تُعد محاكمات نورنبيرغ من أشهر المحاكمات التي شهدها التاريخ المعاصر، وتناولت المحاكمات في فترتها الأولى، مجرمي حرب القيادة النازية بعد سقوط الرايخ الثالث، وفي الفترة الثانية، تمّت محاكمة الأطباء الذين أجروا التجارب الطبية على الناس . وعُقدت أول جلسة في 20 نوفمبر 1945 واستمرّت الجلسات حتّى 1 أكتوبر 1946. عقد الحلفاء جلسات المحاكمات العسكرية في قصر العدل لدى نورمبرغ، ولعل من أهم أسباب عقد الجلسات في القصر المذكور يعود للدّمار الشامل الذي آلت اليه دور المحاكم الألمانية جرّاء قصف الحلفاء الكثيف إبّان الحرب العالمية الثانية. تناولت المحاكمات بشكل عام مجرمي الحرب الذين ارتكبوا فظائع بحق الإنسانية في أوروبا، ومن أحد الفظائع المرتكبة إنشاء معسكرات الإعتقال للمدنيين الاوروبيين والزج بالمدنيين في تلك المعتقلات التي اتسمت بأسوأ الظروف المعيشية. فلم يعبأ النازيون بسلامة المعتقلين ولا توفير أدنى سبل الراحة في تلك المعتقلات.
فهرس
|
في عام 1943، إلتقى أقطاب الحلفاء الثلاثة الكبار (الولايات المتحدة، والإتحاد السوفييتي، وبريطانيا) في العاصمة الإيرانية طهران، وقرر الرؤساء في قمّتهم معاقبة المسؤولين عن جرائم الحرب خلال الحرب العالمية الثانية. وبانتهاء الحرب، تمّت محاكمة 200 من قادة الحزب النازي الألماني في محكمة نورمبيرغ و 1600 آخرون في محاكمات عسكرية إعتيادية خارج نورمبرغ. قام أقطاب الحلفاء الثلاثة بتزويد المحاكم بقاضِ رئيس وقاض آخر بديل، ومدّع عام. ونذكّر هنا أن فرنسا تمكنت من حجز كرسي لقاض فرنسي ليصبح القضاة 4 بدلا من 3.
لم يكن من حق المتهمين في جرائم الحرب العالمية الثانية اختيار القضاة! مما جعل الكثير يشكّون بعدالة ونزاهة سير المحاكمات، خاصّة ان القضاة أتوا من بلدان تضّررت بشكل فادح على يد المتهمين النازيين. ولعلّ إنتداب القاضي الروسي "نيكيشينكو" [1] من قِبل الإتحاد السوفييتي أضفي جانباً سلبياً في نزاهة وعدالة المحاكمات. فلم يتوفّر للمتهمين طاقم من المحامين ليتولى مسؤولية الدفاع عنهم، كما صاغ القضاة سلسلة من الإتهامات التي لم تستند على أي من الضوابط القانونية لأي من الدول الأربع المشاركِة في المحاكمات.
قائمة بالأربع وعشرين متهم :
. . .
محاكم نورمبرغ من الموسوعة الإنجليزية