الرئيسيةبحث

الممر الشمالي الغربي ( Northwest Passage )


الممر الشمالي الغربي تبين هذه الخريطة الطرق التي سلكها المكتشفون بحثًا عن ممر بحري شمالي يصل ما بين أوروبا وآسيا.
الممر الشمالي الغربي ممر بحري اكتشف بعدما تبين للمكتشفين الذين أتوا بعد كولمبوس أن أمريكا الشمالية لم تكن جزءًا من آسيا، كما كانوا يظنون في البداية. وفي هذا الوقت، كان المغامرون البريطانيون والفرنسيون والهولنديون أكثر اهتمامًا بالعثور على طريق سهل إلى آسيا من اهتمامهم باكتشاف أمريكا الشمالية واستيطانها. وهكذا بدأوا في البحث عن ممر شمالي غربي، أو ممر مائي يمكن أن يقودهم حول القارة الأمريكية أو عبرها.

تعد قصة البحث عن الممر الشمالي الغربي نوعًا من قصص المغامرات والبطولة. ففي عام 1524م أبحر جوفاني فيراتزانو تحت العلم الفرنسي وحاول أن يجد هذا الممر، وربما يكون قد وصل في اكتشافه إلى موقع في الشمال هو مين.

أما جاك كارتييه فاكتشف نهر سانت لورنس في أثناء حملته الاكتشافية باسم فرنسا في سنة 1535م. وكان كارتييه يبحث أثناء ذلك عن طريق يقوده إلى الصين. كذلك قامت شركة الهند الشرقية الهولندية، بعد سنوات عديدة، بإيفاد هنري هدسون لإيجاد ممر أقصر إلى بحار الجنوب. وفي سنة 1609م ظن هدسون أنه وجد ذلك الطريق، وذلك عندما أبحر في خليج نيويورك متجهًا إلى نهر هدسون. في عام 1610م اكتشف هدسون مضيقًا وخليجًا سُميا فيما بعد باسمه عندما كان يبحث عن الممر الشمالي الغربي.

سفينة روالد أموندسن المسماة ججوا (إلى اليمين) أبحرت في الممر الشمالي الغربي في الفترة مابين عامي 1903 و 1906م، لتصبح بذلك السفينة الأولى التي تكمل هذه الرحلة. وفي (الصورة اليسرى)، يظهر أموندسن الذي يقف أقصى اليسار، وقد بدا عليه الإرهاق، مع طاقم السفينة بعد وصوله إلى نوم في ألاسكا.
ولم تقم دولة بجهد أكبر مما فعلته إنجلترا لاكتشاف هذا الممر. إذ بدأ السير مارتن فروبشر سلسلة من الحملات الإنجليزية سنة 1576م، وتابع الإنجليز هذه الاكتشافات على مدى 300 سنة. وقد أبحر هؤلاء الرجال إلى مسافات بعيدة في الشمال، إلا أن فروبشر حقق اكتشافات مهمة، بما فيها اكتشافه خليج فروبشر، وهو فجوة في جزيرة بافين، التي سميت فيما بعد بافين لاند. وتبعه جون ديفز، الذي أبحر في المضيق الذي يحمل اسمه الآن. وفي عام 1616م قام وليم بافين وروبرت بيلوت بالإبحار في مضيق ديفز وحول القناة التي عرفت حينئذ باسم خليج بافن. وكان لكل من روسيا وهولندا والدنمارك نصيب في هذا البحث.

ومع نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، اكتشفت هذه المنطقة بما فيها مضيق هدسون، وخليج هدسون، ومضيق ديفز، وخليج بافن والبحار المتجمدة من جرينلاند إلى سبيتسبيرجن، ومن سبيتسبيرجن إلى نوفايا زمليا. ★ تَصَفح: الكشوف الجغرافية.

سفينة الإنفستيجيتور التي كان يقودها المكتشف البريطاني السير روبرت ماكلور ؛ أبحرت إلى الشاطئ الشمالي لجزيرة بانكس سنة 1850م. وهناك منعها الجليد الكثيف من الإبحار أبعد من ذلك، غير أن ماكلور وبحارته استمروا في رحلتهم بوساطة الزلاجة والسفينة، وأتموا الرحلة الأولى خلال الممرّ الشمالي الغربي سنة 1854م.
وفي عام 1818م ابتدأ الكابتن جون روس (1777 - 1856م)، وهو مكتشف أسكتلندي، بالسلسلة الأخيرة من الحملات. وجاء بعده المكتشف البريطاني السير جون فرانكلين، وهو أكثر المكتشفين شهرة ممن أتوا بعده ـ حيث اكتشف طريقًا إلى آسيا في رحلة فيما بين عامي 1845 و1847م. وقد وصلت سفنه إلى جزيرة الملك وليم، القريبة من المياه التي تؤدي مباشرة إلى الساحل الآسيوي. إلا أن فرانكلين وبحارته لقوا حتفهم في هذه الرحلة، وظل اكتشافهم مجهولاً إلى أن عثرت بعثات لاحقة على آثارهم الباقية من هذه الرحلة. وفي عام 1850م أبحر المكتشف البريطاني السير روبرت ماكلور عبر طريق إلى الشاطئ الشمالي الذي يعرف الآن بجزيرة بانكس. وقد أعاق الجليد الكثيف رحلته، إلا أن ماكلور وبحارته واصلوا حملتهم، مستخدمين الزلاجة والسفينة، وتمكنوا في عام 1854م من إكمال الرحلة الأولى خلال الممرّ الشمالي الغربي.

وفي عام 1906م قامت سفينة روالد أموندسن، المسماة ججوا بأول رحلة على الممرّ الشمالي الغربي، متجهة من الشرق إلى الغرب. أما أول رحلة من الغرب إلى الشرق فقد أنجزتها في عام 1942م السفينة سانت روك التابعة لشرطة الخيالة الملكية الكندية. وفي عام 1954م اقتحمت كاسحات الجليد التابعة للبحرية الأمريكية وحرس السواحل مضيق ماكلور. كذلك قامت ثلاثة زوارق تابعة لحرس السواحل الأمريكي، هي: سبار وبرامبل وستوريس، تساعدها كاسحة الجليد الكندية، لبرادور، برحلة من الغرب إلى الشرق في عام 1957م، مبحرة عبر مضيق بيلوت، وهو قناة ضيقة، غير أنه كاف لعبور الشاحنات، ويتيح لسفن الشحن أن تفرغ الإمدادات لخطوط رادار الإنذار المبكر في شمالي كندا. وكانت سبار هي السفينة الأولى التي تبحر بشكل كامل حول أمريكا الشمالية في رحلة مستمرة ؛ إذ بدأت من بريستول في رود آيلاند، واتجهت جنوبًا إلى قناة بنما، ثم اتجهت شمالاً بامتداد ساحل المحيط الهادئ، ومرت بالممرّ الشمالي الغربي ثم عادت إلى بريستول.

وفي عام 1960م قامت الغواصة النووية سيدراجون، التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، بأول رحلة تحت المياه عابرة الممر الشمالي الغربي، وقطعت بذلك مسافة 1368كم ابتداء من لانكاستر ساوند وعبر جزيرة القطب الشمالي الكندية ومضيق ماكلور. وفي عام 1969م أصبحت ناقلة النفط مانهاتن الأمريكية أول سفينة تجارية تكمل هذا الطريق. وقد أبحرت مانهاتن إلى ألاسكا عن طريق مضيق برنس أوف ويلز.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية