجانبين. و كان لون الجانبين أبهت من لون الظهر كما إختلفت أنماط ألوان الخطوط من البني الباهت إلى القاتم، بينما كان لون الصدر و البطن أبيض ذو خطوط صفراء كما الوجه المخطط بخطوط بنية على الجبهة و الملطّخ ببقع واضحة بيضاء اللون حول العينين و الوجنتين.

و كانت القوائم صفراء اللون على القسم الخارجي و بيضاء على القسم الداخلي بينما كان الذيل أصفرا و مخطط بخطوط بيضاء ضاربة إلى الصفار، وفي الشتاء كان معطف الببر القزويني ينمو ليصبح طويلا جدا لدرجة أن هذه الحيوانات كان ينمو لديها لبدة ضخمة على المعدة و أخرى قصيرة على مؤخرة العنق. كانت ذكور الببر القزويني ضخمة جدا حيث كانت تزن مابين 169 و 240 كيلوغراما بينما كانت الإناث أصغر حجما حيث كانت تصل زنتها إلى مابين 85 و 135 كيلوغراما.

العادات و التناسل

أعتبرت الببور القزوينية حيوانات إنعزالية معظم أوقات السنة حيث كانت لا تختلط مع غيرها من الببور سوى في فترة التزاوج التي كانت تحصل في أي وقت من السنة إلا أن الذروة كانت تقع خلال الشتاء أو الربيع و تمتد لعشرين أو ثلاثين يوما، و إن لم تتزاوج الأنثى خلال هذه الفترة فإنها كانت تعاود الدورة النزوية في وقت لاحق. إمتدت فترة حمل الأنثى قرابة 100 يوم ومن ثم كانت تلد جروين أو ثلاثة جراء عمياء لا تفتح عيونها إلا بعد عشرة أيام من ولادتها، و كانت الأم كجميع إناث السلالات الأخرى تقوم بتربية جرائها وحدها و ترضعها لثمانية أسابيع و لا تخرجها من العرين قبل بلوغها أسبوعها الثاني. و تبقى الجراء تعتمد على أمها حتى بلوغها أسبوعها الحادي عشر أي عندما تستطيع الصيد بمفردها، و كانت إناث الببر القزويني لا تحمل إلا كل 3 أو 4 سنوات مثل باقي السلالات أي الفترة التي تصبح فيها الجراء مستقلة عن والدتها. كان أمد حياة الببر القزويني يمتد مابين عشرة و خمسة عشر سنة.

الببر القزويني في الحلبات الرومانية

كانت هذه السلالة من الببور السلالة الأكثر شيوعا في حلبات المجالدة الرومانية بما أنها كانت الأقرب موطنا إلى الإمبراطورية الرومانية حيث كانت تقطن حدودها الشرقية في القوقاز و بلاد مابين النهرين و بلاد فارس و بالتالي فكانت أسهل سلالة يمكن القبض عليها بما أن باقي السلالات كانت تتواجد في مواطن بعيدة. و كان أول ببر يصل إلى روما هدية من السفير الهندي إلى الإمبراطور أغسطس في العام 19 ق. م. إستخدم الرومان هذه الببور لقتال المجالدين و أصناف متعددة من الحيوانات مثل الأسد الأوروبي و الأسد البربري و الأرخص و غيرها.

تاريخ السلالة و إنقراضها

موطن الببر القزويني في عام 1900
موطن الببر القزويني في عام 1900

بدأت جمهرة الببور القزوينية تظهر تراجعا منذ منتصف القرن التاسع عشر عندما قتلت بضعة ببور في موقع يبعد 180 كيلومترا عن منطقة أتبسار في كازاخستان و قرب بارنول في روسيا، و منذ ذلك الحين أخذت الببور القزوينية تتناقص شيئا فشيئا في العديد من الدول، فقتل أخر ببر قزويني في العراق قرب الموصل في عام 1887 و تبعه عام 1899 الببر القزويني الأخير في الصين قرب مصب نهر لوب نور في إقليم إكسينجينغ. و بحلول العشرينات من القرن العشرين كان الببر القزويني قد إختفي كليا من منطقة مصب نهر تاريم في الصين، وفي عام 1922 قتل أخر ببر في القوقاز قرب تبليسي في جورجيا بعد أن إصطاد إحدى المواشي المستأنسة، و يعود أخر تقرير عن مشاهدة عينيّة للببر القزويني قرب بحيرة بالكاش في الصين إلى العام 1948.

رسم لببرين قزوينييّن
رسم لببرين قزوينييّن

قامت الحكومة الروسية خلال أوائل القرن العشرين و عند قيامها بمشروع لإستصلاح الأراضي ببذل مجهود كبير للقضاء على الببور القزوينية حيث إعتبرت أن وجودها يعتبر معرقلا لتنفيذ المشروع و بالتالي أصدرت أوامرها للجيش الروسي بقتل جميع الببور التي تقطن المنطقة المحيطة ببحر قزوين، وقد نفذ هذا الأمر بنجاح. وما أن إكتملت إبادة الببور حتى إنتقل المزارعين إلى المنطقة و قاموا بإزالة الغابات و زرع المحاصيل الزراعية بدلا منها مثل الرزّ و القطن، وقد أدى هذا الإستصلاح بالإضافة إلى عمليات التحطيب و الصيد إلى تراجع الببور القزوينية من الأراضي المنخفضة الخصبة إلى غابات الهضاب ومن ثم إلى الأراضي السبخة و بعض أحواض الأنهار الكبيرة و إلى الجبال أخيرا إلى أن أعتبرت منقرضة بشكل مؤكد تقريبا. و كانت منطقة تيغروفايا بالكا هي الموقع الأخير في الإتحاد السوفياتي السابق التي تواجد فيها الببر القزويني وقد إستمرت التقارير حول المشاهدات العينية لهذا الحيوان في تلك المنطقة بالورود حتى منتصف الخمسينات إلا أن مصداقيتها مشكوك بأمرها.

و تفيد بعض التقارير أن أخر ببر قزويني في إيران قتل في شمال البلاد أو في منتزه غولستان القومي خلال عام 1959 و كان هذا يعتبر أخر الببور القزوينية الأصيلة من المنطقة، إلا أن بعض التقارير الأخرى تفيد أن أخر الببور القزوينية قتل في الصين قرب حوض نهر ماناس في جبال تيان تشان خلال الستينات من القرن العشرين. وقد وردت إفادة عن إحدى المشاهدات العينية الغير مؤكدة من منطقة نوكوس حيث الفروع السفلى لنهر آمو داريا قرب بحر آرال في عام 1968، و وردت تقارير أخرى عن إختفاء هذه الحيوانات كليا من منطقة الحدود التركمانية الأوزبكستانية الأفغانية خلال أوائل السبعينات كما زُعم أنه تم توثيق عملية صيد لإحدى هذه الببور في تركيا في عام 1970، حتى أن أحد التقارير تفيد أن أخر ببر قزويني قتل في شمالي أفغانستان في عام 1997.

يعتبر القول بأن الببر القزويني إنقرض خلال أواخر الخمسينات من القرن العشرين هو القول الأقرب إلى الصحة إلا أنه ليس هناك من أدلة لتدعمه، و يبدو بأن هذا الإدعاء أعتبر صحيحا بعدما قال به المؤلف ه. زيي في كتابه "المرشد لثدييات إيران". إلا أن مؤلفا أخر هو إ. فيروز يظهر في كتابه "دليل لحيوانات إيران، 1999" أن الببر القزويني إنقرض في فترة سابقة عن تلك التي قال بها المؤلف الأول حيث يقول بأن أخر تلك الحيوانات قتل في منطقة مازاندران الشرقية في شمالي إيران خلال عام 1947 قرب إحدى القرى. و خلاصة الأمر أنه يمكن القول بأن تاريخ إنقراض هذه الببور غير مؤكد و لا يعرفه أحد على وجه الدقة.

المشاهدات العينية و الشكوك المحيطة بإنقراض السلالة

تم أخذ المعلومات الواردة أدناه من تقرير مكون من 29 صفحة للمجلس الأوروبي بشأن" تصنيف، صيانة، و الحفاظ على الضواري الكبرى في تركيا، ستراسبورغ - فرنسا - 2004".

"كان القرويون الأتراك يعلمون بوجود الببر القزويني في البلاد في مستهل القرن العشرين ( الجريدة الرسمية التركية، 1937 )، إلا أنه و بعد الإعلان عن إنقراض السلالة في الخمسينات لم يصدق علماء الحيوان حول العالم بأن موطن هذه الحيوانات لا يزال يشمل شرقي تركيا ( الدكتور جورج شالّر، أنقرة - تركيا - اتصالات خاصة - 2003 ) إلا أنه في الواقع إستمرت هذه السلالة بالتواجد حتى السبعينات عندما أظهرت بعض الدراسات التي قام بها بول جوسلين بأنه لم يعد هناك من أثار لأي ببر قزويني في إيران و بالتالي إستنتج بأنه تمت إبادة جميع الأفراد. ولم يتأكد خبراء السنوريات العالميين من وجود الببر القزويني في تركيا إلا عام 1970 عندما قتل ببر في إقليم هكّاري، و بعد ثلاث سنوات قام أحد علماء النبات بزيارة المنطقة حيث رأى و صوّر جلد ذلك الببر ومن ثم قام بنشر القصة".

كما و قام العلماء الأتراك بالتوصل إلى بعض المعلومات حول وجود الببر القزويني أثناء قيامهم بدراسة ميدانية.

"تم إجراء دراسة لتحديد أصناف الثدييات الكبيرة و توزعها في المنطقة في إطار أعمال برنامج بحوث المؤسسة العالمية للحياة البرية لتحديد التنوع الحيوي في جنوب شرق الأناضول ( كان و ليز 2004 )، وقد تم وضع إستمارة و وزعت على 450 مركزا عسكريا كخطوة أولى لجمع معلومات عن الثدييات الكبيرة في جنوب شرق تركيا، و إحتوت الإستمارة على أسئلة تتعلق بوجود أصناف الثدييات الكبيرة و ألحق بكل من الإستمارات ملصق للمجتمع التركي للحفاظ على البيئة ( الذي أصبح الفرع التركي للمؤسسة العالمية للحياة البرية فيما بعد ). وقد قام عدد من العسكريون بتعبئة الإستمارات بمساعدة السكان المحليين ومن ثم تمت إعادة 428 إستمارة إلى المؤسسة، وقد تضمنت الإستمارات أيضا أسئلة متعلقة بالإنتشار التاريخي للببور في المنطقة ومن ثم تم استخدام نتائج هذه البحوث لتحديد المناطق التي سيتم فيها تركيز الدراسة الميدانية.

و أظهرت الإستمارات أن بعض العسكريين سمعوا شائعات عن وجود سنوريات كبيرة في المنطقة، و خلال بعض المقابلات مع القرويين قام فريق الثدييات بتجميع مختلف الشائعات حول وجود تلك الحيوانات كما إستمع لأقوال بعض السكان المحليين حول سماعهم زئيرا يصدر من عدة مواقع، و بالإضافة إلى ذلك فقد زعم بوجود تجارة محلية لجلد الببور في المنطقة حيث كان يقتل ثلاث أو خمسة ببور في كل سنة لبيع جلدها للإقطاعيين الأثرياء في العراق و ذلك خلال منتصف الثمانينات، وهذا يؤكد قول بعض الباحثين الذين قالوا بأن مابين ببرا واحدا و ثمانية ببور يتم قتلهم سنويا في شرقي البلاد. و بالنظر إلى هذه الأقوال التي تفيد بأن صيد ما يقارب ثمانية ببور سنويا كان أمرا معهودا حتى منتصف الثمانينات، يمكن القول أن الببر الذي قتل في إقليم هكّاري كان صغير السن بحسب ما تظهره أنماط خطوطه. و يرجح بعد هذا إلى أن الببر القزويني إستمر بالتواجد في شرقي تركيا حتى أوائل التسعينات ولم يعرف هذا قبلا بسبب قلة الإهتمام بالأمر و لأسباب أمنية متعددة منعت الباحثين من إجراء دراسات في شرقي الأناضول".

يعتقد العلماء بأن هذه المشاهدات و الأقوال القصصية لا تثبت قطعا أن الببر القزويني إستمر بالتواجد حتى فترة قريبة في تركيا، و لذلك فهم يعتقدون أنهم يجب أن يبحثوا بهذه المسألة بتدقيق أكبر و حددوا عام 2006 كموعد لبدئ هذا البحث إلا أن أحدا لم يقم به.

مشاهدات عينية

لا تزال التقارير التي تفيد بمشاهدات عينية للببر القزويني تتوافد على الإعلام، وقد ظهر العديد منها من أفغانستان و الذي يفيد بضبط علامات خدوش على الأشجار كما وردت بعض التقارير الأخرى من مواقع أخرى مثل تركستان، إلا أن جميع هذه الإدعاءات تفتقر إلى الدليل القاطع لدعمها. كما أقترح البعض بأن الحيوان الذي يشاهده العديد من الناس لعله النمر الفارسي بدلا من الببر، وعلى كل الأحوال فإن فرص بقاء الببر القزويني في أفغانستان تقلصت أو إنعدمت بعد إندلاع العديد من الحروب و النزاعات في تلك الدولة.

تعتبر علامات الخدوش و المشاهدات العينية و حتى الهجوم على البشر و الحيوانات دلائل غير كافية بنظر الخبراء ما لم تقرن بصور، و بالتالي لا يوجد من الأدلة ما يكفي للقول بأن الببر القزويني ما يزال حيا اليوم، و يبدو بأن هذه المسألة لن تحسم إلا بعد الإنتهاء من النظر في التقارير التركية في أواخر العقد الأول من القرن الحادي و العشرين.

مصادر

وصلات خارجية

توجد في ويكي أنواع معلومات أكثر حول:
Panthera tigris virgata