النمر | ||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
التصنيف العلمي | ||||||||||||
|
النمر هو إحدى السنوريّات الأربعة الكبار، وهو المسمّى خطأ في العربيّة في بعض الأحيان بالفهد، وكان يعتقد في الماضي بأن النمر هو هجين بين أسد و نمر أسود (panther)، ومن هنا يشتق اسم نمر بالإنكليزيّة و بعض اللغات اللاتينيّة: Leo أي أسد في اليونانيّة و Pard وهي كلمة قديمة تعني نمر أسود، أما في العربيّة فإن كلمة نمر تعني إجمالاً أنمر أي أرقط، و هي دلالة على فراء الحيوان المرقّط، أما الفهد فهو الحيوان الذي يشار إليه بالعربيّة بإسم الفهد الصياد Cheetah.
فهرس |
النمر هو رابع أكبر السنوريّات الكبرى التي تشمل اليغور، الأسد، والببر، حيث يعتبر أصغرهم حجماً و خامس أكبر سنّور في العالم إذ يفوق الأسد الجبليّ (الكوجر، البوما) النمر في الحجم بفارقٍ قليل. يتراوح طول النمور من متر إلى ما فوق المترين بقليل و غالباً ما تزن بين 30 و 70 كلغ، إلا أن بعض الذكور قد تصل إلى ما فوق 90 كلغ. تبلغ الإناث في الغالب ثلثيّ حجم الذكور، ومقارنة بحجمه فإن النمر يعدّ أقوى السنوريّات بالإضافة إلى اليغور. تكون النمور في العادة هي المفترسة الرئيسيّة الكبرى في المناطق التي تقلّ أو تنعدم فيها المنافسة من الضواري الأخرى و بشكلٍ خاص الأسود و الببور، و لعلّ هذا هو السبب الذي يفسّر ضخامة حجم النمور في غابات الأمطار الإفريقيّة و سيريلانكا. يتراوح لون النمور من الأسمر إلى المصفرّ، و تمتلك بقعاً ورديّة الشكل و سوداء اللون على كامل جسدها بما فية الرأس حيث تكون هذه الورديّات صغيرة الحجم.
يسهل أن يقع المرء في خطأ عدم التفرقة بين السنوريّات الكبيرة و خاصة المرقطة منها، إن كان قد رآها في حدائق الحيوان أو في الصور فقط، كما في حال النمر الذي يماثل اليغور و يشابهه بشكلٍ كبير، وفي حال الفهد في أحيان قليلة أخرى، إلا أن مواطن و مساكن و طريقة تصرّف كلاٍّ من السنوريّات الثلاثة تجعل من السهل تميزهم.إن عدم تمييز النمر من اليغور في البريّة لا يمكن أن يحصل لأن النمور تقطن إفريقيا و آسية فقط بينما تقطن اليغاور الأميركيتين فقط، كما أنه من الممكن تمييزهما عن طريق العلامات الجسديّة فالنمور لا تمتلك بقعاً في داخل ورديّاتها على عكس اليغاور، بالإضافة إلى أن ورديّات اليغور أكبر من تلك التي للنمر(إلا أنه يمكن إستثناء سلالتيّ النمر الشماليّ و نمر شمال الصين)، و يكون النمر في العادة أصغر حجماً و أقل إمتلاءً من اليغور إلاّ إنه أكبر و أضخم من الفهد.بالإضافة إلى ذلك فإن النمر و اليغور يتشابهان في أنماط تصرفاتهما، فاليغور يستطيع التأقلم في مجموعة من البيئات تتراوح من غابات الأمطار إلى أراضي المزارع، و النمور تعد أكثر قابليّة للتأقلم حتى، إذ تتواجد في بيئات أكثر تنوعاً من شاكلة الصحاري و الجبال إلى السفانا و الأراضي الحرجيّة.يسهل التمييز بين النمر و الفهد بالرغم من تقاطع مناطقها في الكثير من الأحيان، فالنمر أضخم و أكبر و أكثر إمتلاءً كما أن رأسه ضخم مقارنة بحجم جسده، وتمتلك النمور ورديّات بدلاً من البقع التي للفهود كما و تفتقد للحلقات التي تقع على نهاية ذيل الفهد بالإضافة إلى الخطوط السوداء التي تبدو بمثابة دموع تنحدر من عيون الفهد إلى زوايا فمه، و الفهود تجري بسرعة أكبر من النمور بكثير و لا تتسلّق الأشجار إلا عندما تكون جراءً فقط بينما تعد النمور متسلقة ماهرة، كما أن النمور ليليّة النشاط في الغالب بينما الفهود نهاريّة النشاط.
النمر الأسود هو مجرد نمر عاديّ يحمل طفرة معينة تسبب في جعل الشعر أو الفراء يفرز لوناً أسود بدلاً من اللون البرتقالي المسمرّ، مما يتسبب في جعل المعطف أسوداً قاتماً إلا أن الورديّات تبقى ظاهرة للعيان عند تعرّض النمر للضوء و من بعد معيّن.كما أن هناك نموراً بيضاء يعتبر من بين الحيوانات الأكثر سرعة.
كانت النمور أكثر أنواع السنوريّات إنتشاراً في العالم، إلى جانب القطط المستأنسة، قبل قيام الإنسان بإحداث تغيرات أساسيّة عديدة في المئات السنين القليلة الماضية. كانت النمور تتواجد عبر التاريخ في معظم إفريقيا (عدا الصحراء الكبرى)، و في العديد من أجزاء آسية الجنوبيّة، وقد تواجدت النمور في أوروبة خلال العصر الحديث الأقرب (البليستوسين).تتواجد النمور اليوم في العديد من أجزاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، آسية الصغرى، الشرق الأوسط، الهند، باكستان، سيبيريا، وفي مناطق كثيرة في جنوب شرق آسية بالإضافة إلى جزيرتيّ جاوة و سيرلانكا، و قد تناقصت أعداد النمور بشكل كبير في البعض من هذه المناطق. يعرف بأن وضع النمور يعد حسناً مفارنة بغيرها من السنوريّات و المفترسات الكبرى، حيث تقدّر أعدادها بحوالي 500،000 نمر في العالم، إلا أنها كغيرها من السنوريّات الكبرى تواجه ضغوطاً مستمرّة من الإنسان تتمثّل في فقدان المسكن و الإصطياد، و تتميّز النمور بقدرتها على التموّه و التخفيّ لدرجةٍ تسمح لها بالتواجد قرب المستوطنات البشريّة بدون أن يلاحظ البشر و جودها، ولكن بالرغم من مقدرة النمر هذه فأنه ليس كفؤاً أمام تدمير المسكن و القنص الغير شرعي ولذلك فإن العديد من سلالات النمور اليوم مهددة بالإنقراض بما فيها: السلالة الشماليّة (النمر الشماليّ)، السلالة الأناضوليّة (النمر الأناضوليّ)، سلالة شمال الصين (نمر شمال الصين)، و السلالة العربيّة (النمر العربيّ)،سلالة الأطلس (في جبال الأطلس بشمال أفريقيا).
تشتهر النمور بقدرتها على التخفّي و عدم الظهور، حتى إنها تعيش في بعض الأحيان على مقربة كبيرة من المستوطنات البشريّة و بالرغم من ذلك لا تشاهد كثيراً، و النمور حيوانات متسللة هادئة و تعتبر الأفضل في التسلل بين جميع السنوريّات الكبرى.النمور متسلقة جيدة و رشيقة، تقوى على النزول من الأشجار و رأسها يتجه إلى الأسفل كما أنها سبّاحة قويّة لكنها ليست مولعة بالماء كما الببور حيث أنها لن تمضي بعض الوقت مستلقية بالماء مثلاً.النمور حيوانات ليليّة ولكن يمكن مشاهدتها خلال أي وقت من أوقات النهار حتى أنها قد تصطاد أحياناً في وضح النهار، أما في المناطق التي تقتنص فيها النمور فإن تصرفها يكون ليلياً في الأغلب.