الرئيسيةبحث

رالي، السير والتر ( Raleigh, Sir Walter )



السير والتر رالي كان مغامرًا ومكتشفًا. وشخصية قيادية في العهد الإليزابيثي البريطاني.
رالي، السير والتر(1552م - 1618م). أحد ألمع الشخصيات في التاريخ الإنجليزي. كان جنديًا كاتبًا ورجل أعمال.

ولد رالي في هيس بارتون، حيث كان منزل الأسرة في ديفونشاير، والتحق بجامعة أكسفورد، إلا أنه ترك الجامعة قبل تخرجه ليلتحق بجماعة من المغامرين النبلاء، يساعدون الهوجونوتين في فرنسا. وعاد عام 1578م إلى إنجلترا ولحق بأخيه غير الشقيق السير همفري جيلبرت، في رحلة بحرية للاستكشاف والقرصنة.

رالي و إليزابيث الأولى:

في عام 1580م، صار رالي نقيبًا في الجيش بأيرلندا. وهناك تميز بقسوته وتحجر قلبه أثناء حصار اسْميرويك، وفي العام التالي ذهب رالي إلى بلاط الملكة إليزابيث ومعه رسائله الرسمية. صار رالي من أفضل المقربين للملكة. ومنحته أراضي مساحتها 860،4 هكتارًا في أيرلندا، كما منحته تسهيلات تجارية، وحقوقًا وصلاحيات إقامة المستعمرات في أمريكا. وفي عام 1585م، منحته رتبة الفارس.

اكتشافاته:

كان رالي مثله مثل معاصريه الإنجليز في ذلك الوقت، مهتمًا غاية الاهتمام بالاكتشافات. قام رالي بإرسال عدة بعثات استكشافية إلى أمريكا، كما أنفق قدرًا من الثروة في محاولته لتأسيس مستعمرة إنجليزية هناك. وقد استقرت بعثاته الاستكشافية في المكان المعروف الآن بولاية كارولينا الشمالية، فقام باستكشاف المنطقة الساحلية حتى المكان الذي تقع فيه حاليًا ولاية فلوريدا. وأطلق رالي على هذه المنطقة بكاملها اسم فرجينيا على شرف الملكة إليزابيث التي كان يطلق عليها لقب الملكة العذراء.

تحركت بعثته الاستكشافية الأولى نحو المستعمرات من مدينة بليموث في شهر أبريل عام 1585م إلا أن المرض والخوف دفعا الناجين من هذه المستعمرة الإنجليزية الأولى في أمريكا الشمالية للعودة إلى وطنهم برفقة السير فرانسيس دريك عام 1586م.

وفي عام 1587م، أرسل رالي بعثة استكشافية ثانية قوامها 117 مستوطنًا من بينهم 17 امرأة، وقد ألقت هذه البعثة مراسيها في جزيرة رونوك في 18 أغسطس عام 1587م حيث وُلد أول طفل إنجليزي في أمريكا الشمالية.

عاد جون وايت الحاكم إلى إنجلترا ؛ لجلب الإمدادات اللازمة، إلا أنه تأخر بسبب نشوب الحرب مع أسبانيا، وعندما عاد إلى جزيرة رونوك عام 1590م وجد أن أفراد البعثة الاستكشافية الذين استقروا هناك قد اختفوا في ظروف غريبة.

أدى رالي أيضًا دورًا في الانتصار على الأسطول الأسباني الأرمادا عام 1588م. كما قاد البعثات الأخرى ضد الممتلكات الأسبانية، وعاد بمكاسب وغنائم كبيرة. في خلال تسعينيات القرن السادس عشر بلغت قوة رالي أوجها، وكان له تأثيره الكبير، كما كان له العديد من الأعداء.

حصل رالي الذي كان شاعرًا أيضًا على معاش للشاعر الإنجليزي إدموند سبنسر، كما ساعده في طباعة ديوانه فيري كوين أي الملكة الأسطورية. كما ساعد رالي أيضًا في جلب البطاطس والتبغ لزراعتهما في أيرلندا.

أفول نجم رالي:

خسر رالي مكانته الخاصة لدى الملكة بزواجه من إحدى وصيفات الشرف. قاد رالي بعثته إلى غيانا بأمريكا الجنوبية، للبحث عن ألدورادو أرض الذهب الأسطورية، وذلك في محاولته وأمله في استعادة مكانته عند الملكة والأموال التي أنفقها من قبل، إلا أن تلك البعثة لازمها الإخفاق والفشل.

توفيت الملكة اليزابيث عام 1603م، وخلفها على العرش الملك جيمس الأول الذي كان لايثق في رالي ويخشاه. ولذلك فقد وجَّه إليه تهمة الخيانة العظمى، وأودعه السجن في برج لندن. قضى رالي اثنتي عشرة سنة، مع عائلته وخدمه، في راحة تامة داخل سجنه، حيث كتب مؤلفه تاريخ العالم. وأطلق سراحه عام 1616م ليقود بعثة للبحث عن الذهب في أمريكا الجنوبية. وقد أمره الملك بعدم غزو الأراضي الأسبانية، إلا أن رجال رالي هاجموا الأسبان. وقد قتل واط ابن رالي في ذلك الهجوم مما اضطر رالي إلى ترك تلك المغامرة. ولدى عودته إلى إنجلترا حوكم رالي وحكم عليه بالموت لعدم إطاعته للأوامر الملكية. وقد واجه رالي مصيره بكل شجاعة، حتى إنه ـ كما يقال ـ كان يتبادل النكات مع منفذ الحكم، بل إنه أعطى بنفسه الإشارة لتنفيذ الحكم بقطع رأسه بالفأس.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية