التصنيف العلمي | ||
---|---|---|
المملكة | الحيوانات | |
الشعبة | الحبليات | |
الطائفة | الثدييات | |
الرتبة | مزدوجات الأصابع | |
الفصيلة | الأيليات | |
الجنس | الأيائل الحقيقية: Cervus | |
النوع | الأحمر: elaphus | |
معلومات عامة | ||
وضع الفصيلة | غير مهددة، ليست مدعاة للقلق | |
الإسم العلمي | Cervus elaphus: كارفس الآفس | |
إسم المصنف و تاريخ التصنيف | لينايوس، 1758 |
الأيل الأحمر هو أحد أضخم فصائل الأيائل و الذي يستوطن معظم أوروبة، جبال القوقاز، آسيا الصغرى، و بعض أجزاء آسيا الغربية و الوسطى بالإضافة لجبال أطلس في المغرب و تونس و الجزائر فيكون بهذا الفصيلة الوحيدة من الأيائل التي تتواجد بشكل طبيعي في إفريقيا. وقد أدخلت الأيائل الحمراء إلى العديد من المناطق مثل نيوزيلندا و الأرجنتين، حيث تشكل مصدرا للحم كما في العديد من البلدان الأخرى.
الأيائل الحمراء حيوانات مجترّة تتميز بنفس المظاهر التي يعرف بها أي مجترّ، أي الحوافر المشقوقة و المعدة المؤلفة من أربع حجرات. كان يعتقد في السابق أن الأيل الأحمر و الألكة من أميركا الشمالية و آسيا الشرقية هما نفس الفصيلة أما الآن فقد أظهرت دراسة الحمض النووي أن كلا منهما يعدّ فصيلة مختلفة، و يعتقد العلماء أن جميع الأيائل الحمراء تتحدر من سلف مشترك كان يعيش في آسيا الوسطى و يشابه أيل السيكا[1][2].
لم يصنّف الأيل الأحمر يوما على أنه معرّض لخطر الإنقراض على الرغم من كونه كان نادرا في بعض المناطق أحيانا، إلا أن جهود المحافظة عليه بالإضافة لإعادة إدخاله دوما في المناطق التي تناقص فيها (في بريطانيا بشكل خاص) أدى إلى زيادة عدد جمهراته و إستقرارها، أما في بعض المناطق الأخرى مثل شمال إفريقيا فقد إستمرت الجمهرة بالتناقص على مر الزمن.
فهرس |
الأيل الأحمر حيوان حافري ضخم ولا يفوقه في الحجم سوى صنفين أخرين من عائلة الأيليات هما الموظ، الذي يسمونه الإلك في أوروبة، و الألكة أو الوابيتي من أميركا الشمالية و آسيا الشرقية.
الأيائل الحمراء حيوانات مجترّة أي أنها تأكل طعامها على مرحلتين، وهي تملك حوافر مشقوقة أو أظلاف على كل من قوائمها كما الجمال و الماعز و الماشية. لهذه الأيائل ذيل طويل مقارنة بغيرها من الفصائل القريبة لها في آسيا و أميركا الشمالية، كما تظهر إختلافات دقيقة بين سلالات هذه الفصيلة المختلفة و أبرزها القد و حجم القرون حيث تكون سلالة كورسيكا (الأيل الأحمر الكورسيكي) الموجودة على جزيرتي كورسيكا و سردينيا أصغرها حجما بينما تكون سلالة أوروبة الشرقية (أيل أوروبة الشرقية الأحمر أو المارال) التي تعيش في آسيا الصغرى و القوقاز حتى غرب بحر قزوين أكبرها. أما أيائل أوروبة الغربية و الوسطى فتختلف نسبة أحجامها بشكل كبير إلا أن أكبرها يتواجد في جبال أوروبة الوسطى[2]، و يعرف عن الأيائل الغربية بأنها تنمو إلى أحجام كبيرة بحال توفر لديها كميات وافرة من الطعام (بما فيها المحاصيل الزراعية) وقد نمت ذريتها التي أدخلت إلى نيوزيلندا و الأرجنتين إلى أحجام ضخمة و أصبحت، هي و أيائل أوروبة الوسطى و الشرقية، تنافس الألكة بقدها الكبير و قرونها الضخمة. و يلاحظ أن ضخامة حجم الذكر هي وحدها التي تؤخذ بعين الإعتبار بغض النظر عن الإناث التي تكون أصغر حجما بكثير.
يبلغ عادة طول ذكر الأيل الأحمر (المسمّى بالوعل) في أوروبة 1.2 متر (4 أقدام) و يزن 295 كيلوغراما (650 رطل)، كما و تميل الأيائل الحمراء الأوروبية إلى أن تكون خمريّة اللون في الصيف و يمتلك ذكور العديد من السلالات لبدة قصيرة من الشعر حول أعناقها خلال الخريف. تميل الذكور في الجزر البريطانية و النرويج إلى إمتلاك أسمك و أكبر اللبدات مقارنة بغيرها من السلالات بينما لا تمتلك ذكور السلالة الإسبانية و سلالة أوروبة الشرقية أي شعر حول أعناقها، إلا أن ذكور جميع السلالات تكون عضلات أعناقها أقوى و أثخن من تلك التي للإناث العديمة اللبدة. يعتبر الأيل الأحمر الأوروبي متأقلما للعيش في الأراضي الحرجية بصورة أساسية[3]. يبلغ طول جميع السلالات من الأنف إلى الذيل ما بين 2.1 و 2.4 أمتار، و وحدها الوعول تمتلك قرونا تبدأ بالنمو كل ربيع ومن ثم تسقط في نهاية الشتاء عادة من كل سنة. تتكون القرون من العظم وهي قد تنمو بمعدل 2.5 سنتيمترات في اليوم، و تتغطى القرون بغطاء من المخمل لحمايتها أثناء نموها في الربيع. تتميز قرون الذكور الأوروبية بكونها مستقيمة و مجعدة حيث يشكل الفرعين الرابع و الخامس فيها ما يسمّى "بالتاج" أو "الكأس" لدى الذكور الأكبر حجما، بينما لا تظهر "الكأس" عند ذكور السلالات الأصغر حجما كسلالة كورسيكا. تمتلك ذكور أوروبة الغربية فروعا ثانوية أصغر حجما من الفروع الأساسية، وقد لا تتواجد هذه الفروع في بعض الأحيان إلا أنها تتواجد بشكل شبه دائم في السلالة النرويجية. تمتلك ذكور أوروبة الشرقية فروعا ثانوية ضخمة و كؤوسا أصغر حجما من تلك التي لذكور أوروبة الغربية، و تكون القرون ناعمة في العادة وهي تنمو عبر ضخ التستوسترون المستمر و لذلك فعندما تهبط نسبة تلك الهرمونات في الخريف يتقشّر المخمل و تتوقف القرون عن النمو[4].
ينمو لجميع سلالات الأيل الأحمر معطفا سميكا من الشعر خلال الخريف لحمايتها من البرد، و أثناء هذه الفترة أيضا تنمو لبعض الذكور لبداتها. يمكن التميز بين السلالات المتختلفة للأيل الأحمر عن طريق معاطفها الشتويّة و الخريفيّة، فسلالة أوروبة الشرقية تمتلك شعرا رماديا داكن و بقعة باهتة على الأرداف أكثر تميزا و وضوحا (شبيهة بتلك التي للألكة و بعض أيائل آسيا الوسطى) من تلك التي لسلالة أوروبة الغربية التي تمتلك معطفا بنيا ضارب إلى الرمادي و بقعة داكنة ضاربة إلى الصفار على الأرداف خلال فصل الشتاء. تقوم الأيائل بطرح معطفها الشتوي عند بداية الصيف عبر حك جسدها بالأشجار و الصخور لنزع الشعر الزائد، و لهذه الحيوانات أنماط ألوان تختلف بإختلاف المواسم و المسكن حيث تكون رمادية و ذات أنماط باهتة خلال الشتاء و قاتمة ضاربة إلى الحمرة خلال الصيف[5]، و للبعض من الأفراد أيضا رقطا على ظهرها خلال هذا الفصل.
ظهرت أسلاف الأيل الأحمر منذ 12 مليون سنة خلال العصر الحديث القريب (البليوسين) في أوراسيا بحسب ما تفيد المستحثات التي عثر عليها[6]، و يعتقد البعض من العامّة أن هذه الأيائل تتحدر من فصيلة منقرضة تعرف بالألكة الإيرلندية (الميغالوسيروس) و التي عاشت حتى العصر الجليدي الأخير إلا أنه في الواقع لا ترتبط هاتين الفصيلتين ببعضهما أبدا، فالألكة الإيرلندية التي كانت أضخم فصائل الأيائل وثيقة الصلة بالأيل الأسمر أكثر من باقي الفصائل[7].
يعتبر الأيل الأحمر من أضخم أنواع الطرائد الموجودة في جنوب غرب آسيا (آسيا الصغرى و القوقاز) و شمال إفريقيا و أوروبة التي ينظر في بعض بلدانها (مثل بريطانيا و إيرلندا) إلى الأيل الأحمر على أنه أضخم الثدييات الغير مستأنسة التي لا تزال تعيش فيها. تعرف السلالة في شمال إفريقيا بالسلالة البربرية أو الأيل البربري، وهي تعيش في شمال غرب القارة في جبال أطلس وهي بهذا تكون الأيائل الوحيدة التي تستوطن إفريقيا بشكل طبيعي. تماثل هذه السلالة سلالة أوروبة الغربية في الشكل، وقد أعتبر منذ منتصف تسعينات القرن العشرين أن المغرب و تونس و الجزائر هي الدول الإفريقية الوحيدة التي تأوي الأيل الأحمر[8]. و تظهر الأحافير من فلسطين أن الأيل الأحمر كان يعيش في شمال البلاد و الدول المجاورة قبل أن ينقرض منذ آلاف السنين لأسباب طبيعيّة على الأرجح و يفترض البعض بأن الصيد قد ساهم في إختفائه من هذه الدول أيضا[9].
تأقلمت الأيائل الحمراء المدخّلة إلى نيوزيلندا و استراليا بشكل كبير مع مناخ و طبيعة تلك الدول و إنتشرت بأعداد كبيرة (خاصة في نيوزيلندا) لدرجة أصبحت معها تشكل مصدر إزعاج خطير للمزارعين و تهدد النباتات و الحيوانات البلديّة، كما و تستغل هذه الحيوانات في تلك الدول عبر الصيد بشكل كبير. أما في شمال إفريقيا و أوروبة الجنوبية فإن أعداد هذه الفصيلة تستمر بالتراجع، وفي الأرجنتين كان لإدخال الأيل الأحمر أثر سلبي على الحياة البريّة الأصليّة وقد صنفه الإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة و الموارد الطبيعية على أنه أحد أسوء الحيوانات الدخيلة المئة في العالم[10].
تمضي الأيائل الحمراء شتائها في أوروبة في المناطق المنخفضة و الحرجيّة عادة، و خلال الصيف تنتقل إلى إرتفاعات أعلى حيث تكون كميات الطعام أكبر حيث تقوم بتغذية نفسها إستعدادا لموسم الولادة.
كان علماء الأحياء يعتقدون حتى مؤخرا أن الأيل الأحمر و الألكة (أو الوابيتي) يصنفان على أنهما نفس الفصيلة والتي يمتد نطاق موطنها عبر أوراسيا المعتدلة و أميركا الشمالية، وقد إستندوا في نظريتهم هذه على أن الهجين بين الجنسين في الأسر يكون دائما غير عقيم وهذا لا يمكن أن يحصل بحال كان كلا منهما فصيلة مختلفة. إلا أن تصرّف الحيوانات في البريّة يكون إجمالا مختلفا عن تصرفها في الأسر و إفتراض أن النتائج نفسها التي حصلت في الأسر كانت ستحصل في البريّة لا يعتبر الطريقة المنهجيّة الفضلى للتفرقة بين الفصائل.
وقد أظهرت دراسات الحمض النووي مؤخرا للعديد من سلالات الأيل الأحمر و الألكة أنه لا يوجد أكثر من 9 سلالات للأيل الأحمر و بالتالي فإنه يفترض أن يصنف الوابيتي أو الألكة من أميركا الشمالية و آسيا الشرقية و الشمالية، و الأيل الأحمر من أوروبة، آسيا الغربية، و شمال إفريقيا على أنهما فصيلتين منفصلتين خصوصا بعدما ظهر أن الألكة قريب لأيل السيكا و أيل ثورولود (من ناحية حمضه النووي) أكثر من الأيل الأحمر[1].
يصنف الإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة و الموارد الطبيعية السلالات التسعة للأيل الأحمر على الشكل التالي: ثلاثة مهددة بالإنقراض، واحدة معرضة للإنقراض، واحدة شبه مهددة، و أربعة لا تتوافر بشأنها معطيات كافية لتصنيفها. إلا أن الفصيلة ككل تصنف على أنها غير مهددة، ولكن يجدر بالإشارة أن هذا التصنيف تم في خلال الفترة التي أعتبر فيها أن الوابيتي سلالة من سلالات الأيل الأحمر.
بالإضافة إلى ذلك فهناك البعض من سلالات آسيا الوسطى (أيل آسيا الوسطى و أيل يركند) التي تعتبر معزولة جغرافيا عن الأيل الأحمر الغربي و الوابيتي، و تمثل هذه السلالات مجموعة تحتيّة أصليّة قريبة جينيا إلى الأيل الأحمر أكثر من الألكة[1] . يظهر في الجدول أدناه سلالات الأيل الأحمر المختلفة بما فيها المجموعة التحتيّة سالفة الذكر.
الإسم | السلالة | تصنيفها | موطنها التاريخي |
---|---|---|---|
أيل أوروبة الغربية الأحمر | الحمراء، Cervus elaphus elaphus | - | أوروبة الغربية |
أيل أوروبة الشرقية الأحمر | الشرقية، Cervus elaphus hippelaphus | - | أوروبة الشرقية |
المارال | المارال، Cervus elaphus maral | - | آسيا الصغرى، بلاد القرم، القوقاز، و شمال غرب إيران |
الأيل البربري، الوعل البربري | البربرية، Cervus elaphus barbarus | غير مهددة (شبه مهددة في بعض الأحيان) | المغرب، تونس، و الجزائر |
الأيل الكورسيكي الأحمر | الكورسكيّة، Cervus elaphus corsicanus | مهددة | كورسيكا و سردينيا[11] |
أيل كشمير، وعل كشمير | الهانغول، Cervus elaphus hanglu | مهددة | كشمير |
أيل آسيا الوسطى، أيل بكترية | الآسيويّة الوسطى، البكتريّة، Cervus elaphus bactrianus | معرضة | أفغانستان، كازاخستان، تركستان، أوزبكستان، و طاجكستان |
أيل يركند | اليركنديّة، Cervus elaphus yarkandensis | مهددة | قسم من الصين و منغوليا |
تعيش الأيائل الحمراء الناضجة في معظم أوقات السنة في قطعان أحادية الجنس عادة، أما خلال موسم التزاوج، المسمّى بالدورة النزوية، فتقوم الذكور البالغة بالتانفس مع بعضها لجذب إهتمام الإناث و التي تحاول الدفاع عنها بحال نجحت في إجتذابها. تتحدى الذكور بعضها عبر الجأر و المشي بخطى متوازية مما يسمح لكلا الطرفين أن يقدّر حجم جسد و قرون الطرف الأخر بالإضافة لقوته، و بحال لم يتراجع أي منهما فإن الوعول تشتبك بقرونها وقد يؤدي هذا في بعض الأحيان إلى إلحاق الأذى بأحد الوعول[12].
تلاحق الذكور المسيطرة مجموعات الإناث خلال الدورة النزوية التي تمتد من أغسطس حتى أواخر الشتاء، وقد يكون على الذكور أن تحمي حوالي 20 أنثى من ملاحقة الذكور الأقل جذبا بالنسبة لها أو الصغيرة بالسن[13]. وحدها الذكور الناضجة، التي بلغت ريعانها (8 سنوات)، تعتبر قادرة أن تسيطر على مجموعة كبيرة من الإناث تعرف بالحريم، أما الذكور التي تتراوح أعمارها بين سنتين و 4 سنوات فنادرا ما تسيطر على حريم و تمضي معظم الدورة النزوية في محيط قطعان الحريم الأكبر حجما كما تفعل الذكور التي فاقت 11 عاما. تتمسك الذكور الصغيرة السن ،كما تلك الأكبر سنا، بحريمها طيلة موسم التزاوج على عكس الذكور التي بلغت ريعانها، و نادرا ما تأكل الذكور المتمسكة بالحريم و بالتالي فإنها تفقد ما يزيد عن 20% من وزنها. تقل فرص الذكور الضعيفة، التي دخلت موسم التزاوج بحالة يرثى لها، في النجاة و الوصول إلى فترة التصميم أو ذروة الموسم.
لذكور الأيل الأحمر الأوروبية زئير مميز تصدره خلال الدورة النزوية، و يعتبر هذا التصرف تأقلما مع البيئة الغابويّة التي تعيش فيها الحيوانات، على عكس ذكور الوابيتي أو الألكة التي تصفّر خلال تلك الدورة تأقلما مع البيئة المفتوحة التي تقطنها. يزأر الأيل الذكر لتجميع إناثه بقرب بعضها، و تنجذب الإناث لتلك الذكور التي تزأر كثيرا و ذات الصوت الأعلى و الأقوى. كما و يقوم الذكر بالزئير عندما يتنافس مع ذكر أخر للسيطرة على الإناث و عندما يحاول إثبات سيطرته، و يعتبر الزئير أكثر شيوعا خلال فترة أوائل الفجر و أواخر المساء أي الفترة التي تكون فيها الأيائل ناشطة إجمالا.
يتميز نمط تزاوج الأيائل الحمراء بتعدد محاولات التزاوج قبل التزاوج الفعلي الناجح، فالذكر قد يتزاوج عدة مرات مع أنثى واحدة قبل أن ينتقل إلى أنثى أخرى من حريمه. تستطيع الإناث التي بلغت السنتين من العمر أن تنجب صغيرا واحدا، و نادرا إثنين، خلال العام. تدوم فترة الحمل ما بين 240 و 262 يوما لدى جميع السلالات و تزن الصغار عند الولادة بين 15 و 16 كيلوغراما (33 إلى 35 رطلا)، و تستطيع الإنضمام إلى القطيع بعد مرور أسبوعين و تفطم تماما بعد شهرين[14]. تفوق نسبة إناث الأيل الأحمر الصغار نسبة الذكور بإثنين مقابل واحد، و جميع الصغار تولد مرقطة كالعديد من فصائل الأيائل الأخرى ومن ثم تفقد رقطها عند نهاية الصيف، إلا أنه و كالعديد من أيائل العالم القديم يبقى لبعض البالغين بضعة بقع على ظهرها عندما تكتسي بمعطفها الصيفي[2]. تبقى الصغار مع أمهاتها لسنة كاملة تقريبا و لا ترحل إلا بحلول موسم الإنجاب التالي.
تعيش الأيائل الحمراء حتى تبلغ 20 عاما في الأسر و ما بين 10 و 13 عاما في البريّة، إلا أن بعض السلالات التي لا تتعرض كثيرا لضغط الضواري قد تعيش لتبلغ 15 عاما.
تحمل الذكور قرونها لفترة تزيد عن نصف السنة، وخلال هذه الفترة تعتبر أقل حبا للإجتماع و نادرا ما تشكل مجموعات مع غيرها من الأيائل الذكور. تساعد القرون الأيل على حماية نفسه بالإضافة لقوائمه الأمامية القوية التي يستخدمها كلا الجنسين للركل عند التعرّض لهجوم، و عندما تسقط قرون الوعول تقوم هذه الأخيرة بتشكيل قطعان عازبة لحماية أنفسها بشكل أفضل. و عادة ما يكون هناك في القطيع فرد واحد أو أكثر يراقب المحيط إحتمالا لإقتراب مفترس بينما يستريح و يرعى الأفراد الباقون.
تشكل الإناث قطعانا ضخمة يصل عدد أفرادها إلى 50 رأسا بعد الدورة النزوية، و تبقي الإناث أخشافها بالقرب منها عبر إصدار و تبادل سلسلة من الأصوات بينها كما و تشكل حضانات ضخمة خلال ساعات النهار و تبقي صغارها مجتمعة و متقاربة فيها بصورة دائمة و مستمرّة. تثبت أقوى و أضخم الإناث في مكانها بحال إقترب منها مفترس و تقوم بركله بقوائمها الأمامية، إلا أن الجأر و الثبات لا تستخدم إلا ضد بعض الضواري أما أكثرها تصميما و عزما فلا تنفع ضده. تعتبر الذئاب (بغض النظر عن الإنسان و الكلاب المستأنسة) أخطر المفترسات التي قد يواجهها الأيل الأحمر في أوروبة كما الدب البني الذي يفترس احيانا هذه الأيائل، كما أنه قد تقتات الخنازير البرية و الوشق الأوراسي على الأخشاف. و لعل النمور (المنقرضة الآن على الأرجح) في آسيا الصغرى كانت تفترس أيائل أوروبة الشرقية الحمراء، و كذلك الأمر في جبال أطلس حيث كانت كلا الأسود و النمور المنقرضة هناك الآن تفترس الأيائل البربرية.
تم تمثيل الأيل الأحمر منذ العصور القديمة في رسوم الكهوف في العديد من الكهوف الأوروبية، وقد قدر عمر بعض هذه الرسوم بما يقارب 40,000 سنة خلال العصر الحجري، وقد ظهرت أيضا الأيائل الحمراء بشكل كبير في رسوم العديد من الكهوف السيبيرية التي قدّر عمرها بحوالي 7,000 سنة بما فيها ما يمكن النظر إليه على أنه رسم ذو طبيعة روحانية مما يدل عل أهمية تلك الحيوانات بالنسبة لأهل تلك المنطقة (يجدر بالإشارة أن تلك الحيوانات الممثلة في سيبيريا هي على الأرجح ألكة و ليست بأيائل حمراء)[15]. ظهرت هذه الأيائل أيضا في بعض النقوش في اسكوتلندا خلال أوائل العصور الوسطى (550 - 850 م.) على أنها إما طرائد للإنسان أو لحيوانات ضارية.
يحتفظ بالأيل الأحمر في الأسر لأسباب متعددة ومن هذه الأسباب الصيد، حيث تقوم بعض مزارع الطرائد بتربية الأيائل ذات الخصائص المعينة لكي تشكل طرائد مغرية للصيادين الذين يدفعون رسما معينا مقابل حصولهم على فرصة مضمونة لصيد أيل (بما أن هذه الأيائل تكون محصورة ضمن منطقة مسيجة ولا تستطيع الهرب بعيدا). ولا يستهلك لحم الأيل بشكل كبير عادة إلا أن بعض المطاعم المختصة في بعض الدول تقوم بتقديم هذا اللحم بشكل موسمي، و يعتبر لحم الأيل (الذي يسمونه بلحم الغزال أحيانا) مغذيا و غنيا بالطعم وهو يحتوي على نسبة عالية من البروتين و نسبة منخفضة من الدهون مقارنة بلحم البقر و الدجاج[16]. ولا تزال الألكة تصاد في بعض دول آسيا الوسطى كمصدر للحم.
ينتج الأيل الأحمر من 10 إلى 11 كيلوغراما (22 إلى 25 رطلا) من مخمل القرون سنويا، ويتم تجميع هذا المخمل في المزارع في نيوزيلندا، الصين، سيبيريا و غيرها من الدول[17] و يتم تصديره إلى آسيا الشرقية لبيعه في الأسواق كدواء تقليدي، و تحتل كوريا الجنوبية المركز الأول في كونها الدولة المستهلكة الأولى. وفي روسيا يتم تصنيع دواء من المخمل تحت اسم إشارة "بنتوكرين" (بنتوكرينيوم باللاتينية)، كما و يعتبر أهل آسيا الشرقية أن القرون نفسها لديها خصائص طبيّة و غالبا ما تطحن و تستخدم بكميات صغيرة.
كانت شعوب الهون، التركمان، المغول، و الكوريين تربّي فصائل قريبة للأيل الأحمر مثل أيل آسيا الوسطى الأحمر، الوابيتي، أيل ثورولد، و أيل السيكا في المزارع للحصول على منتجاتها وقد قامت بعض الدول الغربية حاليا مثل نيوزيلندا و الولايات المتحدة بتربية الأيائل الحمراء الأوروبية لنفس الأغراض. كما و تستخدم قرون الأيل الأحمر حول العالم للزينة و كأثاث للمنازل و غير ذلك.