1805 - 1806م
الكشوف الجغرافية الأوروبية لقارة أستراليا بدأت بالرحلات البحرية التي وصلت إلى المنطقة خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر ثم تمكن المكتشفون من العبور إلى داخل القارة في القرن التاسع عشر. |
الكشوف الجغرافية القطبية |
وفي عام 1911م، تسابقت مجموعتان من المكتشفين عبر قارة أنتاركتيكا كي يصلوا إلى القطب الجنوبي. وكانت إحدى المجموعتين بقيادة مكتشف نرويجي اسمه روالد أموندسن، بينما كانت المجموعة الأخرى بقيادة القبطان روبرت فالكون سكوت، من البحرية البريطانية. وقد كان من مهارة أموندسن في قيادة الكلاب التي تجر الزلاجات، أنه تمكن من الوصول إلى القطب الجنوبي في 14 ديسمبر 1911م بحوالي خمسة أسابيع قبل سكوت. أما سكوت والأعضاء الأربعة في مجموعته الذين وصلوا إلى القطب فقد ماتوا متجمدين من الثلج خلال رحلة العودة. ★ تَصَفح: أموندسن، روالد ؛ سكوت، روبرت فالكون.
أما الاكتشافات في المنطقة القطبية الشمالية، فقد بدأت في بداية الأربعينيات من القرن التاسع عشر، بعد أن اختفت هناك حملة قوامها 130 رجلا بقيادة المكتشف البريطاني السير جون فرانكلين. وكانت هذه المجموعة قد ذهبت للبحث عن الممر الشمالي الغربي ومن خلال متاهة من الجزر تقع شمالي البر الرئيسي الكندي، انخرطت مجموعات عديدة للبحث عن الحملة المفقودة ولكن لم يعثر لها على أثر. وفي المدة من 1850م إلى عام 1854م قاد المكتشف البريطاني السير روبرت ماكلور الحملة الاستكشافية الأولى لعبور ممر الشمال الغربي. وقد أكملت مجموعته الجزء الأخير من الرحلة بالزلاجات. في المدة من عام 1903-1906م أبحر روالد أموندسن من خلال متاهة الجزر ووصل إلى المحيط الهادئ، وهكذا صار المكتشف الأول الذي نجح في جهوده للإبحار إلى الممر الشمالي الغربي وهو إنجاز فريد من نوعه ؛ لأن العديد من المكتشفين قبله كانوا يحاولون جاهدين أن يحققوه على مدى 400 عام.
إن الاكتشافات في منطقة القطب الشمالي دفعت الكثير من المكتشفين للقيام بمحاولات عديدة للوصول إلى القطب الشمالي. وهناك فريق يقوده روبرت بيري وهو مكتشف أمريكي نسب إليه الوصول إلى القطب في 6 إبريل 1909م، وكان فريق بيري يشمل معاونه ماثيو هنسون، وأربعة من الإسكيمو. وقبل عودة بيري من رحلته السابقة أعلن مكتشف أمريكي هو فريدريك كوك أنه قد تمكن من الوصول إلى القطب الشمالي مبكراً قبله بعام في إبريل عام 1908م، بيد أن ادعاء كوك الوصول إلى القطب الشمالي أثار نزاعاً لم يوجد له حل على وجه التحديد حتى الآن. ★ تَصَفح: بيري، روبرت آدوين ؛ هنسون، ماثيو ألكسندر.
وبعد اختراع الطائرة أصبحت المحاولات العديدة لاكتشاف كل من المناطق القطبية الشمالية والمناطق القطبية الجنوبية أقل خطراً من ذي قبل ؛ لذا ففي عام 1926م، تمكن اثنان من المكتشفين الأمريكيين وهما ريتشارد بيرد وفلويد بنيت من الطيران مباشرة فوق القطب الشمالي. وفي عام 1929م طار كل من بيرد وقائد طائرته الأمريكي النرويجي الأصل بيرنت بالشن فوق القطب الجنوبي.
أما أول رحلة استكشافية تمكنت من العبور الكامل للمنطقة القطبية الجنوبية فقد كانت في عامي 1957م، 1958م. وركب مجموعة من أعضاء رحلة علمية برئاسة فيفيان فوتشس الجيولوجي البريطاني جرارات الثلج وقطعوا مسافة 3,473كم عبر كتلة من الأرض المتجمدة، واستغرقت الرحلة 99 يومًا. وأيضًا في عام 1958م قامت الغواصة الأمريكية نوتيلوس، وهي مزودة بقوة نووية بالغوص تحت ثلوج المنطقة القطبية، والوصول إلى القطب الشمالي.
مكتشفو القطب المشاهير | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
منذ فجر التاريخ كان ولا يزال عالم المجهول، يجذب اهتمام المكتشفين إلى أبعد الأماكن وأشدها عزلة على سطح الأرض. واليوم لا يزال هذا الحافز مستمرًا يدفع الرجال والنساء المتميزين بالجرأة، نحو اجتياز آفاق جديدة من الاكتشاف في أعماق المحيطات وأجواء الفضاء الخارجي.
غواصة الأعماق تريست تبدو في الصورة اليمنى وهي تُرفع من البحر بعد أن حملت الملازم أول من بحرية الولايات المتحدة دون والش، (يمين الصورة اليسرى)، والمكتشف جاك بيكارد، (أقصى اليسار)، وقد حملتهما إلى ماريانا ترنش، أعمق جزء في المحيط، وهبطت الغواصة إلى عمق 10,910م في المياه عام 1960م . |
وفي مطلع القرن العشرين الميلادي، طور المكتشف النرويجي فريتوف نانسن نوعًا من الآلات لاختبار عينات من ماء البحر على مختلف درجات أعماقه، ثم قياس درجة حرارته. ★ تَصَفح: نانسن، فريتوف. وفي عام 1934م تمكن وليم بيب عالم التاريخ الطبيعي الأمريكي من الغوص لمسافة 923م في أعماق مياه المحيط بعيدًا عن برمودا في جهاز للغطس يسمى غواصة الأعماق. ★ تَصَفح: بيب، وليم.
ثم قدم عالم الطبيعة السويسري أوجست بيكارد مساهمة كبيرة في مجال اكتشاف المحيط خلال الأربعينات من القرن العشرين ؛ فقد اخترع مركبة غطس تعرف باسم غواصة الأعماق تغوص إلى مسافات تفوق في عمقها أية مركبة أخرى في عصرها. وفي عام 1960م استطاع كل من جاك بيكارد بن أوجست بيكارد والملازم أول دون والش من بحرية الولايات المتحدة الأمريكية، من أن ينزلا غواصة الأعماق ترايست في أعماق أخدود ماريانا، وهو واد في قاع المحيط الهادئ على امتداد منطقة غوام. ومن المعروف أن هذا الوادي يعد من أكثر الأماكن انخفاضًا في العالم، واستطاعا أن يصلا إلى عمق 10,910م، وعلى بعد 120م من القاع.
وفي خلال السبعينيات من القرن العشرين، كانت مركبات الغطس تحمل المكتشفين إلى مناطق أخرى عديدة، وسرعان ما صدرت عنهم معلومات مثيرة ومذهلة، وأدرك العلماء أن الأراضي أسفل المحيطات تشتمل على جبال وسهول ووديان تشبه مثيلاتها على سطح الأرض.
واكتشف علماء المحيطات وظواهرها أيضًا كثيرًا من الأسماك وأنواعًا أخرى من الحياة تحت سطح البحر كانت جميعها في عالم المجهول. وفي نهاية السبعينيات من القرن العشرين اكتشف عالم الجولوجيا البحرية روبرت بالارد ديدان غريبة وأشكال أخرى للحياة قرب ينابيع المياه الحارة بقاع المحيط الهادئ. وفي عام 1985م قاد بالارد وعالم المحيطات الفرنسي جان لوي ميشيل فريقاً من المكتشفين استطاعوا العثور على ركام السفينة تيتانك التي غرقت في المحيط الأطلسي الشمالي عام 1912م. ★ تَصَفح: المحيط.
وفي الوقت الحاضر يبحث بعض المكتشفين في قاع المحيط عن المعادن الهامة مثل ، الزيت ، والغاز الطبيعي، بينما يبحث البعض الآخر في مجال النباتات أو الحيوانات التي من شأنها أن تكون مصادر للطعام، ولا يزال آخرون يأملون في أن يجدوا المفاتيح التي يمكن أن تساعد في تفسير نشأة الأرض.
مكتشفو أعماق البحار المشهورون | ||||||||||||||||||||||||
|
مكَّوك الفضاء كولومبيا أصبح أول مركبة فضاء مأهولة تطير في الفضاء أكثر من مرة . ويرتفع مكَّوك الفضاء في الجو مثل الصاروخ ويهبط مثل الطائرة. وقام مكوك الفضاء كولومبيا بأول رحلة طيران في أبريل 1981م وفي الصورة، تحت المكوك، تبدو طائرة نفاثة من سلاح الجو الأمريكي ترافق المكوك كولومبيا وهو يقترب من إنجاز المرحلة النهائية في رحلة طيرانه المثيرة. |
نشأت فكرة الصواريخ الفضائية من استخدام الصواريخ في الأعمال الحربية أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945م). وعلى سبيل المثال، نجحت ألمانيا خلال تلك الحرب في تطوير قذيفة صاروخية تسمى في- 2. وقد استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تستولي على بعض هذه الصواريخ، وأن تستخدمها في إطلاق معدات استكشافية بعد الحرب. ثم بعد ذلك استطاعت كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي (سابقًا) تطوير قذائف صاروخية بإمكانها الانطلاق عبر القارات. ويمكن القول إن بناء الصواريخ ذات القوة المتزايدة وبخاصة تلك التي طورها الاتحاد السوفييتي، أدى إلى بزوغ عصر الفضاء في الرابع من أكتوبر عام 1957م ؛ وفي ذلك اليوم أطلق الاتحاد السوفييتي سبوتنك-1 أول قمر صناعي، يدور في مدار حول الأرض. وفي 31 يناير 1958م أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية أول قمر صناعي لها وهو إكسبلورر 1.
وقد استطاع العلماء تحقيق إنجازات في الفضاء بوساطة الإنسان الآلي. وقد نجحوا أيضًا في إطلاق أول مركبة فضاء يديرها الإنسان الآلي (روبوت) إلى القمر وكوكبي الزهرة والمريخ وكثير غيرها، لجمع المعلومات التي لم يكن من السهولة بمكان الحصول عليها بأية طريقة أخرى. وبفضل هذه الأجهزة والمعدات، استطاع العلماء أن يسدوا الفراغات في المعلومات الموجودة لديهم عن المجموعة الشمسية والكون.
وكان أول إنسان يطير في الفضاء هو يوري جاجارين، وكان ضابطًا في سلاح الجو السوفييتي السابق وقد دار حول الأرض في 12 أبريل 1961م لمرة واحدة في مركبة فضاء تسمى فوستك-1.
وفي 20 فبراير 1962م أصبح جون جلين وهو طيار اختباري بحري من الولايات المتحدة الأمريكية ـ أول أمريكي يدخل المدار، ودارت مركبته الفضائية فريندشيب ـ 7حول كوكب الأرض ثلاث مرات. وخلال بقية الستينيات من القرن العشرين، أنجزت الولايات المتحدة سلسلة من برامج الفضاء موجهة جميعها صوب هبوط أول رائد فضاء على القمر. وفي 20 يوليو 1969م، سطع نجم اثنين من رواد الفضاء الأمريكيين وهما، نيل آرمسترونج، وإدوين ألدرين، وأصبحا أول من تطأ أقدامهما سطح القمر. وخلال السنوات الثلاث الأولى التالية، نجح عشرة آخرون من رواد الفضاء في الهبوط على سطح القمر. ★ تَصَفح: رائد الفضاء.
وفي عام 1981م نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إطلاق أول مكوك للفضاء من صنعها. وهو مركبة ترتفع في الجو مثل الصاروخ، وتهبط إلى الأرض مثل الطائرة. ومن المعروف أن أول محطة فضاء دائمة هي المحطة الروسية مير التابعة للاتحاد السوفييتي (سابقًا). وقد تم إطلاقها في عام 1986م. وفي عام 1987م منحت الولايات المتحدة الأمريكية عقودًا لبناء محطة فضاء دائمة مصحوبة بجدول زمني لإنجازها واكتمالها خلال أواخر التسعينيات من القرن العشرين ونهايته.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على إطلاق محطة فضائية أمريكية إلا أن انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وإنتهاء الحرب الباردة عام 1991م جعلها تنضم إلى روسيا في وضع برامج مشتركة للمحطات الفضائية. فعلى سبيل المثال، انطلق رائد الفضاء وعالم الكيمياء الحيوية شانون ليوسيد عام 1996م إلى الفضاء على متن مكوك فضائي، وأمضى أكثر من ستة شهور على المحطة الروسية مير.
وتعمل الولايات المتحدة وروسيا وعدة دول أخرى على إقامة محطة فضائية دولية بحلول عام 2004م. ويأمل المسؤولون أن تستوعب هذه المحطة سبعة رواد فضاء إلى جانب ستة مختبرات عملية. وقد تم بالفعل إطلاق مركبتين وتمت عملية الالتحام عام 1998م. وفي 23 مارس 2001م قامت روسيا بتحطيم المحطة الفضائية مير رغم قدرتها على العمل الفضائي بسبب نقص ميزانية نفقاتها.
قد تكون الخطوة التالية في استكشاف الفضاء هي إقامة مستعمرات في الفضاء، ولا شك في أن مثل هذه البرامج الواعدة تقدم فرصًا مثيرة لمزيد من الاكتشافات، وتوضح كذلك أن مستقبل الاكتشافات مثل عالم الفضاء ليس له حدود.
مكتشفو الفضاء المشهورون | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|