الرئيسيةبحث

الطريق التجاري ( Trade route )



الطريق التجاري طريق يوصل البضائع الجديدة إلى المنازل والمجتمعات، فقد وصلت المنتجات الشرقية النفيسة إلى أوروبا الغربية في العصور الماضية، ثم أخذت البلدان في تبادل المواد الخام والمنتجات المصنوعة، مما أدى إلى ظهور مدن كبيرة على طول الطرق التجارية. كما عملت الطرق التجارية أيضًا على زيادة الاتصال بين الشعوب، مما أدى إلى تبادل الأفكار والعادات. وقد أثرت الطرق التجارية في نمو الحضارة الإنسانية بشكل كبير. فقد أدى التبادل التجاري مع المسلمين في الشرق الأوسط إلى وصول كثير من البضائع والمعارف الجديدة في العصور الوسطى إلى أوروبا، وقد كشفت رحلات التاجر الإيطالي ماركو بولو الشهيرة عن كثير من المعلومات المتعلقة بالصين والإمبراطورية المغولية.

الطرق التجارية القديمة:

كانت الطرق التجارية قائمة بين الشعوب البدائية. واتسعت مع انتشار الحضارات. فقد رحلت قوافل السومريين القدماء عبر آسيا الغربية إلى البحر الأبيض المتوسط. كما استخدم الفينيقيون الطرق البحرية للتبادل التجاري مع مصر واليونان ووسط آسيا وإيطاليا والجزر البريطانية.

وقد وصلت البضائع النفيسة إلى أوروبا من الشرق الأقصى عبر ثلاثة طرق تجارية رئيسية. أولها الطريق الشمالي، أو طريق الحرير العظيم الذي يبدأ من الصين ويمر بوسط آسيا وبحر الخزر والبحر الأسود وينتهي في بيزنطة المعروفة الآن بمدينة إسطنبول. ونظرًا لخطورة هذا الطريق البري وتكلفته ؛ فقد تحوَّلت تجارة الحرير إلى الطريق التجاري الأوسط. ويمر هذا الطريق الأوسط بالخليج العربي ووادي الفرات ثم ينتهي إما على ساحل البحر الأسود أو المدن السورية مثل دمشق. أما الطريق التجاري الجنوبي البحري فيبدأ من الصين ويمر حول القارة الهندية ثم البحر الأحمر وبعد ذلك يستمر عبر البر إلى أن يصل نهر النيل في شمال مصر. واستخدم التجار الطريق التجاري الجنوبي لحمل البهارات واللؤلؤ من سيلان ؛ والقطن والبهارات والأحجار النفيسة من الهند، ومن الجزيرة العربية القرفة والبخور.

كما تاجر تجار الإمبراطورية الرومانية مع العالم المعروف آنذاك. وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية امتد الطريق التجاري عبر جبال الألب حتى وصل إلى أسبانيا وفرنسا وألمانيا. وأدت وسائل المواصلات المائية دورًا مهمًا في التجارة الأوروبية. فقد شحن التجار القدماء البضائع عبر نهر السين والراين والدانوب في أوروبا الغربية وعبر نهري الفولجا والدون في أوروبا الشرقية. وتبادل هؤلاء التجار في الموانئ الساحلية مثل بوردو ونانت، النبيذ والحبوب والعسل الفرنسي مقابل المعادن البريطانية والزيوت والرصاص الأسباني.

طريق العصور الوسطى:

استطاعت المدن التي تاجرت مع بلدان شرق البحر الأبيض المتوسط مثل البندقية وجنوة أن تبني إمبراطورية تجارية قوية. كما قام الأسطول الإيطالي بنقل البضائع التي وصلت بالسفن إلى المدن الإيطالية من الشرق الأقصى إلى أسبانيا وإنجلترا وبلاد الفلاندر. كما نقلت البضائع الأخرى عبر الأراضي الإيطالية وجبال الألب إلى المدن الفرنسية والألمانية الواقعة على طول نهري الراين والدانوب. واشترى تجار منطقة شمال ألمانيا هذه البضائع من المناطق الفنلندية والألمانية ونقلوها مع منتجاتهم إلى إنجلترا ودول البلطيق وبولندا وروسيا.

البحث عن طرق جديدة:

أدى البحث عن طرق جديدة إلى عصر عظيم من الاكتشافات. فلقد بدأت الأمم الأوروبية البحث عن طرق جديدة تؤدي إلى الشرق وتجنبهم دفع المكوس الباهظة، ومواجهة الأخطار التي تعترض طريق رحلتهم إلى الشرق الأقصى، وتمكنهم من التخلص من القيود والأسعار المرتفعة التي فرضتها دول المدن الإيطالية على البضائع.

فقد فتحت رحلات كولمبوس وغيره من المكتشفين أعين الناس على عالم جديد، وازدهرت طرق بحرية جديدة. وأُنشِئَت شركات تجارية تتحكم في التجارة. وكان البرتغاليون أول من طَوَّروا التجارة بين الهند والجزر الإِندونيسية وبين أوروبا. واقتفى أثرهم الأسبان وسار على نفس المنهج الهولنديون والفرنسيون والإنجليز. وقد أدى هذا النشاط التجاري إلى استعمار البلدان المختلفة.

الطرق التجارية المعاصرة:

يصعب حصر الطرق التجارية المعاصرة نظرًا لكثرتها وتشعبها في جميع أنحاء العالم. فالطرق وشبكات السكك الحديدية تنتشر في القارات المختلفة. وتقوم السفن بحمل البضائع في البحار والممرات المائية العالمية.

★ تَصَفح أيضًا: الكشوف الجغرافية ؛ التجارة ؛حياة الإستطان في أمريكا ؛ الاستعمار.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية